الحوثيون يغلقون آخر المنافذ المهمة لنقل البضائع من ميناء عدن

لتحويل بضائع المستوردين إلى ميناء الحديدة

صورة تداولها ناشطون لطرق وعرة بديلة لتلك التي أغلقها الحوثيون (تويتر)
صورة تداولها ناشطون لطرق وعرة بديلة لتلك التي أغلقها الحوثيون (تويتر)
TT

الحوثيون يغلقون آخر المنافذ المهمة لنقل البضائع من ميناء عدن

صورة تداولها ناشطون لطرق وعرة بديلة لتلك التي أغلقها الحوثيون (تويتر)
صورة تداولها ناشطون لطرق وعرة بديلة لتلك التي أغلقها الحوثيون (تويتر)

بعد 5 أيام من الاحتجاز، تمكن السائق علي أحمد من المرور عبر آخر منفذ بري مهم يربط ميناء عدن بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية في محافظة تعز (جنوب غرب)، إذ سيتوجب عليه مع أكثر من 20 من زملائه بعدها دفع غرامة مالية كبيرة، وإعادتهم من حيث أتوا بموجب التزام خطي أُجبروا على توقيعه.
وهذه الخطوة الحوثية -وفق مصادر تجارية وأخرى حكومية- تهدف إلى إغلاق جميع منافذ مرور الشاحنات من ميناء عدن إلى مناطق سيطرة الميليشيات، بهدف إرغام التجار على تحويل بضائعهم إلى مواني الحديدة الخاضعة لسيطرتها، لكسب مزيد من الأموال بعد المبالغ التي تم جمعها من عائدات دخول كميات كبيرة من المشتقات النفطية إلى هناك.
سلوك الميليشيات الحوثية التعسفي لإغلاق هذا المنفذ البري، جاء بينما كان اليمنيون ينتظرون نجاح الأمم المتحدة في إلزام الميليشيات بفتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز، ومن بينها طريق «كرش» الممتد من محافظة لحج إلى منطقة الراهدة، وهو أحد أهم الطرق الرئيسية لمرور البضائع.
وإلى جانب هذا الطريق، يأتي طريق «الضالع- دمت» وهو الطريق الرئيسي الآخر الذي يربط ميناء عدن بمناطق سيطرة الميليشيات، والذي كانت تمر عبره ناقلات البضائع والركاب، وفشلت 3 مبادرات قادتها الغرفة التجارية ووسطاء محليون بين الحكومة وميليشيات الحوثي لفتحه، غير أن الميليشيات كانت في كل مرة تتراجع عن تنفيذ الاتفاق في اللحظات الأخيرة.
وأفاد سائقان وسكان في مديرية القبيطة بمحافظة لحج لـ«الشرق الأوسط»، بأن عناصر الميليشيات الحوثية المتمركزة في جزء من المديرية منعت منذ أسبوع ناقلات البضائع من العبور باتجاه محافظة تعز، وصولاً إلى المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بعد أن أصبح هذا الطريق إلى جانب طريق ريفي آخر يمر عبر مديريات يافع أهم منفذين تعبر من خلالهما البضائع إلى مناطق سيطرة الميليشيات، بعد أن أغلقت كل الطرق الرئيسية.
وقالت المصادر إن الميليشيات الحوثية عادت بعد 5 أيام وسمحت للشاحنات بالعبور، ولكن بعد تحرير تعهد جماعي بعدم العودة مرة أخرى من هذا الطريق.
وبحسب ما أوردته المصادر، فإن قيادة شرطة المديرية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، أبلغت سائقي الشاحنات بقرارها منع مرور ناقلات البضائع القادمة من ميناء عدن عبر هذا الطريق، وأجبرتهم على التوقيع على وثيقة يتعهدون فيها بعدم العودة إلى ميناء عدن، وبأن من يخالف ذلك يلزم بدفع غرامة مالية مقدارها 90 دولاراً أميركياً.
وتقول مصادر في الغرفة التجارية اليمنية إن الخطوة هدفها ابتزاز المستوردين لإرغامهم على تحويل بضائعهم إلى مواني الحديدة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، وأن ذلك يعد مؤشراً سلبياً جداً تجاه الهدنة والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والإقليم لإعادة فتح الطرق الرئيسية بين المحافظات، وفي الطليعة الطرق المؤدية إلى محافظة تعز المحاصرة منذ 7 أعوام.
وطبقاً لهذه المصادر، فإن قرار الميليشيات الحوثية بإغلاق هذا الطريق يعني أن جميع منافذ مرور البضائع إلى مناطق سيطرتها قد أغلقت، باستثناء طريق ريفي يمر عبر سلسلة جبال مديريات يافع بمحافظة لحج، وصولاً إلى محافظة البيضاء، وهو طريق ضيق وغير مخصص لعبور الناقلات الكبيرة، خصوصاً بعد إغلاق الميليشيات طريق «مفرق سقم» الذي يربط مناطق سيطرة الحكومة في جنوب الحديدة مع مناطق سيطرة الانقلابيين، وصولاً إلى محافظة إب.
وهذا الطريق الأخير كانت المنظمات الإغاثية الدولية تستخدمه لنقل المواد الغذائية إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعد إغلاق الميليشيات طريق «الضالع- دمت».
مسؤولون يمنيون أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن زيادة الواردات إلى مواني الحديدة منذ بدء سريان الهدنة، فتح شهية ميليشيات الحوثي للحصول على مزيد من عائدات الرسوم الجمركية والضريبية وغيرها، وأن هذا جعلها تقدم على هذه الخطوة بهدف إرغام المستوردين على تحويل بضائعهم إلى هناك.
وطبقاً للمسؤولين الحكوميين، ترافق ذلك مع الزيادة الكبيرة في تكاليف النقل والجبايات التي تفرض على البضائع، منذ نقلها من ميناء عدن إلى حين وصولها مناطق سيطرة الميليشيات؛ حيث يتم فرض رسوم جمركية إضافية، إلى جانب الجبايات المتعددة التي يتم تحصيلها في المنافذ الجمركية المستحدثة بالقرب من خطوط التماس أو في نقاط التفتيش في مداخل المدن.
وذكر المسؤولون أن وصول الحاوية التجارية الواحدة من الصين إلى البلاد كان يكلف مبلغ 3 آلاف دولار، إلا أنها باتت تكلف التجار الآن مبلغ 15 ألف دولار، بسبب زيادة التأمين على السفن نتيجة الحرب التي فجرتها ميليشيات الحوثي، وفرض رسوم جمركية إضافية على البضائع، إلى جانب الجبايات الكبيرة والمتعددة التي تدفع في المنافذ الجمركية المستحدثة، أو في نقاط التفتيش المنتشرة مع حدود سيطرة القوات الحكومية وحتى مدخل صنعاء.
وتضاف إلى ذلك الجبايات التي يتم تحصيلها بعد ذلك تحت أسماء متعددة من قبل هيئة المواصفات والمقاييس وإدارة الجمارك الحوثية، وهيئة الزكاة والمجالس المحلية، مروراً بالمجهود الحربي ودعم الفعاليات والأنشطة الطائفية.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية استحوذت منذ بدء الهدنة الأممية في أبريل (نيسان) على أكثر من 130 مليار ريال يمني (الدولار حوالي 560 ريالاً في مناطق سيطرة الميليشيات) من رسوم الجمارك والضرائب على سفن الوقود الواصلة إلى ميناء الحديدة، وهي مبالغ -بحسب الحكومة- تكفي لصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».