زجاج بيروت المهشم يبوح بأسراره لخبراء الترميم في المتحف البريطاني

معرض يروي رحلة النجاة من انفجار المرفأ

إيمي بو رزق من المتحف الأثري بالجامعة الأميركية في بيروت ومنسقة المشروع كلير كويوبير تعملان على وعاء روماني بين عامي200 و 400 ميلادي (أمناء المتحف البريطاني الجامعة الأميركية في بيروت)
إيمي بو رزق من المتحف الأثري بالجامعة الأميركية في بيروت ومنسقة المشروع كلير كويوبير تعملان على وعاء روماني بين عامي200 و 400 ميلادي (أمناء المتحف البريطاني الجامعة الأميركية في بيروت)
TT

زجاج بيروت المهشم يبوح بأسراره لخبراء الترميم في المتحف البريطاني

إيمي بو رزق من المتحف الأثري بالجامعة الأميركية في بيروت ومنسقة المشروع كلير كويوبير تعملان على وعاء روماني بين عامي200 و 400 ميلادي (أمناء المتحف البريطاني الجامعة الأميركية في بيروت)
إيمي بو رزق من المتحف الأثري بالجامعة الأميركية في بيروت ومنسقة المشروع كلير كويوبير تعملان على وعاء روماني بين عامي200 و 400 ميلادي (أمناء المتحف البريطاني الجامعة الأميركية في بيروت)

منذ نحو عام سافرت ثمانية قطع زجاجية أثرية هشمها انفجار مرفأ بيروت إلى لندن، حيث خضعت لعمليات ترميم قام بها خبراء المتحف البريطاني. خلال عام استلقت القطع المتكسرة بين أيدي الخبراء، استسلمت لعمليات لملمة الأجزاء وباحت خلال ذلك الوقت ببعض من أسرارها لهم.
واليوم يفتتح المتحف معرضاً خاصاً بالقطع الثمانية تختلط فيه الصور المتحركة والتسجيلات الصوتية التي تتضافر كلها لتقدم للزائر نظرة على تاريخ تلك القطع وآثار الدمار الذي خرجت منه، والجهود التي بذلت لإعادتها كاملة الشكل. العرض الذي يحمل عنوان «زجاج بيروت المهشم» يقام في قاعة «أساهي شيمبون»، المخصصة للعروض المؤقتة المجانية، حتى 25 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لتبدأ القطع بعد ذلك رحلة العودة لمقرها في المتحف الأركيولوجي ببيروت. قصة القطع الثمانية هي جزء من حدث هز أركان لبنان، فانفجار مرفأ لبنان في 4 أغسطس (آب) 2020 لم يترك ركناً في البلد لم يلمسه بخسارة سواء مادية أو معنوية، ومنها الخسارة المادية للمتحف الأركيولوجي بالجامعة الأميركية في بيروت والذي يقع على بعد 3.2 كيلومتر من المرفأ.

تعود القطع إلى الحقب الرومانية والإسلامية وكانت ضمن إحدى خزانات العرض بالمتحف ومن شدة الانفجار انخلعت الخزانة من مكانها متسببة في تحطيم محتوياتها الثمينة وتناثرها على الأرضية مختلطة مع زجاج آخر متناثر من النوافذ وأبواب خزانات العرض. 74 قطعة كانت في خزانة العرض تمثل نماذج لصناعة الزجاج من العصور البيزنطية والإسلامية، معظمها تحطم وتناثرت شظاياه، مما جعلها غير قابلة للترميم، وتبقى عدد صغير من القطع عدّها الخبراء قابلة للترميم ثمانية منها نقلت إلى المتحف البريطاني، حيث الأجهزة والخبرات اللازمة لإصلاح وترميم هذه القطع.
بحسب بيان المتحف البريطاني نجحت محاولات الترميم في حفظ 18 قطعة، بالإضافة للقطع الثمانية في لندن ويأمل المرممون في بيروت ولندن أن تنجح محاولات ترميم ولملمة القطع المتناثرة من 46 قطعة أخرى.

كوب من العصر البيزنطي بين عامي 500 و 700

الشروخ جزء من القصة

ولكن عمليات الترميم لن تعيد القطع كاملة ولن تزيل أثر الانفجار، وهو أمر اتفق عليه الخبراء في بيروت ولندن، حيث حرص المرممون على أن تكون القطع في حالة مستقرة مع ترك الندب والشروخ واضحة فهي أصبحت جزءاً من تاريخ كل قطعة، تتحدث ببلاغة لا تستطيعها أي لغة عن حياتها منذ العصور القديمة، وعن كل ما مرت به حتى حطمها الانفجار ليتحول بدوره إلى قصة أخرى تضاف لقصص كثيرة مرت بها.
ولهذا الهدف تم تنسيق الإضاءة في المعرض بشكل يركز على الأضرار التي تركها الانفجار على كل قطعة، ندوب وآثار تحملها كل قطعة مثلما يحمل اللبنانيون آثار الانفجار في داخلهم وتعكس بعرضها عزيمتهم على التعافي وإعادة وصل القطع المتكسرة من حياتهم. رحلة القطع الثمانية بعد الانفجار إلى لندن وحتى عرضها ستكون أهم جانب من العرض، حيث يسافر الزوار على متن التسجيلات الصوتية والمرئية لخوض التجربة مرة أخرى منذ البداية، لحظة الانفجار الهائل الذي بعثر محتويات الخزانة في المتحف ببيروت وحتى تفاصيل عمليات الترميم التي قام بها الخبراء في معامل المتحف البريطاني. يستعين العرض بشهادات صوتية من العاملين في متحف الجامعة الأميركية والمتحف البريطاني، فهم شهود على حياة تلك القطع في وطنها ورحلتها لتعود مرة أخرى.

إناء من العصر الروماني بين عامي 50 و70 ميلادي (المتحف الآركيولوجي في الجامعة الأميركية، بيروت)

أسرار مخفية

يبقى للانفجار يد في الوصول لبعض الحقائق التي أخفتها القطع الزجاجية عبر مئات السنين، فقد توصل خبراء الترميم إلى معلومات وحقائق تاريخية لم يكن ممكناً الوصول لها لو لم تتكسر تلك القطع. فعبر عمليات تحليل دقيقة قام بها كل من د.أندرو ميك ود.جوان داير من المتحف البريطاني كان من الممكن سبر أغوار أسرار صناعة وتلوين القطع. عند تكسر القطع برزت في داخل كل كسر جوانب من الزجاج الداخلي. كما أثار وجود بعض العناصر الملونة في كل قطعة الاهتمام، خاصة أن القطع الثمانية لم تكن ملونة، مما طرح فكرة أن صناع القطع قاموا بتدوير زجاج مستخدم، وهو ما سيمنح الخبراء الفرصة لتكوين صورة واضحة لصناع ومستخدمي الزجاج في الحقب القديمة. وبالنسبة لنا في القرن الـ21 فذلك يعد أمراً مدهشاً أن نتشارك مع صناع الزجاج قبل 2000 عام في ممارسات التدوير.
تحمل الأواني أهمية كبيرة في سرد قصة تطور تقنية نفخ الزجاج في لبنان في القرن الأول قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت ثورة في إنتاج الزجاج. مكنت هذه التقنية من الإنتاج الضخم للأجسام الزجاجية بأشكال مختلفة، مما جعل مادة النخبة متاحة للاستخدام المنزلي العام. في ست من القطع التي خضعت للترميم بدا واضحاً استخدام التقنية المبكرة لنفخ الزجاج.
يعود تاريخ قطعتين أخريين إلى أواخر العصر البيزنطي - العصور الإسلامية المبكرة، وربما تم استيرادهما إلى لبنان من مراكز تصنيع الزجاج المجاورة في سوريا أو مصر.

صحن من العصر الروماني بين عامي 200 و400

ويبقى الأمل

ومن جانبه، قال هارتويغ فيشر، مدير المتحف البريطاني: «يروي معرض زجاج بيروت المحطم قصة الدمار والتعافي، والصمود والتعاون. بعد مرور عامين على انفجار بيروت، يسعدنا أن نعرض هذه الأواني الزجاجية القديمة الثمانية المحفوظة. نحن ممتنون للعمل المتفاني الذي قام به الزملاء من المتحف الأثري في الجامعة الأميركية في بيروت والمتحف البريطاني الذين جعلوا هذا العرض ممكناً».
أما الدكتورة نادين بانايوت، أمينة المتحف الأثري في الجامعة الأميركية في بيروت فقالت: «إن إعادة بناء هذه الأواني الزجاجية، قطعة صغيرة تلو الأخرى، ساعدت على لم شملها، والتعرف على قيمتها التراثية، وبناء حس مجتمعي. إن رؤية هذه الأواني المحطمة والحساسة وقد أعيد تجميعها لم يؤد إلى عملية الشفاء فحسب، بل ألهمني أيضاً الأمل في مستقبل أفضل».

دورق روماني من القرن الأول  الميلادي

وأشارت زينة كلينك هوبي، أمينة في المتحف البريطاني إلى الأثر العاطفي الذي صاحب عمليات الترميم قائلة: «كانت لقطات انفجار بيروت بمثابة صدمة كبيرة. كان العمل مع الزملاء في المتحف البريطاني والمتحف الأثري في بيروت لتجميع بعض القطع الأثرية التي تحطمت في الانفجار رحلة عاطفية، ولكنه أيضاً خطوة صغيرة ذات مغزى في الحفاظ على تراث بيروت وفخرها وفي تعافي مواطنيها وهم يعيدون بناء حياتهم تدريجياً».
الدكتور دويغو كاموركوجلو، كبير مسؤولي الترميم في المتحف لخص العرض في جملة واحدة حيث قال: «ثمانية قطع زجاجية، مئات الشظايا، ثلاث نساء... أثبت الحفاظ على هذه الأواني الفريدة أنه عندما ندعم بعضنا بعضاً، سيكون هناك دائماً أمل».

بعض القطع المرممة في معرض «زجاج بيروت المهشم» (المتحف الآركيولوجي في الجامعة الأميركية، بيروت - لبنان)

مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا
TT

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا. ويشارك الفيلم ضمن مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي بمدينة جدة السعودية.

ويؤدي بطولته محمود بكري، وآرام صباح، وإنجليكا بابوليا، ومحمد الصرافة، ومنذر رياحنة، وكتب السيناريو مهدي فليفل، بالاشتراك مع فيصل بوليفة وجيسون ماك كولجن، فيما شاركت في إنتاجه 7 دول هي فلسطين، وبريطانيا، وفرنسا، واليونان، وألمانيا، والسعودية، وقطر، واستحوذ الفيلم على اهتمام الجمهور السعودي وضيوف المهرجان، حيث نفدت تذاكره قبل العرضين الأول والثاني له.

وفي الفيلم يغادر الفلسطينيان «شاتيلا» وابن عمه «رضا» مخيم «عين الحلوة» بلبنان إلى أثينا لرغبتهما في الهجرة إلى ألمانيا، يحلم «شاتيلا» بافتتاح محل صغير هناك ليجمع شمله مع زوجته نبيلة وطفله الصغير اللذين تركهما، حيث يؤكد «شاتيلا» أن مهمته ستكون سهلة لبراعة زوجته بالطبخ، وأن الجميع حين يُشم رائحة طعامها سوف يصبحون زبائن دائمين له.

لا يملك أي من «شاتيلا» و«رضا» جواز سفر ولا أي مال يعينهما على رحلتهما، لا سيما بعدما وقع «رضا» في هوة الإدمان وقد أنفق على المخدرات ما جمعاه معاً لأجل تحقيق حلمهما، ثم يتعرف «شاتيلا» على مزَور ليقوم بعمل جواز سفر لكل منهما ليتمكنا من السفر، يبدو «شاتيلا» مُصراً على وجهته حتى لو ارتكب جريمة، فيما يشعر رضا بتأنيب الضمير، ويُظهر الفيلم كثيراً من إنسانيتهما بعد لقائهما بصبي فلسطيني ويساعدانه للوصول لعمته بإيطاليا.

فليفل الذي يعيش بين الدنمارك وبريطانيا كان قد أسس شركته الإنتاجية مع المنتج الآيرلندي باتريك كامبل، وقد أنتجت فيلمه الوثائقي «عالم ليس لنا» 2012، فيما يعود في فيلمه «إلى عالم مجهول» إلى أثينا التي صور بها فيلمه الروائي القصير «رجل يغرق».

وكشف فليفل في مؤتمر صحافي عقب عرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر أن العمل استغرق تصويره 11 عاماً منذ طرح عليه صديق له الفكرة التي راقت له كثيراً، قائلاً: «في البداية أردت تقديمها بعمل وثائقي، لكنني فضلت تقديمها في إطار روائي وهو ما أميل إليه أكثر».

مهدي فليفل يؤكد اهتمامه بتقديم وجوه مختلفة في أفلامه (البحر الأحمر السينمائي)

وتطرق المخرج الفلسطيني متحدثاً عن مرحلة اختيار أبطاله، قائلاً إنه «يهوى تقديم وجوه مختلفة على الشاشة، وأوضح أنه اختار محمود بكري لأنه، حسب وصفه، (جوهرة خام)، وقد عمل معه لفترة على الشخصية ومع كل الممثلين، وجاءت النتيجة جيدة كما تمناها».

وبحسب الناقد الكويتي عبد الستار ناجي فإنه «رغم أن موضوع الفيلم ينخرط في إطار أفلام الهجرة، فإن فلسطين تظل النبض الحقيقي لإيقاع هذا العمل بكل مضامينه وأبعاده».

ويضيف ناجي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «منذ المشهد الأول يدفعنا مهدي فليفل إلى عمق الأزمة وكأنه يريد اختصار المسافات عبر تقديم وتحليل الشخصيات المحورية، فيما يدهشنا الفنان الشاب محمود بكري بأدائه لشخصية (شاتيلا) وهو يسير على درب والده الفنان محمد بكري وأشقائه، كما يدهشنا أرام صباغ (رضا) وبقية الممثلين».

المخرج مهدي فليفل مع بعض فريق عمل الفيلم على الرد كاربت (البحر الأحمر السينمائي)

ويرى ناجي أن «رحلة تحقيق الحلم تبدو موؤودة منذ البداية حيث تتسع الهوة وتتوالى الخيبات والعثرات في فيلم مصنوع بعناية ومتماسك عبر مجموعة ممثلين تعاملوا باحترافية رغم أن بعضهم يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وعبر مخرج يتجاوز كثيراً من الصيغ التقليدية والمستعادة من خلال إيقاع محكوم وحوارات عفوية تجعل المشاهد يدخل إلى عوالم تلك الشخصيات ببساطة، وكتابة تحمل الكثير من المعايشة للحالة الآنية للمهاجرين».

ويختتم ناجي رؤيته للفيلم مؤكداً أنه «فيلم شديد القسوة، لكنه في الوقت ذاته شديد الشفافية والوضوح، يحقق نقلة إضافية في مسيرة مخرجه السينمائية».