«الشتاء قادم»... كيف ستواجه الدول الأوروبية أزمة الطاقة؟

شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» (أ.ف.ب)
شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» (أ.ف.ب)
TT
20

«الشتاء قادم»... كيف ستواجه الدول الأوروبية أزمة الطاقة؟

شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» (أ.ف.ب)
شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» (أ.ف.ب)

تعمل البلدان من إسبانيا إلى فنلندا على خفض درجات حرارة المنازل والمياه والأضواء. ويستحم الأوروبيون بمياه باردة، ويخفضون من استخدم المدافئ والأضواء في المتاجر لتجنب انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا. حسبما أفادت شبكة «بلومبرغ».
وفي حين أن بعض البلدان مثل ألمانيا، حيث يعتمد ما يقرب من نصف المنازل على الغاز للتدفئة، معرّضة أكثر من غيرها لنقص الغاز، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التعاون معها لخفض استخدام الغاز بنسبة 15 في المائة خلال هذا الشتاء إذا قامت روسيا -التي غطت تاريخياً نحو 40 في المائة من طلب الاتحاد الأوروبي على الوقود- بإغلاق الصنبور.
وفيما يلي نظرة عامة على مبادرات بعض الدول الأوروبية للحد من استخدام الطاقة:

ألمانيا
وافقت حكومة المستشار أولاف شولتس على مجموعة من الإجراءات هذا الأسبوع للمساعدة في خفض استهلاك الغاز بمقدار الخمس في الخريف والشتاء. تهدف الإجراءات، التي تضيف إلى الخطوات التي اتخذتها البلديات في جميع أنحاء ألمانيا مثل قطع المياه الدافئة في المسابح العامة، إلى تقليل استخدام الغاز بنسبة 2 في المائة تقريباً وتشمل:
- حظر تدفئة حمامات السباحة الخاصة.
- توقف تدفئة بعض المناطق في المباني العامة
- خفض درجة حرارة مكاتب العمل إلى 19 درجة مئوية.
- منع معظم الإنارة الخارجية للمباني والمعالم الأثرية
- تعزيز كفاءة الطاقة في المباني العامة والخاصة.

فرنسا
وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هدفاً لخفض استهلاك الطاقة في عام 2024 بنسبة 10 في المائة مقارنةً بمستوى عام 2019.
وشكلت إدارته الشهر الماضي سلسلة من مجموعات العمل التي تركز على العمليات الحكومية والعقارات والتكنولوجيا والاتصالات ومراكز التسوق والمواقع العامة الأخرى. وعلى الرغم من وجود بعض الخطوات الملموسة حتى الآن، فإنه كان هناك عدد قليل من المبادرات:
- بحلول أكتوبر (تشرين الأول)، ستوقف سلاسل المتاجر الكبرى الفرنسية لافتات المتاجر المضيئة بعد الإغلاق، وستعمل مساحات البيع بالتجزئة على تقليل الإضاءة بنسبة 30 في المائة وتقليص درجات الحرارة في المتاجر إلى 17 درجة مئوية خلال ساعات ذروة التسوق، إذا كانت هناك توجيهات حكومية للقيام بذلك.

إيطاليا
تمت الموافقة على خطة جديدة لخفض استهلاك إيطاليا في اجتماع لمجلس الوزراء في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالي، يمكن أن تشمل خطة التوفير في البلاد ما يلي:
- خفض درجات الحرارة وتقصير ساعات التدفئة في المنازل والمكاتب خلال فصل الشتاء لخفض الغاز المستخدم للتدفئة بنسبة تزيد على 10 في المائة.
- تقليل الإضاءة العامة والمتاجر ليلاً.
- إطالة عمر محطات الفحم لتقليل استخدام الغاز لتوليد الطاقة.

إسبانيا
في خطوة نادرة للفرض القانوني لخفض الاستهلاك، أقر المشرعون الإسبان أمس (الخميس)، القواعد التي تم وضعها بموجب مرسوم في أوائل أغسطس (آب). تشمل الخطوات ما يلي:
- حصر التكييف على 27 درجة مئوية في المباني العامة ومعظم الشركات وكذلك في المطارات ومحطات القطارات.
- ضبط تدفئة لا تزيد على 19 درجة مئوية في فصل الشتاء، وتشمل الاستثناءات غرف الفنادق ومطابخ المطاعم وصالونات تصفيف الشعر والصالات الرياضية والمدارس والمستشفيات.
- منع إنارة المعالم الأثرية وواجهات المحلات في الليل.
- اشتراط إغلاق أبواب المحل عند تشغيل أنظمة التدفئة أو التبريد.

سويسرا
تماشياً مع هدف الاتحاد الأوروبي، ستطلب سويسرا، ولكن لن تجبِر، الأسر والشركات على خفض استخدام الغاز بنسبة 15 في المائة من أكتوبر إلى مارس (آذار) من خلال اتخاذ خطوات مثل خفض درجات حرارة التدفئة الداخلية.
إذا لم ينجح النهج التطوعي، فإن الحكومة تتشاور بشأن التدابير الإجبارية بما في ذلك إجبار المنشآت الصناعية التي تعمل بحرق الغاز على التحول إلى تخفيضات النفط والإمداد للقطاع العام. في الوقت الحالي، تقول سويسرا إن الأسر الخاصة ستُعفى من أي تقنين إجباري.

فنلندا
أعلنت حكومة رئيسة الوزراء سانا مارين، عن حملة تتحدى المستهلكين والأسر وكذلك الشركات والمؤسسات للحد من الاستهلاك، تستهدف 75 في المائة من مواطنيها للمشاركة. تم الإعلان عن الحملة المشتركة من وزارة الاقتصاد ومنظمات أخرى أمس (الخميس)، ولها هدف طويل الأجل لخفض استخدام الطاقة بشكل دائم.
تشمل الحملة، والتي تبدأ رسمياً في أكتوبر، التالي:
- خفض درجات الحرارة في داخل المنازل.
- زيادة استخدام وسائل النقل العام وقيادة سائقي السيارات بسرعات أبطأ.
- وقت أقصر للاستحمام.
- تقليل الوقت الذي تقضيه على الأجهزة الرقمية.

السويد
تأمل حكومة رئيسة الوزراء ماجدالينا أندرسون، في استخدام نحو 5.8 مليار دولار لتعويض الأسر والشركات، وقد قدمت وكالة الطاقة السويدية نصائح مختلفة للمساعدة في خفض استخدام الطاقة في المنازل، بما في ذلك:
- استخدام عازل الطاقة للسندرات والواجهات، حيث تقدم الحكومة خصماً ضريبياً للتكاليف المرتبطة بها.
- التحول إلى صنابير مياه أكثر كفاءة.
- إحكام إغلاق وتجديد واستبدال النوافذ والأبواب الخارجية.
- استكمال أنظمة التدفئة بمضخة حرارية.
وتعهدت فيينا بتوفير بعض التكاليف عن طريق تأخير بدء الإضاءة الشتوية لأسواق الكريسماس، وتقليل مراكز التزلج بالثلوج الصناعية.

اليونان
أعلنت حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن إجراءات في يونيو (حزيران) للحد من استخدام الطاقة في القطاع العام بنسبة 10 في المائة في المستقبل القريب وبنسبة 30 في المائة بحلول نهاية العقد. وستقدم السلطات حوافز مالية للمنظمات التي توفر الطاقة وستنشئ أيضاً نظاماً رقمياً لمراقبة الاستهلاك. التدابير تشمل:
- ضوابط درجة الحرارة في المباني.
- إطفاء الأنوار وأجهزة الكومبيوتر.
- تغييرات في إنارة الشوارع.

آيرلندا
آيرلندا معفاة من هدف الاتحاد الأوروبي لأنها تحصل على معظم غازها من المملكة المتحدة، لكن الدولة لا تزال تشجع الناس على تقليل استخدامهم للطاقة هذا الشتاء من خلال حملة «تقليل استخدامك».


مقالات ذات صلة

«إنرجين»: صفقة استحواذ «كارلايل» على استثماراتنا في مصر وإيطاليا وكرواتيا قد تُلغى

الاقتصاد منصة تابعة لحقل «ظُهر» للغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية (وزارة البترول المصرية)

«إنرجين»: صفقة استحواذ «كارلايل» على استثماراتنا في مصر وإيطاليا وكرواتيا قد تُلغى

قالت شركة «إنرجين» إن صفقة شراء «كارلايل» بعض استثماراتنا مقابل 945 مليون دولار، معرَّضة لخطر الانهيار لعدم تجاوز بعض العقبات التنظيمية قبل الموعد النهائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي صورة عامة للعاصمة الدوحة (أ.ف.ب)

قطر تعلن تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن

بدأت قطر تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «قنا»، اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد وزيرا الطاقة الأميركي كريس رايت والداخلية دوغ بورغوم وحاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري يجولون في منشأة تصدير الغاز المسال التابعة لشركة «فينشر غلوبال» في بلاكيمينز - لويزيانا (أ.ب)

أميركا ستحقق مستويات قياسية في استخدام الغاز الطبيعي وسط ارتفاع الطلب

توقع مسؤولون تنفيذيون أن يستمر استخدام الغاز الطبيعي في أميركا بتسجيل مستويات قياسية بسبب ارتفاع الطلب عليه واستهلاك الطاقة من مراكز البيانات.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد محطة غاز في بولندا مع لافتتين تحذران من الاقتراب منها (رويترز)

تراجع أسعار الغاز بعد توافق أميركا وأوكرانيا على وقف لإطلاق النار

توقف ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بعد 3 جلسات من المكاسب، بعدما وضع المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون مقترحاً لوقف إطلاق النار.

شؤون إقليمية محطة «بيجي» الغازية للكهرباء في العراق (الموقع الإلكتروني لوزارة الكهرباء العراقية)

العراق: أميركا تبقي استثناء الغاز الإيراني

قال مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، إن الاستثناء الذي أكدته أميركا فيما يتعلق باستيراد الغاز الإيراني لم يتم إلغاؤه ولا يزال سارياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

70 ألفاً من البيض في جنوب أفريقيا مهتمون بخطة ترمب لمنحهم اللجوء

أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
TT
20

70 ألفاً من البيض في جنوب أفريقيا مهتمون بخطة ترمب لمنحهم اللجوء

أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)

قالت سفارة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا إنها تلقت قائمة تضم نحو 70 ألف شخص مهتمين بالحصول على وضع اللجوء في أميركا بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة توطين أفراد أقلية الأفريكان ذات البشرة البيضاء، حيث يزعم أنهم ضحايا للتمييز العرقي من قبل الحكومة التي يقودها مسؤولون من ذوي البشرة السمراء.

وتلقت السفارة القائمة من غرفة التجارة بجنوب أفريقيا في الولايات المتحدة، والتي قالت إنها أصبحت نقطة الاتصال لأبناء جنوب أفريقيا البيض الذين يطرحون أسئلة عن البرنامج الذي أعلنت عنه إدارة ترمب الشهر الماضي. وذكرت الغرفة أن القائمة لا تشكل طلبات رسمية، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وأصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا، وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً».

ووجّه الأمر وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الداخلية كريستي نوم لمنح الأولوية للإغاثة الإنسانية للأفريكان لكونهم ضحايا «للتمييز العنصري الظالم»، وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بموجب برنامج لجوء.