وفيات في سجن لبناني والاشتباه بـ«فيروس قاتل»

مخاوف من رفض عون مغادرة القصر الجمهوري

سجن رومية (أ.ب)
سجن رومية (أ.ب)
TT

وفيات في سجن لبناني والاشتباه بـ«فيروس قاتل»

سجن رومية (أ.ب)
سجن رومية (أ.ب)

طلبت رئاسة الحكومة اللبنانية من وزارة الداخلية «إجراء تحقيق فوري وعاجل» في مزاعم حول وفاة سجناء نتيجة «وضع صحي مستجد» في سجن رومية المركزي. وتضاربت الأنباء حول أسباب وفاة السجناء في السجن المكتظ، الذي يعد أكبر سجون لبنان، بعد الاشتباه بانتشار «فيروس قاتل».
وكان وفد من أهالي الموقوفين، زار مقر رئاسة الحكومة، حيث التقى بهم الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وأوضح مصدر في رئاسة الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، أن أهالي السجناء أبلغوا مكية «بتفشي فيروس في السجون أدى إلى وفاة سجينين قبل أيام وسجين ثالث أمس الجمعة»، وقال المصدر إن رئاسة الحكومة «أخذت الأمر على محمل الجد ووجهت كتاباً عاجلاً إلى وزير الداخلية لإجراء تحقيق وكشف طبي على السجون التي يزعم وجود هذه الفيروس فيها».
من جهة أخرى، تسود مخاوف في الأوسط السياسية من احتمال رفض الرئيس ميشال عون، مغادرة القصر الجمهوري بعد انتهاء ولايته، في تكرار لتجربة عام 1989 عندما كان يرأس حكومة عسكرية ورفض مغادرة القصر، بعدما رفض الموافقة على اتفاق الطائف، رغم انتخاب الرئيس رينيه معوض، بعد التوصل إلى اتفاق الطائف. كما رفض تسليم السلطة للرئيس إلياس الهراوي الذي انتخب بعد اغتيال معوض.
ورغم أن زوار عون نقلوا عنه تأكيده، أنه لن يبقى في القصر الجمهوري ساعة واحدة بعد انتهاء ولايته، عادت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» لضخ معلومات تتحدث عن فتاوى دستورية تمكن عون من الاستمرار في مهامه، بذريعة أن حكومة تصريف الأعمال ليست مخولة تولي صلاحياته بالوكالة. ويتذرع مقربون من عون بأن صلاحيات الرئيس تنتقل إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وأن حكومة تصريف الأعمال غير قادرة دستورياً على عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات.
... المزيد


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)
عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)
TT

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)
عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

في أعقاب الأحداث التي وقعت مؤخرا في جنين وطولكرم، التي اصطدم فيها عدد من الشبان المسلحين مع قوات الأمن الفلسطينية، أعربت جهات أمنية إسرائيلية عن تقديرها بأن الضفة الغربية يمكن أن تشهد حالة غليان جماهيرية واسعة تتدهور على غرار المثال السوري، متهمة «حماس» وإيران بالتحريض على السلطة الفلسطينية، متناسية الممارسات الإسرائيلية اليومية التي تزعزع هذه السلطة، وكان آخرها الخميس مع مقتل فلسطينيين بالرصاص.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في رصد لمواقف قادة الأجهزة الأمنية، إن «هناك تقديرات في القيادات العليا والميدانية، تشير إلى احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، بتأثير من سقوط نظام بشار الأسد والتطورات في سوريا»، الذي وُصف بـ«تدحرج حجارة الدومينو»، وأن «يقود تدهور الوضع في الضفة الغربية في حال تصاعد بشكل كبير إلى انهيار السلطة الفلسطينية». وتابعت إذاعة الجيش تقول إن جهاز الأمن، أي الجيش و«الشاباك»، يتابع بشكل مستنفر الأوضاع في الضفة الغربية.

صبي على دراجته الهوائية قرب عربة إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

وذكرت الإذاعة أن أحد المؤشرات يتعلق بـ«مواجهات غير عادية وتبادل إطلاق نار في اليومين الأخيرين» بين «أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومسلحين في جنين وطولكرم، وتسجيل إصابات في الجانبين». وبحسب المصادر الأمنية المذكورة، فإن الأحداث في هذه المرحلة محصورة في شمال الضفة، لكن التخوف هو من امتدادها إلى مناطق أخرى.

وادعت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن سبباً آخر لاحتمال تدهور الوضع في الضفة هو «التحريض المتزايد التي ترصده إسرائيل في الشبكات الاجتماعية ضد السلطة وقادتها فرداً فرداً». وقالت إن «حماس» تقود هذه الحملة وتدعو الجمهور الفلسطيني إلى الخروج للشوارع والتظاهر ضد السلطة الفلسطينية، وإنه جرت مسيّرات في جنين ولا توجد استجابة واسعة للدعوة إلى التظاهر.

وتابعت المصادر الإسرائيلية أن إيران أيضاً تحاول إشعال الضفة بعد سقوط نظام الأسد وضعف «حزب الله». وبحسبها، فإن الضفة الغربية أصبحت الغاية المقبلة للإيرانيين الذين يبذلون جهداً لتقويض الوضع فيها. ونقلت الإذاعة عن المصادر الأمنية قولها إنها «نتابع من كثب وباستنفار كبير الأحداث. ونحشى من غليان، وتدهور سريع ومن تأثير الأحداث التي شهدناها في سوريا. وانهيار السلطة الفلسطينية من شأنه أن يؤدي إلى موجة إرهاب وفقدان مطلق لاستقرار ميداني».

فلسطينيون يشيعون قتيلاً سقط برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة بنابلس الخميس (د.ب.أ)

المعروف أن الضفة الغربية تشهد عمليات قمع واسعة من الجيش الإسرائيلي للمواطنين، تنتهك فيها أراضي السلطة الفلسطينية وتضعضع مكانة هذه السلطة وتضعفها ويترافق ذلك مع عمليات توسيع للاستيطان اليهودي واعتداءات دامية من المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين، تفاقمت بشكل كبير مع قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلغاء أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين المشبوهين بعمليات إرهاب وشلّ عمل الشرطة ضد اعتداءاتهم. وقد حذَّرت أجهزة الأمن الإسرائيلية من نشاط هؤلاء المستوطنين، طول الوقت، لكنها أغفلت خطورة عمليات الجيش.

ويحذّر الكثير من الإسرائيليين من «جهود إيران و(حماس) التغطية على فشلهما بتوجيه النيران إلى السلطة الفلسطينية»، لكنهم يحذرون أيضاً من سياسة الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية التي لا تقل خطورة في زعزعة الأوضاع في الضفة، خصوصاً وأن هناك تياراً قوياً في الحكومة يقوده وزير المالية، بتسليل سموترتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ويحظى بدعم صامت من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ويتحدث عن اتخاذ إجراءات تفضي إلى انهيار السلطة الفلسطينية وإحداث فوضى تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

قتيلان في الضفة

وقُتل فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، الخميس، في مدينة قلقيلية ومخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب مصادر فلسطينية والجيش الإسرائيلي.

فلسطيني يسير قرب عربتين إسرائيليتين خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس قُتل شاب عقب دخول الجيش الإسرائيلي المخيم فجر الخميس، بحسب سكان من المخيم واللجنة الشعبية التي تدير المخيم.

وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة نابلس، أصيب اثنان من سكان مخيم بلاطة، أحدهما امرأة في الستين من العمر، «نتيجة تعرضهما للضرب من قبل الجيش الإسرائيلي».

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه «تمكن من القضاء على إرهابي خلال نشاط لمكافحة الإرهاب في نابلس وعثر على بندقية وذخيرة».

كذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب محمد براهمة (25 عاماً) في مدينة قلقيلية في شمال الضفة، واحتجاز جثمانه.

وقال الجيش الإسرائيلي: «تم القضاء على إرهابي آخر... خلال نشاط لمكافحة الإرهاب في قلقيلية».

وينفذ الجيش الإسرائيلي هجمات متكررة على شمال الضفة الغربية بدعوى ملاحقة مطلوبين أو خلايا مسلحة يتهمها بالتخطيط لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.

وقُتل ما لا يقل عن 792 فلسطينياً في الضفة الغربية إثر هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ اندلاع الحرب بين «حماس» وإسرائيل في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.

كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.