مصور حرب فيتنام تيم بيج يودع الحياة عن 78 عاماً

استُلهمت شخصيته في الفيلم السينمائي الشهير «أبوكاليبس ناو»

تيم بيج اشتهر خلال حرب فيتنام (أ.ف.ب)  -  صورة أرشيفية للمصور الإنجليزي تيم بيج في كمبوديا عام 1991 (أ.ب)
تيم بيج اشتهر خلال حرب فيتنام (أ.ف.ب) - صورة أرشيفية للمصور الإنجليزي تيم بيج في كمبوديا عام 1991 (أ.ب)
TT

مصور حرب فيتنام تيم بيج يودع الحياة عن 78 عاماً

تيم بيج اشتهر خلال حرب فيتنام (أ.ف.ب)  -  صورة أرشيفية للمصور الإنجليزي تيم بيج في كمبوديا عام 1991 (أ.ب)
تيم بيج اشتهر خلال حرب فيتنام (أ.ف.ب) - صورة أرشيفية للمصور الإنجليزي تيم بيج في كمبوديا عام 1991 (أ.ب)

بعد مسيرة مهنية حافلة توجتها سلسلة من الصور وثقت أحداث حرب فيتنام، أعلن أول من أمس عن وفاة المصور الشهير تيم بيج عن 78 عاماً إثر صراع مع مرض السرطان، بحسب الصحافة الفرنسية. ورغم كثرة الأحداث التي غطاها المصور الصحافي الإنجليزي خلال أكثر من نصف قرن، بقيت سلسلة الصور المؤلمة التي أنتجتها عدسته خلال حرب فيتنام أشهر أعماله. وبكاميرا «ليكا» المعلّقة على كتفه والسيجارة بين شفتيه، جاب تيم بيج خلال جانب كبير من ستينات القرن العشرين شبه جزيرة الهند الصينية جامعاً لقطات، ساهمت في توثيق حرب وتأريخ مرحلة، أشاد بها زملاء سابقون له وصفوه بـ«المعلم» و«صاحب الموهبة الاستثنائية».
وقال في مقابلة بعد نصف قرن: «أي صورة حرب هي صورة ضد الحرب»، مذكّراً بأن «التغطية الإعلامية أثرت على الرأي العام».
وانطلق تيم بيج المحبب وذو الشخصية الجذابة في مهنة التصوير الصحافي في مرحلة احتدام حرب فيتنام، وتحوّل رمزاً لجيل من المصورين الشجعان وغير التقليديين. واستُلهمت من تيم بيج الشخصية التي أداها دنيس هوبر في الفيلم السينمائي الشهير «أبوكاليبس ناو».
لكنّ تجربة فيتنام أثّرت على حياته الخاصة بقدر ما طبعت حياته المهنية، إذ لزمه أكثر من عقد للتعافي من الجروح التي سببتها له الحرب، وبعد ذلك جاهر بمعاناته من ضغوط ما بعد الصدمة.
ومع أن تيم بيج «لم يكن يروق للجميع»، على ما قال صديقه لوك هانت، غالباً ما كان يضع نفسه في تصرف المصورين الشباب المتأثرين به والطامحين إلى اتباع خطاه، وكان بمثابة معلّم ذي خبرة واسعة لهم.
وأضاف هانت أنه «كان كاتباً موهوباً (...)، وصاحب موهبة غير عادية».
وفي مطلع التسعينات، انتقل تيم بيج إلى كمبوديا وتعاون مع عدد من وسائل الإعلام من بينها وكالة الصحافة الفرنسية.
ونشط بعد ذلك في العمل لحفظ السلام وكرّم ذكرى صحافيين لقوا حتفهم في ساحات الحرب، وسعى مدى سنوات إلى كشف ملابسات اختفاء صديقيه شون فلين ودانا ستون اللذين يُعتقد أن الخمير الحمر قتلوهما.
وفي عام 1997 شارك في إعداد كتاب بعنوان Requiem عن 135 مصوراً صحافياً قُتِلوا خلال حرب الهند الصينية ثم حرب فيتنام.
ولاحظ صديقه مارك دود أن بيج جعل من هذا الموضوع «قضية حياته، وفي نهاية المطاف، تمكن من تكريمهم».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».