توقفت المحادثات بين حركة «طالبان باكستان» والحكومة الباكستانية على خلفية رفض «طالبان» نبذ العنف مقابل عرض طرحته الحكومة يسمح لطالبان بالعودة والاستقرار في الأراضي الباكستانية. ومن جانبها رفضت أيضاً الحكومة الباكستانية طلب طالبان الذي طُرح على الحكومة خلال المحادثات، والذي يقضي بالتراجع عن دمج المناطق القبلية السابقة في المناطق المستقرة في الأراضي الباكستانية».
كانت الحكومة الباكستانية، قد أرسلت وفداً مكوناً من ثمانية علماء دين إلى كابل لإقناع طالبان بالتخلي عن العنف كاستراتيجية لهم، وقد صرح أحد المسؤولين بأن الوفد عاد خالي الوفاض من كابل. تجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان الأفغانية تقوم بدور الوسيط في المحادثات بين الحكومة الباكستانية وطالبان باكستان. وحذر أيضاً قادة طالبان باكستان من إمكانية تعاونهم مع تنظيم «داعش في خراسان» – وهو الفرع المحلي لتنظيم «داعش في سوريا» إذا تم دفعهم إلى ذلك. ومع ذلك، يمكن القول إن هذا التحذير موجه لحركة طالبان الأفغانية أكثر منه للحكومة الباكستانية. كانت الحكومة الباكستانية، التي تربطها علاقات قوية بحركة طالبان الأفغانية – قد استخدمت في الماضي مكاتب طالبان الأفغانية لممارسة الضغط على قيادة طالبان باكستان من أجل نبذ العنف والاستقرار في الأراضي الباكستانية».
خلال العام الماضي، كانت حركة طالبان الأفغانية نفسها هدفاً للعنف الذي يمارسه تنظيم «داعش»، وكثيراً ما حاولت طالبان الأفغانية إبعاد «طالبان باكستان» عن تنظيم «داعش» في خراسان.
جدير بالذكر أن طالبان باكستان قامت في الماضي بتنفيذ هجمات إرهابية في مناطق متفرقة من البلاد بمساعدة فعالة من جانب من الفرع المحلي لـ«داعش».
وبعد جولة أولية من المحادثات بين طالبان باكستان وممثلي الحكومة والجيش، توقف الحوار بعدما رفضت «طالبان» طلب الحكومة بضرورة الإعلان فوراً عن نبذ العنف. وبالمثل، رفضت الحكومة الباكستانية أيضاً طلب «طالبان» بإلغاء دمج المناطق القبلية السابقة في الأراضي المستقرة في باكستان. وأفاد الخبراء بأنه على ما يبدو أن «طالبان» كانت تسعى إلى السيطرة على المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية. كان البرلمان الباكستاني قد قام بتمرير مشروع قانون دستوري في عام 2018 لتوفير آلية لدمج المناطق القبلية في الأراضي الباكستانية المستقرة، وأصبحت المناطق القبلية الآن جزءاً من إقليم خيبر بختونخوا. وصرح مسؤولون باكستانيون أن طلب «طالبان» غير واقعي لأنه لا يمكن للحكومة الباكستانية تمرير مشروع قانون دستوري آخر لإلغاء الدمج. ومع ذلك، فقد أصرت طالبان خلال المحادثات على قيام الحكومة الباكستانية بسحب قواتها من المناطق القبلية والتراجع عن الدمج. ولهذين السببين توقفت المحادثات، واستأنف الجيش الباكستاني عملياته العسكرية ضد الإرهابيين في المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية.
تعثر المحادثات الحكومية مع «طالبان باكستان»
تعثر المحادثات الحكومية مع «طالبان باكستان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة