مثقفون مصريون يحتفون بصاحب مبادرة إحياء تراث المسرح

حافظ على فن الأراجوز من الانقراض... وجمع أشعار بيرم التونسي

الدكتور نبيل بهجت
الدكتور نبيل بهجت
TT

مثقفون مصريون يحتفون بصاحب مبادرة إحياء تراث المسرح

الدكتور نبيل بهجت
الدكتور نبيل بهجت

«لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا»، فلسفة يؤمن بها الكاتب والمخرج المسرحي الدكتور نبيل بهجت، أستاذ ورئيس قسم المسرح في جامعة حلوان المصرية، مدير ومؤسس فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، والتي من خلال تطبيقها على مدار نحو 20 سنة استطاع أن يكون صاحب تجربة لإحياء فنون المسرح التراثي، لاقت رواجاً داخل مصر وخارجها، بعد أن تجول بعروضه المسرحية إلى أكثر من ثلاثين دولة.
وهي التجربة التي احتفى بها الاتحاد العام لكتاب مصر بالقاهرة (الخميس) بندوة تحت عنوان «التراث من الهامش إلى المركز في تجربة نبيل بهجت الإبداعية»، بحضور عدد من المبدعين والأكاديميين المصريين.
في بداية الندوة، قال الشاعر سعيد شحاتة، رئيس شعبة الدراما باتحاد الكتاب، إن «مشروع نبيل بهجت أمر يستحق التقدير والاحترام ويؤكد على أهمية الدأب في العمل»، مشيراً إلى أنه اطلع على الأعمال الكاملة للشاعر بيرم التونسي التي قام بجمعها وتحقيقها ودراستها الدكتور بهجت في عشرة أجزاء ضخمة، موضحاً أنه «عمل موسوعي». وأكدت الدكتورة نجوى عانوس، أستاذة النقد المسرحي بجامعة الزقازيق، أن «نبيل بهجت من النماذج المشرفة التي أكملت مشروعها في تحقيق التراث، حيث قام بتحقيق ودراسة أعمال شعراء العامية المصرية بديع خيري وأبو السعود الإبياري ومحمد يونس القاضي وبيرم التونسي وغيرهم»، مضيفة أن «بهجت الآن بصدد إخراج مسرحيات لبديع خيري، قام بتحقيقها وتقديم دراسة لها».
بدوره، لفت الدكتور عبد الكريم الحجراوي أستاذ النقد المسرحي، إلى مشروع نبيل بهجت ينقسم إلى جزأين، الأول يتعلق بتوثيقه وتحقيقه ودراسته لتراث المسرح المصري وشعراء العامية المصرية في القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك فيما يتعلق ببحثه الأكاديمي، والثاني يتعلق باستعادته لفن الأراجوز وخيال الظل من الاندثار وتسجيله على قوائم اليونيسكو.
من جانبه، ذكر بهجت أنه ظل لـ10 سنوات يبحث في الدوريات والصحف المصرية التي ساعدته على جمع تراث 6 من شعراء العامية المصرية الكبار، بالإضافة إلى الأعمال المسرحية، مضيفاً أن «خيال الظل والأراجوز، هو مسرح مكتمل الأركان به الحبكة والصراع، ويعتمد على التواصل مع المتلقي». وأكد بهجت لـ«الشرق الأوسط» على «مواصلة مبادرته لإحياء تراث المسرح»، قائلا: إن «التراث متعدد المستويات، يمكن الاستفادة منه، سواء تراث حديث أو شعبي أو غير ذلك، وكل البشرية تحتفظ بنماذج تراثية تحيا بها، ومصر بوجه خاص تمتلك من التراث ما يمكن أن تسوقه وتعيد صياغته والاعتماد عليه وانتقاء ما يصلح منه وإعادة توظيفه، لأن الحضارة فعل تراكمي».
حول تفاعل الجمهور مع ما يقدمه، قال بهجت: «دائماً ما أجد روح التفاعل من الجمهور مع ما نقدمه بصورة تلقائية».


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».