قادة الكتل العراقية يجتمعون بحثاً عن مخرج للأزمة السياسية... وغياب الصدر

الحكومة دعته إلى «الانخراط» في الحوار لوضع آليات لـ«حل شامل»

جانب من اجتماع الكتل السياسية العراقية في بغداد (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع الكتل السياسية العراقية في بغداد (أ.ف.ب)
TT

قادة الكتل العراقية يجتمعون بحثاً عن مخرج للأزمة السياسية... وغياب الصدر

جانب من اجتماع الكتل السياسية العراقية في بغداد (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع الكتل السياسية العراقية في بغداد (أ.ف.ب)

بدعوة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عقد قادة الكتل السياسية العراقية بقصر الحكومة في بغداد، اجتماعاً اليوم (الأربعاء)، لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشل البلاد، وسط مقاطعة «التيار الصدري» اللقاء.
ودعا المشاركون، في بيان نشره مكتب رئيس مجلس الوزراء في ختام الاجتماع، «التيار الصدري» إلى «الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آليات للحل الشامل بما يخدم تطلعات الشعب العراقي وتحقيق أهدافه».
وتطرقوا كذلك إلى الانتخابات المبكرة، عادّين أنها «ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديمقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة»، من دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
يذكر أنه بعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وارتفع مستوى التصعيد بين «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي» منذ أواخر يوليو (تموز) الماضي، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطور الأمور إلى عنف.
وحتى الآن، لم تفض محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة.
ويطالب «التيار الصدري» بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد «الإطار التنسيقي» إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالباً بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
ويضم «الإطار التنسيقي» خصوصاً كتلة «الفتح» البرلمانية الممثلة لفصائل «الحشد الشعبي» الموالية لإيران وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي؛ الخصم التاريخي للصدر.
وجمع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي؛ الذي يترأس حكومة تصريف الأعمال، إلى طاولة واحدة اليوم قادة أبرز الكتل السياسية في البلاد، حسبما أفاد به بيان صادر عن مكتبه.
وأورد البيان أن الاجتماع تم «بمشاركة قادة وزعماء القوى السياسية في العراق، وبحضور السادة رئيس الجمهورية، ورئيسي السلطتين التشريعية والقضائية، والمبعوثة الأممية في العراق» جنين بلاسخارت.
وأفاد مصدر في «الإطار التنسيقي»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن رئيس كتلة «دولة القانون» رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس كتلة «الفتح» هادي العامري، ورئيس الوزراء الأسبق زعيم «ائتلاف النصر» حيدر العبادي، ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض، حضروا الاجتماع.
وتمثل الحزبان الكرديان الكبيران كذلك في اللقاء، بفؤاد حسين وزير الخارجية عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وبافل طالباني رئيس حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» ممثلاً عن حزبه، بحسب مصدر في حكومة إقليم كردستان.
في المقابل، قاطع الاجتماع «التيار الصدري» الذي أعلن في بيان أنه «وبجميع عناوينه وشخصياته السياسية، لم يشترك فـي الحوار السياسي الذي دعا إليه السيد رئيس مجلس الوزراء هذا اليوم لا بطريق مباشر ولا غير مباشر».
وكان الكاظمي قد دعا أمس (الثلاثاء) في بيان إلى هذا الاجتماع «للبدء في حوار وطني جاد»، مؤكداً أن هدف اللقاء هو «التفكير المشترك من أجل إيجاد الحلول للأزمة السياسية الحالية».
يذكر أن الصدر؛ الذي يعتصم مناصروه منذ أكثر من أسبوعين في محيط البرلمان العراقي، دعا إلى مظاهرة «مليونية» السبت المقبل، لكنه أعلن أمس تأجيلها حتى إشعار آخر.
ومنذ 12 أغسطس (آب) الحالي، يقيم مناصرو «الإطار التنسيقي» كذلك اعتصاماً على طريق تؤدي إلى «المنطقة الخضراء» المحصنة في بغداد.


مقالات ذات صلة

الموازنة العراقية تعود إلى دائرة الجدل البرلماني من بوابة الخلافات السياسية

العالم العربي الموازنة العراقية تعود إلى دائرة الجدل البرلماني من بوابة الخلافات السياسية

الموازنة العراقية تعود إلى دائرة الجدل البرلماني من بوابة الخلافات السياسية

بينما نجح البرلمان العراقي في قراءة مشروع قانون الموازنة المالية للأعوام 2023 و2024 و2025 قراءة ثانية، وهو ما كان يفترض أن يمهد لعرضها على التصويت خلال جلسات البرلمان بعد عطلة عيد الفطر، لا تزال الخلافات السياسية عائقاً أمام إمكانية تمريرها دون تعديلات.

حمزة مصطفى (بغداد)
العالم العربي وفد الاتحاد البرلماني العربي في أثناء زيارته دمشق يوم الأحد (رويترز)

العراق يوسّع دائرة انفتاحه على محيطه العربي

انتهت في بغداد أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الـ34، بحضور عربي رفيع قوامه رؤساء برلمانات ومجالس شعب 18 دولة عربية، وسط آمال كبيرة بتوسيع العراق دائرة انفتاحه على محيطه العربي، بعد أن أزالت القمة الكروية الخليجية في البصرة الشهر الماضي آخر العوائق الرسمية والشعبية. وعبّر القادة العراقيون خلال لقاءاتهم برؤساء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر، التي جاءت بعد غياب 40 عاماً عن آخر دورة عُقدت في بغداد عام 1983، عن اهتمامهم بانفتاح العرب على العراق، مجددين تأكيد أهمية أن تتنامى العلاقات العراقية - العربية دون عوائق أو تحديات. المؤتمر الذي أنهى أعماله باتخاذ مجموعة من القرارات التي من

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم جانب من تظاهرات المنطقة الخضراء في بغداد أمس (أ.ف.ب)

تظاهرات «صدرية» تؤجل مناقشة البرلمان تعديل قانون الانتخابات

تظاهر الآلاف من أتباع التيار الصدري وبعض الاتجاهات المدنية، أمس، أمام أبواب المنطقة الرئاسية «الخضراء» حيث مقر البرلمان العراقي، للضغط على الأخير وإرغامه على التراجع عن قراءة مشروع تعديل قانون الانتخابات للمرة الثانية، تمهيداً لإقراره في البرلمان. وبينما كان المتظاهرون يهتفون ضد قانون التعديل، قرر مجلس النواب تأجيل النظر فيه إلى الأسبوع المقبل، في خطوة على ما يبدو أنها تهدف إلى امتصاص غضب المعترضين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي من اجتماع «الإطار التنسيقي» مع رئيس الوزراء في منزل العبادي (وكالة الأنباء العراقية)

قوى «الإطار» تناقش مع السوداني تأثيرات تقلبات سعر الصرف على الفئات الفقيرة

ما زالت أزمة الدولار وارتفاع قيمته أمام الدينار العراقي، تمثل أكبر تحدٍّ تواجهه حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، بعد أكثر من 100 يوم على توليه مسؤولية إدارة البلاد. ومن وراء حكومة السوداني، تقف قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية التي شكلتها، عند التحدي ذاته، بالنظر للانعكاسات السلبية الحادة التي سببتها اضطرابات الأسواق للفئات السكانية الفقيرة، نتيجة ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية الأساسية. وتسعى حكومة السوداني وأجهزتها المالية منذ أسابيع، ومن ورائها قوى «الإطار التنسيقي»، لإعادة أسعار الصرف إلى سابق عهدها، من دون نتائج ملموسة على الأرض حتى الآن. وتشهد بذلك حالة «الكساد» المتواصلة، في ظل

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جلسة للبرلمان العراقي (إ.ب.أ)

العراق: حزبا بارزاني وطالباني يتنافسان على وزارتين... وصراع سني على النفوذ

بعد مضي شهر وبضعة أيام على تشكيل حكومته، تبدو خطوات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني واثقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الضفة: حملة اعتقالات للجيش الإسرائيلي طالت 15 فلسطينياً

جنود إسرائيليون يقومون بدورية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية (رويترز)
جنود إسرائيليون يقومون بدورية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية (رويترز)
TT

الضفة: حملة اعتقالات للجيش الإسرائيلي طالت 15 فلسطينياً

جنود إسرائيليون يقومون بدورية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية (رويترز)
جنود إسرائيليون يقومون بدورية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية (رويترز)

قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي شن، اليوم (الخميس)، حملة اعتقالات طالت 15 فلسطينياً في الضفة الغربية.

وذكرت المصادر، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن قوات الجيش داهمت عدداً من مدن الضفة الغربية واقتحمت منازل سكنية بدعوى البحث عن مطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وبحسب المصادر، داهمت القوات الإسرائيلية مخيم بلاطة للاجئين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية، واعتقلت شاباً.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أنه سُمعت من أطراف مدينة نابلس أصوات متتابعة لإطلاق النيران، فيما أغلقت بعض الطرق المحيطة بالمخيم أثناء عملية الاقتحام.

وقال شهود عيان إن قوات الجيش فجرت طائرة مسيرة في المخيم، سُمِع دوي تفجيرها من جميع أنحاء المكان.

وفي السياق، داهمت قوات إسرائيلية مدينة طوباس، وانتشرت في محيط مستشفى محلي، فيما سُمع خلال ذلك إطلاق نار كثيف.

وأعلنت جماعات فلسطينية مسلحة عن تصدي مقاتليها لمداهمات الجيش الإسرائيلي في كل من نابلس وطوباس.

من جهته، قال الجيش إن قواته اعتقلت 15 فلسطينياً من أنحاء الضفة الغربية وصادرت أسلحة.

يأتي ذلك في حين قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية إنها رصدت أكثر من 135 ألف حالة اعتقال منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في مثل هذا اليوم من عام 2000.

وذكرت الهيئة أن من بين تلك الحالات سُجل قرابة 21 ألف حالة اعتقال في صفوف الأطفال القصر، واعتقال نصف أعضاء المجلس التشريعي (البرلمان الفلسطيني) في دورته الأخيرة، وعدد من الوزراء، والمئات من الأكاديميين والصحافيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.

وأشارت الهيئة إلى اعتقال أكثر من 2600 فتاة وسيدة فلسطينية؛ كان من بينهن 4 سيدات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن، في ظروف «قاسية وصعبة».

ونبهت الهيئة إلى وجود تصاعد لافت في حجم قرارات الاعتقال الإداري؛ إذ رصدت إصدار السلطات الإسرائيلية أكثر من 32 ألف قرار اعتقال إداري، ما بين قرار جديد وتجديد الاعتقال الإداري، منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.


قداس على أرواح ضحايا حريق حفل الزفاف في قرقوش العراقية

مشيعون يحضرون قداساً لضحايا حريق قاعة الزفاف بكنيسة في قرقوش (أ.ف.ب)
مشيعون يحضرون قداساً لضحايا حريق قاعة الزفاف بكنيسة في قرقوش (أ.ف.ب)
TT

قداس على أرواح ضحايا حريق حفل الزفاف في قرقوش العراقية

مشيعون يحضرون قداساً لضحايا حريق قاعة الزفاف بكنيسة في قرقوش (أ.ف.ب)
مشيعون يحضرون قداساً لضحايا حريق قاعة الزفاف بكنيسة في قرقوش (أ.ف.ب)

شارك عشرات الأشخاص اليوم الخميس بقدّاس في قرقوش للصلاة على أرواح ضحايا حريق اندلع بقاعة للأعراس في البلدة الواقعة في شمال العراق وتقول السلطات إنه نجم عن «ألعاب نارية» ومواد بناء سريعة الاشتعال.

الأسود والحزن يغطي ملامح وملابس المشيعيات فى قرقوش (أ.ف.ب)

قتل مائة شخص على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جرَّاء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء في قاعة الأعراس في قرقوش. وكان في القاعة التي لم تكن موافية لشروط السلامة نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وصباح الخميس، وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى محافظة نينوى، من أجل «زيارة المصابين وعائلات الضحايا» و«الوقوف على تداعيات حادث الحريق الأليم»، وفق بيان لمكتبه.

وفي كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قرقوش صباح الخميس، جلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية، وبدا الحزن والألم على وجوههن. على مقعد آخر عانقت امرأة رجلاً جالساً إلى جانبها لم يتمكّن من كبت دموعه.

سيدة تبكي وسط مشيعين وهم يحضرون قداساً لضحايا حريق قاعة الزفاف بكنيسة في قرقوش (أ.ف.ب)

من بين المشاركين أيضاً بعض الناجين منهم من ضمّدت يده المحروقة كما شاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. ووضعت صور الضحايا من أطفال ورجال ونساء حول مذبح الكنيسة.

سيدات يحملن صور من فقدوا في الحريق (أ.ف.ب)

ارتجف صوت نجيبة يوحنا البالغة 55 عاماً فيما عدّدت أسماء أقربائها الذين فقدتهم في الحريق. وتقول المرأة: «شعور لا يمكن وصفه، لا أعرف ماذا أقول، شعور قاسٍ جداً وألم حزين بقلبنا، هذه فاجعة لن تنّسى أبداً».

 

وزار البابا فرنسيس كنيسة الطاهرة في قرقوش في مارس (آذار) 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.

ومثل العديد من القرى والبلدات المسيحية في سهل نينوى، لحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم «داعش» في 2014.

وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة التنظيم المتطرف، لكنّ 26 ألف مسيحي عادوا إليها مذّاك وأعيد إعمارها تدريجياً.

مشيعون بجوار نعش أثناء جنازة ضحايا الحريق المميت في حفل زفاف بالحمدانية (رويترز)

وغالباً لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، مما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

وبحسب شهود عيان تحدّث إليهم وكالة الصحافة الفرنسية، فإنّ الحريق أتى على قاعة الزفاف بسرعة قياسية.

منظر عام للمبنى المتضرر بعد حريق مميت في حفل زفاف في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (رويترز)

وقال الدفاع المدني العراقي إن «معلومات أولية» تشير إلى أن سبب الحريق هو استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، ممّا أدّى إلى «اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر»، فضلاً عن استخدام مواد بناء «سريعة الاشتعال» و«مخالفة لتعلميات السلامة»، المنصوص عليها قانوناً، مما أسهم في زيادة شدّة الحريق.

مشيعون بجوار نعش أثناء جنازة ضحايا الحريق المميت في حفل زفاف بالحمدانية (رويترز)

وأوقفت القوات الأمنية العراقية 14 شخصاً «بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث»، وفق وزارة الداخلية.


بعد أسبوعين من المنع... إسرائيل تعيد السماح بسفر عمال غزة

شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز الذي أعيد فتحه إلى إسرائيل (رويترز)
شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز الذي أعيد فتحه إلى إسرائيل (رويترز)
TT

بعد أسبوعين من المنع... إسرائيل تعيد السماح بسفر عمال غزة

شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز الذي أعيد فتحه إلى إسرائيل (رويترز)
شرطي فلسطيني يدقق بوثائق العمال الفلسطينيين أثناء دخولهم معبر إيرز الذي أعيد فتحه إلى إسرائيل (رويترز)

أعادت السلطات الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، السماح بسفر عمال قطاع غزة إلى الضفة الغربية وداخل إسرائيل بعد أسبوعين من المنع على خلفية التوتر الميداني، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتوافد المئات من العمال الفلسطينيين إلى حاجز بيت حانون/إيرز منذ ساعات فجر اليوم فور الإعلان عن إعادة تشغيله بشكل طبيعي.

ومنعت السلطات الإسرائيلية سفر العمال عبر حاجز بيت حانون/إيرز الخاضع لسيطرتها منذ أسبوعين على خلفية تنظيم احتجاجات شعبية شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.

وبحسب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة، فإن الإجراء الإسرائيلي كان يكبّد القطاع الساحلي خسائر تتجاوز مليون دولار يومياً نتيجة منع نحو 19 ألف عامل من التوجه لمناطق عملهم داخل إسرائيل والضفة الغربية.

عمال فلسطينيون يدخلون معبر إيرز الذي أعيد فتحه مع إسرائيل (رويترز)

ويوم أمس، حذر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، من خطورة الوضع في قطاع غزة، وذلك بعد إجرائه مباحثات مع مسؤولين من حركة «حماس» في القطاع.

وقال وينسلاند، في بيان، إنه «يجب تجنُّب صراع آخر ستكون له عواقب وخيمة على الجميع» في ظل «تصاعد التوترات في غزة وما حولها»، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة «تتحدث وتعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحسين حياة الناس في غزة، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً».

وعادت الاحتجاجات الشعبية قرب السياج الفاصل بشكل يومي شرق قطاع غزة، وسط رصد لتصعيد تدريجي في حدة المواجهات.

وشنّ الجيش الإسرائيلي هجمات بالطائرات والمدفعية على مواقع رصد تابعة لحركة «حماس» على مدار الأيام الأخيرة على أطراف شرق قطاع غزة رداً على «أعمال الشغب».


تسمم 100 شخص في حفل زفاف بالعراق

مدينة كركوك (رويترز)
مدينة كركوك (رويترز)
TT

تسمم 100 شخص في حفل زفاف بالعراق

مدينة كركوك (رويترز)
مدينة كركوك (رويترز)

أعلنت دائرة صحة كركوك، مساء أمس (الأربعاء)، تسمم 100 شخص في حفل زفاف بقضاء الحويجة جنوب غربي المحافظة الواقعة شمال العراق.

وقالت صحة كركوك إن «100 شخص تناولوا طعام العشاء في حفل زفاف وتعرضوا للتسمم في الحويجة»، حسبما نقلت وكالة السومرية للأنباء.

وأضافت أن «50 شخصاً منهم تلقوا العلاج وغادروا المشفى»، مشيرة إلى أن «الباقين تحت العلاج ولا توجد بينهم حالات خطرة».

وعمّت مشاعر الحزن العراق، أمس، بعد فاجعة الحريق الذي شبّ في قاعة للأعراس بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.

وأسفر الحريق، الذي اندلع بسبب ألعاب نارية في القاعة، عن مقتل مائة شخص على الأقل، في بلدة قراقوش بقضاء الحمدانية، التي تقطنها غالبية مسيحية.


الحزن يعم العراق بعد «صدمة نينوى»


من مراسم جنازة ضحايا الحريق في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال العراق أمس (رويترز)
من مراسم جنازة ضحايا الحريق في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال العراق أمس (رويترز)
TT

الحزن يعم العراق بعد «صدمة نينوى»


من مراسم جنازة ضحايا الحريق في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال العراق أمس (رويترز)
من مراسم جنازة ضحايا الحريق في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال العراق أمس (رويترز)

عمّت مشاعر الحزن العراق، أمس، بعد فاجعة الحريق الذي شبّ في قاعة للأعراس بقضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.

وأسفر الحريق، الذي اندلع بسبب ألعاب نارية في القاعة، عن مقتل مائة شخص على الأقل، في بلدة قراقوش بقضاء الحمدانية، التي تقطنها غالبية مسيحية.

وتضاربت أرقام الحصيلة النهائية للضحايا حتى الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي؛ أي بعد نحو 20 ساعة من لحظة وقوع الحريق. فقد قال وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، إن آخر إحصائية سجلتها مديرية الصحة في نينوى هي 93 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب، فيما أشارت تقارير طبية محلية إلى أن عدد القتلى قد يفوق 120 شخصاً فقدوا حياتهم جراء الحروق الشديدة أو الاختناق، بينما يقول أطباء من مستشفى الموصل إنه تم استقبال عشرات الأطفال المتوفين خلال الليل. واستغرق الأمر من رجال الدفاع المدني ساعات طويلة للبحث عن المفقودين بين الحطام، وشوهد بعضهم عالقاً بين طاولات متفحمة.

وبينما فتحت السلطات تحقيقاً، ذكرت وزارة الداخلية أن التقرير الأولي يشير إلى أن الحادث ليس جنائياً، وإنما يتعلق بـ«فقدان إجراءات السلامة والأمان». وقال ضابط في الدفاع المدني، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يزال هناك مفقودون من الأطفال تحت الركام». كما صرح ضابط رفيع بأن «قوة أمنية خاصة تابعت مالك القاعة، وتحفظت عليه للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية، فيما اعتقلت قبل ذلك 4 أشخاص كانوا يشرفون على تنظيم حفل الزفاف». وفي وقت لاحق، أعلن «مجلس أمن كردستان» المعروف باسم «الأسايش»، عن إلقاء القبض على مالك قاعة «الهيثم» للمناسبات، على خلفية دعوى قضائية بتهمة مخالفة إجراءات السلامة والتسبب في الحريق.

وأعلنت الحكومة العراقية الحداد العام لمدة 3 أيام على الضحايا، بعدما أعلن محافظ نينوى، نجم الجبوري، الحداد لمدة أسبوع وتأجيل الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف إلى إشعار آخر.

وقدمت وزارة الخارجية السعودية التعازي، وعبّرت عن مواساتها لذوي الضحايا، والتضامن مع العراق وشعبه. وتمنّت الشفاء العاجل للمصابين.

بدورها، عبّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، عن تعازيها، وقالت إنها تقف «إلى جانب جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية».


انفجار شمال غرب غزة... والجيش الإسرائيلي ينفي شن غارة

قوات إسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

انفجار شمال غرب غزة... والجيش الإسرائيلي ينفي شن غارة

قوات إسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)

نفى الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بعد تقارير عن غارة استهدفت موقعاً عسكرياً تابعاً لـ«حماس» شمال غربي القطاع.

وكانت «وكالة أنباء العالم العربي» نقلت عن شهود عيان، قيام طائرة استطلاع إسرائيلية بإطلاق صاروخين على موقع عسكري تابع لحركة «حماس». وقالت القناة الـ«12» الإسرائيلية إن «طائرة هليكوبتر حربية شنت غارات في غزة، رداً على الأحداث عند الحدود».

لكن الجيش الإسرائيلي قال في وقت لاحق إنه لا يعرف بعد ماهية الانفجار. وقال شهود عيان في موقع الحدث إن الانفجار مجهول المصدر تزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «من المحتمل أن تكون التقارير عن الهجوم قد جاءت نتيجة انفجار وقع بالقرب من موقع «بدر» التابع لـ«حماس» في نفس الوقت الذي كانت فيه طائرة هليكوبتر تحلق في المنطقة».

وفي وقت سابق، اليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة إصابة فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي شرق القطاع.


تعاطف عربي ودولي مع ضحايا قاعة نينوي

TT

تعاطف عربي ودولي مع ضحايا قاعة نينوي

رجال الإطفاء يتفقدون الأضرار في قاعة مناسبات بعد اندلاع حريق خلال حفل زفاف في الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يتفقدون الأضرار في قاعة مناسبات بعد اندلاع حريق خلال حفل زفاف في الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (أ.ف.ب)

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن خالص تعازي وصادق مواساة المملكة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية العراق جراء وفاة وإصابة عددٍ من الأشخاص، بسبب وقوع حريق في إحدى قاعات الأفراح بمحافظة نينوى.

وعبَّرت الوزارة عن تضامن السعودية مع العراق وشعبها الشقيق جراء هذا الحادث المؤلم، مع خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

كما عبّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، عن تعازيها، وقالت: «نقف جنباً إلى جنب مع جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية».

ونشرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تغريدة تعبر عن الشعور «بالصدمة والألم»، بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الحادث الذي وصفته بأنه «مأساة هائلة».

كما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى العراق في تغريدة: «تعازينا الحارة لأهالي الحمدانية في أعقاب حادث الحريق المأساوي. قلوبنا مع العائلات المتضررة من هذه الخسارة المدمرة. نعلن تضامننا مع العراق، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن مصر تعرب عن خالص تعازيها «وتضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة، حكومة وشعباً، إثر حادث الحريق المروع الذي اندلع بمحافظة نينوى، الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين».

أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم (الأربعاء)، عن مواساته للعراق في الضحايا. وقال في برقيتي عزاء لرئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، اليوم: «بمشاعر الحزن والمواساة تلقينا نبأ الفاجعة الأليمة التي أصابت العراق جراء الحريق المروّع».

وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه للسلطات العراقية، بحسب بيان لـ«الكرملين».

وتقدم أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتعازي لرئيس وزراء العراق وللعراقيين «للأرواح التي فُقِدت في الحريق المروع بنينوى». وأبدى في تغريدة التعاطف مع عائلات الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وتقدمت كذلك المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بالتعازي في الحادث، مشددةً على «ضرورة قيام الجهات المختصة بتسخير كافة الجهود والإمكانات لتقديم المساعدة الممكنة للضحايا وذويهم وفتح تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة المقصرين».

وأضافت: «نشدد على أهمية قيام دوائر الدفاع المدني والمساندة لها باتخاذ إجراءات صارمة بحق كافة المباني العامة والخاصة التي تخلو من شروط السلامة والأمان لمنع تكرار مثل هذه الحوادث».

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن تعازيه لحكومة وشعب العراق، معلناً استعداد الدوائر الصحية والطبية الإيرانية لمعالجة المصابين، وفق ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن الإعلام الإيراني.


أكبر ائتلاف سياسي في العراق يقدم تطمينات جديدة للكويت بشأن خور عبد الله

اجتماع للإطار التنسيقي وحلفائه الشهر الماضي (مكتب رئيس الوزراء العراقي)
اجتماع للإطار التنسيقي وحلفائه الشهر الماضي (مكتب رئيس الوزراء العراقي)
TT

أكبر ائتلاف سياسي في العراق يقدم تطمينات جديدة للكويت بشأن خور عبد الله

اجتماع للإطار التنسيقي وحلفائه الشهر الماضي (مكتب رئيس الوزراء العراقي)
اجتماع للإطار التنسيقي وحلفائه الشهر الماضي (مكتب رئيس الوزراء العراقي)

غداة إعلان «الإطار التنسيقي»، كتلة القوى الشيعية في البرلمان العراقي، التزامه القرارات الدولية ومنها القرارات التي تتعلق بالعلاقة مع الكويت، أكد «ائتلاف إدارة الدولة» التزامه بالقرارات ذاتها؛ ومنها القرارات الأممية.

وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد هو الآخر التزام العراق بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالعلاقة مع الكويت، ومنها ما يتعلق باتفاقية خور عبد الله.

واستضاف السوداني على مدى يومين لقاءين لكل من قيادات «الإطار التنسيقي» الشيعي الذي ينتمي إليه بشأن ملابسات العلاقة مع الكويت، خصوصاً بعد قرار المحكمة الاتحادية بشأن اتفاقية خور عبد الله.

ومن أصل 329 نائباً في البرلمان العراقي، يتكون «ائتلاف إدارة الدولة» من 280 نائباً. وهم يمثلون قوى «الإطار التنسيقي» الشيعي وقوى سنية وكردية.

وجدد البيان الصادر من اجتماع «ائتلاف إدارة الدولة» مساء الثلاثاء التأكيد على احترام وحدة أراضي الكويت وحل المشكلات بالوسائل السلمية.

وتناول الاجتماع العلاقات العراقية - الكويتية في ضوء التطورات المتعلقة بملفّ الحدود البحرية بين البلدين، وما خلفته «سياسات النظام البائد»، على حد وصفه.

وفي هذا السياق، ووفق البيان، فقد تم التأكيد على أن «العراق يحكمه دستور يرتكز على مبدأ الفصل بين السلطات»، مشددين في الوقت ذاته على «رفض الأساليب التي استخدمها النظام السابق في التعامل مع دول الجوار وملف العلاقات الدولية، التي كلفت العراق أثماناً باهظة». وخلص الاجتماع إلى أنّ العراق «يحترم سيادة ووحدة أراضي دولة الكويت، وملتزم بجميع اتفاقاته الثنائية مع الدول، وبقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما فيها القرار رقم (833) الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي الصادر في مايو (أيار) 1993 وصادقت عليه الحكومة العراقية حينذاك».

وكان سبق اجتماع «ائتلاف إدارة الدولة» اجتماع قوى «الإطار التنسيقي»، الذي أكد بدوره احترامه سيادة الكويت والالتزام بالقرارات الدولية خصوصاً قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالعلاقة العراقية ـ الكويتية.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أكد في تصريحات صحافية أنه أكد «لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد خلال لقائهما في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي موقف الحكومة العراقية، وأعربتُ عن رغبة العراق في مواصلة عمل اللجان المشتركة، وأن تكون هناك زيارات متبادلة مستمرة بين المسؤولين والخبراء في البلدين بجميع المجالات، لتعزيز مستويات التعاون وبناء الثقة».

تعليق أم إلغاء؟

ولم يتطرق كل من «الإطار التنسيقي» و«ائتلاف إدارة الدولة» إلى قرار المحكمة الاتحادية بشأن اتفاقية خور عبد الله. و تعد قرارات المحكمة الاتحادية باتة وقاطعة على جميع السلطات.

وأبقت المحكمة الاتحادية الباب مفتوحاً حيال الاتفاقية؛ الأمر الذي أتاح لأكبر «ائتلاف سياسي» التأكيد على احترام العراق للاتفاقات الدولية، ومنها اتفاقية خور عبد الله، وهو ما قد يفتح باب الجدل من جديد بشأن ما إذا كانت الحكومة العراقية والائتلاف السياسي البرلماني الذي يقف خلفها سوف يتحدى قرار المحكمة.

يذكر أن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قد أكد هو الآخر «احترام العراق سيادة الكويت تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً»، عقب لقائه نائب السفير الكويتي لدى بلاده فهد الفضلي في العاصمة بغداد.

وذكر الأعرجي أن «التفاهم والحوار هو السبيل لحل جميع القضايا، وفق مبدأ حسن الجوار ومن خلال اللجان القانونية المختصة»، مشيراً إلى أن اللقاء بين السوداني والنواف في نيويورك، «أثبت موقف المحبة والاحترام تجاه الكويت»، مضيفاً أنه ناقش مع الفضلي «تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك».


واشنطن تحذر من الاستيطان لأنه «يقوّض» جدوى حل الدولتين

المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد تتحدث في مجلس الأمن
المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد تتحدث في مجلس الأمن
TT

واشنطن تحذر من الاستيطان لأنه «يقوّض» جدوى حل الدولتين

المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد تتحدث في مجلس الأمن
المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد تتحدث في مجلس الأمن

عبرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن «قلق بالغ» لدى إدارة الرئيس جو بايدن من «مستويات العنف» في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«الامتناع» عن توسيع المستوطنات وإنشاء المزيد منها على الأراضي المحتلة؛ لأنها «تقوض الجدوى الجغرافية لحل الدولتين»، في موقف يتوافق مع تأكيد الأمم المتحدة أن الاستيطان يتعارض مع القانون الدولي.

المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (الأمم المتحدة)

وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أفادت خلال جلسة لمجلس الأمن، الأربعاء، بأن بلادها «ستستمر في اتخاذ خطوات تهدف إلى تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، معبرة عن «قلق عميق إزاء مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة». وقالت إن «الارتفاع الحاد في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون ضد الفلسطينيين أمر مثير للقلق العميق أيضاً»، داعية إلى «محاسبة جميع مرتكبي أعمال العنف ضد المدنيين، سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين».

معارضة الاستيطان

وقالت غرينفيلد: «لا يخطئن أحد، فإن توسيع المستوطنات يقوض الجدوى الجغرافية لحل الدولتين، ويؤدي إلى تفاقم التوترات، ويضر بالثقة بين الطرفين»، معلنة أن «الولايات المتحدة تعارض بشدة تطوير المستوطنات، وتحض إسرائيل على الامتناع عن هذا النشاط». ورحبت بـ«المشاورات الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين والشركاء الإقليميين، والتي تهدف إلى عقد اجتماع قريباً».

فلسطيني وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع أطلقه الأمن الإسرائيلي خلال مظاهرة ضد المستوطنات في قريوت قرب نابلس (أ.ب)

حول التطبيع

وأضافت أنه «بينما نتحدث الآن، تعمل الجهات الفاعلة، بما في ذلك إيران و(حزب الله)، على تقويض السلام والاستقرار في المنطقة». وإذ ذكرت بتجديد مهمة القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، «اليونيفيل» أخيراً، أكدت أن «الولايات المتحدة، باعتبارها شريكاً ثابتاً للبنان، تدعو الحكومة (اللبنانية) إلى اتخاذ خطوات إضافية لضمان التنفيذ الكامل» لقرار مجلس الأمن في شأن «اليونيفيل». وأكدت أن تصويت الولايات المتحدة لتجديد مهمة القوة «لم يغير أي جانب آخر من سياسة الولايات المتحدة، بما في ذلك ما يتعلق بوضع مرتفعات الجولان»، موضحة أن «سياستنا في هذا الصدد لم تتغير منذ عام 2019». وأعلنت دعم الولايات المتحدة لـ«الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها والدول الأخرى في المنطقة»، آملة في أن «يتم قريباً» عقد اجتماع وزاري لـ«تعزيز مبادرات التكامل الإقليمي».

الموقف الأممي

أما وينسلاند فقدم تقريراً شفهياً لأعضاء المجلس عن تنفيذ القرار 2334 لعام 2016، مذكراً بأن المستوطنات الإسرائيلية تشكل «انتهاكاً صارخاً بموجب القانون الدولي»، ومطالباً إسرائيل بـ«وقف كل النشاطات الاستيطانية»، بما في ذلك الخطوات المعلنة في 7 أغسطس (آب) الماضي، في شأن المضي في خطط بناء ألفي وحدة سكنية في مستوطنتي نوف تسيون وراموت ألون في القدس الشرقية، فضلاً عن الخطط التي أعلنتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 11 سبتمبر (أيلول) لبناء مستوطنة جديدة بأم «كيدمات صهيون» في حي رأس العمود بالقدس الشرقية، محذراً من أن «المستوطنات تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين». وحض إسرائيل على «وقف عمليات الإخلاء وهدم المباني الفلسطينية».

طريق يربط حي بيت حنينا العربي في القدس الشرقية بالقدس الغربية مهجور قبل يوم الغفران (أ.ف.ب)

كما دعا وينسلاند إلى تطبيق القرار 2334 لجهة «اتخاذ خطوات فورية لمنع العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال الإرهابية»، داعياً الطرفين إلى «الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية»، مندداً بأعمال العنف ضد المدنيين من كل الأطراف، بما في ذلك أعمال الإرهاب، مشيراً إلى «ورقة حقائق أصدرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في 21 سبتمبر إلى أن عنف المستوطنين تزايد في الضفة الغربية على مدى السنوات الماضية».

وقدم المبعوث الدولي تحديثاً حول الأحداث العنيفة في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل، موضحاً أن 184 فلسطينياً قتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال عام 2023، وهو رقم يتجاوز «حصيلة القتلى السنوية على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عام 2005». وطالب قوات الأمن الإسرائيلية بـ«ممارسة ضبط النفس والتزام مبادئ التناسب والتمييز أثناء عملياتها في الضفة الغربية».

الجهود العربية والسعودية

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يلتقي سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين نايف بن بندر السديري، في رام الله (د. ب. أ)

وبعد عرض للأحداث والمواقف بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ذكر بأن القرار 2334 دعا كل الدول إلى «التمييز، في تعاملاتها ذات الصلة، بين أراضي دولة إسرائيل والأراضي المحتلة منذ عام 1967»، مشيراً إلى قرار وزارة الخارجية الأميركية في 26 يونيو (حزيران) الماضي، حين عممت توجيهات السياسة الخارجية لتنصح الوكالات التابعة لها بـ«الانخراط في تعاون علمي وتكنولوجي ثنائي مع إسرائيل في المناطق الجغرافية التي أصبحت تحت إدارة إسرائيل بعد 5 يونيو 1967»، مؤكداً أن هذه التوجيهات «لا تتفق مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة». ولفت إلى أنه «في 12 أغسطس الماضي، عينت المملكة العربية السعودية سفيراً لدى دولة فلسطين وقنصلاً عاماً في القدس للمرة الأولى منذ عام 1947»، مضيفاً أنه «في 18 سبتمبر، عقدت المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع مصر والأردن، اجتماعاً وزارياً لمناقشة السبل العملية لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط». وأكد أنه «ليس هناك بديل عن عملية سياسية مشروعة من شأنها أن تحل القضايا الأساسية التي تحرك النزاع».

الوضع التاريخي

وخلال كلمات أعضاء المجلس، شددوا على «أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس والامتناع عن الاستفزازات والخطابات التحريضية»، في أعقاب التقارير التي تفيد بأن أعداداً كبيرة من المتعبدين اليهود دخلوا موقع الحرم الشريف في القدس يومي 17 سبتمبر و24 منه، مشيرين إلى إصدار دول عربية، بما في ذلك عضو المجلس الإمارات العربية المتحدة، بيانات حول هذه الحوادث، للتنديد بـ«اقتحام ساحات المسجد الأقصى من قبل متطرفين بحماية الشرطة الإسرائيلية».


لجنة برلمانية تدعو لإيقاف معونة السوريين بلبنان ومساعدتهم في بلدهم

مخيم للنازحين السوريين قرب مدينة زحلة بالبقاع اللبناني عام 2020 (إ.ب.أ)
مخيم للنازحين السوريين قرب مدينة زحلة بالبقاع اللبناني عام 2020 (إ.ب.أ)
TT

لجنة برلمانية تدعو لإيقاف معونة السوريين بلبنان ومساعدتهم في بلدهم

مخيم للنازحين السوريين قرب مدينة زحلة بالبقاع اللبناني عام 2020 (إ.ب.أ)
مخيم للنازحين السوريين قرب مدينة زحلة بالبقاع اللبناني عام 2020 (إ.ب.أ)

استحوذت قضية النازحين السوريين على جزء كبير من مناقشات جلسة لجنة الإدارة والعدل النيابية التي دعا رئيسها النائب جورج عدوان (في حزب القوات اللبنانية) إلى إيقاف المساعدات للسوريين في لبنان ومساعدتهم في بلدهم، معلنا أنه يتم العمل على قوانين تشدد من خلالها العقوبات على كل من يوظف أو يُسكن سورياً ليس لديه إجازة عمل في لبنان.

وبعد الجلسة، قال عدوان في مؤتمر صحافي إن «اللجنة أنهت في جلستها دراسة اقتراح قانون مكتومي القيد، وتضمينه كل الضوابط لجهة الحصول على الجنسية وأهمها الخضوع لفحص الحمض النووي».

وأشار إلى أن «ملف السوريين الموجودين في لبنان استحوذ بشكل كبير على مناقشات اللجنة وهو بات محطة أسبوعية نعمل عليها في جلستنا ونلاحقها».

وقال: «كل مدة نسمع بكلام لمسؤول في الخارج، آخر هذه التصريحات ما قاله المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية بالأمس إن الظروف غير مواتية لعودة السوريين إلى بلدهم، ونحن نقول بدورنا: هذه التصريحات غير صحيحة ولا نأخذ بها، ونتمنى على هؤلاء المسؤولين إن كانوا يعتبرون أن الظروف غير مواتية لعودة السوريين، وبانتظار أن تصبح مواتية فليستضيفوا هم السوريين في بلدهم، والأهم ليتوقفوا عن تقديم المساعدات للسوريين في لبنان، وإن أرادوا مساعدتهم فعلاً، فليساعدوهم في سوريا أو ليأخذوهم إلى بلدهم».

رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان (إكس)

وأضاف: «أما أن تستمر مساعداتهم للسوريين داخل لبنان مع كل ما يتأتى عن ذلك من مشكلات اقتصادية أمنية واجتماعية وديموغرافية، فنحن نقول إنه لم يعد باستطاعتنا أن نتحمل هذا الموضوع».

وانتقد عمل الحكومة والأجهزة الأمنية والقضاء في هذا الإطار، قائلا «الحكومة حتى اليوم ورغم كل طلباتنا هي متقاعسة، الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها كاملاً كما يجب، والقضاء الذي يعود ويترك أي شخص يتم توقيفه يخالف واجباته بتطبيق القوانين».

وأكد عدوان أن «اللجنة بحثت في جلستها الأربعاء في أمور عملية، وهي طلبت من الحكومة أولاً معرفة تفاصيل توقيع وزير الداخلية عام 2016 مذكرة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعطي إفادات سكن للسوريين في لبنان». وقال: «فوراً لا بد للحكومة أن تطلب وقف العمل بهذه المذكرة وتلغي كل إفادات السكن التي أعطيت سابقاً، ونحن نعتبر أن الاتفاقية الوحيدة المعنيين بها هي الموقعة عام 2003 مع الأمن العام اللبناني وهي اتفاقية رسمية وتنص على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء».

وأعلن أن «اللجنة تعمل على قوانين تشدد من خلالها العقوبات على كل من يوظف أو يُسكن سورياً ليس لديه إجازة عمل في لبنان، وهنا سنشدد على أي مختار أو موظف رسمي يقدم إفادة كاذبة تسمح بالحصول على أوراق رسمية قانونية، وهذا كله سيترجم في اقتراحات قوانين سريعة لتشديد العقوبات».

وشدد عدوان على «أهمية سرعة تطبيق هذه القوانين على الجميع، مواطنين أفرادا ومؤسسات جهات أمنية وغيرها، وهذا التشدد يهدف لأن يكون السوري في بلده ومن يريد مساعدته فليساعده في سوريا».

وتحدث عن تمويل الجمعيات قائلا: «أما بالنسبة لتمويل الجمعيات التي (فرخت) فجأة وبلغ عددها 9000 جمعية، وجميعها تحصل على أموال في هذا الإطار من الخارج ويصرفون أموالهم على السوريين في لبنان، هؤلاء جميعاً يجب أن يخضعوا لضوابط قانونية ورقابية، فموضوع تمويل السوريين في لبنان يجب أن يتوقف، موقف نقوله علانية من دون أن نخجل».

ووصف عدوان هذا الموضوع بـ«الوطني» مشددا على أنه «على الأجهزة الأمنية والقضاء أن تقوم بدورها وأن يكون أولوية الحكومة المطلقة».

وتحظى قضية النازحين السوريين في الفترة الأخيرة باهتمام واسع في لبنان حيث تجمع مختلف الأطراف اللبنانية على ضرورة إيجاد حل لها والبدء بإعادتهم إلى سوريا وهو ما يلقى رفضا من المجتمع الدولي. لكن من الناحية العملية لم يسجل خطوات عملية لافتة في هذا الإطار لا سيما فيما يتعلق بالتواصل مع النظام السوري، في وقت تقوم القوى الأمنية والجيش اللبناني بحملات لتوقيف الهاربين غير الشرعيين إلى داخل لبنان ويعلن بشكل يومي عن توقيف العشرات منهم.

مع العلم بأن حكومة تصريف الأعمال كانت قد أعلنت عن إجراءات لمواجهة أزمة النزوح السوري وقررت تشكيل وفد وزاري لزيارة سوريا لمتابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب.

وشملت تلك القرارات ضبط الحدود البرية والبحرية وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي، وتكوين قاعدة بيانات عنهم، وإزالة التعديات والمخالفات على البنى التحتية الموجودة في أماكن إقامة النازحين.