أركادي روتنبرغ: صديق بوتين بالجودو الذي أصبح مليارديراً

صورة تجمع (من اليسار) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجل الأعمال أركادي روتنبرغ (kremlin.ru).
صورة تجمع (من اليسار) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجل الأعمال أركادي روتنبرغ (kremlin.ru).
TT

أركادي روتنبرغ: صديق بوتين بالجودو الذي أصبح مليارديراً

صورة تجمع (من اليسار) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجل الأعمال أركادي روتنبرغ (kremlin.ru).
صورة تجمع (من اليسار) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجل الأعمال أركادي روتنبرغ (kremlin.ru).

منذ أن كان يتردّد على نادي لينينغراد للفنون القتالية، عندما كان مراهقاً مع فلاديمير بوتين، وصولاً إلى أعلى درجات السلطة، يُعدّ أركادي روتنبرغ أكثر رجال الأعمال إخلاصاً في الدّائرة المحيطة بالرئيس الروسي، مستفيداً من صعود صديقه بوتين في السّلّم السّياسي ليجد روتنبرغ نفسه بين أعظم أثرياء روسيا، وفق ما أفاد به تقرير لمجلّة «لو بي إس» الفرنسيّة.

صداقة قديمة

أشار التّقرير إلى أنّ الصّداقة بين الرّجلين عمرها ما يقرب من ستين عاماً، منذ بدأ الشابان التدرّب في مركز فنون الدفاع عن النفس ذاته في عام 1964، وكان بوتين يبلغ من العمر 12 عاماً، وروتنبرغ 13 عاماً، ففي هذا النادي، مارس الطفلان الجودو وأيضاً السامبو، وهو فن قتالي روسي مزيج محلي من الرياضات القتالية المخصصة للدفاع عن النفس، وحصلا معاً على الحزام الأسود، واستمرّا خلال رحلتهما طوال الستين سنة الماضية في علاقة ولاء صلبة ومتبادلة.

عند عودته إلى لينينغراد، أُعاد الكولونيل فلاديمير بوتين، الذي كان في مهمة في دريسدن بألمانيا الشرقية عندما سقط جدار برلين، الاتصال بأركادي روتنبرغ الّذي كان قد أصبح مدرّب رياضة، والّذي سيصبح شريكه في الجودو، وحليفه في مجال الأعمال، وأوّل داعم لبوتين في السياسة.

انطلاقة نحو الثّروة

في عام 1998، افتتح روتنبرغ ناديه الرياضي الخاص في مسقط رأسه، فكانت خطوته الأولى على طريق الثروة، فإذا لم يقدّم هذا النادي كثيرا من المال لمؤسسه، فسيصبح من ناحية أخرى مكاناً رئيسياً لاجتماعات العمل في المدينة، وسيكون بوتين رئيساً فخرياً للنادي، في وقتٍ عَمِلَ بوتين في مكتب رئيس بلدية سانت بطرسبرغ، ثمّ انضمّ للتو إلى مكتب الرئيس بوريس يلتسين في موسكو ليصل إلى أعلى منصب في السلطة في روسيا عام 2000.

لم ينس فلاديمير بوتين الرئيس الجديد للاتحاد الروسي أصدقاءه السابقين في ليننغراد السابقة (سانت بطرسبرغ حالياً)، خاصة أركادي روتنبرغ وشقيقه بوريس.

تؤكد الصّحافية الاستقصائيّة والكاتبة البريطانيّة كاثرين بيلتون (التي عملت مراسلة في موسكو) في كتابها «رجال بوتين» الصادر هذا العام (2022)، أنّ الأخوين روتنبرغ أسّسا لأوّل مرّة بنك SMP في عام 2001، ثم ارتقيا بعد ذلك من خلال الاستحواذ على العديد من شركات البناء من شركة غازبروم العملاقة في عام 2009، ولم يكن لدى الثنائي الوسائل اللازمة لعمليات الاستحواذ هذه، لكنّ فلاديمير بوتين التمس الأوليغارشي سيرجي بوجاتشيف الذي دفع المبلغ لصالح الأخوين روتنبرغ.

تعزيز ثروة روتنبرغ تحت مظلّة بوتين

بفضل شركتهما الجديدة Stroigazmontazh، وحاميهما بوتين، لن يحتاج رجلا الأعمال روتنبرغ قريباً إلى أيّ شخص للمساعدة، فعقود الدولة الموكلة إليهما تصل قيمتها إلى المليارات.

قدّرت وكالة بلومبرغ عام 2013 أنّ شركات أركادي روتنبرغ تلقّت حوالي 7.4 مليار دولار من العقود وحدها لأعمال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، والتي أُقيمت في عام 2014.

ولفت التّقرير إلى أنّ الشكوك تزداد أكثر فأكثر عن المستفيد الحقيقي من ثروة الملياردير روتنبرغ، فيتساءل البعض عن المبالغ التي سيدفعها أركادي روتنبرغ لفلاديمير بوتين، وذهب آخرون إلى حدّ رؤية مدرّب الجودو السابق أنّه مجرّد وكيل يعمل لحساب الرئيس بوتين.

معاً في مواجهة العقوبات

عندما قرّرت الحكومة الأميركية الرّد بعقوبات اقتصادية على روسيا على خلفيّة ضمّها شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) عام 2014، واستهدفت الدائرة الأقرب إلى سيّد الكرملين، لم يُفاجأ أحدٌ برؤية اسم أركادي روتنبرغ في أوّل عشرين اسماً على لائحة العقوبات.

ومرة أخرى، يأتي فلاديمير بوتين لمساعدة صديقه روتنبرغ الذي فقد الملايين من الدولارات مع وضع اليد على ممتلكاته نتيجة العقوبات، خاصة في إيطاليا حيث يمتلك عقارات عدّة، فأقرّ مجلس الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، قانوناً يهدف إلى تعويض الدولة رجال الأعمال الذين صودرت أصولهم في الخارج بعد العقوبات الغربية، وهو قانون لا يتردّد الإعلام في تعميده «قانون روتنبرغ»، حسب التقرير.

في عام 2015، خاطر رجل الأعمال روتنبرغ بتعزيز العقوبات الدوليّة ضدّه مع موافقته على بناء جسر لربط شبه جزيرة القرم بالساحل الروسي، بعد ضمّ روسيا شبه الجزيرة، ومع ذلك، فإنّ عقد 228 مليار روبل (3.65 مليون يورو تقريباً) مع شركة روتنبرغ لبناء الجسر «لا يمكن اعتباره دعماً للدولة» (بمعنى استفادة روتنبرغ مالياً بشكل كبير)، كما تؤكّد مجلّة «فوربس».

عرفان بالجميل

بعد إنجاز روتنبرغ للجسر الّذي ربط القرم بالساحل الروسي، ومع استمرار علاقة التعاون الوطيدة بين الرجلين، منح الرئيس بوتين روتنبرغ ميدالية «أبطال العمل» الروسية في مارس 2020 تكريماً له، كما أمطرت العقود الحكوميّة الجديدة على روتنبرغ حتى دون إجراء مناقصات، فكُلّفت شركاته بتوسيع مطار شيريميتيفو الدولي في موسكو، وبمشاريع على امتداد روسيا.

وحصلت دار نشر أركادي روتنبرغ على حقّ نشر ملايين الكتب المدرسية، وهي قضية حسّاسة أخرى في «روسيا الجديدة» في عهد فلاديمير بوتين.

وفي عام 2016، وزّعت دار النشر نفسها كتاباً تعليمياً بعنوان «فن الجودو» على سبعة ملايين تلميذ، شارك في كتابته «فلاديمير بوتين وأركادي روتنبرغ».

وأفاد التّقرير بأنّ العلاقة بين الرجلين ما زالت وطيدة رغم وضع العقوبات الغربيّة يدها على أملاك لروتنبرغ تساوي ملايين الدولارات على خلفيّة غزو روسيا لأوكرانيا، وأشار إلى أنّ هذه الخسائر بالنّسبة لروتنبرغ هي قليلة جداً مقارنة مع المكافآت التي حصل عليها، كشكر لولائه لرجل الكرملين القوي.


مقالات ذات صلة

بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

يوميات الشرق بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

بعد أقل من شهر... قطب الإعلام روبيرت موردوك يفسخ خطوبته

فسخ الملياردير روبيرت موردوك، صاحب مجموعة «نيوز كورب» الإعلامية العملاقة، خطوبته، بعد أقل من شهر على إعلانه، عبر الصحافة، عقدها، وفق ما ذكرت مجلة «فانيتي فير» الأميركية، أمس الثلاثاء. وكان مقرراً أن يتزوج قطب الإعلام، البالغ 92 عاماً، المولود في أستراليا، والحائز الجنسية الأميركية منذ عام 1985، من آن ليزلي سميث؛ وهي مرشدة دينية سابقة لدى شرطة لوس أنجليس تبلغ 66 عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقد روى، في تصريحات أدلى بها، الشهر الماضي، لصحيفة «نيويورك بوست»، إحدى المطبوعات التي يملكها، أنه طلب يدها للزواج، في يوم عيد القديس باتريك، في 17 مارس (آذار). لكنّ مجلة «فانيتي فير» نقلت، عن مق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق من هو برنار أرنو الذي أصبح أغنى رجل في العالم؟

من هو برنار أرنو الذي أصبح أغنى رجل في العالم؟

أصبح الفرنسي برنار أرنو، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton»، الآن أغنى شخص في العالم ليحل محل الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بزيادة قدرها 53 مليار دولار في صافي ثروته في الأشهر الـ12 الماضية، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي». ووفقاً لقائمة «فوربس»، يبلغ صافي ثروة برنارد أرنو الآن 228.1 مليار دولار أميركي، اعتباراً من 5 أبريل (نيسان). وهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton» منذ عام 1989.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق إيلون ماسك يفقد صدارة قائمة «فوربس» السنوية لأغنى رجال العالم

إيلون ماسك يفقد صدارة قائمة «فوربس» السنوية لأغنى رجال العالم

فقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك رسمياً مركزه في صدارة قائمة «أغنى رجال العالم» السنوية التي تُصدرها مجلة «فوربس». وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد احتل المركز الأول بالقائمة برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش LVMH» الفاخرة، والذي زادت ثروته الصافية بأكثر من 50 مليار دولار في العام الماضي إلى 211 مليار دولار. أما ماسك، فقد انخفضت ثروته بـ39 مليار دولار العام الماضي لتصل إلى 180 مليار دولار. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خسر ماسك لقب أغنى رجال العالم في قائمة «المليارديرات في الوقت الفعلي» التابعة لـ«فوربس»، والتي يتم تحديثها يومياً، حيث أصبح أول شخص يخسر 200 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أغنى رجل في الهند غوتام أداني (أ.ف.ب)

أغنى رجل في الهند يخسر 100 مليار دولار في أقل من أسبوع... والسبب؟

شهد أغنى رجل في الهند تقلص ثروته بمليارات الدولارات في أقل من أسبوع. عانى غوتام أداني، رئيس تكتل «أداني إنتربرايسيس»، من خسارة شركاته السبع المدرجة في البورصة لما لا يقل عن 100 مليار دولار (81 مليار جنيه إسترليني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». في 25 يناير (كانون الثاني)، نشرت شركة «هيندنبورغ ريسيرش» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تقريراً من 100 صفحة عن مجموعة أداني، متهمة إياها بـ«تنفيذ أكبر خدعة في تاريخ الشركات». بعد تحقيق دام عامين، اتهم التقرير المجموعة بالتلاعب في الأسهم والاحتيال المحاسبي.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق الفنانة تايلور سويفت وقطتها أوليفيا (إنستغرام)

بـ97 مليون دولار... قطة تايلور سويفت ثالث أغنى حيوان أليف في العالم

صنّف تقرير جديد، صادر عن «أول أباوت كاتس»، قطة الفنانة الشهيرة تايلور سويفت، واسمها أوليفيا بنسون، ثالث أغنى حيوان أليف في العالم بثروة صافية قدرها 97 مليون دولار. وُضعت قائمة أغنى الحيوانات الأليفة في العالم باستخدام تحليلات «إنستغرام» لكل حيوان، مثل عدد المتابعين والإعجابات ومعدلات المشاركة ومقدار ما يمكنهم تحقيقه من كل منشور على المنصة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». وأوليفيا بنسون، صديقة تايلور سويفت ذات الفراء، تأتي في المركز الثالث في القائمة بصافي ثروة هائلة تبلغ 97 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

في يوم الانتخابات الأميركية... حلقة من «عائلة سمبسون» بثت عام 2000 تعود إلى الواجهة

صورة مثبتة من حلقة بارت إلى المستقبل لليزا رئيسة أميركا وبجانبها بارت
صورة مثبتة من حلقة بارت إلى المستقبل لليزا رئيسة أميركا وبجانبها بارت
TT

في يوم الانتخابات الأميركية... حلقة من «عائلة سمبسون» بثت عام 2000 تعود إلى الواجهة

صورة مثبتة من حلقة بارت إلى المستقبل لليزا رئيسة أميركا وبجانبها بارت
صورة مثبتة من حلقة بارت إلى المستقبل لليزا رئيسة أميركا وبجانبها بارت

في عالم الثقافة الشعبية، ثبت أن برنامج «عائلة سمبسون» (The Simpsons) يتمتع بقدرة خارقة على التنبؤ بالمستقبل.

ومع انطلاق السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، عاد مقطع انتشر على نطاق واسع مرات عدة من قبل يطمئن المعجبين بالمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قد تكون الفائزة في هذه الانتخابات، بحسب تقرير لشبكة «أورونيوز».

وأصبح المسلسل الكوميدي الكرتوني«The Simpsons» سيئ السمعة، بسبب دقة بعض حلقاته ونكاته بشكل مخيف. ويختار البعض الاعتقاد بأن لديه قوة «تنبؤ» أغرب من الخيال.

وربما كان التنبؤ الأكثر شهرة هي حلقة عام 2000 «بارت إلى المستقبل»، (Bart To The Future) والتي ذكرت أن دونالد ترمب كان رئيساً للولايات المتحدة.

في هذه الحلقة ظهرت ليزا، إحدى شخصيات «The Simpsons» كرئيسة. أثناء وجودها في المكتب البيضاوي، وقالت: «كما تعلمون، لقد ورثنا أزمة ميزانية كبيرة من الرئيس ترمب».

بعد أسبوع من تولي ترمب منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في عام 2017، كانت النكتة المتكررة على اللوح في بداية العرض تقول: «أن تكون على حق أمر سيئ».

وأصبح توقع «The Simpsons» دقيقاً للغاية عندما تفكر في أن إدارة ترمب أشرفت على ثالث أعلى زيادة في العجز بين أي رئيس.

وكانت الحلقة قد انتشرت أيضاً عندما أصبحت كامالا هاريس أول نائبة رئيس أميركية، حيث كانت ليزا ترتدي بدلة أرجوانية مألوفة جداً وقلادة من اللؤلؤ وأقراطاً من اللؤلؤ مشابهة لما كانت ترتديها هاريس.

ليزا ترتدي بدلة أرجوانية وقلادة وأقراطاً من اللؤلؤ مشابهة لما ارتدته هاريس عندما أصبحت أول نائبة رئيس أميركية (إكس)

تدور نفس الحلقة مرة أخرى، حيث اكتسب التكهن بالفعل مزيداً من الصحة عندما أعلن ترمب عن ترشحه للرئاسة في عام 2024 -وهو نفس العام الذي توقعه «The Simpsons» في الأصل.

والآن، يختار المعجبون تصديق أن أوراق اعتماد الحلقة التي تم تأسيسها بالفعل في التنبؤ بالمستقبل تعني بالضرورة أن كامالا هاريس ستفوز في الانتخابات المقبلة.

وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: «نعلم جميعاً أن (The Simpsons) لديه هذه القدرة الغريبة على التنبؤ بالمستقبل. في إحدى الحلقات، تصبح ليزا رئيسة وترتدي في الغالب بدلة أرجوانية ولآلئ، على غرار زي كامالا هاريس في تنصيبها نائبة للرئيس. مصادفة؟ لا أعتقد ذلك».

وأضاف شخص آخر: «إذا تنبأ (The Simpsons) بالمستقبل حقاً، فليكن هذه المرة».

خلال ساعات، سيكتشف العالم ما إذا كان مبتكر «The Simpsons» مات غرونينغ قد تنبأ بالنتائج. وربما هذه المرة أيضاً، سيكتب على اللوح: «أن تكون على حق أمر رائع!».