«طالبان باكستان» تشكل أكبر مجموعة من المقاتلين الأجانب في أفغانستان

الحركة تتعاون مع شبكات متشددة أخرى عابرة للحدود

عناصر من طالبان في حالة تشديد أمني بعد هجوم إرهابي على مسجد بالعصامة كابل منتصف الشهر الجاري (إ.ب.أ)
عناصر من طالبان في حالة تشديد أمني بعد هجوم إرهابي على مسجد بالعصامة كابل منتصف الشهر الجاري (إ.ب.أ)
TT

«طالبان باكستان» تشكل أكبر مجموعة من المقاتلين الأجانب في أفغانستان

عناصر من طالبان في حالة تشديد أمني بعد هجوم إرهابي على مسجد بالعصامة كابل منتصف الشهر الجاري (إ.ب.أ)
عناصر من طالبان في حالة تشديد أمني بعد هجوم إرهابي على مسجد بالعصامة كابل منتصف الشهر الجاري (إ.ب.أ)

باتت حركة «طالبان باكستان» الآن مرة أخرى في وضع يمكنها من تشكيل تهديد إرهابي كبير لقوات الأمن الباكستانية والمراكز الحضرية بعد أن سمح لها بإعادة تجميع صفوفها مع حركة «طالبان أفغانستان» منذ أغسطس (آب) 2021.
وبحسب تقرير لجنة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، تمتلك حركة طالبان باكستان أو طالبان الباكستانية أكبر عناصر المقاتلين الأجانب المتمركزين حاليا في أفغانستان بعد استيلاء طالبان على كابل.
يظهر التقرير الثلاثون للجنة مراقبة العقوبات التابعة لمجلس الأمن المفروضة على تنظيمي «داعش» و«القاعدة» المعني برصد قدرات مختلف الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان أن «طالبان باكستان» لديها حاليا «أكبر مكون» يضم 3000 إلى 4000 مقاتل أجنبي في أفغانستان. هذا العدد أكبر من أي مجموعة أخرى من المقاتلين الأجانب المتمركزة في أفغانستان.
بدأ الزعيم المركزي لحركة طالبان باكستان، نور والي محسود، جهود إعادة تنظيم الجماعة المتشددة في وقت ما من عام 2020، عندما ظهرت مؤشرات واضحة على انسحاب أميركي من أفغانستان». ووفقاً للخبراء، لعبت قيادة القاعدة المتمركزة في أفغانستان دورا حاسما في المساعدة على إعادة تنظيم حركة طالبان الباكستانية في أفغانستان.
وفقاً لتقرير مجلس الأمن الدولي، فإن نجاح نور والي محسود في إعادة توحيد فصائل حركة طالبان باكستان المختلفة جعل المجموعة «أكثر تماسكا، وتشكل تهديدا أكبر في المنطقة». وبحسب التقرير: «تعمل حركة طالبان باكستان مع شبكات جهادية أخرى عابرة للحدود الوطنية، مثل «حركة تركستان الشرقية»، ومقرها أفغانستان. كما أن المجموعة مرتبطة أيضاً «بالقاعدة»، حيث أظهر تقرير فبراير (شباط) 2021 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن اندماج المجموعة المناهضة لباكستان قد سهله تنظيم القاعدة».
وفي محادثات مع الحكومة الباكستانية، رفضت قيادة حركة طالبان الباكستانية رفضاً تاما مطالبة الحكومة بنبذ العنف مقابل عرض الحكومة بالعودة والاستقرار في أراضي أجدادهم. وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إن طالبان تريد السيطرة الكاملة على المناطق القبلية السابقة.
المحادثات بين طالبان وحكومة باكستان متوقفة في الوقت الحاضر. لكن غالبية الخبراء في باكستان يعتقدون أن حركة طالبان باكستان كانت تخطط لموجة أخرى من العنف ضد قوات الأمن الباكستانية والمراكز الحضرية». وبين عامي 2007 و2014 شهد المجتمع الباكستاني موجة مروعة من العنف ضحى خلالها المئات من أفراد قوات الأمن والمواطنين العاديين بحياتهم.
كانت الحكومة الباكستانية قد أبرمت في الماضي اتفاقيات سلام مع طالبان إلا أنها صدمت لاحقا بموجة جديدة من العنف من جانب طالبان.
وفي مايو (أيار) 2004، وقعت باكستان اتفاقية مع زعيم حركة طالبان الباكستانية آنذاك، نك محمد، من جنوب وزيرستان. ودعت الاتفاقية إلى وقف إطلاق النار. سمح لحركة طالبان بالاحتفاظ بأسلحتها. واستمرت هذه الاتفاقية 50 يوما فقط.
وفي عام 2006، تم التوقيع على اتفاقية أخرى، وصفها حاكم الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (الآن خيبر باختونخوا) بأنه «غير مسبوق في تاريخ القبائل»، وفشل ذلك أيضاً في إحلال السلام. تم التوقيع على اتفاقية أخرى في عام 2008، وفشلت أيضاً في إنهاء الإرهاب.
بعد العديد من الإخفاقات المتكررة لاتفاقيات السلام، لماذا لا تزال الحكومة الباكستانية متفائلة بأن محادثات السلام هذه المرة يمكن أن تنجح؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال في إحجام الحكومة الباكستانية عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق أخرى ضد مقاتلي طالبان. السبب الرئيسي لهذا التردد هو ندرة الموارد المالية للحفاظ على مثل هذه العملية واسعة النطاق لفترة أطول من الزمن.


مقالات ذات صلة

«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

العالم «طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

اعتبرت حركة «طالبان» الحاكمة في كابل، الجمعة، أن منع النساء الأفغانيات من العمل مع الأمم المتحدة «شأن اجتماعي داخلي»، وذلك رداً على تبني مجلس الأمن قراراً يندد بالقيود التي تفرضها الحركة المتشددة على الأفغانيات عموماً ومنعهن من العمل مع وكالات الأمم المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان: «انسجاماً مع القوانين الدولية والالتزام القوي للدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) باحترام الخيارات السيادية لأفغانستان، إنه شأن اجتماعي داخلي لأفغانستان لا تأثير له على الدول الخارجية». وتبنى مجلس الأمن، الخميس، بإجماع أعضائه الـ15، قراراً أكد فيه أن الحظر الذي أعلنته «طالبان» في مطلع الشهر الحالي على

العالم مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

تبنى مجلس الأمن الدولي، الخميس، قرارا يدعو حركة «طالبان» إلى «التراجع بسرعة» عن جميع الإجراءات التقييدية التي فرضتها على النساء. وأضاف القرار الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، أن الحظر الذي فرضته «طالبان» هذا الشهر على عمل النساء الأفغانيات مع وكالات الأمم المتحدة «يقوض حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

قال مسؤولون أميركيون إن حركة «طالبان» قتلت مسلحاً تابعاً لتنظيم «داعش» كان «العقل المدبر» وراء هجوم انتحاري بمطار كابل الدولي في 2021، أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين، خلال عمليات الإجلاء الأميركية من البلاد، وفقاً لوكالة «رويترز». ووقع التفجير في 26 أغسطس (آب) 2021، بينما كانت القوات الأميركية تحاول مساعدة المواطنين الأميركيين والأفغان في الفرار من البلاد، في أعقاب سيطرة حركة «طالبان» على السلطة هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم «طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

«طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

قالت حكومة «طالبان» الأفغانية إن حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة «مسألة داخلية»، بعدما عبرت المنظمة الدولية عن قلقها من القرار، وقالت إنها ستراجع عملياتها هناك، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة «طالبان» اليوم (الأربعاء) إنه «ينبغي أن يحترم جميع الأطراف القرار»، وذلك في أول بيان لحكومة «طالبان» حول الخطوة منذ إقرار الأمم المتحدة بمعرفتها بالقيود الجديدة الأسبوع الماضي. وذكرت الأمم المتحدة أنها لا يمكنها قبول القرار لأنه ينتهك ميثاقها. وطلبت من جميع موظفيها عدم الذهاب إلى مكاتبها بينما تجري مشاورات وتراجع عملياتها حتى الخامس من مايو (أيار).

«الشرق الأوسط» (كابل)
الولايات المتحدة​ إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الخميس)، ملخصاً للتقارير السرية التي ألقى معظمها اللوم على سلفه، دونالد ترمب، في انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي في أغسطس (آب) 2021 من أفغانستان، لفشله في التخطيط للانسحاب الذي اتفق عليه مع حركة «طالبان»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأثار ملخص الإدارة الديمقراطية، المأخوذ من المراجعات السرية لوزارتي الخارجية والدفاع، التي أُرسلت إلى «الكونغرس»، ردود فعل غاضبة من المشرعين الجمهوريين الذين طالبوا بالوثائق من أجل تحقيقهم الخاص في الانسحاب. وانتقد مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الإدارة الأميركية بشدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.