جنوب السودان: مشروع لجرف مستنقع «السُد» يثير قلق المدافعين عن البيئة

صورة جوية لجانب من مستنقع «السُد» شمال ولاية جونقلي جنوب السودان التُقطت خلال يونيو(حزيران) 2022 (من FLORENCE MIETTAUX نقلاً عن صحيفة «لوموند»)
صورة جوية لجانب من مستنقع «السُد» شمال ولاية جونقلي جنوب السودان التُقطت خلال يونيو(حزيران) 2022 (من FLORENCE MIETTAUX نقلاً عن صحيفة «لوموند»)
TT

جنوب السودان: مشروع لجرف مستنقع «السُد» يثير قلق المدافعين عن البيئة

صورة جوية لجانب من مستنقع «السُد» شمال ولاية جونقلي جنوب السودان التُقطت خلال يونيو(حزيران) 2022 (من FLORENCE MIETTAUX نقلاً عن صحيفة «لوموند»)
صورة جوية لجانب من مستنقع «السُد» شمال ولاية جونقلي جنوب السودان التُقطت خلال يونيو(حزيران) 2022 (من FLORENCE MIETTAUX نقلاً عن صحيفة «لوموند»)

يقلص مستنقع «السُد» الشاسع في دولة جنوب السودان، الممتد على 30 ألفاً إلى 90 ألف كيلومتر مربع حسب المواسم، الأرض الصالحة للسكن كل عام، مما أدى إلى وضع سكاني كارثي دفع إلى إعادة إطلاق مشاريع تجفيف المستنقع، إلا أن المدافعين عن البيئة يرون ان هذه المشاريع تشكل خطراً أكثر من أن تكون حلاً، وفق تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية.
* تطوير قنوات الري
أشارت الصحيفة إلى أن سيناريو تجفيف «السُد» يبدو غير محتمل، لأن المنطقة في هذه الفترة من موسم الأمطار مغمورة بالمياه بشكل كامل.
ومع ذلك، يحذر جون أكيتش، نائب رئيس جامعة جوبا، من أن تطوير قنوات الري يمكنها تجفيفه، ويستشهد بتجفيف بحر آرال في آسيا الوسطى نتيجة هذه السياسة في النصف الثاني من القرن الماضي، حيث أدت سياسة ري مكثفة إلى تجفيف البحيرة بشكل شبه كامل، وينبه أكيتش إلى ضرورة أخذ الاحتياط بالنسبة لمستنقع «السُد».
* قيمة اقتصادية وثقافية
حسب أحدث تقديرات وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يمثل مستنقع «السُد» قيمة اقتصادية تزيد عن 3 مليارات دولار سنوياً بسبب «الخدمات» التي يقدمها، أو يمكن أن يقدمها، فكان مليون شخص يعتمدون عليه قبل فيضانات السنوات الثلاث الماضية في البلاد.
ويعد هذا المستنقع المصدر الرئيسي لمعيشة شعوب الدينكا والنوير والشلك الزراعية والرعوية، وترتبط ثقافاتهم وتقاليدهم به ارتباطاً وثيقاً.
* تصنيف بيئي دولي
تم تصنيف النظام البيئي لمستنقع «السُد» منذ عام 2006 على أنه «أرض رطبة ذات أهمية دولية»، وتحميه «اتفاقية رأمسار»، وهي اتفاقية دولية للحفاظ على الأراضي الرطبة، وهو أيضاً موطن لتنوع بيولوجي غني جداً، ويُخاض غمار وضعه على لائحة التراث العالمي لليونيسكو، بالإضافة إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي.
ويتأسف جوليوس باندا، مدير اليونيسكو في جنوب السودان: «لسوء الحظ، لم يسمع سوى عدد قليل جداً من الناس بأراضي السُد الرطبة ومساهمتها الكبيرة في تنظيم المناخ، بما في ذلك عزل الكربون».
* رأي مؤيد للجرف
تم إحياء النقاش في جرف المستنقع في يونيو (حزيران) الماضي، مع وصول قافلة كبيرة إلى البلاد تحمل معدات للجرف، وقال تور تونجوار كويجونج، نائب حاكم ولاية «الوحدة» في جنوب السودان، إن «المعدات اللازمة ضرورية لجرف (فتح) نهر (نعم)، أحد روافد النيل المسدود بالنباتات».
ويرى كويجونج مشروع الجرف بغاية الأهمية كون محافظته «الأكثر تضرراً من الحرب الأهلية (التي اندلعت في البلاد سنة 2013)، إذ لجأ حوالي 160 ألف نازح إلى موقع حماية المدنيين التابع للأمم المتحدة في الولاية، لكن مع الفيضانات الحالية تضاعف هذا الرقم».
واعتبر أن الجرف أمر معتاد «سيسمح بتدفق المياه وفتح طرق الملاحة أيضاً، فالناس جوعى، والأرواح معرضة للخطر»، وأشار إلى أن العملية ستخلق «جُزراً» تسمح بالزراعة، في الوقت الذي انخفضت فيه المساعدات الغذائية المقدمة لجنوب السودان بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتم تعليق المشروع من قبل رئيس جنوب السودان سلفاكير، في خطابه يوم 9 يوليو (تموز) للاحتفال بالذكرى السنوية الحادية عشرة للاستقلال، إذ أعلن تجميد جميع أنشطة الجرف المخطط لها في منطقة السُد، حتى يتم إجراء دراسات موثوقة حول تأثير الجرف على المجتمعات المحيطة به ونظامها البيئي، وطُلب من وزارة البيئة إعداد تقرير عن هذا الموضوع لبتّه.


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
TT

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، على أن تبدأ المرحلة الثانية لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة، في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سِمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها، مبيناً أن الجائزة متفردة لأنها «تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل».

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي الجائزة التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابليةً للتحويل إلى أعمال سينمائية بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار.