تل أبيب تعترف: أطفال جباليا قُتلوا بغارة إسرائيلية لا بصاروخ «الجهاد»

الأطفال قُتلوا خلال قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية في غزة (تويتر)
الأطفال قُتلوا خلال قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية في غزة (تويتر)
TT

تل أبيب تعترف: أطفال جباليا قُتلوا بغارة إسرائيلية لا بصاروخ «الجهاد»

الأطفال قُتلوا خلال قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية في غزة (تويتر)
الأطفال قُتلوا خلال قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية في غزة (تويتر)

اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن مقتل 5 أطفال فلسطينيين في غارة جوية على مقبرة الفالوجة في بلدة جباليا في شمال قطاع غزة، في السابع من أغسطس (آب) الحالي، بعد أن زعمت أنهم قُتلوا نتيجة سقوط صاروخ أطلقته حركة «الجهاد الإسلامي».
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم (الثلاثاء)، عن أن «الأطفال الخمسة الذين قُتلوا في غزة أصيبوا بنيران إسرائيلية وليس بصاروخ لـ(الجهاد)»، موضحة أن الأطفال الخمسة قُتلوا خلال قصف جوي نفذته طائرات حربية إسرائيلية في غزة.
وقالت المصادر بحسب الصحيفة، إن «التحقيق العسكري الإسرائيلي كشف عن عدم إطلاق أي صواريخ أو قذائف فلسطينية بالمنطقة». وأشارت إلى أن «بيانات سلاح الجوية تظهر أنها هاجمت أهدافاً في ذلك الوقت»، في حين اختار الجيش حينها عدم التطرق إلى الهجوم علناً ولم ينشر توثيقاً له.
والضحايا الخمسة هم: جميل نجم الدين نجم (3 أعوام)، وجميل إيهاب نجم (13 عاماً)، ومحمد صلاح نجم (16 عاماً)، وحامد حيدر نجم (16 عاماً)، ونظمي أبو كرش (15 عاماً).
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي تعليقه على الغارة، وقال «هاجم الجيش أهدافاً عسكرية لـ(الجهاد الإسلامي) في قطاع غزة، خلال عملياته، بذل الجيش الإسرائيلي كل جهد معقول لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والممتلكات المدنية قدر الإمكان. الجيش يُحقق في جميع أعماله خلال العملية، ولا يزال التحقيق جارياً في حادثة المقبرة».
وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ غارات على قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام، من 5 وحتى 7 أغسطس الحالي، أسفرت بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن مقتل 49 شخصاً، بينهم 17 طفلاً و4 سيدات و360 إصابة.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».