برلين تستعد لنقص حاد في الغاز بخطط «تقليل الضرر»

تشغيل محطة طاقة أخرى تعمل بالفحم

محطة لتخزين الغاز وسط ألمانيا الذي وصل إلى نسبة 80% حتى الآن (أ.ب)
محطة لتخزين الغاز وسط ألمانيا الذي وصل إلى نسبة 80% حتى الآن (أ.ب)
TT

برلين تستعد لنقص حاد في الغاز بخطط «تقليل الضرر»

محطة لتخزين الغاز وسط ألمانيا الذي وصل إلى نسبة 80% حتى الآن (أ.ب)
محطة لتخزين الغاز وسط ألمانيا الذي وصل إلى نسبة 80% حتى الآن (أ.ب)

أكدت الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات أنه حال حدوث نقص حاد في الغاز في ألمانيا، فإن الأولوية الرئيسية ستكون للحد من الضرر على الاقتصاد والأسر. وقال رئيس الوكالة كلاوس مولر، أمس الثلاثاء: «لا توجد خيارات جيدة متبقية في حالة نقص الغاز... سنحاول حينها تقليل الضرر».
وتتمثل المعايير الرئيسية لتحديد الأولويات في تجنب الضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد وسلاسل التوريد والآثار السلبية على الأفراد، على سبيل المثال: يجب أن يستمر توفير الغذاء والدواء لأفراد الجمهور.
وأكد مولر أن الأسر والمستشفيات ودور رعاية المسنين والمدارس ومراكز الرعاية النهارية ومراكز الشرطة ستستمر في التزود بشكل تفضيلي إذا أصبح الغاز شحيحا.
وامتلأت مرافق تخزين الغاز في ألمانيا بأكثر من 80 في المائة من طاقتها الاستيعابية حتى عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لبيانات نشرها أمس مشغلو مرافق تخزين الغاز الأوروبية. وأظهرت البيانات أن مستوى الغاز المجمع في مرافق التخزين بألمانيا وصل إلى 80.14 في المائة حتى يوم الأحد الماضي.
وينص الهدف الألماني الأخير على ملء مرافق التخزين إلى 85 في المائة، على الأقل، بحلول الأول من أكتوبر، وإلى 95 في المائة على الأقل بحلول الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). وقد تم الوصول إلى هدف 75 في المائة الذي كان محددا في الأول من سبتمبر (أيلول) قبل أكثر من أسبوعين من موعده.
وتوقع تورستن فرانك، الرئيس التنفيذي لشركة «تريدينج هاب يوروب» تحقيق الهدف المحدد لهذا العام لكن باختلافات إقليمية.
وقال فرانك في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس: «سنكون قادرين على ملء العديد من مرافق التخزين إلى 95 في المائة بحلول نوفمبر، ولكن ليس كلها»، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك نقص شامل في ألمانيا، لكن لا يمكن في الوقت نفسه استبعاد حدوث نقص على المستوى الإقليمي.
وذكر فرانك أن هذا لن يكون له تأثير على إمدادات المنازل، وقال: «إننا نحقق تقدما جيدا في التخزين وخفض الاستهلاك. وأنا واثق تماما من أن المنازل لن تضطر إلى التجمد هذا الشتاء».
يُذكر أن شركة «غازبروم» الروسية للطاقة أعلنت يوم الجمعة الماضي وقف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1» الرئيسي الذي يمر تحت بحر البلطيق بسبب أعمال صيانة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من 31 أغسطس (آب) الحالي.
وقالت غازبروم إنه بمجرد اكتمال العمل، سيُجرى ضخ 33 مليون متر مكعب من الغاز يوميا مرة أخرى، أي ما يعادل 20 في المائة من سعة الخط.
وتعتزم ألمانيا إعادة تشغيل محطة طاقة أخرى تعمل بالفحم الحجري لترشيد استهلاك الغاز. وهذه المحطة هي محطة هايدن الواقعة في مدينة بيترسهاجن بولاية شمال الراين ويستفاليا على الحدود مع ولاية ساكسونيا السفلى.
وأعلنت شركة يونيبر المشغلة يوم الاثنين أنه من المنتظر عودة المحطة إلى الأسواق ابتداء من الاثنين المقبل، وستستمر حتى نهاية أبريل (نيسان) 2023.
يشار إلى أن هناك مرسوما يسمح منذ 14 يوليو (تموز) الماضي بإمكانية إعادة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري الموجودة فيما يعرف باحتياطي الشبكة وذلك بغرض ترشيد استهلاك الغاز.
كانت الوكالة الاتحادية للشبكات أفادت بأن نسبة الغاز في توليد الكهرباء في ألمانيا وصلت إلى 9.8 في المائة في يوليو الماضي.
وتم بالفعل إعادة تشغيل محطة ميروم التابعة لشركة «إي بي إتش» التشيكية للطاقة لتكون أول محطة فحم حجري في ألمانيا يعاد تشغيلها من احتياطي الشبكة وتعود إلى شبكة الكهرباء في مطلع أغسطس الحالي.
وحسب بيانات الوكالة الاتحادية للشبكات، تعد محطة شركة يونيبر ثاني محطة تعلن السلطات إعادة تشغيلها من احتياطي الشبكة.
وكانت شركة شتيج في إيسن أعلنت أيضا اعتزامها «إعادة تشغيل محطات فحم حجري احتياطية وطرحها في السوق».
وتعتبر محطة هايدن واحدة من أقوى محطات الفحم الحجري إنتاجا للكهرباء بطاقة إنتاجية تبلغ 875 ميغاواط حسبما تقول شركة يونيبر.
وقد بدأ تشغيلها في عام 1987 قبل أن تدخل إلى احتياطي الشبكة مؤخرا، وهو ما يعني أنها تنتج الكهرباء من حين لآخر لضمان استقرار شبكة الكهرباء فقط.
وقالت يونيبر إن من الممكن لإنتاج الكهرباء أن يكون غير منتظم في كل الفترة الزمنية المشار إليها وذكرت أن السبب في ذلك قد يكون تقلص كميات الفحم الحجري والناجمة عن القدرات المحدودة للسكك الحديدية.


مقالات ذات صلة

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

الرياضة رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

أبدى أليكساندر ويرل، رئيس نادي شتوتغارت، تفهمه لعدم رضا الجماهير عن خطط رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، لبيع أجزاء من أسهمها للمستثمرين. وقال رئيس شتوتغارت في تصريحات لصحيفة «فيلت»، اليوم الأربعاء: «إنهم يخشون أن تذهب الأموال للاعبين ووكلائهم، يجب العلم بأن ذلك لن يحدث في تلك الحالة». وتنص اللوائح على عدم إمكانية امتلاك أي مستثمر لأكثر من 50 في المائة من الأسهم، باستثناء باير ليفركوزن، وفولفسبورغ المدعوم من شركة فولكسفاجن، وتوجد طريقة للتحايل على تلك القاعدة، وهي الاستثمار في القسمين (الدوري الممتاز والدرجة الثانية). وكان يتعين على الأطراف المهتمة تقديم عروضها بحلول 24 أبريل (نيسان) الماضي ل

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

أعلن مكتب المدّعي العام الفيدرالي الألماني، اليوم (الجمعة)، أن سورياً (26 عاماً) يشتبه في أنه نفَّذ هجومين بسكين في دويسبورغ أسفر أحدهما عن مقتل شخص، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وذكرت النيابة العامة الفيدرالية في كارلسروه، المكلفة بأكثر القضايا تعقيداً في ألمانيا منها «الإرهابية»، أنها ستتولى التحقيق الذي يستهدف السوري الذي اعتُقل نهاية الأسبوع الماضي. ولم يحدد المحققون أي دافع واضح للقضيتين اللتين تعودان إلى أكثر من 10 أيام. وقالت متحدثة باسم النيابة الفيدرالية لصحيفة «دير شبيغل»، إن العناصر التي جُمعت حتى الآن، وخصوصاً نتائج مداهمة منزل المشتبه به، كشفت عن «مؤشرات إلى وجود دافع متطرف ور

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، اليوم (الخميس)، من وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية أنالينا بيربوك. وبحث الجانبان خلال الاتصال، التطورات المتسارعة للأحداث في جمهورية السودان، وأوضاع العالقين الأجانب هناك، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة للراغبين في مغادرة الأراضي السودانية. وناقش الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز جهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية ليلة أمس (السبت)، القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غرب البلاد. وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية، بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاماً. وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ«سلاح طعن أو قطع» إلى إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة.


تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
TT

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)

تسارع إنفاق الشركات اليابانية على المصانع والمعدات في الربع الثالث؛ مما يشير إلى أن الطلب المحلي القوي يدعم التعافي الاقتصادي الهش في البلاد ويعزز الحاجة إلى زيادة أسعار الفائدة.

وأظهرت بيانات وزارة المالية أن الإنفاق الرأسمالي ارتفع بنسبة 8.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، متسارعاً من مكاسب الربع السابق البالغة 7.4 في المائة، وهو أقوى أداء منذ قفزة بنسبة 16.4 في المائة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. كما نما الإنفاق بنسبة 1.7 في المائة على أساس ربع سنوي معدل موسمياً.

وقال تاكيشي مينامي، كبير خبراء الاقتصاد في معهد «نورينشوكين» للأبحاث إن البيانات، التي ستُستخدم لحساب أرقام الناتج المحلي الإجمالي المعدلة المقرر صدورها في التاسع من ديسمبر، تشير إلى أن «الاقتصاد يتحرك بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان».

وقال مينامي، الذي يتوقع أن يقرر بنك اليابان زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا الشهر: «أعتقد أن توقيت الزيادة التالية في أسعار الفائدة يقترب».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، على أساس الرأي القائل بأن اليابان تتقدم نحو تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم.

وتوقع أكثر من نصف خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر، وتوقع معظمهم رفعها إلى 0.5 في المائة.

وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، لصحيفة «نيكي» في مقابلة الأسبوع الماضي، إن توقيت رفع أسعار الفائدة التالي «يقترب»؛ مما يترك فرصة رفع أسعار الفائدة في ديسمبر مفتوحة.

وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية الشهر الماضي أن اقتصاد اليابان توسع بنسبة سنوية بلغت 0.9 في المائة في الربع الثالث، مدفوعاً باستهلاك خاص أقوى من المتوقع.

وظل الإنفاق التجاري قوياً بشكل عام في السنوات الأخيرة، حيث تستثمر الشركات المزيد في الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات للتعويض عن نقص العمالة المتزايد.

مع ذلك، كانت الأرباح المتكررة للشركات نقطة سلبية في بيانات يوم الاثنين، حيث انخفضت بنسبة 3.3 في المائة عن العام السابق، لتسجل أول انخفاض لها في سبعة أرباع. وارتفعت مبيعات الشركات بنسبة 2.6 في المائة.

وقادت شركات التصنيع، خصوصاً شركات صناعة السيارات وصناع مكونات السيارات، انخفاض الأرباح بسبب اشتداد المنافسة في الأسواق الخارجية؛ مما أثار المخاوف من أن الأرباح الأضعف قد تجعل الشركات في نهاية المطاف حذرة بشأن القيام باستثمارات جديدة.

وأظهر مسح للمصانع في القطاع الخاص أن نشاط المصانع في اليابان انكمش بأسرع وتيرة في ثمانية أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث دفع الطلب الضعيف الشركات إلى تقليص الإنتاج.

وقال ماساتو كويكي، كبير الاقتصاديين في معهد «سومبو بلس»: «من المرجح أن يظل اتجاه الربح في قطاع التصنيع ضعيفاً وسط تباطؤ في الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على أشباه الموصلات».

وقال خبراء اقتصاديون إن الضعف المطول في الاقتصاد الصيني والسياسات التجارية الحمائية المحتملة في الولايات المتحدة قد تدفع الشركات اليابانية أيضاً إلى تأجيل قرارات الاستثمار الرأسمالي.

وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للبلاد - كندا والمكسيك والصين؛ مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية في مجموعة واسعة من الصناعات.

وقال مينامي من «نورينشوكين»: «من المرجح أن تزداد حالة الانتظار والترقب بين الشركات اليابانية بشأن خططها الاستثمارية حتى تتضح الرؤية بشأن ما إذا كان ترمب سيطبق تعريفات جمركية أعلى أم لا؟».