مشكلات الخطاب العربي وخيبة الآيديولوجيا

«فسحات الفلسفة وارتكاسات الخطاب» لعمر كوش

مشكلات الخطاب العربي وخيبة الآيديولوجيا
TT

مشكلات الخطاب العربي وخيبة الآيديولوجيا

مشكلات الخطاب العربي وخيبة الآيديولوجيا

في مائة وست وستين صفحة من القطع المتوسط –يشتمل عليها كتابه (فسحات الفلسفة وارتكاسات الخطاب) الصادر حديثاً عن دار «خواطر»- يقدّم الكاتب والباحث السوري عمر كوش نظرة شاملة ومكثفة عن الاتجاهات الفلسفية الجديدة في القرن العشرين. ينطلق من ذلك إلى نقد التمركز على الذات في الفلسفة الغربية، ونقد محاولات النهضة والتنوير العربيين، بما فيهما من تغرُّب أو محاولة التمركز على الذات أيضاً، وصولاً إلى مشكلات الخطاب العربي الحالي وما يوافقه من ظروف الهزيمة وخيبة الآيديولوجيا والنكسة إلى الوراء في السعي نحو بناء الهوية: المهمة التي لا تكاد تنجز منذ زمن.
يعرض المؤلف آراء فلاسفة الاختلاف رافضي التمركز على الذات، والداعين لإعادة الاعتبار للمختلِف المُهمَّش. فالاختلاف شرط لبناء الفلسفة كحقل معرفي قائم على إبداع المفاهيم وليس صنعها. وهنا يركز المؤلف على ربط الفلسفة بالمكان عند جيل دولوز، ويشرح «تأثير الأرض في المكان الذي تشغله الجماعة البشرية»، ويتناول علاقة الفلسفة بعلم الاجتماع عند بيير بورديو الذي انتقد البنيات الأساسية للمجتمع والدولة، وكذلك ما سمّاه «العقل المدرسي»، وأصرّ على اجتماعية الفلسفة المتجلية في علاقة الفيلسوف المقامة مع التاريخ وتنويع مصادر البحث: علم نفس، علم اجتماع، لغة...
ينتقد الكاتب وبحدّة تأثّر بعض مثقفي الشرق غير الواعي بنظريات الغرب، رافضاً الإطلاق المفهومي لـ(الشرق، الغرب) حيث لم يتحقق يوماً إن كان هناك غرب واحد أو شرق واحد. على رأس هؤلاء المثقفين الذين ينتقدهم كوش الأديب طه حسين الذي يتخذه مثالاً لما سماها «شرقنة الذات» بمعنى الانجرار لما ألصقته نظرية التفوق الغربي بالشرق من جهل وتوحش وبربرية، وترسيخ صورته المليئة بالبخور والسحر والطلاسم أمام الغرب العائد إلى الأصل الإغريقي صاحب الفلسفة والتفوق العقلي ومركز الحضارة والديمقراطية والحريات. وفي الوقت نفسه، ينتقد نظرية الغرب في التمركز على الذات، وثنائيات: متقدم-متأخر، متمدن-بربري، إنساني-متوحش... إلخ، ودور الاستشراق في تثبيتها، وظاهرة الأوروبة التي تحوّل النموذج الأوروبي إلى معيق لصيرورة الأمم الأخرى في إطار سعيه للهيمنة المباشرة أو غير المباشرة عليها.
يؤكد الكاتب على الحاجة لدراسات اجتماعية مثل التي قام بها بورديو وفريقه في أماكن اجتماعية كثيرة بعد التحول باتجاه الليبرالية الجديدة واقتصاد السوق في فرنسا، وما خلصت إليه الأبحاث من «تعليقات سياسية وفهم فلسفي» عبر مداخل متعددة كان مفتاحها الاقتراب من هموم البشر فعالجت مواضيع جوهرية: البطالة، والهوية، والعنف الاجتماعي، والعنصرية، وسيطرة وسائل الإعلام... ويمكن أن تؤدي دراسات كهذه على الساحة العربية إلى فهم أكبر لمشكلاتنا على المستويات آنفة الذكر.

التمايز والاختلاف
يفرد الكاتب فصلاً لكل من المفكر المغربي طه عبد الرحمن في كتابه «الحق العربي في الاختلاف الفلسفي»، والمفكرين: التونسي أبو يعرب المرزوقي والسوري طيب تيزيني، في الكتاب الحواري المشترك «آفاق فلسفة عربية معاصرة».
يطرح عبد الرحمن فكرة «السؤال المسؤول» كطور ثالث للسؤال بعد السؤالين الإغريقي (سؤال فحص) والأوروبي الحديث (سؤال نقد). وهنا ينقُض الكاتب افتراض عبد الرحمن بأن المفاهيم التي يتكئ عليها لا تُفضي إلى السؤال المسؤول، بل إلى السؤال النقدي. وفي حين يوافقه في حق العرب في الاختلاف الفلسفي «يحق لكل قوم أن يتفلسفوا على مقتضى خصوصيتهم الثقافية، مع الاعتراف لسواهم بذات الحق»، إلا أنه يرى أن «فهم عبد الرحمن للاختلاف هو فهم خارجي وتبسيطي، إذ يستخدمه في الوقوف على إشكال الاختلاف الفلسفي بين كونية الفلسفة وقوميتها، لينحاز إلى القول بقومية الفلسفة». كما ينتقد دعوته لتجريد التراجم من تربتها المعرفية من خلال نقل المعاني الفلسفية الأساسية بالمعاني المتداولة عربياً! إذ يرى الكاتب أن الفلسفة «تكون فلسفة بقدر ما يُشيّد مقامها سواء أكانت عربية أم إسلامية أو هندية أم يونانية».
أما بالنسبة للمرزوقي، فإنه يرجع إلى لحظتين تاريخيتين للفلسفة العربية: الأولى من القرن الثاني للهجرة إلى وفاة ابن خلدون، والأخرى منذ بداية النهضة مطلع القرن التاسع عشر إلى أيامنا. ويقسم الفكر الفلسفي العربي ما بين: حركة إحياء (بعث السنن العربية الإسلامية)، وحركة استنبات (توطين السنن الغربية). بذلك يصبح لدى المرزوقي ثنائية حاسمة التنافر ما بين مؤمن - ملحد، أو مسلم - كافر، وتتسع الهوّة بين طرفي الثنائية داخلياً وخارجياً حتى تصل للتصادم الحربي! ويقول كوش عن ذلك: «لا يُجهد المرزوقي نفسه في تقصي مكونات الفكر العربي الإسلامي وأطيافه المختلفة والمتعددة في الألوان ودرجاتها، بل يرتاح إلى تقسيم ميتافيزيقي ثنائي، يقوم على... الصراع بين قطبي ثنائية: الإيمان والإلحاد».
أما طيب تيزيني فيرى أن الإرهاصات الفلسفية العربية ظلت محكومة بسلطات ثلاث: سلطة الفقهاء، وجمهور المؤمنين، وموقع الحرية الفكرية. وأن المنتج الفلسفي كان وما زال ملاحَقاً، ما أدى إلى ظهوره في أشكال احتمالية أو خفية... ويرى أيضاً أن أزمة الفلسفة تتعمق بسبب الموقف العربي الذي يرى الفلسفة من شؤون النخب، وبسبب امتداد ما أصاب الفلسفة كونياً، من نزعات علموية ووظيفية وآيديولوجية، إلى وضعها العربي الراهن. ويقرن إمكانية نشوء فكر فلسفي عربي باستقلال الإنتاج النظري كنسق ذهني، والتعددية الآيديولوجية والثقافية العامة في المؤسسات الدولتية والمدنية، والحرية في الإنتاج الفلسفي، ونشوء مؤسسات علمية وفكرية تعمل على جعله حالة مجتمعية عامة. كما يحدد مسائل ملحّة للتفلسف: الحرية، والديمقراطية، والحقيقة، والآيديولوجيا، والعلاقة بين الدين والفلسفة، والنهضة والتنوير العربي.
أما عمر كوش فيقول: «إن البحث عن فلسفة عربية لا يخرج عن إشكالية مركبة... وهي إشكالية تتعلق بطبيعة السؤال الفلسفي الراهن... لكن السؤال متعلق أيضاً بشروط عملية التفكير الفلسفي وممارستها الحرة. وفي حاضر الفلسفة العربي أمثلة متنوعة، تشهد على أن التفكير الفلسفي مهدد بصعاب شتى، أهمها توفر شرط حرية التفكير والممارسة دون مسبقات أو حواجز، وتوفر الرؤية النقدية التي تضع كل شيء أمام المساءلة والحفر والاستنطاق والتفكيك والخلخلة».
* كاتب سوري


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
TT

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري، إن التكريم الذي يحظى به الفنان له وقع رائع على معنوياته لما يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح، مؤكدة في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها تعتز بتكريم مهرجان «سلا الدولي لفيلم المرأة» في المغرب، لا سيما أنها قدّمت أعمالاً عديدة طرحت قضايا المرأة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في الاختيار خلال الآونة الأخيرة بسبب مركزية الإنتاج الدرامي في مصر. مُشدّدة على أنها لن تطرق باب أحد حتى لو بقيت في بيتها بلا عمل. معربة عن تحمّسها لتقديم جزء خامس من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي»، وترقُبها عرض مسلسل «بدون مقابل» الذي تظهر فيه بشكل جديد تماماً.

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

وبدت داليا البحيري سعيدة لدى تلقيها التهاني التي تقبلتها بالترحيب من الجمهور المغربي قائلة: «حين يأتي التكريم من بلد مثل المغرب به جمهور كبير يُقدر الفنان والفن المصري يكون له وقع آخر، كما أنه مهرجان يعنى بإبداع المرأة السينمائي ويعرض قضاياها، وقد حضرته قبل 11 عاماً وشاركت في لجنة التّحكيم، لذا تزداد سعادتي بوجودي فيه على منصة التكريم خلال دورته الحالية».

وتستطرد داليا: «كنا نُعيب تكريم الفنان بعد وفاته، ومن ثَمّ حدثت طفرة، وأصبح التكريم يأتي مبكراً، وأنا أعتبره نوعاً من الطبطبة والتشجيع والإشادة، لذا يكون له وقع جميل ويؤثر على الفنان بشكل إيجابي.

وطرحت داليا قضايا المرأة في أعمال فنية عدة، تتذكرها قائلة: «قدّمتُ مسلسل (القاصرات) الذي تصدى لظاهرة زواج الأطفال، ومسلسل (صرخة أنثى) وفيلم (للحب قصة أخيرة) الذي أدّيتُ به شخصية امرأة لا تعمل، بل تعيش في كنف رجل هو مصدر دخلها الوحيد وتضطر لقبول حياة قاسية تتعرض فيها للإيذاء البدني والنفسي لأنها ليس لديها بديل، كما مسلسل (يوميات زوجة مفروسة أوي) الذي ناقش قضايا المرأة والبيت المصري في إطار(لايت كوميدي)».

وتنفي داليا البحيري أن يكون هذا المسلسل قد استنفد أغراضه، مؤكدة أنه عبارة عن يوميات تستمد أحداثها من متغيرات الواقع، وكل يوم هناك تحديات جديدة في حياة الأسرة، مشيرة إلى أن هناك جزءاً خامساً لدى الكاتبة أماني ضرغام وقد وضعت له خطوطاً رئيسية وأن فريق العمل متحمس له لأن الناس تحبه وارتبطت به، وتسألهم عنه حين تلتقيهم.

داليا البحيري تعتزّ بعملها مع عادل إمام (الشرق الأوسط)

وتواجه داليا صعوبة في تقديم موضوعات تحقّق طموحها لطرح نماذج مختلفة للمرأة حالياً، مبرّرة ذلك بأنه لم تعد لديها فرص للاختيار لوجود مركزية في الإنتاج الفني تحدّد من يعمل ومن لا يعمل، مؤكدة أنها لا تجيد الطَّرق على الأبواب، فقد اعتادت أن تُعرض عليها أعمالٌ عدة تختار من بينها.

وتشدد: «أنا فنانة لديّ كرامة لن أطلب أن أعمل، ولن أقول سأعتزل الفن، ليسارع البعض للتعاقد معي، فأنا ممثلة مصرية وعندي تاريخ أعتز به، لم يعتمد في أي وقت على الكمّ، بل اخترت أعمالاً لها صدى كبير لدى الجمهور، ورصيدي 14 فيلماً و12 مسلسلاً بخلاف المسرحيات، وأصوّر مسلسلاً واحداً في العام، أعطيه مجهودي ووقتي. وأتذكر أنه في عام 2005 شاركت في بطولة 4 أفلام عندما كان الإنتاج غزيراً، كما أن تصوير الفيلم لا يستغرق أكثر من 4 أسابيع عكس المسلسل الذي يستغرق أشهراً، وقد اعتذرت عن تقديم أعمالٍ أشبه بأفلام المقاولات، ورأيتها فشلت فشلاً ذريعاً ما جعلني أثق في قرارتي».

وتعترف داليا أنها محظوظة بالعمل مع الفنان الكبير عادل إمام في فيلم «السفارة في العمارة»، ومسلسل «فلانتينو»، مؤكدة أن العمل مع فنان كبير بمكانته وجماهيريته الواسعة يُعدّ فرصة رائعة خاصة، غير أنها تؤكد أنه رغم النجاح الكبير في الفيلم فلم تقدّم بعده مباشرة أعمالاً سينمائية، لأن المنتجين خافوا من التعاون معها بعض الوقت كونها باتت بطلة أمام أكبر نجم مصري، وفق تعبيرها.

وعن علاقتها بالفنان عادل إمام حالياً، تقول: «أطمئن عليه من نجله المخرج رامي إمام، وأرى أن من حقه أن يستريح طالما أراد ذلك، وأن يَسعَد بأسرته بعدما رفع مكانة الفن المصري عالياً على مدى عقود».

خلال تكريمها في مهرجان «سلا» (الشرق الأوسط)

وتترقّب الفنانة عرض أحدث أعمالها الدرامية عبر مسلسل «بدون مقابل» الذي تقوم ببطولته أمام هاني رمزي، قائلة: «لقد أنهينا التّصوير تقريباً، ويبقى أمامنا 5 أيام لمشاهد معدودة وقد جذبني العمل لأن موضوعه قائم على حبكة درامية جيدة، وهو ليس عملاً كوميدياً بل اجتماعي، كما أن الدور جديد عليَّ تماماً، وبالطبع أسعد بالعمل مع الفنان هاني رمزي، كما تحمّست له لأنه يشهد عودة المنتج الكبير محمد فوزي، وهو من المنتجين المحترمين الذين قدموا أعمالاً كبيرة ومهمة».

وأهدت داليا تكريمها في «سلا» للمرأة الفلسطينية ولوالديها وزوجها وابنتها قِسمت التي كتبت داليا اسمها على ذراعها، وقد تغيرت لأجلها مثلما تقول: «قِسمت غيَرت كل شيء داخلي، وقد كنت قبل مجيئها أنزل لأشتري ما أريده بلا حسابات، وبعدما صرت مسؤولة عن ابنتي لا بدّ أن أؤمّن حياتها، وأن أفكر في احتياجاتها ودراستها وأنشغل بمستقبلها».

وتتمتع قِسمت بجينات الفن حسبما تؤكد داليا التي أخذتها من جدّة والدها الفنانة الراحلة هدى سلطان، والفنان محمد فوزي، وجدها الفنان فريد شوقي، وهي تلحّن منذ طفولتها، وإذا اتجهت للتمثيل تقول داليا: «لن أرفض ذلك، لكن سأقول لها إنه مهنة شاقة جداً».

داليا وزوجها على السجادة الحمراء في مهرجان «سلا» المغربي (الشرق الأوسط)

ورغم سعي كثيرين للشهرة، فإن داليا البحيري ترى أنها تنزع عن الفنان الخصوصية وتحرمه من أشياء بسيطة يكتمل بها طعم الحياة «أتمنى التجوّل بحُرية في منطقة (خان الخليلي) في القاهرة الفاطمية وهذا صعب بالتأكيد».

ورافق داليا خلال تكريمها زوجها رجل الأعمال حسن سامي، وقد أهدته هذا التكريم مؤكدة أن وراء نجاح كل امرأة رجلاً عظيماً أيضاً، قائلة إنها تحب أن يشاركها لحظات سعادتها.