5 أحزمة تشعل ليلة «نزال البحر الأحمر» التاريخي

الحربي أكد ان المملكة في طريقها لتكون حاضنة رئيسية لرياضة الملاكمة

الملاكم البريطاني جوشوا خلال التدريبات الاستعراضية (وزارة الرياضة)
الملاكم البريطاني جوشوا خلال التدريبات الاستعراضية (وزارة الرياضة)
TT

5 أحزمة تشعل ليلة «نزال البحر الأحمر» التاريخي

الملاكم البريطاني جوشوا خلال التدريبات الاستعراضية (وزارة الرياضة)
الملاكم البريطاني جوشوا خلال التدريبات الاستعراضية (وزارة الرياضة)

يترقب عشاق الملاكمة الحدث الأكبر في هذه الرياضة هذا العام (نزال البحر الأحمر) والذي سيجمع الملاكمين الأوكراني أولكسندر أوسيك ومنافسه البريطاني أنتوني جوشوا على لقب بطولة العالم للوزن الثقيل في صالة مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة غداً (السبت) في ليلة ستشهد 10 نزالات ثانوية، فضلاً عن حفل موسيقي يحييه النجم الأميركي راس.
وتشهد السعودية تحولاً نوعياً على الصعيد الرياضي بفضل الدعم الكبير من قيادة البلاد، والاهتمام الخاص من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويلهم هذا التحوّل ترسيخ روح المنافسة وتنمية شعبية هذه الرياضات وتشجيع السعوديين على دخول غمارها وضمان جودة الحياة.
وشهدت رياضة الملاكمة تحديداً تطوّراً كبيراً منذ استضافة المملكة «نزال الدرعية التاريخي» عام 2019؛ إذ ساهم النزال في زيادة نمو شعبية الرياضة، حيث ارتفعت نسبة الممارسين إلى 300 في المائة.
وسيقف الملاكمان أوسيك وجوشوا اليوم (الجمعة) وجهاً لوجه للمرة الأخيرة في حدث الوزن الرسمي للتحقق من أوزان جميع الملاكمين المشاركين في النزال الأول من نوعه والذي لم يحدث منذ التسعينات الميلادية، حيث يسعى الملاكم الأوكراني للحفاظ على لقبه الذي انتزعه من منافسه البريطاني بإجماع من الحكام، وتحت أنظار ملايين المتابعين حول العالم في المواجهة التي جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويدخل جوشوا ثاني لقاء عودة على لقب بطولة العالم، بعد نجاحه في الثأر من «أندي رويز» في نزال الدرعية التاريخي 2019، في الوقت الذي وصف الملاكمان النزال بالتاريخي بكل المقاييس.
ويواكب الحدث الأبرز في عالم الملاكمة نحو 200 إعلامي من وسائل الإعلام المختلفة المحلية والإقليمية والعالمية حرصت على التواجد في المدينة الساحلية جدة (غرب السعودية) لتغطية الفعاليات والأنشطة التي تسبق النزال التاريخ والذي يجذب انتباه العالم؛ نظراً للتاريخ الذي يجمع الملاكمين، وإنجازاتهما في عالم الملاكمة، فضلاً عن المنافسة القوية فيما بينهما، حيث سيبحث كلٌّ منهما عن منجزٍ جديد يضعه في المقدمة هذا العام.
وستشهد النزالات الثانوية لقاء البريطاني كالوم سميث بمنافسه الفرنسي ماتيو بودرليك في نزال إقصائي يمنح فرصة للفائز لخوض نزال على لقب WBC للوزن المتوسط السوبر، إضافة إلى نزال الكرواتي فيليب هرغوفيتش مع الصيني تشانغ زيلي في نزال إقصائي يمنح فرصة للفائز لخوض النزال على لقب IBF، في الوقت الذي سيسبق النزال الرئيسي حفل موسيقي يحييه النجم الأميركي راس.

                                            جوشوا وأوسيك وجها لوجه خلال المؤتمر الصحافي الأخير (تصوير: عبد الله الفالح)
وقال عبد الله الحربي، رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «رؤية المملكة 2030» ساهمت وساعدت على أن تكون المملكة حاضنة للكثير من الرياضات والأحداث العالمية لها، وإحداها رياضة الملاكمة، مشيراً إلى وجود 4 احزمه إضافة إلى حزام خامس سيتنافس عليه الملاكمان في النزال التاريخي بينهما.
وعن انعكاس هذه الاستضافة، قال الحربي إنها تكمن في أوجه عدة، يتمثل الأول في وجود المملكة كمحضن للرياضات ومنها رياضة الملاكمة والاستضافات العالمية لأحداثها، مشيراً إلى أن الأمر الثاني يكمن في زيادة عدد الممارسين لرياضة الملاكمة.
وأضاف «نتذكر نزال الدرعية قبل سنتين، ارتفاع عدد اللاعبين المستجدين في الاتحاد زاد بشكل طردي بعد البطولة ليصل الآن إلى 3 آلاف لاعب مسجل في الاتحاد، واليوم لدينا بطولة مقامة في جدة للهواة فيها 300 لاعب يمثلون 24 نادياً، ونتطلع من النزال التاريخي أن يكون انعكاسه أكبر على ارتفاع عدد الممارسين لعدد الملاكمة، وفي وجود قامات عظيمة في سدة الرياضة وفي مقدمتهم الأمير عبد العزيز بن تركي، وزير الرياضة، سيكون المزيد من الإنجازات في السنوات المقبلة».
من جهتها، أكدت رشا الخميس، نائبة رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة، ثقتها في استمرار أعداد الملاكمين في النمو بشكل كبير بعد «نزال البحر الأحمر»، مشيرة إلى أن ذلك سيساهم في الانتقال إلى المرحلة التالية من التحول الجذري في رياضة الملاكمة في المملكة.
ورجحت الخميس، أن يكون النزال التاريخي الذي سيقام في المملكة ويجمع بطل العالم للوزن الثقيل أوسيك والبطل السابق البريطاني جوشوا، ذا أثر إيجابي كبير في جميع أنحاء المملكة، مشيرة إلى تضاعف عدد السيدات الممارسات لرياضة الملاكمة إلى 100 في المائة، حيث ارتفع العدد من 50 إلى 100 سيدة بين ملاكمات ومدربات، إضافة إلى زيادة عدد الصالات الخاصة من 7 إلى 59 صالة بعد الاستضافة الناجحة لـ«نزال الدرعية التاريخي».

                                الملاكم السعودي زياد المعيوف يستعد لمواجهة السبت ضمن النزالات الجانبية (وزارة الرياضة)
وتعدّ رشا الخميس أول مدربة ملاكمة في المملكة وعضو مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي للملاكمة ونائبة رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة ورئيس اللجنة النسائية في الاتحاد العربي للملاكمة. بدمج هذه المناصب مع عملها الأساسي مستشارةً استراتيجية في شركة «إرنست آند يونغ»، وتعمل رشا وفريق العمل في الاتحاد الذي يرأسه عبد الله الحربي على ضمان تقديم أفضل دعم لكل من المواهب الصاعدة ورياضة الملاكمة في السنوات المقبلة.
وقالت رشا «نشأت وأنا أعشق الرياضة. لقد قدمت لي عائلتي ومدرستي دعماً كاملاً. كنت ألعب كرة السلة بانتظام مع أخي عبد الله، وفي كل نهاية أسبوع نلعب كرة القدم مع أولاد عمي وبنات عمي. اعتاد والدي على تدريبنا وتقديم النصائح لنا لنتمكن من تحسين أسلوب لعبنا. كان لأبي فضل في إظهار أن جميع الرياضات للرجال والنساء والفتيان والفتيات. كل هذه الأسباب جعلتني من عشاق الرياضة وساهمت بشكل مباشر بتحقيق ما أنا عليه اليوم».
وأضافت «كان للملاكمة تأثيرٌ كبيرٌ عليّ أثناء دراستي الجامعية في الخارج. وعندما عدت إلى المملكة في العام 2017 لم تكن رياضة الملاكمة النسائية تحظى بالشعبية الكبيرة؛ لذلك أردت تغيير ذلك من خلال نشر الملاكمة النسائية على الصعيد الوطني وتمهيد الطريق لرياضيي المستقبل، والمساعدة في بناء نظام بيئي متماسك للملاكمة. تحدثت مع رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة آنذاك وأخبرته برؤيتي حول كيفية تطوير الملاكمة النسائية في السعودية».
وتابعت «ناقشنا الحاجات التي تنقصنا وباعتبار أنني كنت لاعبة ملاكمة هاوية في الولايات المتحدة كانت نقطة تحول من لاعبة إلى مدربة، فقد بدأت التدريب في الجامعات ومنذ ذلك الحين وقمت بتدريب نحو 500 رياضي محلي. لقد فتح لي التدريب، إلى جانب كوني مستشارة في عدد من المشاريع الرياضية مثل المشاركة الرياضية الجماعية وتطوير استراتيجيات الاتحادات ومسارات الرياضيين عالية الأداء، الباب للوصول إلى شغلِ مناصب داخل الاتحاد السعودي للملاكمة والمساعدة في تسريع تطور الملاكمة».
وعن تركيز اتحاد الملاكمة جهوده في عدة مجالات بما فيها التدريب والمسابقات وتطوير الرياضيين، قالت رشا «تعد البرامج التدريبية مهمة للغاية، فكلما زاد عدد المدربين والحكام لدينا يمكننا تنظيم المزيد من المسابقات؛ الأمر الذي يساهم في اكتشاف وتحديد المواهب الواعدة. نعمل باستمرار على توفير المزيد من التدريب وزيادة عدد المسابقات على الصعيدين الوطني والإقليمي، فضلاً عن البحث لتقديم برامج إضافية تمهد الطريق أمام رياضيي المستقبل».
بالنسبة للملاكمة السعودية، يمكن بالتأكيد تحقيق هذا التطور المستدام؛ وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى دعم وزارة الرياضة ووزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، واللجنة الأولمبية السعودية. وتعزو رشا الخميس تطوير ونمو مشهد الملاكمة في المملكة إلى القيادة الوطنية، فضلاً عن التعاون بين الاتحاد السعودي للملاكمة والحكومة والقطاع الخاص لتقديم مبادرات جديدة.
وأضافت «لولا الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، لما كنا قادرين على تحقيق مثل هذه الإنجازات، ليس من حيث تطور الرياضة فحسب، ولكن من حيث تنوعها وشمولها أيضاً».


مقالات ذات صلة

نزالات بوليفارد سيتي تشعل بطولة الجائزة الكبرى للملاكمة

رياضة عالمية الهدف الأسمى من هذه الجائزة الكبرى يتمثل في التعرف على المواهب الناشئة (موسم الرياض)

نزالات بوليفارد سيتي تشعل بطولة الجائزة الكبرى للملاكمة

لفتت تصفيات بطولة الجائزة الكبرى للملاكمة العالمية في موسم الرياض «دبليو بي سي» التي انطلقت الخميس في بوليفارد سيتي بالعاصمة الرياض، أنظار عشاق رياضة الملاكمة.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة سعودية تبدأ المرحلة الأولى من البطولة خلال الفترة من 17 إلى 20 أبريل (موسم الرياض)

الخميس... انطلاق الجائزة الكبرى للملاكمة في «بوليفارد سيتي»

تنطلق يوم الخميس منافسات بطولة الجائزة الكبرى للملاكمة، وذلك على المسرح العالمي «سوبر غلوب» في منطقة الاستوديو بـ«بوليفارد سيتي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية كاتي تايلور (يسار) وأماندا سيرانو تستعدان لمواجهة تاريخية (رويترز)

نزال تايلور وسيرانو يعكس تطور ملاكمة السيدات

ستتجدد المنافسة الشرسة بين كاتي تايلور وأماندا سيرانو هذا الصيف مع صعود الملاكمة النسائية إلى الواجهة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية سيقام النزال الثالث لأجل الفوز بلقب الوزن الخفيف بلا منازع في 11 يوليو المقبل (إ.ب.أ)

الملاكمتان تايلور وسيرانو تجددان المنافسة بينهما في نيويورك

أشعلت كاتي تايلور وأماندا سيرانو حماس عشاق الملاكمة في نيويورك أمس الأربعاء بينما تستمر الملاكمتان في الاستعداد لنزالهما الثالث في يوليو (تموز) في ماديسون سكوير

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة سعودية المستشار تركي آل الشيخ يوقع عقد إنتاج الفيلم العالمي (هيئة الترفيه)

تعاون بين تركي آل الشيخ وسنايدر و«يو إف سي» لإنتاج فيلم «برولر»

تعاون المخرج السينمائي الشهير زاك سنايدر مع «UFC»، المنظمة العالمية الرائدة للفنون القتالية المختلطة، ومعالي المستشار تركي آل الشيخ لإنتاج فيلم «BRAWLER».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».