القاهرة لا تشارك تل أبيب رؤيتها عن وجود «أزمة» في العلاقات الثنائية

وزير الدفاع الإسرائيلي: «نسعى لأن تكون عابرة»

شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة (أ.ف.ب)
TT

القاهرة لا تشارك تل أبيب رؤيتها عن وجود «أزمة» في العلاقات الثنائية

شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يختبئون وراء ساتر خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل التأكيد، عبر تقارير إعلامية وتصريحات رسمية، على وجود «أزمة» في العلاقات مع مصر، على خلفية العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، تُشدد القاهرة على «التقليل» من أهمية الحديث عن «التوتر»، مؤكدة أن «الأمر ليس خلافاً بالمعنى الواضح، وإنما إعادة لترتيب الأوضاع».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، «وجود أزمة بين إسرائيل ومصر»، وقال خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) (الاثنين)، «نسعى لأن تكون عابرة»، موضحاً أن «التوتر ناجم عن تفسيرات مختلفة لنهاية عملية (بزوغ الفجر) (هكذا يسمى الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة قبل أسبوعين)، وآمل أن تنتهي الأزمة في الأيام القريبة». وأضاف غانتس أن «مصر لاعب إقليمي مركزي، وهي الصديقة الأهم لإسرائيل، وسنتمكن من جعل العلاقات مستقرة، فهذه مصلحة للدولتين، وأحياناً يحدث توتر. ولا ينبغي تحويل أي أزمة إلى أمر أساسي».
لكن مصدرين مطلعين مصريين شككا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، في «حدة الأزمة»، وقال أحدهما إن «الموضوع ليس أزمة بالمعنى الواضح، وإنما تباين في النظر إلى بعض القضايا وتقييمات مختلفة لبعض التطورات»، في إشارة إلى جهود التهدئة المصرية لاحتواء الأزمة عقب العملية العسكرية الأخيرة في غزة، بينما قال الآخر إنه «لا توجد أزمة أو توتر، ولكن توجد مساحة من إعادة ترتيب الأولويات بين الجانبين، بدأتها القاهرة».
وبينما عزا المصدر الأول التقارير والتصريحات الإسرائيلية عن التوتر إلى «أزمات الداخل في تل أبيب»، شدد المصدر الثاني على أن «القاهرة تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وتسعى للإبقاء على مساحات التعامل مع كافة الأطراف في تل أبيب دون انحياز لطرف على حساب آخر، لحين إجراء الانتخابات الإسرائيلية».
وعلى مدار اليومين الماضيين، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما وصفته بـ«توتر كبير» في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وقالت إن «الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقت كانت مصر تعمل فيه على تهدئة النفوس، أثار غضب القاهرة»، مشيرة إلى أن «التوتر بين البلدين بلغ مداه في أعقاب اغتيال إسرائيل لقائد (كتائب الأقصى) إبراهيم النابلسي، بعد يومين من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وبينما كانت مصر تعمل على تحقيق هدوء أوسع وأكثر استمراراً». وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إن «رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، رونين بار، زار مصر، الأحد، لتهدئة التوتر مع القاهرة».
وتعليقاً على الأنباء الإسرائيلية، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «توقيت العملية الأمنية التي قامت بها إسرائيل، عقب التهدئة، لم يكن مناسباً، ولم يكن هناك أي داع لإشعال التوتر في المنطقة، وسط جهود مصرية مستمرة لتهدئة الأوضاع»، مشيراً إلى أن «مصر لن تتحدث عن وجود أزمة، والتعامل مع هذه الأمور متروك للدبلوماسية المصرية». وقال إن إسرائيل اعتادت على تصدير مثل هذه القضايا لوسائل الإعلام، دون التزام بمعايير الدبلوماسية الصامتة أو الحكيمة، مما قد يضر بمصالحهم ومصالح الآخرين.
ونجحت جهود الوساطة المصرية، بداية الشهر الحالي، في التوصل إلى اتفاق «تهدئة» بين تل أبيب وحركة «الجهاد»، ليعود الهدوء إلى قطاع غزة بعد أيام من التصعيد الإسرائيلي.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء رهائن حتى اللحظة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن حركة «حماس» لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن «حتى هذه اللحظة»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقال مسؤول في «حماس»، في وقت سابق اليوم، إن الحركة لا ترى تجاوباً من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة، أو اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول، الذي تحدَّث إلى الوكالة، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن «أي اتفاق سيعتمد على الموافقة على الانسحاب، ووقف إطلاق النار».

وأكد المسؤول أن الحركة وافقت على قائمة من 34 رهينة قدَّمتها إسرائيل للمبادلة بسجناء في اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومنذ بداية الحرب، عقب هجومٍ شنَّته «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، جرى التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وجرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن، بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.

وخُطف 251 شخصاً، خلال هجوم 7 أكتوبر، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في الجانب الإسرائيلي. ولا يزال هناك ما مجموعه 96 رهينة في غزة، أعلن الجيش أن 34 منهم قُتلوا أو تُوفوا.