القضاء العراقي {يحرر} جثمان طارق عزيز بعد أيام من وفاته

تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مدينة مادبا الأردنية اليوم

القضاء العراقي {يحرر} جثمان طارق عزيز بعد أيام من وفاته
TT

القضاء العراقي {يحرر} جثمان طارق عزيز بعد أيام من وفاته

القضاء العراقي {يحرر} جثمان طارق عزيز بعد أيام من وفاته

نفت وزارة النقل الأنباء التي تحدثت عن اختطاف جثة نائب رئيس الوزراء العراقي في النظام السابق طارق عزيز من مطار بغداد الدولي أمس الجمعة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حسين كاظم، في بيان له إن «جثة عزيز، نُقلت بعد الساعة الثامنة من صباح (أمس) الجمعة، من مطار بغداد إلى الأردن»، مشيرًا إلى أن «ما أُشيع عن تعرض جثة عزيز إلى عملية اختطاف عارٍ عن الصحة». وأضاف أن «بعض الإجراءات حالت دون نقل الجثة، يوم أمس (الأول) الخميس، من بغداد إلى الأردن، ومنها ركوب عدد من الأشخاص في الطائرة التي كان من المفترض أن تنقل الجثة إلى الأردن من دون حجوزات مسبقة، إلى جانب عدم اكتمال بعض الإجراءات الخاصة بالجثة».
إلى ذلك أكد مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته إن «السبب الرئيسي في تأخير نقل الجثة إلى عمان هي مسائل إجرائية بحتة تتعلق بالقضاء ولا علاقة لها بأية جوانب أو تبعات سياسية» مشيرًا إلى أنه «طبقا للقانون العراقي فإن الشخص المحكوم لا يمكن نقل جثمانه إلا بإذن القضاء وهو ما يعرف بصدور إذن قضائي بإطلاق سراح الجسد وهو ما تم بالفعل، حيث صدر الأمر القانوني من أحد القضاة بذلك، وبالتالي فإن الجثمان نقل بالطائرة».
وحول ما تردد عن عدم وصول الجثة إلى المطار حيث كانت زوجة عزيز تنتظر هناك قال المسؤول الأمني إنه «بسبب هذا التأخير وحين أريد نقل الجثة من مستشفى اليرموك إلى مطار بغداد بناء على طلب عائلته أبلغوا بوجود مثل هذه الإشكالية وهو ما جعل بعض الجهات الخارجية تتحدث عن عملية اختطاف بسبب عدم وصول الجثة من المستشفى إلى المطار». وأوضح المسؤول الأمني إن «جثة عزيز وصلت من مدينة الناصرية التي تبعد عن العاصمة بغداد بنحو 350 كلم بسيارة إسعاف وكان بإمكان أية سيارة صغيرة نوع سايبا يستقلها بضعة أشخاص إيقاف سيارة الإسعاف واختطاف الجثة لو كان هناك من يريد ذلك».
من جهتها قالت مصادر أردنية مطلعة إن جثمان عزيز، من المتوقع أن يكون قد وصل إلى الأردن في ساعة متأخرة الليلة الماضية على رحلة الملكية الأردنية.
ونفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» الأنباء التي يتم تداولها عن وصول جثمان عزيز، مؤكدة أنه حتى الساعة الثامنة من مساء أمس لم يصل جثمانه إلى عمان.
ولم يصدر عن السلطات الأردنية أي بيان رسمي حول وصول الجثمان من عدمه إلا أن مصادر في الملكية الأردنية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن طائرة وحيدة ستصل من بغداد إلى عمان في ساعة متأخرة، مشيرة إلى أن عدم وجود أي أنباء على وجود جثمان عزيز على تلك الرحلة حتى هذا الوقت.
من جانبها، قالت مصادر كنسية في عمان إنه سيتم الصلاة على جثمان طارق عزيز اليوم السبت الساعة الحادية عشرة صباحا من كنسية اللاتين في منطقة الصويفية في عمان الغربية ونقله إلى مدينة مادبا 35 كلم عن عمان ليوارى الثرى في مقبرة الخلود.
ووافقت الحكومة العراقية على نقل جثمان طارق عزيز إلى الأردن، شرط ألا يتم له أي مراسم تشييع، أو مظاهرات، أو ترديد شعارات وهتافات، من المطار إلى المقبرة المخصصة لدفنه.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».