وجبة «ديدان الطحين» بنكهة اللحوم لأول مرة

كشف «سر الصنعة» في مؤتمر علمي

«ديدان الطحين» تم تقديمها في منتجات لم تجد قبولاً كافياً (أرشيفية)
«ديدان الطحين» تم تقديمها في منتجات لم تجد قبولاً كافياً (أرشيفية)
TT

وجبة «ديدان الطحين» بنكهة اللحوم لأول مرة

«ديدان الطحين» تم تقديمها في منتجات لم تجد قبولاً كافياً (أرشيفية)
«ديدان الطحين» تم تقديمها في منتجات لم تجد قبولاً كافياً (أرشيفية)

غالبا ما تُعد يرقات الخنفساء، مثل «ديدان الطحين»، مصدر إزعاج، لكن هذه الحشرات الصالحة للأكل، يمكن أن تكون بديلاً صحياً لمصادر بروتين اللحوم التقليدية، وتم تقديمها أخيراً في منتجات أقرّتها في يناير (كانون الثاني) من عام 2021 الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.
ورغم الاعتماد الرسمي، لا يعد أكل الحشرات أمراً شائعاً في أجزاء كثيرة من العالم، ويمكن أن يشعر الناس بالحساسية تجاه مضغها، وحاول بعض الشركات تغيير آراء الناس من خلال بيع «ديدان الطحين» المطبوخة كوجبات خفيفة مالحة ومقرمشة، إلا أن قبول المستهلك لم يكن واسع الانتشار.
وحملت دراسة تم تقديمها اليوم (الأربعاء)، في اجتماع الخريف للجمعية الكيميائية الأميركية، الحل لهذه المشكلة، حيث كشف الباحثون من جامعة «وونكوانغ» بكوريا الجنوبية، لأول مرة، عن نكهة «تشبه اللحوم»، يمكن استخدامها لتحويل «ديدان الطحين» إلى طعام لذيذ يمثل قيمة غذائية عالية.
والحشرات مصدر غذاء صحي ومغذٍّ يحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية والفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات عالية الجودة، مثل تلك الموجودة في اللحوم، إلا أن قبول المستهلك ليس واسع الانتشار.
ويقول إن هي تشو، الباحث الرئيسي بالمشروع في تقرير نشره الموقع الرسمي للجمعية الكيميائية الأميركية: «لجعل المزيد من الناس يأكلون ديدان الطحين بانتظام، قد يكون من الأفضل إخفاءها داخل نكهة مميزة».
وكانت الخطوة الأولى لفريق البحث هي فهم خصائص نكهة هذه الحشرة، وقارنوا روائح دودة الطحين طوال دورة حياتها، من البيض إلى اليرقة إلى الخادرة إلى البالغين، وفي حين كانت هناك بعض الاختلافات، فإن جميع المراحل تحتوي بشكل أساسي على هيدروكربونات متطايرة، والتي تتبخر وتطلق الروائح، على سبيل المثال، تحتوي اليرقات النيئة على روائح رطبة شبيهة بالتربة وشبيهة بالجمبري والذرة الحلوة.
ثم قارنوا النكهات التي تطورت عندما تم طهي اليرقات بطرق مختلفة، فوجدوا أن المطبوخة على البخار طوّرت نكهات شبيهة بالذرة الحلوة أقوى، في حين أن المحمصة والمقلية في الزيت مثل الروبيان، أنتجت مركبات تشمل البيرازين والكحول والألدهيدات، وكانت مماثلة للمركبات التي تكونت عند طهي اللحوم والمأكولات البحرية.
وبناءً على هذه النتائج، توقع الفريق أنه يمكن إنتاج نكهات تفاعل إضافية من ديدان الطحين الغنية بالبروتين إذا تم تسخينها بالسكر، ويتم إنتاج هذه النكهات عندما يتم تسخين البروتينات والسكريات معاً وتتفاعل، على سبيل المثال، من خلال تفاعلات «ميلارد» و«ستريكير» و«الكراميل» وأكسدة الأحماض الدهنية، وكانت النتيجة مجموعة من النكهات «الشبيهة باللحوم» والنكهات اللذيذة.
واختبر الباحثون بعد ذلك ظروف التصنيع المختلفة وأنتجوا نسخاً متعددة من النكهات، وبعد ذلك، أخذ الفريق العينات إلى لجنة من المتطوعين لتقديم ملاحظات حول أيها له أفضل رائحة «تشبه رائحة اللحم». ونتيجة لهذه الدراسة، تم تحسين 10 من النكهات بناءً على تفضيلات المستهلك.
ويقول هييونغ بارك، الباحث المشارك في هذا المشروع: «على حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إكساب ديدان الطحين نكهات تفاعلية مرغوبة تشبه اللحوم، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من الحشرات كمصدر بروتين، سيضطر العالم للجوء إليه بسبب الزيادة السكانية وقضايا البيئة».
والمتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050 وما يقرب من 11 ملياراً بحلول عام 2100، وفقاً للأمم المتحدة، وسيتطلب إطعامهم جميعاً بلحوم الحيوانات، كميات أكبر من الغذاء والماء وموارد الأرض، بالإضافة إلى ذلك، تعد الأبقار مساهماً كبيراً في تغير المناخ، حيث تطلق كميات وفيرة من الميثان في تجشُّئها، لذلك، هناك حاجة إلى مصادر أكثر استدامة للبروتين.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.