استنفار شمال سوريا للفصائل الموالية لتركيا

أعلنت القواعد العسكرية التركية في شمال حلب، ومواقع الفصائل السورية الموالية لأنقرة، حالة الاستنفار القصوى، صباح الثلاثاء، وبدأت القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على سلسلة من المواقع العسكرية التابعة لـ«قسد» وأخرى مشتركة مع قوات النظام السوري، بالقرب من منبج وعين العرب شمال شرقي حلب؛ بينها تل كاني القريب من منطقة عين العرب، ما أسفر عن وقوع 8 عناصر بين قتيل وجريح، بحسب قيادي في فصائل المعارضة.
وأفاد قيادي في «هيئة ثائرون للتحرير» وهي من مكونات «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، بأن القيادة العسكرية للمنطقة الغربية في «الهيئة» شمال حلب، عقدت الاثنين، اجتماعاً طارئاً جرت خلاله مناقشة آخر التطورات العسكرية والميدانية والتصعيد المتواصل من قبل قوات «قسد»، ضد المواقع العسكرية التابعة لفصائل المعارضة، ضمن مناطق النفوذ التركي في شمال وشمال شرقي سوريا، واتخاذ جملة من التدابير الأمنية والعسكرية، «مع تعزيز المواقع العسكرية المتقدمة بأفضل المقاتلين والمعدات العسكرية الثقيلة للرد على مصادر إطلاق النار وردع (قسد)».
وشهدت مناطق متفرقة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، شمال غربي سوريا، قصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، أسفر عن إصابة مدنيين بجروح خطيرة، فيما ردت فصائل المعارضة بالقصف المدفعي والقناصات.
وقال نشطاء في إدلب إن فصائل المعارضة السورية المسلحة في غرفة عمليات «الفتح المبين» أردت 4 عناصر من قوات النظام بين قتيل وجريح (قنصاً)، في منطقة الرويحة ومعرة موخص بجبل الزاوية جنوب إدلب، بعدما تعرضت بلدات البارة ومحيط كنصفرة ودير سنبل وبينين وحرش بسنقول بريف إدلب الجنوبي، لقصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، أسفر عن إصابة مدنيين (مزارعين)، وخسائر مادية في ممتلكات المدنيين، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية في الأجواء؛ الأمر الذي دفع بالمراصد (المعارضة)، إلى تحذير المدنيين، بفض التجمعات وعدم التجوال أثناء تحليق طائرات الاستطلاع، خشية ازدياد حدة التصعيد العسكري لقوات النظام ضد المدنيين ووقوع ضحايا.
في سياق آخر، وعلى ضوء التصريحات التركية الأخيرة على لسان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بالسعي للمصالحة بين المعارضة والنظام السوري، التي أثارت غضب السوريين، ودفعت الآلاف منهم للخروج بمظاهرات حاشدة وغاضبة يوم الجمعة، في مناطق الشمال السوري، استنكاراً ورفضاً للمساعي التركية، يرى عدد من المدنيين من سكان تلك المناطق ومن العسكريين أنه لن يكون هناك تقارب في المستقبل القريب بين نظام الأسد وتركيا ولا إجراء مصالحة بين المعارضة والنظام السوري، لعدم توافر الشروط الموجبة لذلك.
العقيد مصطفى بكور؛ وهو ضابط منشق عن قوات النظام، يقول إنه «من خلال ما تسرب عن الشروط التي وضعها كل جانب للتقارب مع الجانب الآخر، أعتقد أنه من الصعب أن نرى تقارباً حقيقياً خلال الأيام المقبلة». ولم يستبعد أن تستثمر روسيا وإيران حاجة تركيا للاستقرار الاقتصادي والأمني في الفترة ما قبل الانتخابات التركية، من أجل تكثيف الضغط عليها، كي تتنازل عن جزء من شروطها «خصوصاً في ظل الشلل التام في مؤسسات الثورة السورية وانعدام فاعليتها على المستوى الدولي والداخلي، بهدف أن تقوم تركيا بفتح قنوات تواصل مع النظام السوري للتنسيق الأمني في الحد الأدنى».