ما هي مواصفات المبعوث الأممي المقبولة لدى أطراف الصراع في ليبيا؟

(تقرير اخباري)
تسبب الانقسام السياسي في ليبيا في ظهور اعتراضات على «المبعوث الأممي القادم»، خاصة أن كل فريق يريده بـ«مواصفات وميول معينة»، لكن رغم ذلك فالجهود والمساعي الدولية لم تنتهِ بعد من ترشيح شخص محدد لهذه المهمة الشاغرة.
ومع الحديث الدائر داخل الدوائر السياسية الليبية عن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للسنغالي عبد الله بيتالي لمنصب المبعوث الأممي إلى ليبيا، أعلن طاهر السني، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، أن حكومة «الوحدة» اعترضت على هذا الترشيح، علماً بأن منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا لا يزال شاغراً منذ استقالة رئيسها السابق، السلوفاكي يان كوبيش، في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وسط جهود أممية لتعيين بديل، لكن تقاطع المصالح الدولية حال دون ذلك.
وقال مسؤول ليبي مقرب من حكومة «الاستقرار»، التي يترأسها فتحي باشاغا، إن «المبعوثين الأمميين السبعة السابقين لم يحظوا بإجماع أو تأييد من قِبل الأفرقاء الليبيين». مضيفاً أن «كل فريق سياسي يريد من المبعوث الأممي أن يدعم توجهه، وينتصر له في مواجهة الآخرين؛ وعندما يحدث العكس يقع الصدام، وتبدأ المطالبات برحيله». لكن أي مبعوث قادم «يجب أن يكون محايداً، ويقود زمام الأمور بعيداً عن رغبة أي من الأطراف المتنازعة».
غير أن السني تحدث أيضاً عن وجود صعوبات وعراقيل في تعيين المبعوث الأممي الجديد، وذلك بسبب عدم التوافق داخل مجلس الأمن، مشدداً على ضرورة وجود مفاوضات مع الليبيين لضمان نجاح الوسيط الأممي المنتظر تعيينه.
ورداً على اعتراض حكومة الدبيبة على ترشيح بيتالي، نفى الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في تصريحات صحافية، أمس، أن تكون المنظمة الأممية قد أعلنت عن اختيار شخصية لهذه المهمة، وأرجع ذلك لكثرة الصعوبات التي تواجهها في ظل انقسام داخلي حاد. موضحاً أن المنظمة الدولية «تعمل على اختيار رئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، وستعلن اسمه بمجرد التوافق عليه»، وأن عملية الاختيار «ليست قضية خاصة بليبيا». كما أوضح دوغاريك، أن «مجلس الأمن الدولي هو المسؤول عن تعيين رؤساء بعثات حفظ السلام أو البعثات السياسية، والمجلس لم يعترض على ترشيح الأمين العام».
واقترح غوتيريش اسم الوزير السنغالي السابق بيتالي على مجلس الأمن الدولي لتولي منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في ظل خلاف روسي - أميركي ملحوظ بشأن ذلك. وفي هذا السياق، رأى سليمان البيوضي، رئيس حزب «التجديد» الليبي، أنه حال الاتفاق الدولي على تسمية بيتالي مبعوثاً أممياً، فإن ذلك يعد «ترجمة حرفية لانتهاء الاعتراف الدولي بحكومة (الوحدة) الوطنية كسلطة تنفيذية وحيدة في ليبيا، ولن يقابله اعتراف كامل بحكومة (الاستقرار) إلى حين».
وبرر البيوضي وجهة نظره بأن هذه الاختيار سيكون إذا حدث «بمثابة توقيع دولي على صيغة نهائية للحل الدولي الجديد في ليبيا، وسيدفع نحو مشهد جديد سيكون صادماً للبعض؛ لأن بعض القوى السياسية ستخسر واجهاتها، نتيجة استبعادها نهائياً كأفراد من المشهد السياسي الليبي».
ومنذ استقالة يان كوبيش من منصبه، والأروقة السياسية تشهد سجالات حول جنسية المبعوث القادم، منها ما هو مُعلن في جلسات مجلس الأمن الدولي، وتعكسه أحاديث المندوبين الدوليين، ومنها ما جاء في إطار المشاورات الداخلية والإقليمية، وأبرزها إمكانية تعيين أفريقي مبعوثاً للمنظمة الأممية لدى ليبيا.
وتقول مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتحاد الأفريقي سبق أن اقترح على الأمين العام للأمم المتحدة تعيين أفريقي مبعوثاً للمنظمة الأممية لدى ليبيا، مشيرة إلى أن الاقتراح يلقى دعم روسيا والصين؛ لكن الحرب على أوكرانيا ربما تغير الحسابات الدولية. في حين قالت تقارير دولية، إن الأمين العام للأمم المتحدة أبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي بترشيح صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري السابق، لمنصب رئيس بعثة الأمم المتحدة، وهي الرغبة التي لاقت تبايناً ليبياً أيضاً.
ومن بين الأسماء التي دفع بها الاتحاد الأفريقي وزير الخارجية السوداني الأسبق، مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير الخارجية الموريتاني السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب أفريقيا من 2014 إلى 2021، ومامان سامبو صديقو من النيجر، الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.