ألكسندر دوغين يلهم اليمين المتطرف الفرنسي المقرّب من روسيا

اغتيال ابنته أثار سخطهم وأطلق اتهاماتهم

المنظّر الروسي ألكسندر دوغين يخطب في حشد باسم «المعركة من أجل دونباس» لدعم الجمهوريتين الانفصاليّتين (في شرق أوكرانيا) دونيتسك ولوهانسك في موسكو - روسيا في 18 أكتوبر 2014 (رويترز)
المنظّر الروسي ألكسندر دوغين يخطب في حشد باسم «المعركة من أجل دونباس» لدعم الجمهوريتين الانفصاليّتين (في شرق أوكرانيا) دونيتسك ولوهانسك في موسكو - روسيا في 18 أكتوبر 2014 (رويترز)
TT

ألكسندر دوغين يلهم اليمين المتطرف الفرنسي المقرّب من روسيا

المنظّر الروسي ألكسندر دوغين يخطب في حشد باسم «المعركة من أجل دونباس» لدعم الجمهوريتين الانفصاليّتين (في شرق أوكرانيا) دونيتسك ولوهانسك في موسكو - روسيا في 18 أكتوبر 2014 (رويترز)
المنظّر الروسي ألكسندر دوغين يخطب في حشد باسم «المعركة من أجل دونباس» لدعم الجمهوريتين الانفصاليّتين (في شرق أوكرانيا) دونيتسك ولوهانسك في موسكو - روسيا في 18 أكتوبر 2014 (رويترز)

حافظ ألكسندر دوغين، المنظّر الأوراسي الذي توفيت ابنته داريا دوغينا في انفجار وقع في 20 أغسطس (آب) بالقرب من موسكو، على علاقات وثيقة لأكثر من ثلاثين عاماً مع العديد من التيارات المتطرّفة، ولم يخل الاختفاء المفاجئ لابنته الناشطة والصحافية من ردود فعل في فرنسا، فدوغينا ووالدها شخصيتان معروفتان ومقدّرتان عند جزء من اليمين المتطرّف الفرنسي، وفقاً لتقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسيّة.

مواقف استنكار واتّهام

كتبت «إيليمان» (العنصر)، المجلّة البارزة لتيار «اليمين الجديد» (تيّار يميني متطرّف) في تحيّة داريا دوغينا «يريد الغربيون رأس الأب (ألكسندر دوغين) منذ عام 2014، عندما فُرض حظر جائر على دخوله أرض الاتحاد الأوروبي، لقد حصلوا للتو على رأس ابنة (عقل بوتين)»، وأشارت المجلّة إلى أنّ «وسائل الإعلام تردّد مصطلح (عقل بوتين) بأكثر الطرق الممكنة خزياً وجبناً»، وفق التقرير.
وفي حين لم تبد مارين لوبين ولا إريك زيمور (وهما من الزعماء السياسيين اليمينيين البارزين في فرنسا) أي ردّ فعل على الحادث، أعلن فلوريان فيليبو، الرجل الثاني السابق في حزب الجبهة الوطنية (سلف حزب التجمع الوطني الذي ترأسه الآن مارين لوبين)، وهو الآن زعيم حزب «باتريوت» (أي حزب المحبين لوطنهم)، على «تويتر»: «ابنة دوغين قُتلت، الاندفاعات الحربية لماكرون، واستفزازات زيلينسكي حول المواقع النووية لافتعال حادث... واضح أنّ معسكر واشنطن يريد الحرب! وماكرون ينتظر ذلك»!
من جهته، أشاد أيميريك شوبراد، وهو عضو سابق في حزب الجبهة الوطنية، بداريا دوغينا.

علاقات دوغين باليمين المتطرّف الفرنسي

أوضح تقرير «لوموند»، أنّه لقياس أهمية فكر ألكسندر دوغين داخل اليمين المتطرف الفرنسي المؤيد لموسكو، ليس من الضروري التدقيق في ردود أفعال المسؤولين، بل الاطلاع على العلاقات التي يقيمها اليمين المتطرّف مع الروس لأكثر من ثلاثين عاماً.
فإذا كان التعاطف قوياً مع ألكسندر دوغين في جزء من المعسكر السياسي اليميني المتطرّف في فرنسا؛ فذلك لأنّ دوغين استطاع أن يقيم علاقات فكرية وودية مع فرنسا، وكانت ابنته داريا، المقربة جداً من والدها سياسياً، تحظى أيضاً بتقدير كبير، حيث تابعت جزءاً من دراستها في جامعة بوردو الفرنسيّة، بحسب تقرير الصحيفة.

فكرة الإمبراطورية المعادية للغرب وللأنجلو – ساكسون

فسّرت الأكاديمية مارلين لارويل، المتخصصة في الأوراسية، أي بالفكر الّذي يؤمن به ألكسندر دوغين، في مقال نُشر عام 2001 في «مجلة الدراسات المقارنة بين الشرق والغرب»Revue d'études Comparatives Est - Ouest، أنّ الفكر الأوراسي «يفترض مسبقاً وجود قارة ثالثة بين الغرب والشرق، هي أوراسيا، وتعني ضمناً الوحدة العضوية للثقافات التي وُلدت في منطقة التعايش هذه بين العالمين الروسي والتركي - الإسلامي، وحتى الصيني»، وهكذا يدافع دوغين والأوراسيون الجدد عن فكرة الإمبراطورية.
ويلفت التقرير إلى أنّ دوغين يؤمن بالمواجهة الجيوسياسية مع العالم الغربي، ويهدف إلى محاربة القوّة الأنجلو - ساكسونيّة.

انجذاب المتطرفين لطروحاته

نجحت طروحات دوغين في جذب العديد من التيارات اليمينية المتطرّفة، فأولاً، جذب دوغين القوميين الثوريين (الذين يعرّفون عن أنفسهم بأنهم قوميون ومناهضون للرأسمالية ومعادون للشيوعية، ولكنّهم أيضاً معادون للولايات المتحدة برفضهم النظام الليبرالي و«العالمية»، وبالتالي نظرتهم قريبة جداً من نظرة دوغين.
وأشار التقرير إلى أنّ ألكسندر دوغين قريب أيضاً في فرنسا من آلان سورال، الكاتب الجدلي المعادي للسامية، الذي عقد معه مؤتمرات عديدة في موسكو والبرازيل وحتى في باريس، كما أجرت داريا دوغينا مقابلة مع آلان سورال في موسكو.
وأقام دوغين كذلك روابط مع «مجموعة البحث والدراسة من أجل الحضارة الأوروبية» الفرنسيّة واختصارها «GRECE» أي «غراس»، وهي من تيّار «اليمين الجديد» المتطرّف.
يشرح باتريك لوزينشي، أحد أركان مجلّة «إيليمان» التابعة لتيار «اليمين الجديد»، بأنّ دوغين زارهم خلال رحلاته الأولى إلى فرنسا في أوائل التسعينات، «لم يتحّدث دوغين أبداً مع الشعب الفرنسي، لقد جاء لزيارتنا لأنّنا نشرنا مقالات جيوسياسية عن دور روسيا، وتشكّلت صداقة بيننا».
ويقول لوزينشي «هناك نوع من سوء الفهم حول علاقتنا به، ليس (اليمين الجديد) هو الذي يهتمّ بدوغين، لكنّ دوغين هو الذي يهتمّ بـ(اليمين الجديد)».
ووفق التقرير، قام اليمينيّون الجدد برحلة إلى روسيا في عام 1992 بدعوة من السيد دوغين الّذي داخل بدوره في مؤتمرات مجموعة «غراس»، كما كتب دوغين في مجلّة «إيليمان»، وأطلق نسخة روسية من هذه المجلّة.
ويشير التقرير إلى أنّ دوغين و«اليمين الجديد»: «يشتركان في مفهوم إمبراطوري لأوروبا».
ويعترف باتريك لوزينشي بالنقاط المشتركة مع دوغين «هناك نقاط التقاء حول العداء تجاه الولايات المتحدة، والرغبة في تحقيق توازن بأن تكون روسيا متحالفة مع أوروبا ضد النظام الأنجلو - ساكسوني، فتعدّد الأقطاب مثير للاهتمام، نحن نتّفق على ذلك».
ويخلص تقرير الصحيفة بالقول، إنّ أتباع اليمين الفرنسي المتطرّف القريب من روسيا، مقتنعون الآن بوجود شهيدة هي داريا دوغينا، ماتت دفاعاً عن أفكارهم.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


مجلس الأمن يؤكد احترام سيادة الصومال ووحدته

السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يؤكد احترام سيادة الصومال ووحدته

السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)
السفير البريطاني لدى مجلس الأمن جيمس كاريوكي خلال الجلسة (إ.ب.أ)

أكد خالد خياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يوم الاثنين أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» الانفصالي أن المجلس شدد في جلسته على احترام سيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.

ودعا مساعد الأمين العام الأطراف الصومالية للانخراط في حوار سلمي وبناء.

من جانبها انتقدت المندوبة الأميركية الاجتماع وقالت إن «اجتماعات مثل اجتماع اليوم تشتت الانتباه عن العمل الجاد لمعالجة قضايا السلم والأمن الدوليين بما في ذلك في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي». واتهمت المندوبة الأميركية مجلس الأمن بازدواجية المعايير، وقالت إن إسرائيل تتمتع بنفس الحق في إقامة علاقات دبلوماسية مثل أي دولة أخرى ذات سيادة.

لكن السفير البريطاني جدد أمام مجلس الأمن تأكيد بلاده على دعم سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي ووحدته، وقال إن بريطانيا لا تعترف باستقلال إقليم «أرض الصومال».


بمناسبة رأس السنة... غوتيريش يدعو قادة العالم لجعل الإنسان أولوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب - أرشيفية)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

بمناسبة رأس السنة... غوتيريش يدعو قادة العالم لجعل الإنسان أولوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب - أرشيفية)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب - أرشيفية)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، قادة العالم إلى إعطاء الأولوية للإنسان والكوكب، في رسالة بمناسبة رأس السنة الجديدة.

وقال غوتيريش في رسالة مصوّرة: «مع دخولنا العام الجديد، يقف العالم عند مفترق طرق. الفوضى وعدم اليقين يحيطان بنا. انقسامات. عنف. انهيار مناخي. انتهاكات منهجية للقانون الدولي».

وأضاف أنه في عام 2026، ومع استمرار الحروب في أوكرانيا وغيرها، يتعيّن على قادة العالم العمل على تخفيف المعاناة الإنسانية ومكافحة تغيّر المناخ، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال غوتيريش: «أدعو القادة في كل مكان: كونوا جادّين. اختاروا الإنسان والكوكب على الألم»، منتقداً الاختلال العالمي بين الإنفاق العسكري وتمويل الدول الأشد فقراً.

وأوضح أن الإنفاق العسكري ارتفع هذا العام بنحو 10 في المائة ليبلغ 2.7 تريليون دولار، أي ما يعادل 13 ضعف إجمالي الإنفاق العالمي على المساعدات الإنمائية، ويوازي الناتج المحلي الإجمالي لقارة أفريقيا بأكملها.

وأضاف أن الحروب تبلغ مستويات لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأردف غوتيريش الذي يقضي عامه الأخير في منصبه: «في هذا العام الجديد، لنجعل أولوياتنا في نصابها الصحيح. عالم أكثر أماناً يبدأ بالاستثمار أكثر في مكافحة الفقر وأقل في خوض الحروب. يجب أن يسود السلام».


عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
TT

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)

دعت عائلات ضحايا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، الاثنين، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إلى تشكيل لجنة ملكية فيدرالية للتحقيق في «التصاعد السريع لمعاداة السامية» في البلاد.

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا» ولمراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُعدّ اللجان الملكية في أستراليا أعلى هيئات التحقيق العامة مستوى، وتتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق في قضايا فساد والاعتداءات الجنسية على الأطفال وحماية البيئة.

وقالت العائلات في الرسالة: «أنتم مدينون لنا بإجابات. أنتم مدينون لنا بالمساءلة. وأنتم مدينون للأستراليين بالحقيقة»، معتبرة أن تصاعد معاداة السامية يمثل «أزمة وطنية» و«تهديداً متواصلاً».

وقُتل الأب خلال الهجوم، أما ابنه البالغ (24 عاماً)، المولود في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، فهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

ورفضت حكومة ألبانيزي دعوات عائلات ضحايا هجوم بونداي لإجراء تحقيق ملكي فيدرالي، ورأت أن ذلك «سيمنح أسوأ الأصوات المعادية للسامية منصة»، وفقاً لموقع «الغارديان».

وقال رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي إن لجنة التحقيق الملكية ستكون بطيئة جداً، وليست الآلية المناسبة للتحقيق في الهجوم، متمسكاً باختياره لمراجعة أقصر لوكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، وهي خطوة استهجنتها قيادات المجتمع اليهودي والعديد من أعضاء البرلمان الفيدرالي باعتبارها غير كافية.

وأوضح: «المشكلة أن لجان التحقيق الملكية قد تكون جيدة في تحديد الحقائق. وما ستفعله مراجعة ريتشاردسون هو تحديد الحقائق. أما ما لا تجيده لجان التحقيق الملكية فهو النظر في الأمور غير المتفق عليها، حيث يختلف الناس في وجهات النظر».

ورأى وزير الشؤون الداخلية توني بيرك أن اللجنة الملكية «ستوفر منصة عامة لبعض أسوأ التصريحات وأسوأ الأصوات»، قائلاً إن هذا الشكل «سيعيد فعلياً إحياء بعض أسوأ أمثلة معاداة السامية خلال العامين الماضيين».

لكن أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، قال إن لجنة تحقيق ملكية أمر حاسم، بما في ذلك التحقيق في أنظمة الهجرة وأمن الحدود.

وتحدث ريفشين على قناة «إيه بي سي» بعد مؤتمر ألبانيزي الصحفي، قائلاً إن اللجنة الملكية الفيدرالية هي «أقل ما يمكن فعله».

وأضاف: «لقد تحدثت العائلات بوضوح شديد، وتحدث المجتمع، والنهج الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم من قبل رئيس الوزراء كان مؤشراً على كيفية تعاملهم مع هذه الأزمة لأكثر من عامين الآن. إنهم يماطلون، ولا يصغون للخبراء والمجتمع، ثم ما يقترحونه هو إجراء نصف فعال».

كان ألبانيزي قد أعلن، يوم الاثنين، أن المراجعة التي سيجريها رئيس جهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي السابق دينيس ريتشاردسون سُتكلّف بالتحقيق في صلاحيات وكفاءة وأنظمة ومشاركة المعلومات لدى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.

ستركز مراجعة ريتشاردسون، التي سترفع تقريرها بحلول أبريل (نيسان)، بشكل خاص على الشرطة الفيدرالية وجهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي، وستتحقق في كيفية تقييم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية للمشتبه بهم، وما الذي كان معروفاً عنهم قبل الهجوم، وأي عوائق حالت دون اتخاذ السلطات إجراءات أفضل، وما الإجراءات التي يجب اتخاذها في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كانت صلاحيات الوصول إلى البيانات وإصدار أوامر التفتيش كافية.

وقال بيرك إن تحقيق ريتشاردسون سيرفع نتائجه بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع أي لجنة ملكية، مضيفاً أن عناصر الأمن القومي في التحقيق «لا تصلح للتحقيق العلني».

وأشارت حكومة ألبانيزي أيضاً إلى لجنة التحقيق الملكية لولاية نيو ساوث ويلز، قائلة إن الوكالات الفيدرالية ستعاون مع ذلك التحقيق.

غير أن زعيمة المعارضة سوزان ليه قالت إن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق ملكية وطنية للتحقيق في معاداة السامية عبر أستراليا، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في أنحاء البلاد، وحثت ألبانيزي على الاستماع إلى طلب عائلات ضحايا بونداي.

وأضافت: «بدلاً من الاستماع إلى الأكثر تضرراً، قرر رئيس الوزراء التحدث فوق أصواتهم. بدلاً من الحقيقة، يختبئ وراء الإجراءات. من خلال التحدث فوق ضحايا وعائلاتهم والإعلان أن مساره هو الصحيح، فإن رئيس الوزراء قد أهان في الواقع أولئك الذين تحملوا ما لا يمكن تخيله».

وتابعت: «الأستراليون لا يحتاجون إلى حجب الحقيقة عنهم. نحن نكرم حياة الذين فقدناهم بمواجهة الحقائق المزعجة. أن نخبر العائلات الحزينة وأمة مصدومة أنهم في حال أفضل بجهلهم الحقيقة، هذا التصرف ليس قيادة، إنه عدم احترام».