«الشرق الأوسط» تحاور أول سيدة عربية مسلمة تتولى رئاسة حزب بلجيكي

زكية خطابي المغربية الأصل: اختياري إشارة إيجابية للنساء العربيات

زكية خطابي لدى انتخابها لرئاسة الحزب
زكية خطابي لدى انتخابها لرئاسة الحزب
TT

«الشرق الأوسط» تحاور أول سيدة عربية مسلمة تتولى رئاسة حزب بلجيكي

زكية خطابي لدى انتخابها لرئاسة الحزب
زكية خطابي لدى انتخابها لرئاسة الحزب

لأول مرة في تاريخ بلجيكا تصل سيدة من أصول عربية لمنصب رئيس حزب سياسي.. حزب الخضر الفرانكفوني. زكية خطابي المغربية الأصل لم تبلغ بعد الأربعين عاما، وحاصلة على إجازة في العمل الاجتماعي من الجامعة الحرة ببروكسل. قالت إنها فخورة بما وصلت إليه، واعتبرت ذلك إشارة إيجابية بالنسبة للنساء، وخصوصا في العالم العربي، مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المكانة التي وصلت إليها أمر طبيعي في المجتمع البلجيكي واعتاده الناس، وهي في الوقت نفسه نقطة تحسب لحزب الخضر البلجيكي، فهم لا ينظرون إلى أصولك ولكن يهتمون بمن هو الشخص الذي يصلح للقيادة، وماذا يستطيع أن يفعل ويحقق على المستوى السياسي؟
«أي أنهم يركزون على أفعال الأشخاص وليس على أصولهم، كما أن وصولي إلى رئاسة الحزب يعكس مدى اهتمامه بالمهاجرين في البلاد، ولقد استمعت إلى تعليقات كثيرة حول وصولي إلى هذا المنصب، وأيضا تلقيت التهاني من أبناء الجالية العربية، وخصوصا المغاربة، وهم يفتخرون بما وصلت إليه».
وقرب حلول أبريل (نيسان) الماضي حصلت زكية ومعها باتريك دوبريز على منصب الرئاسة الثنائية، وفقا لقوانين الحزب الذي يشترط وجود رجل وامرأة في هذا المنصب. وكانت المفاجأة في فوز المغربية بثقة أعضاء الحزب، وخصوصا في توقيت يعاني فيه أبناء الجالية العربية والإسلامية من اتهامات تتعلق بالفكر المتشدد واللجوء إلى العنف.
ورحب أبناء الجالية المغربية في بلجيكا بهذا الأمر واعتبروا فوز زكية مثالا جديدا على الاندماج في المجتمع والقدرة على إثبات الذات. وستواجه زكية خطابي، من خلال الرئاسة الثنائية للخضر خلال السنوات الخمس المقبلة، المهمة الثقيلة المتمثلة في إخراج الحزب من الأزمة التي يتخبط فيها، عقب النتائج المخيبة التي حققها في انتخابات 2014 وأدت إلى استقالة الرئاسة السابقة للحزب.
وعن وصولها إلى هذا المنصب في هذا التوقيت الذي يواجه فيه أبناء الجالية الإسلامية انتقادات وحملة شرسة من الأحزاب اليمينية المتشددة التي تستغل ما يقوم به البعض من الإسلاميين المتشددين، قالت زكية خطابي في حوار مع «الشرق الأوسط» في مكتبها داخل مقر البرلمان البلجيكي: «الوضع الحالي ليس في صالح التعايش المشترك بشكل سلمي، وأنا أعتقد أن الوصول إلى هذا المنصب في هذا التوقيت الصعب هو شيء إيجابي للغاية؛ لأن الهدف المشترك للجميع ينبغي أن يكون التعايش المشترك والسلمي؛ لأن هناك أمورا نتقاسمها جميعا، ولا بد من تجاوز حالة التفرقة».
وعن الأمور التي تفكر فيها بعد تولي رئاسة الحزب، قالت خطابي لقد كان الإقبال كبير جدا في عملية الانتخابات التي جرت لاختيار قيادة الحزب، وهذا حمل إشارة هامة، وهي ضرورة طي صفحة الماضي ونسيان الفترة الصعبة التي مر بها الحزب، وضرورة التقرب إلى المواطنين وإعطاء إشارة أمل وطموح، وهذا هو دورنا في القيادة الجديدة للحزب، ونعمل الآن على التقرب أكثر من المواطنين لشرح مشروعنا الجديد، وهو مشروع اجتماعي اقتصادي ويجمع كل أطياف المجتمع البلجيكي.
وحول التوقعات بأن تنجح مع حزبها في الفترة المقبلة لتكون في الائتلاف الحكومي المقبل، وبالتالي تكون مرشحة لشغل منصب في الحكومة الجديدة، قالت خطابي أتمنى أن ينجح الحزب في أن يكون قوة كبيرة في المستقبل، وبالتالي يشارك في الحكومات المقبلة التي تمثل الأغلبية، وأنا لا أفكر في منصب بقدر ما أفكر في المصلحة العامة للحزب ووصوله إلى مرحلة متقدمة من النجاح.
وعن رسالتها للنساء العربيات قالت زكية خطابي أدعو النساء في المحيط الأورومتوسطي للعمل المشترك، والتفكير بشكل مشترك لإيجاد الفضاء العمومي، وأن يكون تحقيق الأفكار المشتركة من أجل مجتمع أفضل، وأنا سعيدة بالعمل في هذا الإطار من أجل خدمة المرأة العربية.
والخطابي (39 عامًا) مولودة في بلدة سان حوس في ضاحية بروكسل، ولمع اسمها هذه المرة بفوزها هذا، إلا أن هذه المحطة ليست الأولى في حياتها السياسية؛ فقد بدأت مسارها الوظيفي العام في بلدة إيكسيل، عضوة في مجلسها البلدي، بعدما حصلت على شهادة في العمل الاجتماعي من الجامعة الحرة في بروكسل.
وحسب تقارير إعلامية مختلفة، كانت الخطابي ناشطة في مركز لتكافؤ الفرص، وفي ميدان الحق العام وحقوق الإنسان والعون الاجتماعي والعدالة المتكافئة وحقوق المرأة، وخاضت معركة مدنية شرسة ضد توسيع التكاليف المالية في القطاع الجنائي. وكانت كذلك رئيسة مجموعة الخضر في جمعية خريجي الجامعة الحرة، وعضواة في حزب إيكولو البيئي. وبدأ اسمها يلمع أكثر في الميدان العام بعد مشادتها خلال جلسة برلمانية مع ماغي دو بلوك، وزيرة الدولة البلجيكية للجوء، حول مسألة ترحيل اللاجئين الأفغان. لكن هذه المشادة وضعتها أيضا في مواجهة ردود فعل عنصرية بغيضة تناولت أصولها الأسرية.
ودخلت الخطابي البرلمان البلجيكي لأول مرة في يونيو (حزيران) 2009، نائبة عن إقليم بروكسل، وممثلة حزب إيكولو، حتى يونيو 2014. وانضمت حينها إلى مجموعة بروكسل في برلمان اتحاد والون - بروكسل. والخطابي عضوة في برلمان المجموعة الفرنسية، وعضو في لجنة التعليم العالي منذ 24 (سبتمبر - أيلول) 2014، وتم تعيينها عضوة في مجلس الشيوخ من قبل برلمان المجموعة الفرنسية اعتبارا من 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2009، فكانت وجهًا معارضًا يحسب له الحساب. كما عينت الخطابي نائب رئيس لجنة العدل ورئيس مجموعة إيكولو منذ 11 يوليو (تموز) 2012. وتشغل أيضا منصب أمين عام الحزب في إيكسيل منذ 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في 25 (مايو (أيار) 2014، تصدرت الخطابي قائمة مرشحي حزب إيكولو في منطقة بروكسل، وفازت بعضوية البرلمان الجديد مع زميلها بينوا هيلينغز، فاستقالت من مجلس الشيوخ الذي فقد معظم صلاحياته. وها هي اليوم رئيسة لحزب إيكولو، الذي ناضلت في صفوفه سنين، وهي لم تبلغ الأربعين بعد. ومن وجهة نظر البعض، الأفق السياسي مفتوح أمام الخطابي، إذ تقول دائمًا إنها تنطلق من تجربتها البرلمانية لتؤكد اعتقادها بوجوب إعادة تسييس النقاش العام، «بعدما نحا الخطاب الحالي نحو معالجة تقنية سطحية للقضايا الاجتماعية، وكأن الأمور كلها مجرد أرقام وإحصائيات لا أكثر، أو كأن الخبراء قادرون فعليًا على الحلول محل السياسيين». تضيف في بيان نهجها السياسي الحزبي والعام، المنشور على موقعها الإلكتروني: «أرى هذا الكلام عقبة في طريق التغيير، إذ يصادر الحوار فارضًا فكرة مفادها أن لا بديل عن النموذج المعمول به حاليًا لمعالجة المسائل الاجتماعية العالقة. فهذا النموذج يحصر أهداف النمو بخفض العجز، بينما أرى السياسة في كل أمر».
وترتدي الخطابي ألوان البيئة السياسية، لأن البيئة والسياسية يكمل بعضهما بعضا. فكما في البيئة، في قلب كل مشكلة سياسية إجابة صحيحة وحل ناجع.
تقول في حديث متلفز لها، بعد فوزها بمقعدها البرلماني: «لا يمكن فصل العدالة الاجتماعية عن العدالة البيئية، فالمسألتان متلازمتان، تتطلبان مشاركة نشطة من أكبر عدد ممكن من الناس، لتبيان رأي عام ما أو لتخطي عقبة سياسية أو اجتماعية ما، فالتضامن أساس في الميدانين، أكان عفويًا أو ممنهجًا». تضيف الخطابي: «أنا مقتنعة بالحاجة إلى مقاربة شاملة لمسألة التغيير في المجتمع، خصوصًا أن ثمة من يستمر في تأجيل قضية إعادة توزيع الثروات الطبيعية، وأعتقده ضروريًا خلق الوعي البيئي، السياسي والاجتماعي لتعزيز التزام البشرية بإعادة توزيع عادل من دون الإساءة للحدود البيئية لكوكبنا، ومن هنا التزمت حزب إيكولو البيئي الأخضر، وهدفي الأول إقناع مجتمعنا بأن النضال الاجتماعي والسياسي والبيئي واحد مهما تشعب».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».