أمراض الحرارة... أخطرها ضربة الشمس المميتة

دراسة عالمية حديثة: ثلث الوفيات سببها تغير المناخ... وأكثر من نصفها لكبار السن

أمراض الحرارة... أخطرها ضربة الشمس المميتة
TT

أمراض الحرارة... أخطرها ضربة الشمس المميتة

أمراض الحرارة... أخطرها ضربة الشمس المميتة

تستقبل أقسام الطوارئ، أيام فصل الصيف، مرضى من فئات عمرية مختلفة، ببشرة جافة وحرارة عالية ووعي مشوش مرتبك أو مفقود، تُشخص بأحد أمراض الحرارة وأخطرها ضربة الشمس، التي قد تكون مميتة في بعض الحالات.
تعرف مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) مصطلح أمراض الحرارة، بحالة طبية خطيرة ناتجة عن عدم قدرة الجسم على التعامل مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتشمل التشنجات الحرارية، والإجهاد الحراري، والإغماء الحراري، وضربة الشمس.

توازن حراري
يحتاج البشر إلى الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم الداخلية في نطاق ضيق للغاية يصل إلى بضع درجات أعلى أو أقل من 37 درجة مئوية. ويعاني الناس من أمراض الحرارة عندما لا تكون أجسامهم قادرة على التخلص من الحرارة الزائدة والتبريد بشكل صحيح فيفقد الجسم توازنه الحراري، لأنه لا يستطيع إطلاق الحرارة بسرعة كافية. يزداد إفراز العرق، فيؤدي إلى استنفاد الماء والملح في الجسم مما يسبب الجفاف. ومع تفاقم الجفاف، يفشل الجسم في الحفاظ على درجة حرارته ضمن المعدل الطبيعي، ويتوقف التعرق ويحدث مرض شديد بسبب الحرارة «ضربة الشمس». وفي حالة الإصابة بضربة الشمس، ترتفع درجة حرارة جسم الشخص بسرعة مما يؤدي إلى تلف الدماغ والعضلات والأعضاء الحيوية مما يؤدي إلى الوفاة.
يُعزى، الآن، أكثرُ من ثلث الوفيات المرتبطة بالحرارة إلى تغير المناخ، ومن المتوقع أن يواجه معظم العالم فترات من درجات الحرارة غير المسبوقة تقريباً كل عامين بحلول منتصف هذا القرن، مع تجاوز دائم لظروف الحرارة غير المسبوقة في الجزء الأخير من القرن، وفقاً لدراسة حديثة نشرت في العدد 11 لعام 2021 من مجلة «Nat Clim Chang2021».
يشكل التعرض للحرارة مخاطر صحية حادة للأفراد والمجتمعات على مستوى العالم، ويهدد عمل النظم الصحية، ويؤثر بشكل غير متناسب على الأسر ذات الدخل المنخفض. وبالإضافة إلى تكييف ممارساتهم مع درجات الحرارة المتغيرة، يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى جعل أنظمة الرعاية الصحية أكثر استعداداً لهذه التغييرات.
وللتعرف على أسس إدارة أمراض الحرارة، لا بد من التعرف على الحرارة كسبب، وإبعاد المرضى عن البيئات الحارة، ثم التبريد السريع والإجراءات الإسعافية والعلاجية والوقائية. وفي هذه المقالة نقدم مقاربة للتعرف والعلاج والوقاية من الأمراض الشائعة المرتبطة بالحرارة.

الحرارة والصحة
من الدراسات الحديثة حول تأثيرات الحرارة، دراسة عالمية نشرت نتائجها في التاسع من شهر أغسطس (آب) الحالي 2022 في المجلة الطبية البريطانية (BMJ 2022; 378 09 August 2022)، قام بها مجموعة من العلماء في تخصصات مختلفة ومن دول متعددة: علوم صحة البيئة بجامعة كولومبيا نيويورك، طب الطوارئ بالمركز الطبي إيرفينغ كولومبيا نيو يورك، معهد أبحاث داهداليه العالمي تورونتو كندا، مركز الصحة العامة والبيئة بالهند، مراكز الوقاية من الأمراض نيودلهي الهند، كلية الطب والصحة العامة بجامعة نيوكاسل أستراليا، مركز تقييم مخاطر صحة البيئة أوكلاند كاليفورنيا.
أشارت الدراسة إلى أن السنوات السبع الماضية كانت هي الأكثر سخونة على الإطلاق، وعزت ذلك إلى تغير المناخ، مع تسجيل زيادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بنسبة 53.7 في المائة، خلال العشرين عاماً الماضية.
وأشارت أيضاً إلى أن ضربة الشمس هي أكثر مظاهر أمراض الحرارة وضوحاً، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن التعرض للحرارة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالات طويلة الأمد الحالية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والكلى والأمراض النفسية والعقلية. وغالباً ما تتبع موجات الحر، وحتى الزيادات الطفيفة منها، زيادات في معدلات الاعتلال والوفيات لجميع الأسباب. علاوة على ذلك، تشير الدلائل، على الأقل في بعض المناطق، إلى أن معظم الوفيات تحدث بسبب الحرارة خارج موجات الحرارة المعلنة. على سبيل المثال، خلص تقييم خطة الموجة الحارة لإنجلترا إلى أن أكثر من 90 في المائة من الوفيات المرتبطة بالحرارة في أجزاء كثيرة من البلاد حدثت خلال الفترات التي لم يتم فيها الإعلان عن أي تحذير من موجات الحر. (https://piru.ac.uk/assets/files/Evaluation)
تشمل أمراض الحرارة التقليدية ضربة الشمس، والإجهاد الحراري، والتشنجات الحرارية، والإغماء الحراري. يتطور مرض الحرارة الجهدية في بيئة المجهود البدني، لدى الشباب والأفراد الأصحاء، عندما يطغى توليد الحرارة الداخلية (مع أو بدون التعرض للحرارة المحيطة الزائدة) على التعويض الفسيولوجي. قد يحدث هذا في غضون ساعة واحدة من الجهد، وقد ترتفع درجة الحرارة الأساسية بسرعة على مدار 10 إلى 15 دقيقة. أي تغيير في الحالة العقلية، مثل الارتباك أو الهذيان، يميز بشكل أفضل ضربة الشمس عن الأشكال الأكثر اعتدالاً من أمراض الحرارة.
في حالة الفرد السليم الذي يتعرض لدرجات حرارة محيطة عالية أثناء الراحة أو أثناء ممارسة الرياضة، يسعى الجسم إلى الحفاظ على درجة حرارة أساسية قريبة من 37 درجة مئوية. يحدث هذا إما من خلال تعديل السلوك (كإزالة الملابس، والبحث عن الظل، والراحة) أو الاستجابات الفسيولوجية مثل توسع الأوعية المحيطية، وزيادة النتاج القلبي، والتعرق، إلى جانب العطش لتعويض فقدان السوائل. وعندما تصبح هذه الآليات التعويضية عاجزة، قد تتطور أمراض الحرارة.

التشخيص والحالات الحساسة
تظهر الدراسة تبايناً كبيراً في التعرض الشخصي للإصابة بأمراض الحرارة، بناءً على المهنة والوقت الذي يقضيه الشخص في الداخل والخارج. والأكثر عرضة هم: الرضع والأطفال الصغار – العجزة - مرضى الأمراض المزمنة - العاملون في الهواء الطلق - النساء الحوامل – الرياضيون - المرضى الذين يتناولون أدوية خاصة مثل مدرات البول ومضادات الاكتئاب - الأشخاص المهجرون اجتماعياً، أو الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.
> كيف يتم التشخيص؟ أوضحت الدراسة أن تشخيص أمراض الحرارة والوقاية من مضاعفاتها يتطلب الآتي:
- أن يكون لدى الطبيب درجة عالية من الشك والتوقع.
- مراعاة التوقيت، الاستفسار عن وقت التعرض للحرارة ودرجة المجهود البدني.
- التاريخ الطبي، الدراية بالأمراض الحساسة للحرارة، والتي تتفاقم أثناء موجات الحر.
- الأدوية الحالية، الأدوية عالية الخطورة هي تلك التي يمكن أن تضعف التنظيم الحراري، أو الوعي المعرفي، أو التعرق، مثل حاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول، ومضادات الكولين، ومضادات الهيستامين، والمهدئات، ومضادات الدوبامين.
- التاريخ الاجتماعي، البيئة المنزلية، واستخدام الكحول أو المخدرات غير المشروعة.
* حالات طبية حساسة للحرارة. وتشمل: أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب الإقفارية (Ischaemic H.D.)، والرجفان الأذيني، وتقلب معدل ضربات القلب غير الطبيعي - السكتة الدماغية الحادة - أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتهابات الجهاز التنفسي - أمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال - ارتفاع السكر في الدم في المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوعين - اضطرابات الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي - تفاقم الاضطرابات العصبية والنفسية واضطرابات الصحة العقلية، مما يؤدي إلى الذهان والانتحار والقتل والقلق والاكتئاب وتغير الحالة العقلية - نتائج الولادة السلبية، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وولادة جنين ميت.

درء الإصابة
كيف يمكن منع الإصابة بأمراض الحرارة؟ تشمل الحلول الناجحة إرشادات الصحة العامة التي يتم نشرها قبل مواسم الحرارة القصوى لمساعدة مقدمي الخدمات وقادة المجتمع والأنظمة الصحية على الاستعداد لموجات الحر ومعرفة علامات وأعراض أمراض الحرارة، وأنظمة الإنذار المبكر لموجة الحر التي تتضمن التنبؤ بأحداث موجات الحر، والتنبؤ بالصحة المحتملة النتائج، وإطلاق خطط الاستجابة في الوقت المناسب التي تستهدف السكان المعرضين للخطر وتوعيتهم وتنبيههم إلى مخاطر التعرض للحرارة المرتفعة وتقديم المشورة للمرضى بشأن العلامات والأعراض الواضحة لأمراض الحرارة، وتقليل الاستخدام غير الضروري للأدوية عالية الخطورة عندما يكون ذلك ممكناً، ومتى يتم طلب العناية الطبية.
ووفقاً لمراكز التحكم والوقاية من الأمراض (CDC)، يتم تطبيق الإجراءات الإسعافية التالية:
> أولاً: ضربة الشمس (Heat Stroke)، وهي تتصف بالآتي: ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39.4 درجة مئوية أو أعلى (103 درجات فهرنهايت أو أعلى) - الجلد الساخن أو الأحمر أو الجاف أو الرطب - نبض سريع وقوي - صداع الرأس – دوخة – غثيان – ارتباك - فقدان الوعي (الإغماء).
وللإسعاف: اتصل برقم الإسعاف والطوارئ على الفور، حيث تعد ضربة الشمس حالة طبية طارئة. انقل الشخص إلى مكان أكثر برودة. ساعد في خفض درجة حرارته بقطعة قماش باردة أو حمام بارد. لا تعط الشخص أي شيء ليشربه.
> ثانياً: الإنهاك الحراري (Heat Exhaustion)، وهو يتصف بالآتي:
التعرق الشديد - جلد بارد وشاحب ورطب - النبض السريع والضعيف - الغثيان أو القيء - تشنجات العضلات - التعب أو الضعف – دوخة - صداع – الرأس - الإغماء (الإغماء).
وللإسعاف يجب: الانتقال إلى مكان بارد - فك الملابس - وضع قطعة قماش مبللة وباردة على الجسم - رشفة الماء. طلب المساعدة الطبية فوراً إذا حصل تقيؤ أو تفاقمت الأعراض واستمرت لأكثر من ساعة.
> ثالثاً: التشنجات الحرارية (Heat Cramps)، وهي تتصف بالآتي:
التعرق الشديد أثناء ممارسة الرياضة. آلام في العضلات أو تشنجات.
وللإسعاف يجب: التوقف عن النشاط البدني والانتقال إلى مكان بارد - شرب الماء - الانتظار حتى تختفي التقلصات قبل القيام بأي نشاط بدني آخر. طلب المساعدة الطبية فوراً إذا استمرت التقلصات لأكثر من ساعة أو عند اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم أو وجود مشكلات في القلب.
> رابعاً: حروق الشمس (Sunburn)، وهي تتصف بالآتي: جلد مؤلم وأحمر ودافئ. ظهور بثور على الجلد.
وللإسعاف يجب: البقاء بعيداً عن الشمس حتى تشفى الحروق - وضع قطعة قماش باردة على المناطق المصابة بحروق الشمس أو أخذ حمام بارد - وضع لوشن مرطب على المناطق المصابة بحروق الشمس – عدم تقشير البثور.
> خامساً: طفح الحرارة (Heat Rash)، وهو يتصف بالآتي: مجموعات حمراء من البثور الصغيرة على الجلد، عادة على الرقبة أو الصدر أو الفخذ أو في تجاعيد المرفق.
وللإسعاف يجب: البقاء في مكان بارد وجاف. المحافظة على الطفح الجلدي جافاً. استخدام البودرة (مثل بودرة الأطفال) لتهدئة الطفح الجلدي.
> إجراءات وقائية وتشمل:
- تبريد مساحات المعيشة بالمراوح أو مكيفات الهواء، مع إبقاء الستائر والنوافذ مغلقة أثناء النهار
- البقاء في مكان مكيف قدر الإمكان
- الحد من النشاط البدني
- زيادة تناول الماء
- ارتدِاء ملابس خفيفة الوزن
- أخذ حمام بارد باستمرار
- مراقبة أعراض أمراض الحرارة مثل التعرق المفرط أو العطش أو الارتباك
- إذا كنت تعيش في منطقة معرضة للحرارة الشديدة، ففكر في الاستثمار في تحسين العزل في هيكل منزلك، وزيادة تغطية مظلة الأشجار بالقرب من مسكنك.

* استشاري في طب المجتمع


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كيف يؤثر الطقس الحار على الدماغ؟

يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة تأثير مقلق على أجسامنا وأدمغتنا (أ.ف.ب)
يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة تأثير مقلق على أجسامنا وأدمغتنا (أ.ف.ب)
TT

كيف يؤثر الطقس الحار على الدماغ؟

يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة تأثير مقلق على أجسامنا وأدمغتنا (أ.ف.ب)
يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة تأثير مقلق على أجسامنا وأدمغتنا (أ.ف.ب)

يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المرتفعة تأثير مقلق على أجسامنا، حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وضربات الشمس والوفاة، خاصة بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. لكن الحرارة تؤثر أيضاً على أدمغتنا، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنها تضعف إدراك الناس وتجعلهم بائسين وعدوانيين ومندفعين ومملين.

كيف تؤذي الحرارة أدمغتنا وإدراكنا؟

في عام 2016، أجرى خوسيه غييرمو سيدينيو لوران، وهو باحث في جامعة هارفارد دراسة على مجموعة من طلاب الجامعات في مدينة بوسطن الذين كانوا يقيمون في مساكن جامعية، بعضها به تكييفات هواء، والبعض الآخر من دون مكيفات، وذلك خلال الصيف.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد أراد خوسيه معرفة كيف تؤثر الحرارة، وخاصة في الليل، على الأداء المعرفي والعقلي لدى الشباب. وقد أجرى اختبارات للطلاب في الرياضيات وفي التحكم في الغضب وضبط النفس، وذلك قبل خمسة أيام من حدوث ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وأثناء موجة الحر، وبعد انتهائها بيومين.

ووجد خوسيه أنه خلال الأيام الأكثر حرارة، كان أداء الطلاب في مساكن الطلبة غير المكيفة، أسوأ بكثير في الاختبارات التي أجروها مقارنة بالطلاب الذين لديهم مكيف هواء.

وقد أسفرت العديد من الدراسات الأخرى عن نتائج مماثلة لنتائج خوسيه، حيث انخفضت درجات الاختبارات المعرفية عندما رفع العلماء درجة الحرارة في المختبرات.

ووجدت إحدى الدراسات أن زيادة الحرارة بمقدار أربع درجات فقط أدت إلى انخفاض متوسط ​​الأداء في اختبارات الذاكرة ورد الفعل والأداء التنفيذي بنسبة 10 في المائة.

وفي دراسة أخرى، وجد الدكتور جيسونغ بارك، خبير اقتصاديات البيئة والعمل في جامعة بنسلفانيا، أن أداء الطلاب خلال العام الدراسي يكون أسوأ خلال الأيام الأكثر سخونة.

وقال بارك إن التأثير كان «أكثر وضوحاً بالنسبة للطلاب ذوي الدخل المنخفض والأقليات العرقية»، ربما لأنهم كانوا أقل عرضة لاستخدام مكيفات الهواء، سواء في المدرسة أو المنزل.

الطقس الحار والعدوانية

اكتشفت دراسة حديثة أن هناك علاقة بين الحرارة والعدوانية من خلال النظر في بيانات معدلات الجريمة، ووجدوا أن هناك زيادة في جرائم القتل والاعتداءات والعنف المنزلي في الأيام الحارة.

ووجدت دراسة أخرى أن الأشخاص يكونون أكثر عرضة للانخراط في خطاب الكراهية عبر الإنترنت، وأكثر عرضة للعصبية أثناء القيادة، خلال الطقس الحار.

ويقول الخبراء إن الناس على الأرجح يميلون إلى تفسير تصرفات الآخرين على أنها أكثر عدائية في الأيام الحارة، مما يدفعهم إلى الرد بالمثل، فيما يسمى بـ«العدوان التفاعلي».

ولا يعرف الباحثون سبب تأثير الحرارة على إدراكنا وعواطفنا، ولكن هناك عدة نظريات في هذا الشأن.

وتقول إحدى هذه النظريات إن الدماغ يخصص كل الموارد التي تصل إليه، مثل الدم والغلوكوز، للأجزاء التي تركز على التنظيم الحراري للمخ، وبالتالي لا يتبقى ما يكفي من هذه الموارد للكثير من الوظائف الإدراكية.

وتؤكد نظرية أخرى أن تشتتنا وسرعة انفعالنا خلال الطقس الحار هي استجابات طبيعية وتلقائية يقوم بها الدماغ للتأقلم مع الحرارة المرتفعة.

وتؤثر الحرارة على الناقل العصبي «السيروتونين»، أحد أهم منظمات الحالة المزاجية لدينا، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعدل الغضب لدينا، وفقاً لوورتزل، إذ يساعد «السيروتونين» في نقل المعلومات حول درجة حرارة الجلد إلى منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، التي تستمر في التحكم في استجابات الارتعاش والتعرق عند الضرورة.

ويمكن أن يلعب تأثير الحرارة على النوم دوراً أيضاً. فقد وجدت إحدى الدراسات أنه كلما زادت سخونة الجو، زاد اضطراب نوم الطلاب، وكان أداؤهم أسوأ في الاختبارات. مع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي الآثار التراكمية لقلة النوم إلى فقدان الذاكرة، وقلة التركيز، وزيادة حدة الطبع.