مصر: مخطوطات وكتب تراثية تدخل عالم تجارة «الآثار الممنوعة»

دخلت المخطوطات والكتب الأثرية أخيراً إلى عالم تجارة وتهريب «الآثار الممنوعة»، الذي كان يقتصر، وفق آثاريين، على القطع الأثرية التقليدية، وشهدت الفترة الأخيرة العديد من وقائع ضبط مخطوطات، وكتب تراثية، سواء خلال محاولات بيعها أو تهريبها للخارج عبر المنافذ والمطارات المختلفة.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن «ضبط أكثر من 50 مخطوطة وكتاباً أثرياً قبل بيعها بإحدى مكتبات القاهرة». وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» مساء (الأربعاء)، إن «معلومات وتحريات قطاع شرطة السياحة والآثار أكدت قيام صاحب إحدى المكتبات، وشقيقه، شريك بالمكتبة ذاتها، بالاتجار بالمخطوطات والكتب الأثرية، المحظور تداولها». وأضافت أنه «عقب تقنين الإجراءات، تم ضبطهما بإحدى الشقق السكنية بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، كانا يستخدمانها مخزناً لتجارتهما»، وحسب الوزارة «عُثر بحوزتهما على 51 كتاباً ومخطوطاً، وخريطة مساحية تعد وثيقة تاريخية ممنوع تداولها، وعدد من الكتب مختلفة العناوين والمحتوى، واعترف المتهمان بأن المخطوطات والكتب أثرية، وأنهما يتاجران فيها».
وشهدت الآونة الأخيرة وقائع ضبط العديد من المخطوطات والكتب الأثرية بمطارات مختلفة قبل تهريبها للخارج، منها ضبط مجموعة من المخطوطات اليهودية والصفائح المعدنية الأثرية في مايو (أيار) الماضي، مع راكب أجنبي كان قادماً من الخارج عبر مطار القاهرة الدولي، كما تم ضبط 13 مخطوطاً أثرياً تعود إلى العصر العثماني بمطار القاهرة نهاية العام الماضي.
ويوجد بالمطارات المصرية ما يسمى «الوحدة الأثرية»، التي تضم مفتشي آثار من تخصصات مختلفة يقومون «بفحص مبدئي» لأي قطع يشتبه في أثريتها، وفق حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار المصري، حيث يتم «مصادرة» المضبوطات الأثرية لصالح وزارة السياحة والآثار، وفق قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته. وقال همام لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولات تهريب الآثار كانت قاصرة على القطع الأثرية التقليدية، لكن في الوقت الراهن دخلت المخطوطات والكتب التراثية إلى القائمة، حيث تم ضبط العديد منها في المطارات المختلفة خلال الفترة الماضية». وأشار همام إلى أن «الوحدة الأثرية بأي مطار مهمتها إجراء فحص مبدئي لأي قطع يشتبه في أثريتها، وعقب الضبط يتم تشكيل لجنة فحص من الآثاريين للتأكد من أثرية المضبوطات، ويتم مصادرتها ونقلها إلى مخازن المضبوطات بوزارة السياحة والآثار».