تطوير علاج قد يقضي على حساسية الفول السوداني

تطوير علاج قد يقضي على حساسية الفول السوداني
TT

تطوير علاج قد يقضي على حساسية الفول السوداني

تطوير علاج قد يقضي على حساسية الفول السوداني

قد يؤدي استهلاك جزيء دهني تنتجه بكتيريا الأمعاء إلى منع الفئران المصابة بحساسية شديدة من الفول السوداني من التعرض لرد فعل مناعي يهدد الحياة، كما تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن هذا النهج يمكن أن يمنع تفاعل الحساسية المفرطة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية ويمكن أن يمنع الأشخاص من الإصابة بالحساسية في المقام الأول.
وعادةً ما تتضمن الحساسية المفرطة الغثيان وألمًا في البطن وضيقًا في التنفس أو صعوبة في البلع. وعلى مدى العقد الماضي، وجد الباحثون أن جزيئا دهنيًا يسمى «الزبدات» والذي تنتجه بكتيريا الأمعاء، يمكن أن يقلل من تفاعلات الحساسية لدى الفئران. ويبدو أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية لديهم بكتيريا أقل من إنتاج الزبدات مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالحساسية، ما يشير إلى أن زيادة مادة الزبدات يمكن أن تساعدهم.
ومع ذلك، يمكن أن تنبعث رائحة جزيء الزبدات التي تشبه براز الكلاب أو الزبدة الفاسدة، ما يجعل ابتلاعها مزعجًا. علاوة على ذلك، عندما يتم تناوله عن طريق الفم فإنه يتحلل قبل أن يصل إلى القناة الهضمية السفلية حيث تحدث آثاره المفيدة.
والآن، طور شيجي كاو من جامعة شيكاغو في إلينوي وزملاؤه طريقة لإخفاء الرائحة الكريهة للزبدات وإيصال الجزيء إلى الأمعاء السفلية، عن طريق تعبئته داخل كبسولات كروية تسمى المذيلات يصل عرضها إلى 30 نانومترًا.
ويقول كاو، الذي قدم العمل في اجتماع للجمعية الكيميائية الأميركية في شيكاغو اليوم (الأحد) «لقد طورنا منصة توصيل الأدوية هذه (الميسيلات البوليمرية) لتوصيل مادة الزبدات إلى الأمعاء لعلاج الحساسية الغذائية»، وذلك حسبما نشر موقع «نيو ساينتست» العلمي المتخصص.
ووفق الموقع، عالج الباحثون 80 فأرًا بمضاد حيوي لتقليل مستويات بكتيريا الأمعاء المنتجة للزبدات، ثم عرضوها لحساسية شديدة من الفول السوداني من خلال إعطائها بروتين الفول السوداني مع سم محفز للمناعة لمدة 4 أسابيع. ثم أعطوا المذيلات لنصف الفئران مرتين يوميًا لمدة أسبوعين، بينما تلقى النصف الآخر محلولًا ملحيًا كعنصر تحكم قبل إطعام جميع الحيوانات 1 ملليغرام من بروتين الفول السوداني.
وبينما طورت الفئران الضابطة الحساسية المفرطة من بروتين الفول السوداني، كما تم قياسها من خلال انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية وزيادة نشاط المناعة، فإن الفئران التي تلقت المذيلات لم تفعل ذلك. وفق كاو، الذي يوضح «لقد كانت لحظة مثيرة للغاية عندما رأينا النتائج، أن الزبدات منعت الحساسية المفرطة».
ومن خلال تحليل البكتيريا في براز الفأر قبل العلاج وبعده، وجد الفريق بعد ذلك أن المذيلات التي تحمل الزبدات عززت نمو البكتيريا المنتجة للزبدات، ما يشير إلى أن العلاج يمكن أن يغير ميكروبيوم الأمعاء لإنتاج المزيد من الزبدات الخاصة به.
وفي هذا الاطار، يبين كاو «نحن نهدف إلى خلق مكان مناسب لتلك البكتيريا السليمة لتنمو باستخدام هذا العلاج، بحيث لا تحتاج المذيلات إلى تناولها لفترة طويلة جدًا».
ويأمل الباحثون أيضًا في إمكانية استخدام العلاج لمنع الإصابة بأنواع عديدة من الحساسية الغذائية في المقام الأول، حسب كاو، الذي يشدد «يجب أن يعمل هذا النهج على أي نوع من المواد المسببة للحساسية الغذائية... نتخيل أن الميسيل يمكن أن تأتي في عبوة، وتضيفها فقط إلى كوب من الماء».
وفي تعليق على هذا الأمر، قال تشارلز ماكاي من جامعة موناش بملبورن الأسترالية «إن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (مثل الزبدات) يمكن أن تمنع تمامًا حساسية الطعام. وقد يكون لهذا العمل تأثير كبير إذا نجحت العلاجات في البشر. نحن بحاجة إلى إجراء التجارب وأنا متفائل جدًا. العلاجات الحالية بدائية وغير مقنعة».


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور شريف فاروق، الأحد، فعاليات معرض «نبيو» للذهب والمجوهرات 2024، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي «يعد أكبر حدث سنوي في صناعة الذهب والمجوهرات بمصر، ويعكس تميز القاهرة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي»، بحسب بيان صحافي للوزارة.

ويستمر معرض «نبيو»، الذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالقاهرة، حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة 80 عارضاً محلياً ودولياً، من بينهم 49 علامة تجارية مصرية، و31 عارضاً دولياً، بالإضافة إلى جناحين مخصصين لكل من تركيا وإيطاليا للمرة الأولى، بهدف «تعزيز البعد الدولي».

جانب من افتتاح المعرض (مجلس الوزراء المصري)

وتتضمن فعاليات «نبيو» معرضاً فنياً بعنوان «المجوهرات كانعكاس للهوية المصرية عبر التاريخ - الحقبة الفرعونية». وقال وزير التموين المصري، خلال الافتتاح، إن «المعرض يعكس الإرث الحضاري العريق لمصر في مجال الذهب والمجوهرات، ويمثل فرصة حقيقية لتعزيز الصناعات الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية».

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «الحلي والمجوهرات في مصر القديمة لم تكن مجرد زينة تجميلية، بل هي لغة معقدة مليئة بالرموز تعبر عن المكانة الاجتماعية، الروحانية، والصلات العميقة بالطبيعة والإلهية».

قطعة حلي فرعونية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»: «المصريون القدماء استطاعوا بفضل مهارتهم الفنية وابتكارهم، صنع مجوهرات تحمل معاني وقيماً تفوق بكثير وظيفتها الجمالية»، مشيراً إلى أنهم «استخدموا الذهب في صناعة الحلي باعتباره رمزاً للخلود والنقاء، كما استخدموا أيضاً الفضة والنحاس وأحياناً البرونز، وزينوا المجوهرات بأحجار كريمة وشبه كريمة مثل اللازورد، والفيروز، والجمشت، والكارنيليان، والعقيق، والزجاج الملون».

ولفت عبد البصير إلى أن «المجوهرات كانت مؤشراً على الثراء والنفوذ، حيث اقتصر استخدام الذهب والأحجار الكريمة على الطبقة الحاكمة والنبلاء، بينما استخدمت الطبقات الأقل المواد البديلة مثل الزجاج».

وأشار إلى أن «هناك مجوهرات صنعت خصيصاً للموتى وكانت توضع بين الأثاث الجنائزي»، ضارباً المثل بالحلي التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون».

وأردف: «كانت المجوهرات جزءاً لا يتجزأ من حياة المصري القديم، حيث تعكس فلسفته وتصوره عن العالم، كما كانت رمزاً لفنون ذلك العصر».

المصريون القدماء أبدوا اهتماماً لافتاً بالحلي (الشرق الأوسط)

ويشير الخبراء إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وكانوا يرتدونها للزينة ولأغراض دينية أيضاً، حيث كانت تستخدم مثل تميمة لحماية جسد المتوفى.

ويستضيف معرض «نبيو» أيضاً 166 مشاركاً من 19 دولة لـ«تعزيز التعاون التجاري وزيادة الصادرات»، إضافة إلى مسابقة لتصميم المجوهرات بمشاركة 13 دولة. وقال وزير التموين المصري إن «المعرض يجسد التعاون المثمر بين الدولة والقطاع الخاص، ويعكس رؤية القاهرة لأن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذهب والمجوهرات».