مبادرة «التغييريين» الرئاسية تلحظ انتخاب رئيس «سيادي»

الإعداد لورقة تُعرَض على القوى السياسية والرأي العام اللبناني

13 من النواب «التغييريين» خلال ذهابهم للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس البرلمان في 31 مايو الماضي (إ.ب.أ)
13 من النواب «التغييريين» خلال ذهابهم للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس البرلمان في 31 مايو الماضي (إ.ب.أ)
TT

مبادرة «التغييريين» الرئاسية تلحظ انتخاب رئيس «سيادي»

13 من النواب «التغييريين» خلال ذهابهم للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس البرلمان في 31 مايو الماضي (إ.ب.أ)
13 من النواب «التغييريين» خلال ذهابهم للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس البرلمان في 31 مايو الماضي (إ.ب.أ)

من المفترض أن ينتهي نواب التيار المدني الجدد من إعداد ورقة سياسية ستكون أشبه بمبادرة لضمان حصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها، مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لتواكب زمن الاستحقاق الرئاسي الذي يحدده الدستور بالشهرين اللذين يسبقان انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وأعلن النواب «التغييريون» الـ13 في خلوة عقدوها الجمعة الماضي، أنهم توافقوا على إطلاق مبادرة تطرح مقاربة متكاملة لهذا الاستحقاق. وكلفوا النائبين ميشال دويهي وملحم خلف «تحضير الوثيقة وإنجاز صياغة المبادرة».
ويقول النائب دويهي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة تقوم بشكل أساسي على «استعادة الممارسة السياسية الصحيحة، بحيث من غير المقبول أن يُحسم مصير هذا الاستحقاق تاريخياً في الربع ساعة الأخير وفي الكواليس والغرف المغلقة سواء في الداخل اللبناني أو في الخارج»، لافتاً إلى أنه «حتى ولو كان الدستور لا يلحظ أن يتقدم الراغبون بتولي هذا المنصب بترشيحاتهم كما هي الحال في الانتخابات النيابية، إلا أنه من الواجب أن يكون هناك مرشحون واضحون يعلنون برامجهم الانتخابية ورؤيتهم سواء بالموضوع السيادي أو الاقتصادي وغيرهما من الملفات الأساسية ليختار النواب على ضوء هذه البرامج من يعتقدون أنه يجب أن يتبوأ سدة الرئاسة». ويضيف دويهي «هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون، فبعد ثورة 17 أكتوبر 2019، والانهيار الاقتصادي والانتخابات النيابية الأخيرة، بات يفترض أن يكون لدينا رئيس من نوع آخر، مختلف عن المرشحين الذين تتداول بأسمائهم منظومة الحكم. رئيس يخرجنا من الأزمة فيكون واضحاً وحازماً ويتمتع بالنضوج السياسي الكافي، لا أن يكون رئيس إدارة أزمة لأن ذلك سيعني أننا سنكون على موعد مع مزيد من التقهقر والانهيارات».
ويوضح دويهي، أن الورقة التي يتم إعدادها «تلحظ وجوب أن يعيد الرئيس الجديد علاقات لبنان بمحيطه العربي والدولي ويعطي ثقة للبنانيين أنفسهم بأن هناك أملاً بالإنقاذ، ويتمسك بالحياد وإخراج لبنان من صراعات المنطقة»، لافتاً إلى أهمية أن يكون «جريئاً وواضحاً في التعامل مع خطة التعافي والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وبخاصة بمجال تحديد الخسائر وحماية الناس». ويضيف «رئيس البلاد يجب أن يكون رئيس كل السلطات فلا يكون طرفاً سياسياً كما هو الحال اليوم، فلا يطالب بوزراء ونواب أو حتى بمختار».
ويشرح دويهي، أنه سيتم عرض الورقة التي ستجيب عن سؤال أساسي، وهو «أي رئيس نريد» على مختلف القوى السياسية، وإشراك الرأي العام اللبناني من ناشطين وصحافيين وطلاب بها من خلال الوقوف عند آرائهم والأخذ بملاحظاتهم، مشيراً، رداً على سؤال، إلى أن «الموضوع السيادي أولوية بالنسبة لنا، فلا سجال أو نقاش بأن أي رئيس يجب أن يؤيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية. نحن لا نريد أن ندخل في انقسام (8 و14 آذار)، والمؤكد أننا لن ننتخب مرشحي المحاور ولن نؤيد رئيساً رمادياً إنما رئيساً بمواقف واضحة».
ويعي نواب «التغيير» أن مبادرتهم هذه طموحة، وأن القوى السياسية قد لا تأخذ بها، لكنهم يرفضون الخضوع للواقع الحالي دون مجرد محاولة أحداث خرق في جدار أزمة رئاسية تلوح بالأفق خاصة بعد المواقف المتشددة لكل من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. إذ يشدد الأول على وجوب أن يكون لأي رئيس مقبل كتلة نيابية «وازنة» وأخرى وزارية تدعمه، في حين يدعو الثاني إلى انتخاب رئيس «يتحدى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي والتي نتجت من الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدتها البلاد في مايو (أيار) الماضي، يبدو من الصعب تأمين نِصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس (حضور 86 نائباً) من دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو لتسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية، وإلا ستكون البلاد على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة حينما شهدت البلاد فراغا رئاسياً استمر عامين ونصف عام نتيجة تعطيل «حزب الله» وحلفائه النصاب قبل التوصل لتسوية أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«لا يسعني الكلام»... معتقل سابق يستعيد معاناته في مطار المزة العسكري

رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
TT

«لا يسعني الكلام»... معتقل سابق يستعيد معاناته في مطار المزة العسكري

رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)

أدى انسحاب قوات بشار الأسد من مطار المزة العسكري عند مشارف العاصمة دمشق إلى سلسلة من الغارات الإسرائيلية بهدف الحؤول دون سقوط ترسانة الأسلحة في أيدي الفصائل المعارضة.

وسمح ذلك أيضاً لمعتقل سوري سابق باستعادة ذكرى المعاناة التي تكبّدها على يد قوات الرئيس المخلوع.

وسقط الحكم السابق بفرار بشار الأسد الأحد. والأربعاء، راح أفراد شباب من الفصائل المسلحة يجولون في أرجاء المزة مطلقين النار في الجو من حين إلى آخر من مضادات طيران سوفياتية الصنع قديمة.

وينتشر حطام طائرات مقاتلة ومروحيات على مدرج المطار العسكري وقد دمرت بعضها غارة إسرائيلية إلا أن المكاتب وورشات التدريب خربها خصوم الأسد المحليون.

مروحية تابعة للقوات السورية محترقة بعد قصف الجيش الإسرائيلي مستودعات أسلحة بالقرب من معسكر المزة (أ.ف.ب)

وأخرجت كومة من المخدرات يبدو أنها أقراص كبتاغون من مبنى تابع للقوات الجوية وأتلفت حرقاً. وكانت النيران لا تزال مشتعلة عند وصول فريق وكالة وكالة الصحافة الفرنسية إلى المكان.

لم تكن المزة قاعدة عسكرية للمقاتلات والمروحيات الهجومية فحسب بل هي أيضاً سجن يديره فرع الاستخبارات في القوات الجوية.

الأربعاء، راح رياض حلاق البالغ 40 عاماً والأب لثلاثة أبناء، يفتش بين أنقاض قاعة مؤتمرات ضمت في فترة من الفترات 225 معتقلاً.

أوثق وضرب

في بدايات الحرب الأهلية السورية التي امتدت 13 عاماً، اعتقل حلاق في 2012 خلال مشاركته في تشييع محتجين قتلوا برصاص القوى الأمنية.

وقد أُوثق حلاق وضُرب واحتُجز لمدة شهر في غرفة تدريب للطيارين قبل أن ينقل إلى منشأة أخرى اعتُقل فيها لشهرين و13 يوماً إضافياً.

عندما سمع المقاتلون الملتحون عند المدخل قصته، سمحوا له بالعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل في أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أحباء مفقودين.

هنا، صورة الأسد ملقاة على الأرض إلى جانب شعار فرع الاستخبارات في القوات الجوية، ولفة أسلاك شائكة بين منضدات كان يجلس عليها التلاميذ الطيارون لتلقي تدريبهم.

يروي حلاق كيف أنه لم يكن يُسمح له بالخروج من القاعة خلال شهر كامل إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من ثلاثة معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة.

في أحد الأيام، سُمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملاً في أن تكون الفصائل المسلحة تقتحم المطار إلا أن ضابطاً رفيع المستوى سخر منهم وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك.

وقال حلاق لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان: «لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة 5 نجوم، مهدداً بنقلنا إلى مكان آخر».

أنجب حلاق مع زوجته ثلاثة أطفال وبات بإمكان العائلة الآن أن تأمل في العيش بحرية أكبر في سوريا التي تخلصت من حكم عائلة الأسد الذي استمر لنصف قرن.

وفيما كان يفتش عن ملفات آملاً في أن تساعده في إلقاء الضوء على معاناته ومصير أصدقاء مفقودين، واجه صعوبة على غرار كثيرين في سوريا في التعبير عن مشاعره.

ويقول: «من الصعب التفسير. لا أجد كلمات لأوصف ذلك. لا يسعني الكلام».

الجيش الإسرائيلي قصف مستودعات أسلحة بالقرب من معسكر المزة (أ.ف.ب)

الكبتاغون

أعرب مراقبون دوليون عن مخاوف من السماح بسيطرة «هيئة تحرير الشام» على قواعد عسكرية، ما يعني حصولها على أسلحة كيماوية.

وتذرعت إسرائيل بهذا الخوف لتبرير غارات جوية كثيفة طالت إحداها مطار المزة العسكري.

إلا أن أخطر المواد التي شاهدها فريق وكالة الصحافة الفرنسية هي كميات من الكبتاغون.

وكان معروفاً أن إنتاج هذه المخدرات يتم بكميات هائلة في عهد بشار الأسد لتمويل مجهود الحرب.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين سوريين يشتبه في ضلوعهم في هذه التجارة، وضبط جيران سوريا ملايين أقراص الكبتاغون في معركة خاسرة للجم انتشارها.