خروق الحوثيين للهدنة تتصاعد بالتوازي مع تعاظم حملات القمع

مقتل جندي في القوات المسلحة اليمنية برصاص الميليشيات

صورة نشرتها وكالة الأنباء اليمنية لقذائف من الميليشيات الحوثية والذي أعتبرته خرقاً للهدنة الأممية
صورة نشرتها وكالة الأنباء اليمنية لقذائف من الميليشيات الحوثية والذي أعتبرته خرقاً للهدنة الأممية
TT

خروق الحوثيين للهدنة تتصاعد بالتوازي مع تعاظم حملات القمع

صورة نشرتها وكالة الأنباء اليمنية لقذائف من الميليشيات الحوثية والذي أعتبرته خرقاً للهدنة الأممية
صورة نشرتها وكالة الأنباء اليمنية لقذائف من الميليشيات الحوثية والذي أعتبرته خرقاً للهدنة الأممية

واصلت الميليشيات الحوثية تصعيد خروقها للهدنة الأممية الإنسانية والعسكرية في مختلف الجبهات بالتوازي مع تعاظم حملات القمع والانتهاكات في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها، بحسب ما أفادت به مصادر محلية وحقوقية.
في هذا السياق أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني (الأحد) بأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ارتكبت 230 خرقا للهدنة الأممية بين يومي 19 و20 أغسطس (آب) في جبهات محافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب.
وتوزّعت الخروق بحسب ما أورده المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بين 72 خرقاً في محور حيس جنوب الحديدة، و41 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و40 خرقاً غرب حجة، و36 خرقاً في جبهات محور تعز، و26 خرقاً جنوب مأرب وغربها وشمالها الغربي، و10 خروق في جبهات الجوف، وثلاثة في محور الضالع، وخرقين في جبهات صعدة.
وأكد الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات «تصدت خلال الساعات الماضية لمحاولة مجاميع مسلّحة تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية باتجاه مواقع عسكرية شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف».
وتنوّعت بقيّة الخروق الحوثية - بحسب المركز - بين إطلاق النار على مواقع الجيش بالمدفعية والعيارات المختلفة وبالقنّاصة والطائرات المسيّرة المفخخة، ونتج عنها مقتل أحد الجنود وإصابة 11 آخرين.
واتهم الإعلام العسكري اليمني الميليشيات الحوثية بأنها واصلت نشاطها في استحداث مواقع وحفر خنادق وشق طرقات فرعية، ونشر طائرات استطلاعية مسيّرة في مختلف جبهات القتال.
وتقول الحكومة اليمنية إن انتهاكات الحوثيين للهدنة الأممية ميدانيا أدى إلى مقتل وجرح أكثر من ألف شخص منذ بدء الهدنة في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، إلا أن الأمم المتحدة ترى أن تلك الخروق لم تؤثر بشكل فعلي على وقف إطلاق النار، ما يجعل الهدنة صامدة. وكان الجيش اليمني اتهم الميليشيات الأسبوع الماضي بأنها ارتكبت 467 خرقاً للهدنة الأممية خلال 5 أيام في جبهات الحديدة وتعز والضالع وصعدة والجوف ومأرب.
وتوزعت الخروق - وفق الإعلام العسكري - بين 122 خرقاً في جبهات محور حيس جنوب الحديدة، و94 خرقاً في جبهات مأرب، و85 خرقاً في جبهات محور تعز، و82 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و51 خرقاً غرب محافظة حجة، و21 خرقاً في جبهات الجوف، و8 خروق في محور الضالع، وأربعة خروق بمحافظة صعدة.
وتنوعت الانتهاكات الحوثية للهدنة بين محاولات مسلّحة التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهات مأرب والساحل الغربي، وبين إطلاق النار على مواقع الجيش في كافة الجبهات بالمدفعية والعيارات المختلفة وبالقنّاصة وبالطائرات المسيّرة المفخخة، وهو ما نجم عنه مقتل وجرح 40 جنديا على الأقل من عناصر الجيش.
من جهته كان محور تعز العسكري أفاد بأنه رصد ارتكاب الميليشيات الحوثية 3769 خرقاً منذ إعلان الهدنة الأممية في الثاني من أبريل الماضي.
وأوضح الإعلام العسكري التابع لمحور تعز (جنوب غرب) أن خروق الميليشيات الحوثية أسفرت عن مقتل 18 جنديا وإصابة 110 آخرين، وقال إن الخروق بلغت منذ إعلان تمديد الهدنة الأممية 306، تنوعت بين قصف واستهداف مواقع الجيش والمقاومة الشعبية بالمدفعية والقناصة والطائرات المسيرة.
وبحسب مصادر ميدانية يمنية، واصلت الميليشيات الحوثية في اليومين الأخيرين قصف الأحياء السكنية ومواقع الجيش اليمني في منطقة الضباب غرب مدينة تعز، فيما أصيب أحد المدنيين برصاص قناصة الميليشيات في شرق المدينة المحاصرة.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه هذه الخروق بالتزامن مع عمليات التجنيد الواسعة التي تقوم بها الميليشيات في مناطق سيطرتها، واصلت الجماعة الانقلابية أعمال القمع في كافة مناطق سيطرتها، وامتد ذلك إلى السجناء في معتقلاتها.
في هذا السياق دعت رابطة أمهات المختطفين وهي منظمة حقوقية يمنية، (الأحد) منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لإنقاذ 15 مختطفا يقبعون في سجون المخابرات الحوثية في صنعاء.
وقالت الرابطة في بيان وزعته على وسائل الإعلام إن المختطفين يتعرضون لمعاملة سيئة وإجراءات تعسفية منذ أكثر من أسبوعين.
ونقلت المنظمة الحقوقية في بيانها معلومات عن أهالي المختطفين، أكدوا فيها أنهم «يعانون من سوء المعاملة، والعزل الانفرادي، والاعتداء بالضرب وبالألفاظ النابية، وتقليل وجبات الطعام إلى وجبة واحدة، وحرمان المرضى منهم من أدويتهم، والسماح بزيارة واحدة فقط لدورة المياه خلال اليوم».
وطالبت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين منظمات حقوق الإنسان وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتدخل العاجل والعمل الجاد لتمكين المختطفين والمعتقلين من حقوقهم وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإطلاق سراح جميع المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً وإنهاء معاناتهم.
على صعيد متصل، بأعمال القمع الحوثية، أفادت مصادر محلية في محافظة ذمار (الأحد) بأن الميليشيات الحوثية أقدمت على اقتحام إحدى المناطق في مديرية الحداء، وقامت باعتقال العشرات من السكان.
وبحسب ما أوردته المصادر، أقدم مسلحو الجماعة الحوثية على إطلاق النار على منازل السكان في منطقة «كومان - سنامة» بمديرية الحداء، واختطفت العشرات بعد أن روعت النساء والأطفال، وذلك بعد أن وجهت للسكان اتهامات برفض حضور الدورات الثقافية التعبوية التي تقيمها الميليشيات لغسل الأدمغة والترويج لأفكار زعيمها عبد الملك الحوثي.
وخلال سنوات الانقلاب يقول حقوقيون يمنيون إن الميليشيات الحوثية اختطفت نحو 20 ألف مدني في مختلف مناطق سيطرتها، بالتزامن مع حملات القمع والتعبئة الطائفية، وفرض القيود على الحريات الشخصية، ومحاربة الفنون ومظاهر الحياة العصرية التي يجرمها زعيم الجماعة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.