هجمات القرم تطيح جنرالاً روسياً بارزاً

تبادل القصف في دونيتسك ولوغانسك

دخان يتصاعد من مخزن أسلحة في قرية بالقرم في 16 أغسطس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من مخزن أسلحة في قرية بالقرم في 16 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

هجمات القرم تطيح جنرالاً روسياً بارزاً

دخان يتصاعد من مخزن أسلحة في قرية بالقرم في 16 أغسطس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من مخزن أسلحة في قرية بالقرم في 16 أغسطس (أ.ف.ب)

أشارت تقارير، الجمعة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقال مؤخراً قائد أسطول البحر الأسود، بعد أيام من سلسلة من انفجارات هزت قواعد عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم.
وفقاً للتقارير، فإن الرئيس الروسي قام بتخفيض رتبة الأدميرال إيغور أوسيبوف لصالح نائبه السابق، فيكتور سوكولوف، بعد سلسلة من النكسات للأسطول، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدته في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي حال تم تأكيد هذه الأنباء، فإن التطور يشكل أبرز أحداث الحرب الأوكرانية على صعيد التراتبية في الجيش والأسطول الروسي، ويندرج في إطار اضطرار بوتين إلى معاقبة «جنرالات بارزين» أخفقوا في مواجهة التحديات الجديدة في منطقة القرم. وقالت وكالة الإعلام الروسية، التي تديرها الدولة، إن سوكولوف حضر اجتماعاً مع المجلس العسكري للأسطول في سيفاستوبول، وهو ميناء في شبه الجزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.
وكانت موسكو تجنبت الإقرار بعدة هجمات تعرضت لها مواقع في شبه جزيرة القرم وبعض القواعد العسكرية التي تشتمل على مستودعات للذخيرة في المناطق الحدودية مع أوكرانيا. لكنها اضطرت أخيراً إلى الإقرار بأن الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي، على قاعدة جوية في القرم نجم عن «عمل تخريبي». في الوقت ذاته، أشارت تقارير غربية إلى خيبة أمل لدى بعض القيادات العسكرية والسياسية الروسية بسبب مجريات الحرب. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، قبل أيام، إن خطط الغزو للكرملين «تقوضت» بسبب فشل أسطولها البحري في ممارسة السيطرة الكاملة على البحر الأسود. وأشارت وزارة الدفاع إلى أنه رغم أن موسكو حاصرت الموانئ الأوكرانية منذ فترة طويلة، فإن أسطول البحر الأسود اتخذ موقفاً «دفاعياً للغاية» بشكل عام، حيث ظل قريباً من ساحل القرم. وأضافت أنه نظراً لأن هجوماً برمائياً روسياً على ميناء أوديسا الأوكراني يعد أمراً مستبعداً، فقد تمكنت أوكرانيا من إرسال بعض قواتها إلى أماكن أخرى.
وكان الأسطول تعرض لخسائر كبرى، أبرزها ضرب المدمرة «موسكفا» التي غرقت بعد أن ضربتها صواريخ «نبتون» المضادة للسفن في 14 أبريل (نيسان). وواجهت قوات الكرملين ضربة قوية أخرى الأسبوع الماضي، عندما دمرت انفجارات طائرات روسية في قاعدة ساكي الجوية في القرم، على بعد مئات الأميال من الخطوط الأمامية. ووفقاً للتقارير الغربية، فقد قامت موسكو رداً على ذلك، بنقل بعض طائراتها ومروحياتها إلى مطارات داخل روسيا.
في غضون ذلك، بدا أن النشاط الاستخباراتي الأوكراني آخذ في التزايد في منطقة القرم ومناطق الجنوب الروسي القريبة من أوكرانيا. وأعلنت سلطات القرم قبل يومين أن الاستخبارات الأوكرانية نشطت تحركات «عملائها» في شبه الجزيرة، وبعد ذلك أفادت السلطات الروسية بالقبض على عدة شبكات «إرهابية» نشطت في المنطقة وفي مناطق روسية أخرى. وكان أحدث الإعلانات الجمعة، عندما أفاد مركز الاتصالات في هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، بأنه تم في مدينة كراسنودار بجنوب البلاد اعتقال «عميل» لجهاز الأمن الأوكراني. وجاء في بيان: «ألقى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في مدينة كراسنودار القبض على أحد وكلاء جهاز الأمن الأوكراني بلقب (آرتشي)، الذي قام بجمع المعلومات ونقلها إلى موظفي جهاز الأمن الأوكراني». وأضاف البيان أن المشتبه به أقام اتصالات مع هيئات الأمن الأوكرانية، وبناء على تعليماتها، مقابل المال، جمع بشكل غير قانوني معلومات يمكن استخدامها ضد الأمن الروسي، ونقلها إلى الخارج. وتابع أنه تم فتح قضية جنائية ضده بتهمة خيانة الدولة.
ومساء الخميس، ذكرت ثلاثة مصادر محلية أن أربعة انفجارات على الأقل وقعت في منطقة بالقرب من مطار بيلبيك العسكري الروسي الرئيسي في شمال سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وقال مسؤول موال لموسكو، إنه لم تقع أضرار جراء ذلك. وعلى صعيد منفصل، قال حاكم سيفاستوبول، مشيراً إلى ما وصفه بمعلومات أولية، إن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية. وكتب ميخائيل رازفوجاييف على تطبيق «تلغرام»: «لم تقع أضرار. لم يصب أحد بسوء».
ميدانياً، بدا أن تبادل القصف على مواقع في لوغانسك ودونيتسك شهد موجة جديدة من التصعيد خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت قيادة قوات لوغانسك، إن الجيش الأوكراني فقد خلال اليوم الأخير 45 من عناصره خلال القتال. وأفادت في بيان بأنه «خلال العمليات الهجومية النشطة لقوات لوغانسك الشعبية، تكبد العدو خسائر فادحة في القوى العاملة والمعدات العسكرية... فقد تمت تصفية ما يصل إلى 45 جندياً، وخمس ناقلات جند مدرعة، وحاملتي مدفعية، و3 وحدات من المركبات الخاصة».
في المقابل، أعلنت «الشرطة الشعبية» في دونيتسك، أن القوات الأوكرانية قصفت 13 بلدة في «الجمهورية» خلال يوم، بأكثر من 250 من طرازات مختلفة من الصواريخ والقذائف المدفعية.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.