بلينكن يشبه الإبادة ضد الروهينغا بالمحارق في ألمانيا النازية

تصميم غربي على محاسبة جيش ميانمار عبر المحاكم الدولية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يشبه الإبادة ضد الروهينغا بالمحارق في ألمانيا النازية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

شبه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عملية الإبادة التي تعرضت لها أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار بالمحارق ضد اليهود في ألمانيا النازية، واعداً مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية بمواصلة دعم أكثر من 700 ألف لاجئ فروا من بلادهم إلى بنغلاديش المجاورة، وبالعمل لتحقيق العدالة عبر المحاكم الدولية.
وتزامنت هذه المواقف، اليوم (الخميس)، مع الذكرى السنوية الخامسة للرحيل الجماعي لنحو 740 ألف شخص من ميانمار، حيث «لا تزال كارثة حقوق الإنسان تتفاقم»، وفقاً لوصف المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشال باشيليت، التي أكدت أن الجيش الميانماري، المعروف باسم «تاتماداو» يواصل عملياته العسكرية في العديد من المناطق في الجنوب الشرقي والشمال الغربي وفي قلب بامار. وقالت: «يبدو أن تصاعد العنف في ولاية راخين أخيراً يشير أيضاً إلى أن آخر منطقة مستقرة إلى حد ما في البلاد قد لا تتجنب تجدد الصراع المسلح»، مضيفة أن «الانتهاكات الجسيمة» لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني «قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».
وقال بلينكن في بيان إن الولايات المتحدة لا تزال «ملتزمة بتعزيز العدالة والمساءلة» للروهينغا وجميع شعب ميانمار. وذكر بأنه تحدث هذا العام في «متحف ذكرى الهولوكوست» عن أن «الفظائع التي ارتكبها الجيش البورمي ضد الروهينغا ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وتشكل إبادة جماعية»، ملاحظاً أنه منذ الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 تواصل القوات العسكرية «قمع وتعذيب وقتل شعب بورما»؛ الاسم السابق لميانمار. وقال إن «عمليات الإعدام التي نفذها النظام أخيراً لقادة مؤيدين للديمقراطية والمعارضة ليست سوى أحدث مثال على تجاهل الجيش الصارخ أرواح الشعب البورمي». وشدد على أن بلاده «لا تزال ملتزمة النهوض بالعدالة والمساءلة للروهينغا وجميع سكان بورما تضامناً مع الضحايا والناجين»، مضيفاً: «نواصل دعم آلية التحقيق المستقلة في ميانمار، والقضية بموجب (اتفاقية الإبادة الجماعية) التي رفعتها غامبيا ضد بورما أمام محكمة العدل الدولية، والمحاكم ذات الصدقية في كل أنحاء العالم التي لها اختصاص في القضايا التي تنطوي على جرائم فظيعة للجيش البورمي».
وبشكل منفصل، أفاد بيان مشترك للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك، جوزيب بوريل، ووزراء الخارجية: الأميركي، والبريطانية ليز تراس، والأسترالي بيني وونغ، والكندية ميلاني جولي، والنيوزيلندية نانايا ماهوتا، والنرويجية أنكين هويتفليدت، بأنهم «لا يزالون قلقين» في شأن ما توصلت إليه بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة من «أنماط متسقة من الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتي يرقى العديد منها إلى جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي». وأضافوا في بيان وزعته وزارة الخارجية الأميركية: «ندرك أيضاً المبادرات الأخرى لمحاسبة الجناة؛ بما في ذلك جهود غامبيا أمام محكمة العدل الدولية، التي تدرس حالياً ما إذا كانت الفظائع التي ارتكبها جيش ميانمار ضد الروهينغا ترقى أيضاً إلى إبادة جماعية»، مؤكدين على أن «ميانمار يجب أن تمتثل لأمر الإجراءات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية».
وكذلك أعلنت المملكة المتحدة عن جولة أخرى من العقوبات تستهدف الشركات المرتبطة بالجيش في ميانمار. وقال الحكومة البريطانية إن العقوبات تشمل مجموعة شركات «ستار سافير» و«إنترناشيونال غيتس» و«سكاي ون» للإنشاءات، في محاولة للحد من وصول الجيش إلى الأسلحة والعائدات. وأكدت وزيرة آسيا، أماندا ميلينغ، أن المملكة المتحدة تدعم قضية غامبيا ضد ميانمار «سعياً إلى تحقيق العدالة في محكمة العدل الدولية».
وتستضيف بنغلاديش أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا فروا من ميانمار على مدى عقود، بمن فيهم نحو 740 ألفاً عبروا الحدود في أغسطس (آب) 2017 بعد أن أطلق جيش ميانمار «عملية تطهير» ضدهم في أعقاب هجمات شنتها جماعة متمردة. تدهور الوضع الأمني في ميانمار منذ الانقلاب العسكري العام الماضي، وفشلت محاولات إعادتهم.
وأعرب المسؤولون البنغلاديشيون عن إحباطهم من إعادة اللاجئين إلى ميانمار بعد فشل محاولتين على الأقل لإعادتهم منذ عام 2017، لكن رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة، قالت إن إعادتهم إلى أراضيهم هي الحل الوحيد للأزمة.
وعشية الذكرى، قال وزير الداخلية البنغلاديشي، أسد الزمان خان، في بيان، إن بلاده تريد عودة اللاجئين إلى ميانمار بأمان. وقال: «تريد بنغلاديش ضمان عودة الروهينغا إلى ديارهم في ظروف آمنة في ميانمار حيث لن يتعرضوا للاضطهاد وسيحصلون أخيراً على الجنسية».


مقالات ذات صلة

حريق ضخم يشرد آلاف اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش

العالم التهم الحريق عشرات المساكن في مخيم للاجئين الروهينغا ببنغلاديش أمس (رويترز)

حريق ضخم يشرد آلاف اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش

خلّف حريق اندلع في مخيم للاجئين الروهينغا، بجنوب شرق بنغلاديش أمس، نحو 12 ألف شخص من دون مأوى، حسبما قال مسؤول محلي. وأثّر الحريق على 2000 من المساكن الموقتة في المخيم رقم 11 ببلدة كوتوبالونغ، التي تضم أحد أكبر تجمعات اللاجئين. وأتت النيران بسرعة على المساكن الموقتة المصنوعة من الخيزران والقماش، على ما أكد مفوض اللاجئين في بنغلاديش، ميجانبور رحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «نحو 2000 من المساكن الموقتة احترقت، ما ترك قرابة 12 ألف نازح من مواطني ميانمار من دون مأوى». كما دمّر الحريق 35 مسجدا على الأقل، و21 مركزا تعليميا للاجئين، دون ورود تقارير عن أي إصابات أو وفيات، وفق المسؤول.

«الشرق الأوسط» (دكا)
يوميات الشرق سفينة نقلت لاجئين من الروهينغا إلى أحد الشواطئ الإندونيسية في 8 يناير الجاري (أ.ف.ب)

قلق أممي لازدياد غرقى الروهينغا عام 2022

أسِفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، لزيادة «مقلقة» في أعداد لاجئي الروهينغا الذين قضوا في البحر أو فُقد أثرهم خلال محاولتهم الفرار من بورما أو بنغلاديش العام الماضي، معربة عن خشيتها من تسارع هذا المنحى في غياب استجابة إقليمية شاملة. ووفق وكالة «الصحافة الفرنسية»، أشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقريرها حول عام 2022، إلى أن أكثر من 3500 من الروهينغا اليائسين حاولوا عبور البحر، مقارنة بـ700 العام السابق. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، شابيا مانتو، في مؤتمر صحافي، في جنيف، إن المفوضية «رصدت زيادة مقلقة في حصيلة الوفيات؛ 348 فرداً على الأقل قضوا أو فُقد أثرهم في 2022»، مشيرة إلى أن

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم غرق 20 من الروهينغا خلال إبحارهم لإندونيسيا

غرق 20 من الروهينغا خلال إبحارهم لإندونيسيا

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، أن 20 من الروهينغا على الأقل لقوا حتفهم في البحر في الأسابيع القليلة الماضية، بينما وصلت قوارب تحمل مئات من المسلمين المضطهدين إلى إندونيسيا. ونقلت «رويترز» عن مسؤولي وكالة محلية لمكافحة الكوارث، أن قاربا وصل إلى الشاطئ في إقليم أتشيه الإندونيسي الاثنين وعلى متنه 174 من الروهينغا، معظمهم يعانون من الجفاف والإرهاق ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة بعد قضائهم أسابيع في البحر. وقال كريس ليوا من مشروع «أراكان»، الذي يقدم الدعم للروهينغا، إن القارب هو نفسه الذي وردت أنباء سابقة بفقدانه. وأوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ا

العالم قارب الروهينغا الذي وصل إلى الشاطئ في إقليم أتشيه الإندونيسي (أ.ف.ب)

غرق 20 من الروهينغا خلال إبحارهم إلى إندونيسيا

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، إن 20 من الروهينغا على الأقل لقوا حتفهم في البحر، في الأسابيع القليلة الماضية، بينما وصلت قوارب تحمل مئات من المسلمين المضطهدين إلى إندونيسيا. وقال مسؤولو وكالة محلية لمكافحة الكوارث، إن قارباً وصل إلى الشاطئ في إقليم أتشيه الإندونيسي، أمس الاثنين، وعلى متنه 174 من الروهينغا، معظمهم يعانون الجفاف والإرهاق ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، بعد قضائهم أسابيع في البحر.

شؤون إقليمية لاجئون من الروهينغا بانتظار تسلم مساعدات في كوالالمبور أبريل الماضي (رويترز)

نظام ميانمار يحصل على أسلحة إسرائيلية عبر وسطاء

كشفت مصادر قانونية في تايلند، عن تجارة سلاح بكميات هائلة تقوم بها عصابات جريمة منظمة في ميانمار (بورما سابقا)، بالوساطة ما بين حكومتها وشركات إسرائيلية تابعة للجيش ومؤسسات حكومية أخرى في تل أبيب. وقالت هذه المصادر إن عدداً من زعماء العصابة اعتقلوا مؤخراً في تايلند، فكشفوا عن هول هذه التجارة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.