الانقلابيون يمنعون 23 مبادرة يمنية توفر لوازم مدرسية

جانب من توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء قتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (وسائل إعلام حوثية)
جانب من توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء قتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (وسائل إعلام حوثية)
TT

الانقلابيون يمنعون 23 مبادرة يمنية توفر لوازم مدرسية

جانب من توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء قتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (وسائل إعلام حوثية)
جانب من توزيع مستلزمات مدرسية على أبناء قتلى الحوثيين دون غيرهم من الأسر المحتاجة في صنعاء (وسائل إعلام حوثية)

اتهمت مصادر حقوقية يمنية الميليشيات الحوثية بمنعها منذ مطلع الشهر الجاري نحو 23 مبادرة طوعية تقودها مجموعات شبابية وجمعيات خيرية من أجل تزويد الطلبة المعسرين في العاصمة صنعاء وريفها باللوازم المدرسية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك يأتي في وقت لا تزال فيه هيئة الزكاة الحوثية بالتعاون مع مؤسسة قتلى الجماعة تواصل منذ أسابيع تنفيذ مشاريع توزيع آلاف الحقائب المدرسية في صنعاء وريفها لصالح أبناء قتلاها وأسراهم والمفقودين من مقاتليها دون غيرهم من الطلبة الأكثر احتياجا.
وفي سياق التضييق الحوثي المستمر على العمل التطوعي والإنساني أفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات نشرت المئات من الجواسيس والمخبرين التابعين لها في الأحياء وعلى مقربة من بعض المدارس الحكومية في العاصمة وريفها بهدف مراقبة المبادرات وأعمال الخير التي تقدم المعونات للطلبة وللأسر الأشد فقرا.
وكشفت المصادر الحقوقية عن منع الميليشيات حتى اللحظة أكثر من 23 مبادرة من تقديم بعض اللوازم والاحتياجات المدرسية لمئات الطلبة المحتاجين في مديريات: صنعاء القديمة، معين، بني الحارث، شعوب، صعفان، مناخة، جحانة، أرحب بنطاق العاصمة صنعاء وريفها.
وذكرت المصادر أن الميليشيات الحوثية صادرت وبعد تلقيها سلسلة بلاغات من جواسيسها كميات كبيرة من المتطلبات المدرسية من حقائب وغيرها، كانت مخصصة لصالح الطلبة المحتاجين.
وتحدثت عن اعتقال الانقلابيين الحوثيين العشرات من العاملين بتلك المبادرات أثناء محاولتهم تسليم مستلزمات مدرسية لبعض الطلاب والأسر الفقيرة في بعض مناطق بالعاصمة وريفها، حيث باشر عناصر الميليشيات على الفور بإيداع المختطفين سجونها قبل أن تقوم بالإفراج عنهم بعد تعهدهم بعدم العودة إلى العمل بذلك المجال. المصادر ذاتها أرجعت أن بعض الأسباب التي تقف وراء منع الجماعة للفرق من العمل التطوعي في مجال التعليم هو سعيها الحثيث إلى تغييب آلاف الطلاب هذا العام عن المدارس، من أجل تسهيل مهام استدراجهم بعد شحنهم فكريا وطائفيا إلى جبهات القتال ومعسكرات التجنيد.
في سياق ذلك، اعتبر نشطاء وتربويون في صنعاء تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، الاستهداف الحوثي الأخير بحق عدد من المبادرات التي تقدم العون للأسر الفقيرة لتتمكن من تعليم أبنائها، بأنه يأتي ضمن سعي الجماعة لاستهداف ما تبقى من العملية التعليمية في مناطق سيطرتها وتكريس الجهل الذي يسهل لها استدراج الأطفال والشبان إلى معسكرات التجنيد.
وعلى صعيد الاتهامات الموجهة للانقلابيين باستغلالهم المال العام وتحديدا أموال الزكاة وتسخيرها لصالح إقامة أعراس ومشاريع أخرى متعددة تخص أتباعهم من الجرحى وأسر القتلى وغيرهم، كشفت مصادر محلية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن توزيع المؤسستين الحوثيتين وما سمي بشعبة الرعاية الاجتماعية التابعة للجماعة بصنعاء وريفها في الفترة من 9 أغسطس (آب) الجاري، وحتى 14 من ذات الشهر، أكثر من 12 ألفا و973 حقيبة مدرسية لصالح الأتباع والموالين.
وفي مسعى تمييزي بين اليمنيين، قالت المصادر إن هيئة الزكاة الحوثية ومؤسسة قتلى الجماعة وزعت حديثا 8 آلاف حقيبة مدرسية لصالح أبناء القتلى الملتحقين في مدارس عدة بأمانة العاصمة صنعاء، إضافة إلى 4 آلاف و575 حقيبة أخرى وزعت في صنعاء لحساب أبناء مواطنين وأسر يكنون الطاعة والولاء للجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي. وأفادت المصادر بتوزيع شعبة الرعاية الاجتماعية للميليشيات بريف صنعاء قبل أيام حقائب مدرسية ومستلزمات أخرى لنحو 398 طالبا وطالبة من أبناء أسرى ومفقودي الجماعة.
ومنذ الانقلاب استخدمت الجماعة الحوثية مختلف الطرق والأساليب لتضييق الخناق على المؤسسات والجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، وعمدت في المقابل إلى إغلاق المئات منها بمناطق سيطرتها، واستحدثت أخرى تابعة لها لتحكم قبضتها على كافة الفعاليات والأنشطة الخيرية والإنسانية.
وكانت مؤسسات ومبادرات وجمعيات إنسانية وخيرية شكت في وقت سابق من تدخلات الانقلابيين في أنشطتها ومحاولة فرض أجندة خاصة بهم أثناء عملية توزيع المساعدات مع ممارسة الابتزاز المالي، الأمر الذي دفع الكثير من هذه الجمعيات إلى التوقف عن العمل في ظل الأوضاع المأساوية التي لا يزال يعيشها اليمنيون بمناطق السيطرة الحوثية.
وبحسب ما أفادت به تقارير دولية وأخرى محلية سابقة، فقد تسببت الحرب التي أشعلتها الميليشيات في 2014 بواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث بات اليوم وفقا لذات التقارير أكثر من 22 مليون يمني بحاجة ماسة وعاجلة إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يزالون يكافحون لتأمين احتياجاتهم المعيشية الضرورية.
وكان أحدث تقرير للمنسقية الأممية الإنسانية في اليمن، أفاد بتصاعد الانتهاكات ضد العاملين في المجال الإنساني في اليمن، واتهم الميليشيات الحوثية بالتسبب في إعاقة وصول المساعدات إلى أكثر من خمسة ملايين نسمة في المناطق الخاضعة لها خلال الربع الثاني من العام الجاري 2022، مؤكدا أن وصول المساعدات لا يزال يمثل تحديا بشكل عام بسبب «حوادث الوصول المدفوعة بالعوائق البيروقراطية، ولا سيما بسبب تأخيرات الحركة».
وكشف التقرير عن أن الشركاء في المجال الإنساني أبلغوا خلال الربع الثاني من عام 2022 عن 532 حادثة وصول في 88 مديرية في 18 محافظة في جميع أنحاء اليمن، أثرت على 5.5 مليون شخص، وأن ما يقرب من 55 في المائة من الحوادث المبلغ عنها تتعلق بالقيود البيروقراطية التي فرضتها السلطات، مما تسبب في قيود على حركة موظفي الوكالات الإنسانية والسلع داخل اليمن.
وفيما أكد التقرير أن غالبية هذه القيود والعوائق حدثت في المناطق الخاضعة للحوثيين، أوضح أن قيود الحركة كانت هي النوع السائد من حوادث الوصول المبلغ عنها في الربع الثاني من عام 2022.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).