> بما أن معظم الذين يكتبون في السينما بالعالم العربي يتحاشون الأفلام التي لا تحمل قضايا سياسية يستطيعون الإفتاء فيها، غُيّب العديد من المخرجين الجيدين الذين عملوا في السينما وأمدّوها بأعمال ذات مستويات عالية إن لم نقل ممتازة.
> أحدهم الألماني وولفغانغ بيترسن، الذي توفي في 16 أغسطس (آب) الحالي عن 81 سنة. بدأ بفيلمين أو ثلاثة قصيرة، قبل أن ينجز فيلمه الروائي الطويل الأول «I Will Kill You Wolf». لا هذا الفيلم الذي حققه سنة 1971 ولا الفيلمين التاليين صنعا له اسماً. حصل الأمر مع فيلمه الرابع «القارب» (Das Boot) 198. تدور قصته حول طاقم غواصة ألمانية ينفّذون مهامهم خلال الحرب العالمية الثانية، بالكفاءة المتوقعة رغم مخاطر الحرب.
> كان، ولا يزال، فيلماً نادراً عن جيش ينفّذ سياسة حمقاء من دون تذمّر، لأن ما على الجندي سوى الامتثال للأوامر. مباشرة بعد هذا الفيلم تبلورت طموحاته سريعاً، واستقبلته هوليوود وأسندت إليه تحقيق فيلم حربي آخر، «Enemy Mine»، ومن ثَم دراما بوليسية «Shattered»، وصولاً إلى الأول بين أهم ثلاثة أنجزها في إطار السينما الأميركية.
> الفيلم هو «In the Line of Fire»، ومن بعده «Outbreak»، ولاحقاً «Air Force One». حرفياً، كل واحد من هذه الأفلام كان بالمستوى الجيد أو الممتاز. لكن جماعاتنا تناولت أشياء مثل «في خط النار» دعاية إمبريالية، ومثله «طائرة الرئيس». أما «عدوى» فهو تشويق خيالي.
> حتى ولو كان كل ذلك صحيحاً، فإن اختصاص الناقد لا يملي عليه تعليم السياسة للقراء.
م. ر