جيورجيا ميلوني... الوجه الأنثوي لقوى الفاشية الجديدة في إيطاليا

الاستطلاعات ترشحها لتغدو أول رئيسة وزراء في تاريخ البلاد

جيورجيا ميلوني... الوجه الأنثوي لقوى الفاشية الجديدة في إيطاليا
TT

جيورجيا ميلوني... الوجه الأنثوي لقوى الفاشية الجديدة في إيطاليا

جيورجيا ميلوني... الوجه الأنثوي لقوى الفاشية الجديدة في إيطاليا

أواخر الشهر المقبل يذهب الإيطاليون إلى الانتخابات العامة المسبقة التي فرضها سقوط «حكومة الإنقاذ» برئاسة ماريو دراغي. وكانت الحكومة قد سقطت بعد فشل الأحزاب البرلمانية - للمرة الرابعة على التوالي - في الاتفاق على رئيس خارج من صناديق الاقتراع، وبعدما عادت النزعات الانتقامية والحسابات الضيّقة وشهوة المكائد المتأصلة في الحمض النووي للسياسة الإيطالية لتحدد معادلة التوازنات في أقل البلدان الأوروبية استقراراً وأكثرها اندفاعاً إلى شفير الأزمات الحكومية. إلا أن هذه الأزمة التي تعيشها إيطاليا منذ مطالع الصيف تختلف عن سابقاتها من حيث إن الانتخابات المقبلة تكاد تكون نتائجها محسومة لصالح ائتلاف القوى اليمينية التي يقودها اليوم حزب «إخوان إيطاليا»، وزعيمته جيورجيا ميلوني. وهي سياسية تدرّجت في مناصب قيادية لفلول الحركة الفاشية، وتجمع استطلاعات الرأي على فوزها وتوليها رئاسة حكومة إيطاليا، القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد الأوروبي، وهو الذي يشهد منذ سنوات تنامياً واسعاً وسريعاً للقوى والأحزاب اليمينية المتطرفة.
في العام 1996 كانت جيورجيا ميلوني في التاسعة عشرة من عمرها ومسؤولة عن الدائرة الطلابية في حزب «الحلف القومي»، الوريث المباشر لـ«الحركة الاجتماعية الإيطالية» التي قامت على أنقاض الحزب الفاشي المحظور. ويومذاك أدلت ميلوني بالتصريح التالي إلى القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي: «أعتقد أن بينيتو موسوليني كان سياسياً جيّداً، لأن كل ما فعله كان لمصلحة إيطاليا التي لم تعرف سياسياً مثله طوال العقود الخمسة المنصرمة».
ومع انطلاق الحملة الانتخابية الراهنة، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتداول الشريط المصوّر لهذا التصريح، في حين كانت ميلوني تجهد لترويج صورتها كزعيمة سياسية أوروبية جاهزة لتولّي الحكم مُطهّرة من أدران الموروث الفاشي. وبالفعل، سارعت زعيمة «إخوان إيطاليا» إلى توزيع شريط مصوّر على وسائل الإعلام الأجنبية، تقول فيه: «منذ أيام، أقرأ مقالات في الصحافة الأجنبية عن الانتخابات العامة المقبلة في إيطاليا، تصفني كخطر على النظام الديمقراطي، وعلى الاستقرار الإيطالي والأوروبي والدولي. إن اليمين الإيطالي طوى صفحة الفاشية منذ عقود، وأدان بلا غموض قمع الحريات والقوانين البغيضة المناهضة للسامية». لكنها رفضت التجاوب مع نداءات القوى السياسية الأخرى التي طلبت منها إزالة شعار الشعلة الفاشي من راية الحزب، قائلة: «الشعلة في شعار الحزب لا علاقة لها بالفاشية، بل هي التعبير عن المسار الذي قطعه اليمين الديمقراطي في تاريخ الجمهورية الإيطالية، ونحن فخورون بذلك».
- سيرة شخصية
ولدت جيورجيا ميلوني في العاصمة الإيطالية روما عام 1977 من أبوين هاجرا إلى العاصمة الإيطالية من جزيرتي سردينيا وصقلية. وقبل بلوغها الثانية عشرة، أصيبت بأول صدمة كبيرة في حياتها، عندما هجر والدها المنزل، وانقطعت أخباره نهائياً عن العائلة. وترك ذلك الحدث أثراً عميقاً لديها، قالت عنه في إحدى المقابلات أخيراً: «الأب الذي ليس موجوداً، ويختفي من حياتك بين ليلة وضحاها، أب لا يحبك، بل يرفضك. إنه جرح أعمق من الجرح الذي تتركه وفاته».
انخرطت جيورجيا في النشاط السياسي، وهي ما زالت في الخامسة عشرة، عندما التحقت بـ«جبهة الشباب» التابعة لـ«الحركة الاجتماعية الإيطالية» التي تعد الوريث الشرعي المباشر للحزب القومي الفاشي الذي أسسه بينيتو موسوليني. ومن ثم، تدرجت بسرعة في «الحركة» لتصبح المسؤولة عن «الدائرة الطلابية» (وهي تحمل شهادة ثانوية في اللغات). وهي تنظيم كان يضمّ «الفاشيين الجدد» الذين شارك كثير منهم في العمليات الإرهابية التي أوقعت عشرات القتلى في إيطاليا إبان الفترة التي يطلق عليها مسمى «سنوات الرصاص»، والتي شهدت أعمال عنف كثيرة على يد التنظيمات اليسارية المتطرفة، مثل «الألوية الحمر» والمنظمات اليمينية الفاشية.
عام 2006 أصبحت ميلوني أصغر مساعدة لنائب رئيس البرلمان الإيطالي. وبدأت تزاول نشاطها كصحافية، قبل أن تتولّى رئاسة قسم الشباب في حزب «شعب الحرية» الذي تشكّل من «الحلف القومي» الذي كانت تنتمي إليه، ومن حزب «فورتسا إيطاليا» اليميني، بزعامة سيلفيو برلوسكوني. وعندما فاز هذا الحزب في انتخابات العام 2008 انضمّت ميلوني إلى الحكومة الرابعة والأخيرة التي شكّلها برلوسكوني، لتغدو أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية، وهذا قبل أن تبدأ مسيرة الانشقاق عنه، وتنتقد سياساته وزعامته وتأييده للحكومة التي خلفته برئاسة ماريو مونتي.
- مسيرة مع التطرف
وعام 2012 أعلنت ميلوني، وزميلها إيغناسيو دي لا روسّا، الذي تولّى حقيبة الدفاع في حكومة برلوسكوني، الاستقالة من «شعب الحرية»، وقرّرا تأسيس حزب «إخوان إيطاليا»، وهو العنوان غير الرسمي للنشيد الوطني الإيطالي. ولكن في انتخابات العام 2014 لم ينل هذا الحزب سوى 2 في المائة من الأصوات و9 مقاعد في البرلمان. ونذكر هنا أن ميلوني كانت قد فازت ذلك العام بالانتخابات الأولية في الحزب الجديد الذي أصبحت رئيسة له.
بعد ذلك، عام 2016 ترشّحت لمنصب رئيس بلدية روما، إلا أنها خسرت بفارق كبير أمام منافستها مرشحة حركة «النجوم الخمس». وعندما سقطت حكومة جيوزيبي كونتي الثانية في العام 2021 رفضت ميلوني تأييد ترشيح ماريو دراغي لتشكيل حكومة جديدة شارك فيها جميع الأحزاب البرلمانية، بما فيها الأحزاب اليمينية، باستثناء «إخوان إيطاليا» الذي بقي وحده في المعارضة.
هذا الموقف أتاح لها التفرد بمعارضة حكومة دراغي وانتقاد التدابير الصارمة التي اتخذتها لمواجهة جائحة «كوفيد 19» بتوسيع دائرة شعبيتها في المناطق الجنوبية المحافظة من البلاد. ولكن بعدما بدأت أخذت أسهم ميلوني ترتفع في استطلاعات الرأي خففت هذه الحركية المحنكة من انتقاداتها لمؤسسات الاتحاد الأوروبي وسياساتها، وجنحت نحو مواقف أقل تشدداً من المهاجرين إلى أن تقدم حزبها على حزب «الرابطة» منافسه الرئيس في الجبهة اليمينية المتطرفة. وفي ربيع العام الماضي، نشرت مذكراتها التي سرعان ما أصبحت الكتاب الأكثر مبيعاً في إيطاليا حتى ربيع السنة الجارية.
- زعيمة خارج المألوف
يقول أحد الصحافيين الذي يتابع مسيرة ميلوني عن كثب منذ سنوات: «صورة زعيمة (إخوان إيطاليا) تعجب الناس، لأنها تخرج عن المألوف بين زعماء الأحزاب اليمينية المتطرفة، الذين ينتمون عادة إلى الطبقة الميسورة التي تخشى فقدان مزاياها الاجتماعية والاقتصادية، أو إلى الجماعات العنيفة والخطرة. فهي محازبة شابة، ولدت وتعيش في أحد الأحياء الشعبية في العاصمة، اضطرت للعمل وهي في سن المراهقة كي تدفع تكاليف دراستها... وهي تخاطب أنصارها دائماً من هذا الموقع وهذه السيرة التي غالباً ما تشير إليها وتعتز بها». وهنا، يقال إنها هي التي أقنعت برلوسكوني بالتخلي عن تأييده لحكومة ماريو دراغي والقبول بها زعيمة للتحالف اليميني، مقابل إيصاله إلى رئاسة مجلس الشيوخ بعد الانتخابات المقبلة.
آخر الاستطلاعات التي صدرت نتائجها يوم الأربعاء الفائت أن شعبية «إخوان إيطاليا» تتجاوز 23 في المائة، أي 20 نقطة أكثر من النتيجة التي حصل عليها هذا الحزب في انتخابات العام 2018. ويكاد هذا الارتفاع يوازي انخفاض شعبية حزب «الرابطة» الذي نال 34 في المائة في الانتخابات الأوروبية، لتنحدر الآن إلى ما دون 15 في المائة. لكن هذا التأرجح المستمر بين شعبية ميلوني وشعبية منافسها اليميني ماتّيو سالفيني زعيم «الرابطة» وفقاً لمعادلة الأوعية المتصلة، يطرح مشكلة داخل المشهد اليميني المتطرف الذي يتنازع كلاهما زعامته على الصعيدين الإيطالي والأوروبي. إذ يتحالف سالفيني مع الفرنسية مارين لوبان، والهولندي خيرت فيلدرز، وحزب الحرية النمساوي، بينما ترأس ميلوني حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين. وإذا كان الزعيمان يتوافقان على انتقاد المؤسسات الأوروبية ومناهضة الهجرة وتشديد التدابير الأمنية، فهما ينطلقان من مشارب عقائدية وقواعد شعبية مختلفة. ذلك أن «الرابطة» نشأت كحركة انفصالية في كنف المراكز الاقتصادية والصناعية النافذة في شمال إيطاليا، بينما «إخوان إيطاليا» تشكّل كحزب مركزي على قاعدة القوى العمالية والشعبية التي تخلّت عنها أو ابتعدت عنها الأحزاب اليسارية والتقدمية.
وكان لافتاً أن جيورجيا ميلوني اختارت يوم الأول من مايو (أيار)، الذي يصادف «عيد العمّال» العالمي لإعلان برنامجها السياسي في ميلانو، معقل النفوذ المالي والصناعي في الشمال، والمحرك الاقتصادي لإيطاليا، وأيضاً مسقط رأس حليفيها في الائتلاف اليميني ماتيو سالفيني وسيلفيو برلوسكوني.
أدركت زعيمة «إخوان إيطاليا» أن حظوظها معدومة في الوصول إلى رئاسة الحكومة بعد انتخابات الشهر المقبل، على الأقل طالما أن سرجيو ماتّاريلّا في موقع رئاسة الجمهورية، ما لم تتمكن من توسيع دائرتها الشعبية في اتجاه مقاطعات الشمال وما تمثله من ثقل اقتصادي ومالي. وحقاً، عمدت ميلوني في الأيام الأخيرة إلى تسريب بعض أسماء التشكيلة الوزارية التي قيل إنها وضعتها تأهباً لفوزها في الانتخابات المقبلة، وبينها بعض الشخصيات الاقتصادية والمالية النافذة في الشمال، التي سبق أن تولّت حقائب وزارية أو مناصب رفيعة في عدد من الحكومات اليمينية أو الوسطية السابقة.
- نبض الشارع
النبض العام في الشارع الإيطالي يبدو الآن مستوعباً فكرة أن تغدو ميلوني أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في إيطاليا، غير أن زعيمة «إخوان إيطاليا» تقول إنها ليست خائفة، بل تتساءل: «هل هذا البلد مستعد لتحديد الأسباب التي تدفع وسائل الإعلام كل يوم للحديث عن حزبنا كما لو أنه وحش، في الوقت الذي تشير كل الاستطلاعات إلى أنه يحظى بتأييد 25 في المائة من الإيطاليين؟». وفي المقابل، شنّت ميلوني يوم الثلاثاء الماضي في خطاب لها هجوماً مركزاً على الاتحاد الأوروبي و«صلاحياته المفرطة»، والعولمة الاقتصادية والمالية، والهجرة، والقيود المفروضة لمكافحة «كوفيد 19».
عندما تقول ميلوني إنها «ليست خائفة» فهي تدرك جيداً أن وصولها إلى رئاسة الحكومة سيلقى معارضة شديدة من المؤسسات الأوروبية، وفي أحسن الأحوال سيخضع لتدقيق صارم من أجهزة الرقابة المالية في الاتحاد، ولا سيّما أن برنامجها الاقتصادي، الذي لم يعلن صيغته النهائية بعد، يستهدف خفض الضرائب على جميع القطاعات المهنية المستقلة والعمال والمتقاعدين بنسبة تؤدي إلى تراجع دخل المالية العامة بما يزيد عن 40 مليار يورو. وهو ما يعادل 2 في المائة من الناتج القومي الإيطالي. الأمر الذي يجعل من الصعب جداً خفض الدين العام، الذي يبلغ 147 في المائة من إجمالي الناتج القومي.
يضاف إلى ذلك أن الائتلاف اليميني يعتزم تعديل الخطة الاستثمارية المموّلة من صندوق الإنعاش الأوروبي بمقدار 200 مليار يورو. الأمر الذي يقتضي موافقة بروكسل والشركاء الأوروبيين. وكانت ميلوني قد قالت مراراً إنها تؤيد زيادة حضور القطاع العام في المؤسسات الاستراتيجية، منتقدة بشدة القرارات التي اتخذتها الحكومات السابقة، بإيعاز من المفوضية الأوروبية، بخصخصة مؤسسات مثل شركة الطيران الوطنية «أليطاليا» ومصرف «باسكي دي سيينا».
في ضوء كل ذلك، يبقى السؤال الكبير مطروحاً في إيطاليا؛ هل ستتمكن ميلوني من تشكيل حكومة، إذا فازت أواخر الشهر المقبل في الانتخابات العامة؟
إذا تمكن الائتلاف اليميني من تحقيق فوز واضح، وحصلت ميلوني على 30 في المائة من الأصوات، لن يكون هناك مجال لعرقلة وصولها إلى رئاسة الحكومة. ولن يستطيع رئيس الجمهورية رفض تكليفها. لكن إذا ارتفعت خدمة الدين الإيطالي العام فجأة وتلبّد مشهد النمو الاقتصادي بالشكوك والتساؤلات، سيبقى أمام رئيس الجمهورية هامش دستوري للمناورة، وربما اللجوء مرة أخرى إلى تكليف شخصية من خارج البرلمان.


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».