مغامرات هوليوودية في أرض العرب

أفلامها تنوّعت... وبعضها جنح به الخيال

مشهد من فيلم في «يوم أحد أسود»
مشهد من فيلم في «يوم أحد أسود»
TT

مغامرات هوليوودية في أرض العرب

مشهد من فيلم في «يوم أحد أسود»
مشهد من فيلم في «يوم أحد أسود»

في قاعة كبيرة تحتوي على طاولة اجتماعات كبيرة جلس رجل عند آخر الطاولة ووقف آخر عند رأسها. الجالس هو المذيع التلفزيوني هوارد بيل (بيتر فينش) والواقف هو رئيس المحطة الذي يعمل فيها الأول واسمه آرثر جنسن (ند بيتي). القاعة مظلمة قليلاً بينما يبدأ آرثر خطاباً من ست دقائق سينمائية نادرة. مما يقوله في هذه الخطبة:
«لقد تدخلت في القوى الأساسية للطبيعة، مستر بيل، ولن أسمح بذلك. هل هذا واضح؟ العرب سحبوا مليارات الدولارات من هذه الدولة (الولايات المتحدة) والآن عليهم أن يعيدوها. إنه الانحسار والتدفّق. جاذبية المد والجزر (.....) أنت رجل عجوز تفكر بشروط الدول والشعوب. ليس هناك دول. ليس هناك شعوب. ليس هناك روس ولا عرب. ليس هناك عالم ثالث. ليس هناك غرب. هناك نظام شامل واحد».
‫وبعد أن يصف ذلك النظام المادي الواحد يضيف: «هذا هو النظام الطبيعي للأشياء اليوم. هذا هو الذرة ودونها والبناء المجرّي (من مجرّة) اليوم. وأنت سوف تنصاع. هل تفهمني مستر بيل؟ تظهر على شاشة 21 إنش وتعوي عن أميركا والديمقراطية. ليس هناك أميركا. ليس هناك ديمقراطية. هناك فقط IBM وITT وAT&T وExxon. هذه هي أمم العالم اليوم (...) لم نعد نعيش في عالم من الأمم والآيديولوجيات، مستر بيل. العالم هو بزنس».‬‬
أمضى الممثل الراحل ند بيتي يوماً ونصف لتأدية مشهد من ست دقائق يقف فيه في مكان واحد ويلقي عبره خطاباً سياسياً حاداً بعدما جنح مقدّم البرنامج بيل في نقده للسياسة الراهنة التي تسمح للعرب شراء أسهم وعقارات في خطّة يختالها مرسومة للاستيلاء على أميركا وهدم ديمقراطيّتها.
الفيلم هو «نتوورك» (1976) الذي تم إنتاجه بعد ثلاث سنوات من حرب أكتوبر (تشرين الأول). كتبه بادي تشايفسكي وأخرجه سيدني لومِت وفي البال تنبيه الأميركيين، عبر البرنامج الذي يطل منه المقدّم خمس مرّات في الأسبوع، بالخطر الجاثم للمال العربي والخطّة التي يستند إليها للسيطرة على الولايات المتحدة.

                                                       جيل كلايبورغ في «هانا ك» لكوستا غافراس
مؤامرات عربية
لم يكن «نتوورك» من الأفلام القليلة في تلك الآونة التي يتعرّض فيها لمثل هذه المواضيع أو أخرى تقصد تقديم صورة تستند إلى مخيلة جانحة بهدف تحذير المشاهدين (في الغرب) من مغبّة اعتماد العرب كحليف والحذر مما يستطيعون فعله باستثماراتهم. لكن خطاب رئيس المؤسسة التي يعمل بيل فيها وضع النقاط على الحروف وعندما توفي الممثل ند بيتي قبل سنة وثلاثة أشهر نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أجزاء من هذا الخطاب وكتبت أنه كان مشهداً سينمائياً ينطق بما آل إليه الوضع فعلياً اليوم.
باقي الأفلام لم تتمتع بخطاب مثله لكنها لم تكن أقل إيذاءً. على الأقل خطاب الممثل بيتي كان مناوئاً لخطاب مقدّم البرنامج ومدحضاً (ولو أنه لا يعفي الفيلم من رسالته المعادية). السبعينات، بالمقارنة مع عقود سابقة ولاحقة لحين بداية القرن الجديد، كانت استمراراً لمنهج دائم من الرسالات المعادية. في ذلك العقد شاهدنا «يوم الأحد الأسود» Black Sunday لجون فرانكنهايمر (1977) حيث خطط العرب وحلفاؤهم من الإرهابيين الألمان (!) خطّة للهجوم على مباراة تقام في أولمبياد حاشد في إحدى دورات الأولمبياد. الفيلم يمضي ويؤكد أن إسرائيل هي التي تحمي أميركا من مثل هذه العمليات الإرهابية.
قبله بعام واحد خرج فيلمان آخران في ذات التوجه هما «21 ساعة إلى ميونيخ» 21 Hours to Mucnich لويليام غراهام و«مؤامرة عربية» Arab Conspiracy (رتشارد سرافيان). الأول عن عملية ميونيخ والثاني عن مؤامرة لضرب خطوات تقوم بها دول عربية بغية تحقيق السلام مع إسرائيل.
في عام 1977 شاهدنا «الغارة على عنتبي» Raid on Entebee لإرفن كيرشنر ثم برز «أشانتي» كعمل آخر من النوع والهدف ذاتيهما.
السبعينات هي الفترة التي بدأت فيها السينما الغربية التي تريد التعامل مع الموضوع العربي من زاوية اتهامية استخدام عنصر التفكير. العديد مما سبق كان تقليدياً في أحداثه ينطلق من الرغبة في صنع أفلام محض جماهيرية حول الصحاري العربية ومن يعيش فيها. عشرات من الأفلام التي تم استنساخها من «الشيخ» (1921) التي في أفضل الحالات قسمت العرب إلى فريقين: الصالح منهم هو من يقف مع الغرب والشرير هو من يعاديه. بعض هذه الأفلام قصدت تقديم بطل عربي ينقذ المرأة الأجنبية من الاعتقال والبيع في سوق الحريم لنكتشف في نهاية الفيلم أنه لم يكن عربياً بل بريطانياً أو فرنسياً جيء به صغيراً وترعرع في أرض العرب.

                                       ند بيتي في مشهد من فيلم «نتوورك»
سينما مفكّرة
كانت السينما الغربية عموماً (وهوليوود على الأخص) تحتاج إلى أفلام المغامرات الخيالية والطريقة لتوفيرها كانت توجيه الحكايات لتقع في بلاد عربية (أفريقية وآسيوية) يعتقد كتاب ومخرجون بأنهم يفهمون العادات والتقاليد، إذا ما أحبوا إظهارها. في الغالب لم تكن العملية على هذا النحو، بل كانت تقديم الوصفة الناجحة لتضاد الحضارات التي كان لا بد لها، لكي تفوز برضا الجمهور الغربي، تصوير الغرب المتقدم في مواجهة الشرق البدائي.
بعض الصور لم يكن اختراعاً بل استنتاجاً من وقائع، ففي العشرينات والثلاثينات والأربعينات كانت حياة العرب في مناطق العالم العربي كافة، ما زالت مرتبطة بعجلة التقاليد والعادات والحروب المحلية والوضع الاقتصادي المتعثّر. هذا كله كان كنزاً للسينما التي تناولت العرب ليس بالدراسة، بل لاستثمار هذه المكوّنات لخلق حكايات من أسرار نجاحها في التوجه للمشاهدين الغربيين عدم التحليل أو الشرح أو تقديم صور واقعية أفضل.
السبعينات، تبعاً لكل ذلك، هجرت (جزئياً) تلك الصور التقليدية وأخذت تنقل العداوة التقليدية إلى مجالات سياسية تشمل الحديث عن القوة الاقتصادية العربية وعن الصراع العربي - الإسرائيلي (من باب تأييد الطرف الثاني) والبحث أحياناً في السياسات التي تسيّر المصالح المتضاربة في المنطقة.
الثمانينات أكملت هذا الاتجاه. وأضافت أفلاماً حول الأميركي البريء الذي لا يكتشف الحقيقة، عن الوضع العربي وشخصياته، إلا من بعد تجربة قاسية.
هذا يتبدّى في «سُلطة» Power‪‬، فيلم آخر لسيدني لومِت والبريء فيه هو رتشارد غير، الذي يؤدي دور المشرف على حملة أحد المرشّحين للكونغرس إلى أن يكتشف أن هذا السياسي له علاقات عربية مشبوهة فينتقل للعمل لغريمه الخالي من هذه العلاقات. ‬
ودايان كيتون هي البريئة في «ضاربة الطبل الصغيرة» The Little Drummer Girl لجورج روي هِل، التي لم تكن تعلم أن من هوى قلبها نحوه ليس سوى إرهابي عربي.
لا بد من القول إنه ليس كل الأفلام التي تناولت العرب في تلك الآونة كانت سلبية. هذا مفهوم خاطئ تم التأكيد عليه ممن لم يشاهدوا أكثر من حفنة من الأفلام المضادة وبنوا عليها ما اعتبروه تحصيلاً حاصلاً لسياسية لا تعرف الاستثناءات.

قبل كل ذلك...
ففي السبعينات والتسعينات كان هناك «الريح والأسد» لجون ميليوس (بطولة شون كونيري) و«الاغتيال» L‪›‬Attendant للفرنسي إيف بواسيه وفيلمان جيدان عن مغامرات السندباد وفيلم مصطفى العقاد «الرسالة» الذي عُرض في الصالات الأوروبية والأميركية ولو إلى حين. وفيلم كوستا - غافراس «هانا ك» الذي ألقى أول ضوء عادل في فيلم روائي على القضية الفلسطينية وبهدوء عقلاني يُثير الإعجاب.‬
في الواقع أن الاهتمام الغربي بالعالم العربي وبالإسلام سبق السينما وكان اهتماماً علمياً وثقافياً ناصعاً. يؤكد المؤرخ ألبير حوراني في كتابه «تاريخ الشعب العربية» إلى أن هذا الاهتمام يعود لما قبل الثامن عشر. ففي القرن السابع شر نجد أن جامعات بريطانية وفرنسية أخدت تدرّس مواد إسلامية وتراثية - عربية للراغبين. وأخذت جامعات أكسفورد وكامبريدج ولندن وباريس بحفظ القرآن الكريم وما جمعته من مخطوطات عربية تعود إلى قرون مضت. وكانت أول ترجم للقرآن تمّت في القرن الثاني عشر. وما لبث أن سعى الألمان إلى وضع دراسات حول المجتمعات العربية من خلال تطوّر الأديان والعلاقات الفردية واللغة المتداولة.
إلى ذلك، كان الاهتمام بالعالم العربي قد دخل مجال إرسال علماء آثار وباحثين اجتماعيين إلى العالم العربي لوضع دراسات مستفيضة تم نشر معظمها في تلك الجامعات كما المؤسسات المتخصصة.
إنها فترة شاب العلاقة المتجددة بين العرب وأوروبا مسحة من الود الرومانسي تتجلّى في قيام الفيلسوف الألماني فرايدرك هيغل، بالإشادة بدور العرب في الحفاظ ثم نقل التراث الإغريقي إلى العالم.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تصويت حاسم في الكونغرس على خطة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان

قبة الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)
قبة الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)
TT

تصويت حاسم في الكونغرس على خطة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان

قبة الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)
قبة الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

يصوت مجلس النواب الأميركي، اليوم السبت، على خطّة مساعدات واسعة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، في خطوة مرتقبة تحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء.

ويبدأ التصويت على حزمة المساعدات الطائلة هذه بقيمة 95 مليار دولار التي يطالب بها الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر، عند الساعة 13,00 بالتوقيت المحلّي (17,00 بتوقيت غرينيتش). ويصوّت النوّاب في الوقت عينه على اقتراح لحظر تطبيق «تيك توك» ملحق بمشروع القانون هذا.

وفي حال اعتماد هذه التدابير، ستُرفع إلى مجلس الشيوخ لينظر فيها.

وأتت هذه المشاريع التي كُشفت الأربعاء ثمرة مفاوضات جدّ شاقة وزيارات متعدّدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى واشنطن وضغوط من الحلفاء حول العالم، حتّى إنها تسببت بإطاحة زعيم جمهوري.

ويندرج تمويل الحرب في أوكرانيا في قلب شدّ الحبال القائم بين الديموقراطيين والجمهوريين. فالولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لكييف، لكن الكونغرس لم يعتمد أيّ حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا منذ سنة ونصف السنة، وذلك بسبب خلافات حزبية.

ويؤيّد الرئيس الديمقراطي جو بايدن وحزبه في الكونغرس تقديم مساعدات إضافية إلى أوكرانيا في حربها ضدّ الغزو الروسي.

الجمهوري مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي (رويترز)

* تاييد جمهوري

وبعد أشهر من المماطلة، أعرب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن تأييده لحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا. وصرّح بشيء من التأثّر خلال مؤتمر صحافي «بكلّ صراحة، أفضّل إرسال ذخائر إلى أوكرانيا على إرسال شبابنا للقتال».

وتتيح هذه الخطّة القائمة خصوصا على مساعدات عسكرية واقتصادية للرئيس بايدن مصادرة أصول روسية وبيعها لتمويل إعمار أوكرانيا، وهي فكرة لقيت أيضا صدى في أوساط دول أخرى من مجموعة السبع.

ومن بين البنود الأخرى الواردة في هذه الخطّة الواسعة، 13 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على «حماس». ومن شأن هذه الأموال أن تساعد في تعزيز نظام الدفاعات الجوية الإسرائيلي المعروف بـ«القبّة الحديدية».

وتتضمّن الحزمة أيضا أكثر من 9 مليارات دولار «للاستجابة للحاجة الملحّة إلى المساعدات الإنسانية في غزة ولشعوب أخرى ضعيفة في العالم»، وفق ما جاء في موجز عن نصّ المشروع.

ويخصّص مشروع القانون 8 مليارات دولار لمواجهة الصين على الصعيد العسكري من خلال الاستثمار في الغوّاصات ومساعدة تايوان.

وينصّ أيضا على حظر «تيك توك» في الولايات المتحدة، إلا في حال قطع التطبيق علاقته بشركته الأمّ «بايت دانس»" وبالصين عموما.

والجمعة، أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار أن تدفّقات المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ستُستأنف فورا بعد اعتماد النصّ في غرفتي الكونغرس.

وقد يكلّف إقرار القانون الجمهوري مايك جونسون منصبه. فقد تعهّدت حفنة من النواب المحافظين المعارضين بشدّة لمساعدة أوكرانيا ببذل ما في وسعها لإطاحة رئيس مجلس النواب، عقابا له على دعمه.

وكان سلفه كيفن ماكارثي قد خسر منصبه العام الماضي بعدما اتّهمه نواب مناصرون لدونالد ترمب في حزبه بإبرام صفقة سرّية مع الديمقراطيين بشأن أوكرانيا.


وفاة رجل أشعل النار في نفسه خارج مقر محاكمة ترمب

ماكسويل أزاريلو قبل إشعال النار في نفسه أمام محكمة في نيويورك (رويترز)
ماكسويل أزاريلو قبل إشعال النار في نفسه أمام محكمة في نيويورك (رويترز)
TT

وفاة رجل أشعل النار في نفسه خارج مقر محاكمة ترمب

ماكسويل أزاريلو قبل إشعال النار في نفسه أمام محكمة في نيويورك (رويترز)
ماكسويل أزاريلو قبل إشعال النار في نفسه أمام محكمة في نيويورك (رويترز)

أعلن مسؤولون، اليوم السبت، وفاة الرجل الذي أضرم النار في نفسه أمام محكمة في مدينة نيويورك، حيث كانت تعقد محاكمة الرئيس السابق ترمب بسبب أمواله السرية.

وأفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية بأن ماكسويل أزاريلو (37 عاماً)، وهو من ولاية فلوريدا، تُوفي ليلة الجمعة - السبت، متأثراً بحروقه الشديدة، بعد أن أشعل النار في نفسه في وقت سابق من اليوم، داخل كولكت بوند بارك بالقرب من محكمة مانهاتن الجنائية.

وأعلن طاقم المستشفى وفاة أزاريلو في نحو الساعة 10:30 مساءً، حسبما أكد متحدث باسم قسم شرطة مدينة نيويورك.

وكانت تقارير إعلامية أفادت بأن أزاريلو أشعل النار في حديقة خارج قاعة محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في نيويورك، أمس، وسكب الرجل سائلاً على نفسه ثم أشعل النار، حسبما أفادت تقارير إعلامية من وسائل إعلام مختلفة من بينها صحيفة «نيويورك تايمز»، وشبكة «سي إن إن».

وصرخ المارة وحاولوا المساعدة، وبعد فترة وجيزة، وصل عدد من عناصر الشرطة ونجحوا في إخماد النيران، ثم نقلوا الرجل إلى سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى. ولم يتضح بعد سبب إقدام الرجل على حرق نفسه.

ووقع الحادث في حديقة «كوليكت بوند» المقابلة لمحكمة تجري فيها المحاكمة الجنائية لترمب.

وسمحت السلطات لمعارضي ومؤيدي ترمب بالتجمع للتظاهر في الحديقة، إلا أنه حتى الآن لم يفعل ذلك سوى عدد قليل خلال المحاكمة.

وقال مسؤول في الشرطة، بعد ظهر أمس الجمعة، إنه «يبدو أنه نشر شيئاً ما حول هذا الحدث عبر الإنترنت قبل وقوع الحادث». وكتب أزاريلو: «إن هذا العمل الاحتجاجي الشديد يهدف إلى لفت الانتباه إلى اكتشاف عاجل ومهم: نحن ضحايا خدعة شمولية، وحكومتنا (مع العديد من حلفائها) على وشك ضربنا بانقلاب عالمي فاشي مروع»، حسبما نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.


الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر

علقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (ا.ب)
علقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (ا.ب)
TT

الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر

علقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (ا.ب)
علقت الولايات المتحدة التعاون العسكري مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو (ا.ب)

وافقت الولايات المتحدة على سحب قوّاتها البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر، حسبما قال عدد من المسؤولين الأميركيّين مشترطين عدم كشف هوياتهم.

ووافق نائب وزير الخارجيّة الأميركي كورت كامبل، على طلب سلطات نيامي سحب القوّات، وذلك خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس الوزراء علي الأمين زين الذي تولّى السلطة عقب الانقلاب في يوليو (تمّوز) الماضي.

وينص الاتفاق بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، على إرسال وفد أميركي إلى النيجر خلال الأيام المقبلة للاتفاق على تفاصيل الانسحاب.

وعلقت الولايات المتحدة معظم تعاونها، بما في ذلك التعاون العسكري، مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو.

وفي مارس (آذار)، انسحبت النيجر من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن «فرضتها أحادياً».

ويشارك ألف جندي أميركي في النيجر في القتال ضد «الجهاديين» في منطقة الساحل ولديهم قاعدة كبيرة للمسيّرات في أغاديز (شمال). وتظاهر الآلاف السبت في نيامي للمطالبة برحيلهم الفوري.

ووافقت الحكومة العسكرية في النيجر المنبثقة من الانقلاب، على تعزيز التعاون الدفاعي مع روسيا في يناير (كانون الثاني)، بعدما طردت القوات الفرنسية التي كانت موجودة على أراضيها في إطار مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل الإفريقية.


هل ينجح ترمب في توظيف قضية «أموال الصمت» انتخابياً؟

لم تؤثر قضايا ترمب في دعم مناصريه له (رويترز)
لم تؤثر قضايا ترمب في دعم مناصريه له (رويترز)
TT

هل ينجح ترمب في توظيف قضية «أموال الصمت» انتخابياً؟

لم تؤثر قضايا ترمب في دعم مناصريه له (رويترز)
لم تؤثر قضايا ترمب في دعم مناصريه له (رويترز)

دخل الرئيس السابق دونالد ترمب، التاريخ مجدداً هذا الأسبوع، هذه المرة عبر باب محكمة مانهاتن في نيويورك، حيث بدأت رسمياً إجراءات محاكمته في قضية «أموال الصمت»، لتكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ الأميركي التي يخضع فيها رئيس سابق لمحاكمة جنائية.

وحضر ترمب مجريات الجلسة في قاعة المحكمة يومياً، خلال اختيار أعضاء هيئة المُحلّفين، ليغيب بذلك عن ساحة السباق الرئاسي والحملات الانتخابية في موسم محتدم تشتد فيه حدة المواجهة بينه وبين منافسه جو بايدن.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، السيناريوهات المطروحة في محاكمة «أموال الصمت» التي يُتهم فيها ترمب بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية تعرف بـ«ستورمي دانيلز» مقابل تكتُّمها على علاقة مزعومة بينهما، واحتمالات تأثيرها في رأي الناخب الأميركي، بالإضافة إلى استعراض القضايا الأخرى التي يواجهها أمام المحاكم الأميركية.

ترمب يتحدث مع محاميه خلال جلسة محاكمته في نيويورك 18 أبريل 2024 (رويترز)

«أموال الصمت»

يفسّر شون وو، المدّعي العام السابق والمستشار السابق في وزارة العدل الأميركية، أن قضية «أموال الصمت» لا تتعلق بتسديد مبالغ مالية لشخص معين كي يلتزم الصمت، «لأن هذا غير مخالف للقانون». وأوضح أن التهم تتمحور حول «تزوير الهدف من استخدام هذه الأموال وتسجيلها، وهو التهرّب من التدقيق في أموال الحملة الانتخابية خلال خوض الرئيس السابق الانتخابات عام 2016، مما يجعل هذه القضية مهمة جداً وقوية لأنها مبنية على الوثائق»، على حد تعبيره.

من ناحيته، يشير تيموثي شينك، المؤرّخ في جامعة «جورج واشنطن»، إلى أنه على الرغم من أن هذه هي أول مرة في التاريخ الأميركي يحاكَم رئيس أميركي، فإن ترمب ليس أول رئيس يرتكب جريمة، بل هو أول رئيس يحاكَم. ويضيف: «برأيي، السؤال المطروح هنا هو: ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى مستقبل الديمقراطية في البلاد؟».

وترى فيليشا كيلينغز، مؤسسة جمعية «فيليشا كيلينغز» المحافظة، أنه يجب النظر إلى هذه القضية من وجهة نظر سياسية، إذ إن الكثيرين من مؤيدي الرئيس السابق ينظرون إليها على أنها هجوم مباشر على مرشحهم، ويعدّون المحاكمة نوعاً من الاضطهاد السياسي. وتضيف كيلينغز: «رغم ذلك، فهذه القضية هي من أضعف القضايا الموجَّهة ضد الرئيس السابق».

لكنه توصيف اختلف معه وو، الذي قال: «أختلف حول فكرة ما إذا كانت حالة ضعيفة أم قوية. قانونياً، هذه محاكمة سهلة مقارنةً بالقضايا الأخرى». وقارن وو هذه القضية بقضايا جنائية أخرى يواجهها الرئيس السابق، فرأى أن قضية جورجيا «معقّدة جداً مع وجود عدد كبير من المتهمين، مما قد يزيد الأمر صعوبة بالنسبة إلى الادعاء، فيما قضية الوثائق السرية تضم نقاطاً عديدة مثل طريقة التعامل مع التصنيف، أما قضية التدخل في الانتخابات في واشنطن العاصمة، فمن المعقد جداً ربط العنف وتآمر الناس للقيام بأمر مثل تزوير الانتخابات». وأضاف: «أرى أن كل هذه القضايا الأخرى أكثر صعوبة لأنها معقَّدة أكثر. أما هذه، فهي بسيطة من نواحٍ عديدة».

يواجه وزير العدل الأميركي اتهامات بتسييس قضايا ترمب (رويترز)

قضية مسيَّسة؟

وتحدث شينك عن تسييس القضاء، مسلطاً الضوء على مدعي عام مانهاتن الذي انتُخب «بعدما تعهَّد بتبني قضية رفض المدَّعون السابقون رفعها». وأضاف: «عندما ننظر إلى كل ما تضمه هذه القضية، من المدعي العام في مانهاتن إلى الديمقراطيين، فإن ذلك سيكون كافياً لكي تخفف قاعدة ترمب والناخبون المتأرجحون من وطأة أي نتيجة للقضية، خصوصاً في حال إدانته فيها».

وتوافق كيلينغز على هذه النقطة، معتبرةً أن القضية تبدو كأنها اضطهاد سياسي، وهو أمر كرره الرئيس السابق عام 2016 عندما كان يواجه اتهامات التواطؤ مع روسيا. وترى كيلينغز أن هذا الأمر يزيد من شعبية الرئيس السابق، مضيفةً: «هناك أيضاً شرائح من الناخبين الذين واجهوا نظام العدل والظلم والمعاملة غير العادلة، وهم ينظرون إلى ترمب على أنه رمز».

وحول احتمالات إدانة ترمب، وإصدار حكم عليه في القضية، يقول وو إن هناك احتمالاً كبيراً بإدانة الرئيس السابق وقد يصدر عليه حكم بالسجن لبعض الوقت، لكنه يُحذر من نقطة لوجيستية؛ وهي صعوبة سجن رئيس سابق لديه حماية من عناصر الخدمة السرّية. ويضيف: «يجب أن يكون في السجن مع وجود مرافقيه... لن يكونوا داخل الزنزانة معه، لكن عليهم أن يرافقوه في كل تحركاته في السجن».

متظاهر داعم لترمب يقف خارج محكمة مانهاتن (رويترز)

غياب عن ساحة المعركة الانتخابية

وبينما شهد الأسبوع المنصرم حضوراً لافتاً للرئيس السابق في قاعة المحكمة بشكل يومي، فإن آراء الناخبين الداعمين له لم تتزعزع، فيما تُظهر أرقام الاستطلاعات تردداً في صفوف الناخبين المستقلين في حال إدانته. وهو أمر تشدد كيلينغز على أهمية التطرق له من حملة ترمب، فتقول: «عندما نتحدّث عن قاعدة الناخبين الجمهوريين، فهم موالون لترمب. وكلّما لاحقه الديمقراطيون، دافعت عنه هذه القاعدة. لكن عندما ننظر إلى الناخبين المستقلين، فهم لا يميلون إلى التصويت تلقائياً لترمب».

ويشير شينك إلى أن حضور ترمب في قاعة المحكمة يتيح له تقديم «مشهد إعلامي» يفيده انتخابياً. واستبعد أن يؤدي غيابه عن الحملات الانتخابية إلى أي تغيير في رأي الناخب الجمهوري، مشيراً إلى أنه دوماً ما يقدم نفسه على أنه «محارب» يتصدى للمؤسسة التقليدية من أجل الأميركيين.

وتتوافق كيلينغز معه قائلة: «ترمب ذكي جداً، ومسوّق ماهر جداً. وما يقوم به الآن حتى مع محاكمته هو جزء من حملته. وهي وسيلة لكي يتواصل مع بعض الناخبين وبعض الفئات الديمغرافية. فهو سيستخدم القضية لفعل ذلك، وإن تمَّت إدانته فإنه سيحوّل هذه الإدانة إلى جزء من حملته التسويقية الانتخابية».

من ناحيته، يشير وو إلى نقطة إجرائية مهمة في المحاكمة، وهي أن ترمب لم يكن لديه خيار عدم حضور المحاكمة، وفسَّر قائلاً: «سمعت أن هناك من فوجئ بحضوره لأنه رئيس سابق، لكنّ هذا أمر طبيعي بالنسبة إلى المحاكمة الجنائية، يجب أن يكون موجوداً. يمكن أن ينال استثناء في بعض الأحيان. لكن في المحاكمات الجنائية، على عكس المدنية، يجب أن يكون حاضراً».

ترمب في قاعة المحكمة في مانهاتن 15 أبريل 2024 (أ.ب)

قضايا أخرى

وبوجه اتهامات تسييس القضاء، يشدد شينك على أهمية أن يتحمل الرؤساء مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها، «لكنّ هذا لا يعني أنه يجب أن يخضعوا للإجراءات القانونية المرتبطة بذلك». ويفسر: «أقدّم مثالاً على ذلك في قضية ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، فبعد أن استقال نيكسون من منصبه رئيساً للجمهورية إثر فضيحة ووترغيت، عفا عنه فورد في خطوة سياسية رائعة لصالحه لتجنب كابوس سياسي». وأضاف: «صحيح أن الرؤساء يجب أن يخضعوا للقانون الذي يعد أساس بلادنا، لكن من جهة أخرى فإن هذه القضايا السياسية تتطلّب نوعاً من الحذر والحكمة، لأن القانون مهم مثله مثل الديمقراطية».

لكنّ وو يعارض شينك الرأي، مشيراً إلى أن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند، كان بطيئاً جداً في اتخاذ خطوات قانونية بحق ترمب بسبب قلقه من أن تبدو الأمور سياسية. وذكّر وو بالقضايا الأخرى التي يواجهها الرئيس السابق، مشيراً إلى أنه من المستحيل تقريباً أن يتم البت فيها قبل الانتخابات، خصوصاً أن بعضها ينتظر قراراً من المحكمة العليا. وقال وو: «من المرجح أن قضية مانهاتن ستكون القضية الوحيدة التي ستنتهي قبل موعد الانتخابات».


البيت الأبيض: ليس لدينا «تعليق» على هجوم إسرائيلي ضد إيران

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال إفادة صحافية في البيت الأبيض 19 أبريل (نيسان) (أ.ب)
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال إفادة صحافية في البيت الأبيض 19 أبريل (نيسان) (أ.ب)
TT

البيت الأبيض: ليس لدينا «تعليق» على هجوم إسرائيلي ضد إيران

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال إفادة صحافية في البيت الأبيض 19 أبريل (نيسان) (أ.ب)
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال إفادة صحافية في البيت الأبيض 19 أبريل (نيسان) (أ.ب)

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الجمعة، إن البيت الأبيض ليس لديه «تعليق» على التقارير عن هجمات إسرائيلية في إيران الليلة الماضية.

وأضافت: «لا نريد تصاعد الصراع في الشرق الأوسط»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وسمع دوي انفجار، فجر يوم (الجمعة)، قرب أكبر قاعدة لسلاح الجو الإيراني في أصفهان، وسط البلاد، على مسافة 120 كيلومتراً من منشأة نطنز النووية الحساسة.

وبينما قال مسؤولون أميركيون إنها ضربة إسرائيلية رداً على هجوم إيراني بصواريخ ومسيرات على إسرائيل، السبت الماضي، شككت طهران في الواقعة وقالت إنها اعترضت «أهدافاً جوية»، وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام، وهو ردّ يهدف فيما يبدو إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.


رجل يحاول إضرام النار بنفسه أمام مقر محاكمة ترمب

المسعفون ينقلون رجلا أشعل النار في نفسه بالقرب من محكمة مانهاتن اليوم (أ.ف.ب)
المسعفون ينقلون رجلا أشعل النار في نفسه بالقرب من محكمة مانهاتن اليوم (أ.ف.ب)
TT

رجل يحاول إضرام النار بنفسه أمام مقر محاكمة ترمب

المسعفون ينقلون رجلا أشعل النار في نفسه بالقرب من محكمة مانهاتن اليوم (أ.ف.ب)
المسعفون ينقلون رجلا أشعل النار في نفسه بالقرب من محكمة مانهاتن اليوم (أ.ف.ب)

حاول رجل اليوم (الجمعة)، إضرام النار في نفسه أمام محكمة مانهاتن التي يمثل أمامها الرئيس السابق دونالد ترمب لسبب لا يزال مجهولا، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركية عدة.

وأشعل الضحية النار في نفسه بعدما وضع يديه خلف رأسه وسرعان ما هرع عناصر الشرطة في اتجاهه قبل استخدام أداة لاطفاء الحريق.

وذكرت شبكة «سي إن إن» أن الضحية رجل في منتصف الثلاثينات من العمر.

وكان القاضي خوان ميرشان قد أعلن أن محكمة مانهاتن اختارت اليوم اثني عشر محلفا وستة بدلاء في المحاكمة التاريخية ترمب، أول رئيس أميركي سابق يمثل في قضية جنائية.

وقال القاضي في اليوم الرابع من المحاكمة: «اكتملت هيئة المحلفين»، ممهدا بذلك لبدء المرافعات.

شرطي يستخدم طفاية حريق حيث حاول رجل إضرام النار بنفسه (رويترز)

ويحاكم ترمب بتهمة دفع أموال سرا لشراء صمت نجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانيالز، قبل أيام من انتخابات 2016 التي فاز فيها على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.


رجل يضرم النار في نفسه أمام مقر محاكمة ترمب

نقل الرجال الذي أشعل النار في نفسه على حمالة (أ.ف.ب)
نقل الرجال الذي أشعل النار في نفسه على حمالة (أ.ف.ب)
TT

رجل يضرم النار في نفسه أمام مقر محاكمة ترمب

نقل الرجال الذي أشعل النار في نفسه على حمالة (أ.ف.ب)
نقل الرجال الذي أشعل النار في نفسه على حمالة (أ.ف.ب)

اشتعلت النيران في جسم رجل أمام محكمة مانهاتن، عقب اكتمال عملية اختيار هيئة المحلفين في قضية «أموال الصمت» التي يواجهها الرئيس السابق دونالد ترمب، من دون أن تعرف الأسباب على الفور. ونقلت «سي إن إن» عن مصدرين، أن رجلاً أضرم النار في نفسه خارج المحكمة، مستبعدة بذلك فرضية اندلاع النار في حادث عرضي.

وأشعل الضحية النار في نفسه بعدما وضع يديه خلف رأسه وسرعان ما هرع عناصر الشرطة في اتجاهه قبل استخدام أداة لإطفاء الحريق. ونقلت شبكات التلفزيون هذا التطور المأساوي على الهواء مباشرة. وأبلغ عنصر من الشرطة السريّة الرئيس ترمب بالحادث، فيما يمكن أن يدفع إلى اتخاذ إجراءات احترازية أمنية لحماية الرئيس السابق.

هيئة المحلفين

على صعيد المحاكمة نفسها، باشر المدعون العامون في نيويورك ووكلاء الدفاع عن ترمب إعداد مطالعاتهم لأول محاكمة جنائية ضد رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما توافقوا على الأعضاء الـ12 لهيئة المحلفين، والبدلاء الستة فيها، التي ستكون لها الكلمة الفصل فيما إذا كان المرشح الأوفر حظاً عن الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة «مذنباً» أو «غير مذنب» في قضية «أموال الصمت»، التي تتهمه بدفع رشى للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بغرض إخفاء علاقته بها خلال الحملات لانتخابات الرئاسة عام 2016.

وفيما يواصل الرئيس جو بايدن حملاته الانتخابية عبر الولايات الأميركية للبقاء أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض، سيكون خصمه الرئيسي مرغماً على تمضية غالبية وقته في نيويورك لحضور جلسات محاكمته في قضية «أموال الصمت» التي ستستمر مرحلتها الأولى من ستة إلى ثمانية أسابيع. ويمكن أن يضطر أيضاً إلى التوجه لواشنطن العاصمة أو فلوريدا أو جورجيا، حيث يواجه ثلاثة قرارات اتهامية ذات صلة بجهوده لقلب نتائج انتخابات عام 2020 التي فاز فيها بايدن.

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب يلوح بيده للصحافيين قبيل حضور محاكمته في نيويورك (رويترز)

وتعامل المحامون بحذر مع اكتمال تأليف هيئة المحلفين (خمس نساء وسبعة رجال حتى الآن)، لأن الإجراءات أدت إلى اختيار شخصين، ثم إلى إعفائهما. ولا يستبعد بشكل مطلق أن ذلك لن يتكرر، بعدما أمضى القاضي والمحامون أياماً في استجواب سكان نيويورك حول آرائهم حيال ترمب. وأعفي العشرات بعدما أفادوا بأنهم لا يستطيعون أن يكونوا عادلين. وبين الأشخاص الذين اختيروا للقضية حتى الآن، متخصص في المبيعات ومهندس برمجيات ومهندس أمان ومدرس لغة إنجليزية ومعالج للنطق ومحامون ومصرفي ومدير ثروات تقاعدية.

ومع استجواب المزيد من المحلفين المحتملين، الجمعة، بدا ترمب متكئاً على طاولة الدفاع، ويخربش على بعض الأوراق ويتبادل الملحوظات أحياناً مع أحد محاميه. ولكن عندما ذكر أحد المحلفين المحتملين أنه يتابع حساب البيت الأبيض على «إنستغرام»، بما في ذلك عندما كان ترمب في منصبه، نظر الأخير إلى أعلى ونحو منصة هيئة المحلفين.

وبعد وصوله إلى المحكمة الجمعة، اشتكى ترمب مجدداً من أمر حظر النشر الذي فرضه القاضي ميرشان عليه، بعدما انتقد على وسائل التواصل الاجتماعي كلاً من القاضي والمدعين العامين والشهود المحتملين. ومن المقرر أن ينظر القاضي ميرشان الأسبوع المقبل في طلب المدعين توجيه تهمة «الازدراء» ضد ترمب، الذي قال: «يجب أن يتم إلغاء أمر حظر النشر»، مضيفاً: «مسموح للناس بالتحدث عني، ولدي أمر بعدم النشر».

وإذ وافق القاضي على التهمة، سيضطر ترمب إلى دفع آلاف الدولارات غرامةً.

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب يتوجه نحو قاعة المحكمة في نيويورك (رويترز)

قضايا أخرى

وعقد القاضي ميرشان جلسة استماع الجمعة أيضاً للنظر في طلب المدعين العامين السماح لهم بإثارة المشكلات القانونية الأخرى لترمب ضمن قضية «أموال الصمت»، ومنها محاكمته الأخيرة بالاحتيال المدني والحكم عليه بدفع 454 مليون دولار بعدما وجد القاضي أن ترمب كذب في شأن ثروته لسنوات. ولكن ترمب استأنف ذلك الحكم.

وتتركز المحاكمة الحالية على مبلغ 130 ألف دولار دفعه مايكل كوهين، المحامي السابق لترمب ومساعده الشخصي، للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز لمنع ظهور مزاعمها عن لقاء جنسي مع ترمب علناً في الأيام الأخيرة من سباق 2016.

ويقول ممثلو الادعاء إن ترمب حجب الطبيعة الحقيقية للمدفوعات في السجلات الداخلية عندما قامت شركته بتعويض كوهين، الذي اعترف بالذنب في التهم الفيدرالية عام 2018، ومن المتوقع أن يكون شاهداً نجمياً في الادعاء.

ونفى ترمب وجود أي لقاء جنسي مع دانييلز، ويقول محاموه إن المدفوعات لكوهين كانت نفقات قانونية مشروعة.

ويواجه ترمب احتمال الحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات إذا دين، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان القاضي سيختار وضعه خلف القضبان. ويكاد يكون من المؤكد أن ترمب سيستأنف أي إدانة.

بايدن وحملته

وبينما كان ترمب جالساً طوال الأسبوع الماضي في المحكمة، سعى بايدن إلى تكثيف حملته للانتخابات المقررة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فزار بنسلفانيا مسقط رأسه وإحدى الولايات الست الرئيسية التي يمكن أن تقلب النتيجة. وألقى خطباً هناك، وزار المنزل الذي نشأ فيه، وتلقى الدعم المطلوب من عائلة كيندي. وقال في كلمة أثارت ضحك الحضور: «في عهد سلفي المشغول جداً حالياً، خسرت ولاية بنسلفانيا 275 ألف وظيفة».

جانب من خطاب بايدن في بنسلفانيا الخميس (أ.ف.ب)

ويشكل هذا تغييراً في توجه جو بايدن الذي امتنع منذ فترة طويلة عن التعليق على المشكلات القضائية لترمب، لئلا يغذي خطابه الذي يقدم فيه نفسه ضحية ومضطهداً في نظام قضائي «مسيس».

وتتزامن هذه المحاكمة أيضاً مع تقدم جو بايدن في استطلاعات الرأي منذ خطابه عن حال الاتحاد في مارس (آذار) الماضي، وبات المرشحان متقاربين الآن. لذلك يعتزم الرئيس الديموقراطي الإفادة من التزامات منافسه لزيارة الولايات الرئيسية، التي لا يزال ترمب متقدماً عليه فيها.

لكن ترمب أيضاً يسعى للاستفادة من وضعه. ويقول بعض أنصاره إن الاهتمام الإعلامي الذي أحاط بمحاكمته الجنائية، وهي الأولى لرئيس سابق للولايات المتحدة، يؤمّن له منصة جاهزة للحملة الانتخابية.


مجلس النواب الأميركي يستعد لتمرير المساعدات لأوكرانيا متخطياً اعتراض اليمينيين

ترمب وجونسون بمقر إقامة الرئيس السابق في مارالاغو 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
ترمب وجونسون بمقر إقامة الرئيس السابق في مارالاغو 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

مجلس النواب الأميركي يستعد لتمرير المساعدات لأوكرانيا متخطياً اعتراض اليمينيين

ترمب وجونسون بمقر إقامة الرئيس السابق في مارالاغو 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
ترمب وجونسون بمقر إقامة الرئيس السابق في مارالاغو 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

بعد أشهُر «ثمينة ومكلِّفة» من التأخير، بالنسبة إلى أوكرانيا، يستعد مجلس النواب الأميركي، السبت، للمصادقة على مشروع قانون المساعدات الخارجية، بعد «نجاح» البيت الأبيض في إدارة مفاوضات «سرية» مع رئيس المجلس الجمهوري، مايك جونسون، أفضت إلى تجاوز اعتراضات «تجمع الحرية» المحافظ في الحزب الجمهوري.

وبعدما رفض 3 نواب جمهوريين من اليمين المتشدد في «لجنة القواعد» المعنية بطرح المشاريع، تدخَّل الديمقراطيون، في خرقٍ غير عادي للأعراف التي تسود عادةً عمل لجان المجلس، وصوَّتوا جميعهم لتمرير المشروع، حيث حصل في النهاية على 9 أصوات.

الجمهوري جونسون في طريقه إلى المجلس (أ.ف.ب)

كان المشرّعون اليمينيون الذين سعوا إلى عرقلة المشروع في اللجنة قد فازوا بمقاعدهم فيها، كجزء من التنازل الذي قدمه العام الماضي رئيس مجلس النواب السابق، كيفن مكارثي، الذي اضطر إلى مساومتهم بعدما عارضوا انتخابه، ووافقوا على دعمه فقط بعد أن منحهم نفوذاً حاسماً فيها. وقال جونسون في وقت سابق إنه يتوقع تصويت المجلس، السبت. وقال في مقابلة مع قناة «نيوزماكس» اليمينية، ليلة الخميس: «أفضّل إرسال الرصاص إلى أوكرانيا بدلاً من إرسال جنودنا الأميركيين... لا نريد أن تكون لدينا قوات على الأرض، ويمكننا منع ذلك من خلال السماح للأوكرانيين بإبعاد بوتين».

وأكّد الكرملين، الخميس، أنّ المساعدات العسكرية الأميركية الموعودة لأوكرانيا والتي سيصوّت عليها مجلس النواب في واشنطن، السبت، بعد طول عرقلة، «لن تُغيِّر شيئاً» على أرض الميدان، حيث يحقّق الجيش الروسي تقدماً في هجومه.

مدير الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز (أرشيف)

نصر لبايدن وترمب

وفيما عُدَّ هذا التطور نجاحاً لإدارة بايدن، التي أدارت مفاوضات شاقة مع جونسون، الذي لم يمانع في مبدأ إرسال المساعدات إلى أوكرانيا لكنه كان يحاول تجنب المواجهة مع متشددي حزبه، قالت مصادر جمهورية إن جونسون لم يُقْدم على هذه الخطوة، إلّا بعدما حصل على «ضوء أخضر» من زعيم الحزب، الرئيس السابق دونالد ترمب، خلال اجتماعه به في مارالاغو بفلوريدا الأسبوع الماضي. وهو ما عُدَّ تغييراً أيضاً في مقاربة ترمب لملف أوكرانيا بعد نجاح الاتصالات «الداخلية والخارجية»، والنصائح التي تلقاها بضرورة دعمها، إذا كان يريد إنهاء حربها مع روسيا، وهي في موقع قوة.

غرين تتحدث مع جونسون في مجلس النواب 11 أبريل 2024 (رويترز)

وجاءت موافقة جونسون «المفاجئة» على تقديم المساعدات إلى أوكرانيا، وسط تحذيرات استخبارية من أن الأوكرانيين يعانون نقصاً شديداً في العتاد، ويفقدون الثقة في الولايات المتحدة بعد أشهُر من التأخير في تقديم أموال جديدة.

إذ حذَّر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، من أن أوكرانيا قد تخسر الحرب ضد روسيا بحلول نهاية عام 2024 ما لم تقدم الولايات المتحدة لها مزيداً من المساعدات العسكرية.

جونسون يتحدث في مؤتمر صحافي مع ترمب خلال زيارته مارالاغو 12 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من عامين على غزو روسيا لأوكرانيا، طُرحت تساؤلات عن أسباب تراجع الحماسة الأميركية، خصوصاً من الجمهوريين، عن دعم أوكرانيا. بيد أن تقلب الموقف الأميركي من دعم الحلفاء، ليس أمراً جديداً، وهو ما جرى في الحرب في كوريا وفيتنام وأفغانستان. كما أن مسألة الفساد في أوكرانيا، الضارب في تقاليدها الموروثة عن حقبتها السوفياتية السابقة، والإقالات المتواصلة لكبار مسؤوليها، يثير ولا يزال، الكثير من التحفظات والتساؤلات لدى الرأي العام الأميركي عن جدوى تقديم الدعم لها.

انقسام ديمقراطي جمهوري

وحسب استطلاع لمؤسسة «غالوب»، أُجري في الفترة من 1 إلى 17 مارس (آذار) الماضي، ينقسم الأميركيون حول ما إذا كان دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا كافياً، وعمّا إذا كان من الضروري الاستمرار في دعمها في حرب، بات من شبه المحسوم أنها ستكون حرباً طويلة، حيث يعزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقاته مع الصين وإيران، وتشير تصريحاته إلى أنه لن يتوقف عند أوكرانيا. ومع ذلك، لا تزال الأغلبية تعتقد أن المساعدة على استعادة الأراضي الأوكرانية تستحق الجهد المبذول، مهما طال الزمن. ويؤكد الاستطلاع أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يحملان وجهات نظر مختلفة بشكل جذري حول هذا الموضوع، حيث يدعم الديمقراطيون مساعدة أوكرانيا أكثر من الجمهوريين.

بوتين مصافحاً وزير الدفاع سيرغي شويغو في 7 مارس (إ.ب.أ)

وكما كان الحال منذ أغسطس (آب) 2022، فإن أغلبية واسعة من الديمقراطيين (77 في المائة) يفضلون مساعدة أوكرانيا على استعادة الأرض التي فقدتها لصالح روسيا. في المقابل، فإن 45 في المائة من الجمهوريين و47 في المائة من المستقلين يفضّلون ذلك، في حين تدعم أغلبية ضئيلة من كلتا المجموعتين الحزبيتين نهاية سريعة للحرب.

نمو «الانعزالية»

يقول جون هاردي، كبير الباحثين في الشأن الروسي، في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، المحسوبة على المؤسسة السياسية الجمهورية، إن الاستطلاع يؤكد أن نمو تراجع الدعم بين الجمهوريين، يعود في الأساس، إلى الاتجاه المثير للقلق داخل الحزب الجمهوري نحو «الانعزالية» التي تحمل شعار «أميركا أولاً».

يواجه جونسون تهديداً بالعزل من النائبة مارجوري غرين (أ.ف.ب)

وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «هناك من يجادل بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى قطع الدعم عن أوكرانيا حتى نتمكن من التركيز على مواجهة الصين. بعض الناس الذين يقدمون هذه الحجة يفعلون ذلك بحسن نية، ولكن البعض الآخر يبحثون ببساطة عن ذريعة لتبرير معارضتهم لمساعدة أوكرانيا. وفي كلتا الحالتين، تستطيع أميركا بكل تأكيد أن تدعم أوكرانيا وتايوان في وقت واحد». ويضيف هاردي: «علاوة على ذلك، فإن التراجع أمام بوتين قد يشجّع بكين في الواقع على استخدام القوة ضد تايوان. وليس من المستغرب أن يكون التايوانيون أنفسهم من المؤيدين الأقوياء للمساعدات الأميركية لأوكرانيا».

وفيما عدَّ البعض إصرار أميركا على عدم التورط في حروب جديدة يهدف إلى دفع الأوروبيين إلى تحمل مسؤولية أمن قارتهم وزيادة إنفاقهم العسكري حتى تتمكن من التفرغ للصين، منافسها الاستراتيجي، يرى آخرون أن أميركا ليست في وارد التخلي عن «مرجعيتها» تجاه القارة الأوروبية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى «خلق» جيش، يتولى التصدي لروسيا، شبيه بالدور الذي تقوم به إسرائيل في المنطقة.

يقول هاردي إن روسيا والصين وإيران تشكّل تهديدات مختلفة، لكنّها متّحدة في رغبتها في إخراج الولايات المتحدة من الساحات الخلفية للدول الثلاث وتتمكن من التنمر على جيرانها. وهذا جزء من السبب وراء زيادة دعم إيران والصين لروسيا، والعكس بالعكس.

الحرب انتهت ولكن...

غير أن جورج فريدمان، الباحث السياسي الاستراتيجي، الذي يعد من بين كبار المستشارين السياسيين للإدارات الأميركية، يقول إن الحرب في أوكرانيا انتهت، لكن لا أحد يعرف كيف ينهيها. ويضيف قائلاً: «المشكلة أنْ لا أحد في وضع يسمح له بتحقيق هدفه، ولكنّ التوصل إلى تسوية سلمية قادرة على دعم نفسها أمر بالغ الصعوبة، إذ اتّبعت الولايات المتحدة نموذج الحرب العالمية الثانية، وتركز بدلاً من مطالبة روسيا بالاستسلام، وهو أمر غير ممكن بالنسبة لها، على علاقة تقوم على إعادة بناء روسيا بدلاً من تدميرها، فقد تنسحب موسكو من حرب انتهت، وكذلك واشنطن».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

من ناحيته، يقول البروفسور فنغ يوجون، نائب عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة «فودان» في شنغهاي، في مقالة في مجلة «إيكونوميست» نُشرت في 11 أبريل الجاري، إنه مع عدم تمتع روسيا وأوكرانيا بميزة ساحقة وتباين مواقفهما السياسية تماماً، فمن غير المرجح أن ينتهي القتال قريباً. ولكنْ هناك أمر واحد واضح: وهو أن الصراع يمثل نقطة تحول في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وسيكون له تأثير عالمي عميق ودائم.

ابتعاد الصين عن روسيا

ويضيف فنغ: «هناك أربعة عوامل رئيسية ستؤثر في مسار الحرب: الأول هو مستوى المقاومة والوحدة الوطنية الذي أظهره الأوكرانيون. والثاني هو الدعم الدولي لأوكرانيا. والعامل الثالث هو طبيعة الحرب الحديثة، حيث المنافسة تدور حول مزيج من القوة الصناعية وأنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات. والعامل الأخير هو المعلومات، وعندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار، فإن فلاديمير بوتين يجد نفسه محاصَراً في شرنقة المعلومات، وذلك بفضل بقائه في السلطة لفترة طويلة». ويرى فنغ أن هذه العوامل مجتمعةً، تجعل هزيمة روسيا في نهاية المطاف أمراً لا مفرَّ منه. وبمرور الوقت، سوف تضطر إلى الانسحاب من جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ولا تشكل قدرتها النووية ضمانة للنجاح. وتساءل: «ألم تنسحب أميركا المسلحة نووياً من كوريا وفيتنام وأفغانستان؟».

وعن علاقات الصين مع روسيا، يقول فنغ إن المراقبين يشيرون إلى أن موقف الصين تجاه روسيا قد تَحوَّل من موقف «التعاون غير المحدود» الذي كان سائداً في أوائل عام 2022، قبل الحرب، إلى المبادئ التقليدية المتمثلة في «عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة». وتُظهر هذه الرغبة أن الصين وروسيا دولتان مختلفتان للغاية. روسيا تسعى إلى تقويض النظام الدولي والإقليمي القائم عن طريق الحرب، في حين تريد الصين حل النزاعات سلمياً.


بلينكن: أميركا ملتزمة بأمن إسرائيل ولم تشارك في أي هجوم اليوم ضد إيران

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في اليوم الأخير من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية في 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في اليوم الأخير من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية في 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

بلينكن: أميركا ملتزمة بأمن إسرائيل ولم تشارك في أي هجوم اليوم ضد إيران

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في اليوم الأخير من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية في 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في اليوم الأخير من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية في 19 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الجمعة)، إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، مضيفا أن واشنطن لم تشارك في أي عمليات هجومية ردا على سؤال بخصوص الغارات الإسرائيلية على إيران، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

أدلى بلينكن بتصريحاته بعد اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا، وحث على التطبيق السريع لتعهدات إسرائيل بخصوص المساعدات الإنسانية في غزة. وقال إنه على الرغم من اتخاذ بعض الخطوات المهمة فإن هناك حاجة لمزيد من النتائج المستدامة.


الاستخبارات الأميركية: من دون مساعدة جديدة ستخسر أوكرانيا الحرب هذه السنة

وليام بيرنز مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (رويترز-أرشيفية)
وليام بيرنز مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (رويترز-أرشيفية)
TT

الاستخبارات الأميركية: من دون مساعدة جديدة ستخسر أوكرانيا الحرب هذه السنة

وليام بيرنز مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (رويترز-أرشيفية)
وليام بيرنز مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (رويترز-أرشيفية)

حذّر مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه) وليام بيرنز من أن أوكرانيا قد تخسر الحرب ضد روسيا بحلول نهاية عام 2024 ما لم تقدم الولايات المتحدة لها مزيدا من المساعدات العسكرية.

وجاء تحذير بيرنز قبل يومين من تصويت مقرر السبت في مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدات معظمها عسكرية، بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا، بعد أشهر من الجمود السياسي.

وقال بيرنز في كلمة في مركز جورج دبليو بوش، أمس (الخميس)، «مع الزخم العملي والنفسي الذي ستوفره المساعدات العسكرية، أعتقد أن الأوكرانيين قادرون تماماً على الصمود في 2024»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف مدير «الاستخبارات المركزية»: «من دون مساعدة إضافية، سيصبح الوضع أخطر بكثير»، مشيرا إلى أن «الخطر حقيقي جدا في أن يخسر الأوكرانيون في ساحة المعركة بحلول نهاية 2024، أو على الأقل أن يصبح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في وضع يسمح له بإملاء شروط تسوية سياسية».

ولم يوضح بيرنز ما الذي يعنيه ﺑ«خسارة» الحرب.

وليوضح مسألة نقص الذخيرة لدى الجيش الأوكراني، قال إن كتيبتين - وحدات تضم أكثر من ألفي جندي - لا تملكان سوى «15 قذيفة مدفعية يوميا» وما مجموعه «42 قذيفة هاون يوميا».

وفي مواجهة بدء نفاد المساعدات الغربية، تعاني أوكرانيا من نقص متزايد في الموارد وتحث شركاءها على تقديم مزيد من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.