«ديغر لاند»... يحقق حلم الأطفال بالقيادة والحفر

متنزه للعائلات للاستمتاع بتجربة تشغيل آلات البناء الحقيقية

تتيح «ديغر لاند» للأطفال تشغيل الآلات الثقيلة بمفردهم (نيويورك تايمز)
تتيح «ديغر لاند» للأطفال تشغيل الآلات الثقيلة بمفردهم (نيويورك تايمز)
TT

«ديغر لاند»... يحقق حلم الأطفال بالقيادة والحفر

تتيح «ديغر لاند» للأطفال تشغيل الآلات الثقيلة بمفردهم (نيويورك تايمز)
تتيح «ديغر لاند» للأطفال تشغيل الآلات الثقيلة بمفردهم (نيويورك تايمز)

لا يزال ابني جافي (5 سنوات)، يسقط من كرسيه تلقائياً، ولا يستطيع قيادة دراجته جيداً، بيد أنه في مدينة ألعاب «ديغر لاند» بالولايات المتحدة، ذات الطابع الإنشائي في جنوب «نيوجيرسي»، تمكّن من إدارة حفار «جي سي بي»، حين جلس في الكابينة على حجر والده، وبدأ يحرك ذراع الحفار الضخم لجرف الأرض وإلقاء التراب بعيداً.
كان هذا هو الأساس المثالي لمتنزه «ديغر لاند»، المخصص للعائلات للاستمتاع بتجربة تشغيل آلات البناء الحقيقية. افتتح الحديقة عام 2014 الأخوان إيليا ويان جيرليا، المولدوفيان الأميركيان اللذان عملا في شركة بناء يملكها والدهما، الذي افتتح متنزه «Sahara Sam’s Oasis Indoor»، الحديقة المائية في الهواء الطلق في بداية عام 2000 بجوار ما أصبح يُعرف اليوم بمتنزه «ديغر لاند». عمل المالكان مع صانعي معدات البناء مثل «جي سي بي»، و«فينتراك» على تعديل العشرات من الطرز ليستخدمها الأطفال بأمان، ويجب أن يبدأ طولهم من 36 بوصة (91 سنتيمتراً)، وإن كانت بعض الألعاب تتطلب أن يكون طول الأطفال 48 بوصة (121 سنتيمتراً)، ولكن مسموح لجميع الأطفال بالجلوس في حجر ذويهم.
تتميز المحركات بخاصية إيقاف التشغيل تلقائياً. والكابينة محمية بطريقة تمنعها من الانقلاب، وتُثبت مسارات المعدات في مكانها. كما أن ضبط الانعطاف على الحفارات يجري بدقة، وبالتالي لا يمكن للمشغلين الذين يعملون بالحفارات ذات الحجم الصغير أن ينطلقوا أو يسلكوا الطريق نفسها. المكان عبارة عن ملعب باللونين الأصفر والأسود، يضم شاحنات قلابة، وجرارات، وحفارات، وبكرات، وبالطبع هناك حفارون يعملون في دورات محددة بأماكن محددة.
حسب التصميم، يبدو المتنزه أشبه بمنطقة عمل نصف مكتملة، في ساحة تبلغ مساحتها 21 فداناً من الأعمدة الخرسانية، وسياج لمواجهة العواصف، ومكاتب في الموقع لبيع سترات السلامة باللون الوردي الفاقع، أو الأصفر، أو البرتقالي، وخوذات البناء، ووجبات «هوت دوغ».
يمكن كذلك تجربة ألعاب تتألف من مكونات هيدروليكية مختلفة، مثل «Dig - a - Round»، وهي عبارة عن آلة دوّارة بمخالب صفراء متدلية، وكذلك المكوك السمائي، حيث يُرفع الضيوف مسافة 50 قدماً إلى الأعلى، في مقاعد مثبتة بمغرفة مناولة تلسكوبية (نسخة عملاقة من رافعة شوكية)، وهناك أيضاً دورة حبال مصممة لتبدو كأنها سقالات شاهقة. في الجزء الخلفي من المتنزه، حوض سباحة بأمواج، ومنزلقات مختلفة، ومنصات ترمز إلى البنية التحتية للمياه والسباكة.

                                  لاستخدام «بيغ ديغر» يجب أن يكون طول الطفل91 سنتيمتراً وما فوق (نيويورك تايمز)
وحسب رسالة من أيليا جيرليا بالبريد الإلكتروني، فإن الحديقة تجسّد بالنسبة له ولأخيه، طريقة خروج آبائهم من الاتحاد السوفياتي في عام 1979 «لإيجاد حياة للعائلة تنعم بالحرية وبالفرص التي توفرها أميركا دون أي خوف من اضطهاد».
جاذبية المكان للأطفال تبدو واضحة هنا. فعلى غرار شخصية توني ستارك في بدلة الرجل الحديدي، يكتسب الأطفال قوى خارقة عندما يمسكون بأيديهم مقاود الرافعات لتتولى عقولهم السيطرة على هيكل خارجي عملاق.
في هذا السياق، كتب رالف والدو إيمرسون يقول: «إن كل الأدوات والمحركات الموجودة على الأرض ليست سوى امتدادات لأطراف الإنسان وحواسه»، ربما للاستجابة لولع الأطفال بقيادة السيارات. عند دخولي الحديقة في يوم من أيام الآحاد الأخيرة، رأيت موظفاً يعمل بنشاط لتصحيح التوجيه الجامح لطفل يتنقل في مركبة «روكسر» على الطرق الوعرة، تعمل بمسار مفتوح، على عكس عمل الحفارات. وفي مكان آخر، رُبط الضيوف بالكراسي في مغرفة حفار «جي سي بي 200»، تدور بقوة الطرد المركزي المعروفة باسم «Spin Dizzy»، طوال اليوم كأنها تتحدى قدرة الأطفال قائلة: «هل تستطيع الحفر؟». استقلت ابنتي سكاوت، البالغة من العمر 7 سنوات، رافعة مقصية في محطة الرفع، وقفز ابني جافي في سيارة برميلية صغيرة يجرها جرار من طراز «فينتراك»، (سيارة بنظارات شمسية ووجه مبتسم). أخذ كل منهما دوره في توجيه شاحنة قلابة من طراز «تيراكس» تعمل بالديزل، وكنت أضع قدمي على دواسة الوقود، لكن سكاوت زادت من عنصر التشويق في قيادة هذا الوحش برفع يديها عن عجلة القيادة والسماح للماكينة «بقيادة نفسها ذاتياً».
شققنا طريقنا إلى الحفارات الدقيقة صغيرة الحجم، التي عدّلت بحيث يستخدم المشغل الذراع لإسقاط كرات البولينغ أو التقاط البط من بركة صغيرة. وبحلول وقت هدم البناية، توقفت الآلة. ولحسن الحظ، لم يعتمد أي مشروع كبير للبنية التحتية على مهاراتنا.
تساءلت عما «إذا كانوا قد فتحوا المتنزه للبالغين من قبل»، وكانت الإجابة «لا». لكن في الجوار مباشرة، يوفر قسم «ديغررلاند إكس إل»، تجربة للبالغين فقط بقيادة معدات كاملة الحجم من خلال دورة تدريبية، ينصح بها أحد الموظفين عبر المذياع الداخلي.
هناك أيضاً حفارات صغيرة تعمل بقطع النقود المعدنية، فيما تعمل حفارات كبيرة من طراز «JCB 8030»، التي تُعد أكبر الحفارات. ويُعد تحريك القمامة باستخدام هذه الحفارات تجربة رائعة.
قال زوجي: «أشعر كأنني توني سوبرانو» (بطل حلقات تلفزيونية)، وابني إلى جواري نؤدي مهاماً تشبه تلك التي شاهدناها في المسلسل.
من المقرر خلال العام الحالي، افتتاح أسطول من الرافعات البرجية الصغيرة، حيث يجلس الأطفال ويعملون باستخدام عصا التحكم لتحريك الكتل من حولها.
لقد أحببنا آلة «بيغ ديغرز» أكثر من غيرها، حيث نجلس معاً في الكابينة، وعقولنا عازمة على تحقيق الهدف نفسه، وهو نقل تلال القمامة. منها نُشغل رافعتين تحولان المخلب من جانب إلى آخر، إلى الأعلى والأسفل، إلى الداخل والخارج، ويغوص المخلب في الأرض الناعمة التي تبدو بلا قاع. ولدى النظر إلى كومة الأوساخ عند الانتهاء من العمل، حتماً ستشعر أنك قد حققت شيئاً ما. وفي نهاية اليوم، يعيد العمال القمامة نفسها، انتظاراً لقدوم مشغلي اليوم التالي.
*خدمة: «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
TT

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

أدت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية الأخيرة المنسوبة إلى قراصنة صينيين إلى زيادة حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين، ترافقت مع تبادل البلدين فرض عقوبات لأسباب مختلفة. جاء ذلك بعد اتّهام واشنطن لمجموعة صينية باختراق إدارة شديدة الحساسية في وزارة الخزانة الأميركية، وهي معنية بالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها ضد بلدان أو أفراد.

توتر قبل تنصيب ترمب

يأتي تصعيد فرض العقوبات بين البلدين، قبل أيام من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، ليزيد من توتر العلاقات المتدهورة أصلاً بين الولايات المتحدة والصين. ويهدد ترمب بفرض تعريفات جمركية أكثر صرامة ضد بكين، مما فرضه في ولايته الأولى. واقترح خلال حملته الانتخابية العام الماضي، فرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة، أو أكثر، على جميع الواردات من الصين، وهي خطوة قد تؤدي إلى حرب تجارية تهزّ العالم.

وسعى ترمب لفتح صفحة جديدة مع الصين عبر دعوته الرئيس شي جينبينغ لحضور حفل تنصيبه في واشنطن. لكن الخبراء يرون أنه حتى مع رغبة ترمب والمسؤولين الصينيين في حصول التعاون، لكن تعيينه لعدد من كبار «الصقور» المتشددين تجاه الصين، ضمن دائرة مستشاريه، الذين أشاروا إلى رغبتهم في الضغط على بكين في كل شيء من «انتهاكات حقوق الإنسان» إلى «الممارسات التجارية الخادعة»، قد لا يفسح المجال كثيراً أمام انفراجة محتملة في علاقات البلدين. وأضاف الخبراء أن الاختراق الصيني لعنصر حاسم في جهاز الأمن القومي الأميركي قد يغذي قضيتهم.

اختراق كبير

وعدّت مساعدة وزير الخزانة للإدارة، أديتي هارديكار، الحادث الأخير بأنه «كبير» في رسالتها إلى قيادة لجنة الخدمات المصرفية بمجلس الشيوخ. وقالت إن وزارة الخزانة تم تنبيهها إلى الاختراق في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي من قِبَل شركة «بيوند تراست» التي تمّ خرق برنامج أمن طورته لمصلحة الوزارة.

ويوم الجمعة، فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على شركة الأمن السيبراني «إنتغريتي تكنولوجي غروب»، ومقرّها بكين، لصلاتها بوزارة أمن الدولة الصينية، وذلك بعد يوم واحد على قيام بكين بفرض عقوبات على 10 شركات دفاع أميركية، على خلفية قيامها بتوريد شحنات أسلحة إلى تايوان.

واتهمت واشنطن الشركة بسبب دورها في حوادث اختراق متعددة لأجهزة الحواسيب لضحايا أميركيين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن شركة «إنتغريتي تيك» كانت «متعاقدة كبيرة مع حكومة جمهورية الصين الشعبية، ولها صلات بوزارة أمن الدولة». وأضاف أن الشركة تقدم خدمات لمكاتب أمن الدولة والأمن العام في البلاد والبلديات، فضلاً عن مقاولي الأمن السيبراني الحكوميين الآخرين في جمهورية الصين الشعبية.

«لا تردد» في المحاسبة

وقال ميلر إن «القراصنة الإلكترونيين الذين يعملون لصالح الشركة الصينية، والمعروفين في القطاع الخاص باسم (فلاكس تايفون)، كانوا يعملون بتوجيه من حكومة الصين، مستهدفين البنية التحتية الحساسة داخل الولايات المتحدة وخارجها».

وقال برادلي سميث، نائب وزيرة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: «لن تتردد وزارة الخزانة في محاسبة الفاعلين الخبثاء في المجال السيبراني ورعاتهم على أفعالهم». وقالت الخارجية الأميركية إن القراصنة المتمركزون في الصين، نجحوا في استهداف العديد من الشركات الأميركية والأجنبية والجامعات والوكالات الحكومية ومقدمي خدمات الاتصالات والمؤسسات الإعلامية.

وفي 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت وزارة العدل عن عملية مرخصة من المحكمة لتعطيل شبكة روبوتات تتكون من أكثر من 200 ألف جهاز تعرض للاختراق من قِبَل «إنتيغريتي تك» في الولايات المتحدة وحول العالم.

احتدام المنافسة

قال المسؤولون الأميركيون إن استهداف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وكذلك مكتب وزير الخزانة، يعكس تصميم بكين على الحصول على معلومات استخباراتية عن خصمها الأبرز في المنافسة العالمية على السلطة والنفوذ.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن أحد المجالات ذات الأهمية القصوى للحكومة الصينية سيكون الكيانات الصينية، التي قد تفكر الحكومة الأميركية في تعيينها لفرض عقوبات مالية عليها.

وقال المسؤولون إن الاختراق أدى أيضاً إلى اختراق مكتب البحوث المالية التابع لوزارة الخزانة. ولا يزال التأثير الكامل للاختراق، الذي كشفت عنه وزارة الخزانة في رسالة إلى الكونغرس، الاثنين الماضي، قيد التقييم. وقالت الوزارة إن الوثائق التي تم الوصول إليها كانت غير سرية، ولا يوجد دليل على أن المخترق لا يزال لديه حق الوصول إلى أنظمة الخزانة.

وفي بيانها الجمعة، قالت وزارة الخزانة إن «جهات فاعلة صينية خبيثة» كانت مسؤولة عن «الاستهداف الأخير للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بوزارة الخزانة»، لكنها لم تتهم شركة «إنتغريتي تيك» بالوقوف وراء الهجوم.

وردت وزارة الخارجية الصينية على مزاعم الاختراق بأنها «لا أساس لها من الصحة»، وقالت إن بكين «لطالما عارضت جميع أشكال هجمات القرصنة».

وتأتي العقوبات الأميركية بعد يوم واحد من إعلان الصين فرض عقوبات على 10 شركات دفاع أميركية، في ثاني حزمة من العقوبات خلال أسبوع واحد، رداً على مبيعات أسلحة أميركية لتايوان. وشملت العقوبات الصينية قيوداً على فروع شركات بارزة مثل «لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون».