مسؤول أميركي: إيران تخلت عن شروط أساسية لإحياء الاتفاق النووي

فنيون يعملون في منشأة «آراك» للماء الثقيل جنوب غربي طهران (أ.ب)
فنيون يعملون في منشأة «آراك» للماء الثقيل جنوب غربي طهران (أ.ب)
TT

مسؤول أميركي: إيران تخلت عن شروط أساسية لإحياء الاتفاق النووي

فنيون يعملون في منشأة «آراك» للماء الثقيل جنوب غربي طهران (أ.ب)
فنيون يعملون في منشأة «آراك» للماء الثقيل جنوب غربي طهران (أ.ب)

قال مسؤول أمريكي كبير لـ«رويترز»، اليوم الثلاثاء، إن إيران تخلت عن بعض الشروط الأساسية لإحياء الاتفاق النووي الذي يهدف لتقييد برنامج طهران النووي، تشمل إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل لاتفاق.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم ذكر هويته لحساسية الأمر أنه على الرغم من أن طهران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية.
وتابع «عادوا في الأسبوع الماضي وتخلوا بشكل أساسي عن العقبات الرئيسية في سبيل إبرام اتفاق».
ونفت الولايات المتحدة، أمس، الاتهامات التي وجّهتها إليها إيران بالتسويف في المفاوضات، مؤكّدة أنّه لا تزال هناك «قضايا عالقة» يتعيّن حلّها من أجل التوصّل لاتّفاق. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إنّ «فكرة أنّنا أخّرنا هذه المفاوضات بأيّ شكل من الأشكال هي بكل بساطة غير صحيحة».
وأوضح أنّه بعد أن أرسل الاتّحاد الأوروبي في أواخر يوليو (تموز) إلى كلّ من طهران وواشنطن ما أطلق عليه اسم النصّ «النهائي» للاتّفاق المقترح، ردّت إيران «بعدد من التعليقات»، من دون أن يحدّد ماهيتها.
وأضاف «هذا هو السبب في أنّنا استغرقنا بعض الوقت الإضافي لمراجعة تلك التعليقات وتحديد ردّنا. نحن نراجع هذه التعليقات بجدّية».
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل رجّح الإثنين عقد اجتماع «هذا الأسبوع» لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّ طهران قدّمت ردّاً «معقولاً» على النصّ المقترح في حين لم تردّ واشنطن عليه بعد.
وأضاف بوريل أنّ «الولايات المتّحدة لم تقدّم بعد ردّها الرسمي. لكنّنا بانتظار ردّها الذي آمل أن يسمح لنا بإكمال المفاوضات. وهذا ما آمله، لكن ليس في مقدوري أن أؤكّده لكم».
وفي مؤتمره الصحافي قال برايس إنّ الردّ الإيراني كان مشجّعاً لجهة أنّ طهران «تخلّت على ما يبدو عن بعض مطالبها غير المقبولة، مثل رفع اسم (الحرس الثوري) الإيراني» عن القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.
وكان هذا الشرط الإيراني إحدى القضايا التي أعاقت تحقيق تقدّم في المفاوضات.
وتابع المتحدّث الأميركي «لا تزال هناك بعض القضايا العالقة التي يجب حلّها، وبعض الثغرات التي يجب سدّها» للتوصّل إلى اتفاق.
وأضاف «نحن نعمل بأسرع ما يمكن لإعداد ردّ مناسب على الورقة الإيرانية». ولفت برايس إلى أنّه «لو كان هناك ردّ واضح من إيران، فما كنّا، على ما أعتقد، سنشهد كلّ هذا الأخذ والردّ».
لكنّ المتحدّث الأميركي أكّد «أنّنا اليوم أقرب إلى اتّفاق ممّا كنّا عليه قبل أسبوعين».
وأتاح الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، واسمه الرسمي «خطة العمل الشاملة المشتركة»، رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجاً عن معظم التزاماتها.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

عائلات المحتجزين تخرج من لقاء نتنياهو مقتنعة بأن الصفقة ستُعقد خلال 10 أيام

رجال أمن يفرّقون مظاهرة تطالب بالعمل على إطلاق الأسرى لدى «حماس» قرب منزل نتنياهو بالقدس في 28 أكتوبر 2024 (أ.ب)
رجال أمن يفرّقون مظاهرة تطالب بالعمل على إطلاق الأسرى لدى «حماس» قرب منزل نتنياهو بالقدس في 28 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

عائلات المحتجزين تخرج من لقاء نتنياهو مقتنعة بأن الصفقة ستُعقد خلال 10 أيام

رجال أمن يفرّقون مظاهرة تطالب بالعمل على إطلاق الأسرى لدى «حماس» قرب منزل نتنياهو بالقدس في 28 أكتوبر 2024 (أ.ب)
رجال أمن يفرّقون مظاهرة تطالب بالعمل على إطلاق الأسرى لدى «حماس» قرب منزل نتنياهو بالقدس في 28 أكتوبر 2024 (أ.ب)

خرج ممثلو 5 عائلات للمحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» بانطباعات مختلطة، من اللقاء مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقال غالبيتهم إنهم متفائلون، وقال بعضهم إنهم لا يصدقون. وقال أحدهم يدعى، شارون شرعابي، إنه يخرج لأول مرة متفائلاً بشكل كبير، وأعرب عن اعتقاده أن الصفقة ستخرج إلى النور في غضون 10 أيام.

وقال شرعابي، وهو شقيق لمحتجزيْن، أحدهما يوسي قُتل، والثاني إيلي ما زال حياً، إنه «ستكون مفاجأة إذا لم يتم التوصل إلى صفقة؛ فرئيس الحكومة أوضح أن الظروف نضجت للصفقة، وأنها في المراحل الأخيرة». وأضاف: «نحن طلبنا منه صفقة واحدة كاملة تعيد جميع المخطوفين، وليست جزئية. فقال إنه يعتقد أن هذا هو الوضع المثالي وهو يحبذه، وإن لم يكن هذا ممكناً فإنه يحبذ صفقة شاملة على مراحل عدة، وهذا هو أمر جيد، لكن الأمور غير ناضجة لذلك. إنما هناك فرصة لإطلاق سراح عدد غير قليل من المخطوفين وهو لن يضيعها؛ لهذا أنا متفائل. لم أخرج بهذا التفاؤل في لقاءاتي السابقة».

وكان نتنياهو قد دعا مجموعتين منفصلتين من عائلات المحتجزين، واحدة تمثل العائلات التي تتظاهر ضده، وواحدة تمثل عائلات مخطوفين وقتلى تقف إلى جانبه، وكلتاهما طلبت صفقة واحدة وكاملة، فقال لكل منهما إن وقف إطلاق النار في لبنان وأحداث سوريا خلقا وضعاً أفضل للصفقة، خصوصاً أن حكومته لا توقف الضغط العسكري الكثيف على قيادة «حماس».

رجال أمن يواجهون متظاهرين يطالبون بالعمل على إطلاق الأسرى لدى «حماس» في تل أبيب السبت الماضي (أ.ب)

وقد رد بعضهم عليه بالقول إن التشبث بالحديث عن الضغط على «حماس» يخيفهم، ويزيد قلقهم على أولادهم. ويخشون أن تكون حساباته الحزبية والشخصية ما زالت أهم من حياة المخطوفين. ورد نتنياهو قائلاً أنه لن يسمح للاعتبارات الحزبية والشخصية بأن تضيع آمال التوصل إلى صفقة، ومن يتهمه بذلك إنما يتصرف بسخف.

وقال شرعابي: «أنا قلت له إن عليه أن يهتم بترك إرث له يستطيع الاعتزاز به. قلت له إن الأجيال المقبلة ستتحدث وستتعلم من 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وعندها لن يهتموا بمعرفة شيء عن وقف النار ووقف الحرب، بل سيهتمون بمعرفة شيء واحد: هل اتخذ رئيس الحكومة نتنياهو قراراً بهدر دماء المخطوفين، أو اتخذ قراراً شجاعاً أعادهم أحياءً إلى ذويهم؟».

وقال أودي غورن، ابن عم طال حايمي الذي توفي في الأسر، إنه على عكس المتفائلين، يعتقد أن نتنياهو يماطل، وأنه حتى لو جاء بصفقة فإنها لن تكون مُرْضية، وأضاف: «نحن نطلب الاجتماع به منذ 4 شهور. واليوم التقيناه دون بشرى حقيقية. أنا لم أجد لديه شيئاً جدياً، رغم أنني سمعته يقول إن الظروف نضجت لصفقة. هذا رجل غير صادق».

وكانت أنباء في الطرف الفلسطيني قد تحدثت عن تطوُّر كبير نحو الصفقة، وذكرت أن الطرفين تبادلا قوائم تضم المحتجزين الإسرائيليين الذين سيجري إطلاق سراحهم في الصفقة وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم في الصفقة، وكذلك أنباء عن المناطق التي سيخليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وبينها معبر رفح، لكن المسؤول عن قضية الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، نفى هذه الأنباء، وقال في تصريحات إذاعية إن هذه المعلومات غير صحيحة بالكامل، وإن المفاوضات لم تصل إلى مرحلة تقدم في كل المواضيع، ولم يقدم تفاصيل، ورفض قول ما هي الأنباء الصحيحة وما هي الأنباء غير الصحيحة، وطلب من كل المَعْنِيّين، خصوصاً عائلات المحتجزين الامتناع عن كشف تفاصيل لقاءاتهم مع نتنياهو.