محاكمة خلية متطرفة مرتبطة بمنظمة الشباب الصومالية في ألمانيا

وجهت إليهم تهمة التورط في جرائم لها علاقة بالإرهاب

محاكمة خلية متطرفة مرتبطة بمنظمة الشباب الصومالية في ألمانيا
TT

محاكمة خلية متطرفة مرتبطة بمنظمة الشباب الصومالية في ألمانيا

محاكمة خلية متطرفة مرتبطة بمنظمة الشباب الصومالية في ألمانيا

مثَل خمسة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى منظمة «الشباب» الصومالية، أمس، وأحد المتعاطفين معهم، أمام إحدى محاكم فرانكفورت الألمانية بتهمة التورط في جرائم متعلقة بالإرهاب.
ووجه النائب العام للشبان الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و31 عامًا، تهمة المشاركة في أنشطة تنظيمات متطرفة خلال فترة إقامتهم في الصومال، والإعداد لهجمات تهدد الولاية الألمانية. وقال النائب العام إن «الشبان الخمسة سافروا من فرانكفورت إلى الصومال، وتلقوا تدريبات هناك على القتال المسلح».
وكان كريشنيك، وهو مواطن ألماني من أصول تركية، أول متهم ألماني تتم محاكمته في مدينة فرانكفورت منتصف سبتمبر (أيلول) 2014، بتهمة المشاركة في القتال في صفوف تنظيم داعش، بعد إعلان ألمانيا حظر التنظيم. ومنذ ذلك الحين تضاعفت الإجراءات الاحترازية، ومنها إصدار وتعديل قوانين جديدة ضد المتطوعين الألمان للقتال في العراق وسوريا، ودول أخرى، وذلك بعدما أعلنت رئيسة الحكومة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها للحكومة العراقية بمحاربة «داعش» في العراق.
وحذّرت الاستخبارات الألمانية على لسان هانز يورغ ماسن، رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، جهاز الأمن الداخلي من عودة «المتشددين» من سوريا والعراق، بعد أن كشفت عدة تقارير أن عددًا من المتشددين، الذين غادروا ألمانيا للقتال في سوريا والعراق، تجاوز 600 شخص، وفق الاستخبارات الألمانية، وأن أكثر من تسعة أشخاص منهم، على الأقل، نفذوا تفجيرات انتحارية، في حين أن 20 في المائة منهم عادوا إلى ألمانيا ويخضعون للمراقبة.
كما كشفت التقارير عن وجود ما لا يقل عن 50 فتاة ألمانية من أصول مختلفة، التحقن بالتنظيم المتشدد، وأن نحو تسعة متطرفين ألمان شاركوا في عمليات انتحارية في سوريا والعراق، بينما عبّرت وزارة الداخلية الألمانية عن قلقها من تنامي ظاهرة سفر متشددين ألمان للانضمام في صفوف تنظيم داعش، كما انتقدت المستشارة الألمانية ميركل الحكومة التركية، واعتبرتها بوابة تدفق المتطرفين من أوروبا إلى سوريا والعراق، وبالعكس.
وكانت الاستخبارات الألمانية، قد كشفت في وقت سابق عن وجود شبكة داخل ألمانيا تقوم بتجنيد الشباب، وأن التنظيم المتطرف حريص على عودة هؤلاء الشبان إلى أوروبا لكي يمثلوا خلايا نشطة غير نائمة داخل أوروبا.
وتحاول الحكومة الألمانية أن تمد يد المساعدة للألمان الراغبين في مغادرة تنظيم داعش، والجماعات المتطرفة، بدعم من وزارة العدل، التي من المقرر أن تتخذ خطوات وإجراءات قضائية لمعالجة الفكر المتطرف عند هؤلاء الشبان، وهذه الإجراءات يمكن أن تتضمن تخفيف العقوبات وطرق التحقيق.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الألمانية، الأسبوع الماضي، عن افتتاح مركز «الحياة» للإرشاد من أجل إنقاذ الشباب، خصوصًا الفتيات، من التطرف، لمواجهة مساعي دعاة التطرف الرامية إلى استقطاب وإغراء الشباب والفتيات بأشكال مختلفة، وتشخيص أسباب التحاق هؤلاء الشباب بالتنظيمات المتطرفة، بدل إنزال العقوبات بهم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.