الحوثي يفشل في تطويع المجتمع اليمني وإخضاعه

رغم القمع والإرهاب الذي تمارسه الميليشيات

صورة متداولة على «تويتر» تظهر مسلحين حوثيين يشاركون في حصار قرية العرة بهمدان شمال صنعاء
صورة متداولة على «تويتر» تظهر مسلحين حوثيين يشاركون في حصار قرية العرة بهمدان شمال صنعاء
TT

الحوثي يفشل في تطويع المجتمع اليمني وإخضاعه

صورة متداولة على «تويتر» تظهر مسلحين حوثيين يشاركون في حصار قرية العرة بهمدان شمال صنعاء
صورة متداولة على «تويتر» تظهر مسلحين حوثيين يشاركون في حصار قرية العرة بهمدان شمال صنعاء

رغم بطش الميليشيات الحوثية الدائم بالرافضين لنفوذها، وممارساتها القمعية ضد المختلفين معها، وحتى بمن تعاونوا معها سابقاً؛ فإنها لا تزال تواجه مقاومة ورفضاً مجتمعيين، وتجد صعوبة في تطويع المجتمع وإخضاعه، وتلجأ دائماً إلى الاعتداء على تجمعات سكانية كاملة لتنفيذ مخططاتها بالقوة، في مؤشر على فشل قبضتها الأمنية.
وفي أكثر من محافظة تحت سيطرتها، وجدت الميليشيات إرادة مجتمعية رافضة لمخططاتها ومحاولات السيطرة المطلقة على حياة السكان والاستيلاء على ممتلكاتهم، كما هو الحال مع المواجهة الشرسة التي قوبلت بها أخيراً، في مديريتي همدان وبني حشيش.
فبعد أسبوعين من إيقاف حصارها المفروض على قرية خبزة في البيضاء وسط اليمن بوساطة قبلية؛ صَعَّدت الميليشيات أعمال البطش والقمع ضد أهالي قرية العرة التابعة لمديرية همدان، على بعد كيلومترات شمال غربي العاصمة صنعاء، لإعادة البسط على أرض تابعة لأهالي القرية وتحويلها إلى مقبرة، وشنت حملة لحصار وترهيب أهالي القرية.
ووفقاً لناشطين وشخصيات اجتماعية من أبناء القرية؛ قرر الأهالي مطلع الشهر الجاري هدم السور الذي بنته الميليشيات بالقوة حول الأرض، متكئين على حكم قضائي بأحقيتهم في الأرض، إلا أنهم فوجئوا بحملة ميليشياوية في الثاني من هذا الشهر داهمت القرية، واختطفت عدداً من مواطنيها وأعيانها.
واجه الأهالي حصار الميليشيات باعتصام سلمي أحياناً وبالحجارة والعصي أحياناً أخرى، وأجبروها الأربعاء الماضي على التراجع تاركة عربة عسكرية، إلا أن الميليشيات هاجمت القرية فجر اليوم التالي، وفرضت حصاراً ومنعت الأهالي حتى من الصعود إلى أسطح المنازل أو الإطلال من النوافذ، وأصابت عدداً غير معروف منهم بالذخيرة الحية.
إلا أن المظاهر السلمية لم تكن هي التي واجهت الميليشيات في منطقة صَرِف التابعة لمديرية بني حشيش شمال شرقي العاصمة صنعاء؛ حيث قُتل 3 من عناصر الميليشيات، وسيطر أهالي المنطقة على عدد من الأسلحة والعربات العسكرية الحوثية، بينها عربة مدرعة.
فبعد أن شنت الميليشيات هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على المنطقة، وقصفت منازل ومزارع المواطنين بالمدرعات والرشاشات، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والمزارع؛ تداعى أبناء المنطقة للتصدي لها بحوالي 800 مقاتل، وتمكنوا من إلحاق خسائر بشرية ومادية بها.
وتسعى الميليشيات لإجبار أهالي المنطقة على السماح لشركات تابعة لقادة حوثيين بالاستثمار في أراضي المنطقة لإنتاج الرمال والحصى مجاناً، وإلزام ملاك المصانع من الأهالي بدفع إتاوات غير قانونية، أو الاستيلاء على مصانعهم، ونتيجة ذلك قُتل 3 من عناصر ميليشيات الحوثي برصاص مسلحين قبليين رفضوا دفع الإتاوات.
ودفعت الميليشيات بوساطة قبلية برئاسة القيادي الموالي لها ضيف الله رسام لاستعادة العربات والأسلحة من أهالي المنطقة، مقابل انسحاب عناصرها.
ويتوقع مراقبون أن الميليشيات لن تفوت ما حدث في المنطقتين، ولن تسمح لأهاليهما بالشعور بالانتصار، وكما جرت العادة ستعود إلى الانتقام منهم بطريقتها؛ حيث إنها لا تنسى ولا تسامح، كما يقول باحث مقيم في صنعاء، ليس لمجرد الانتقام فقط؛ بل ومن أجل العظة والعبرة لبقية المجتمع.
ويشير الباحث الذي فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»؛ إلى ما حدث قبل أسبوعين في قرية خبزة التابعة لمديرية القريشية في محافظة البيضاء؛ فالميليشيات عادت لتأديب أهالي القرية بعد سبع سنين من المقاومة التي أبدوها بعد الانقلاب بأشهر.
وينبه إلى أن الميليشيات لم يكن في حسبانها أن أهالي منطقة صَرِف وقرية العرة سيواجهونها؛ إلا أنها لن تسمح بتحول هذه المقاومة إلى نموذج يتم الاحتذاء به مستقبلاً، أو حتى التفاخر به. وعلى أهالي المنطقتين أن يستعدوا وأن يكونوا حذرين، وأن ينتقل هذا الحذر إلى عموم المناطق قبل أن تبطش الميليشيات بأي بؤرة مقاومة.
ومنذ بدء الهدنة الأممية في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، تتهم أطراف عديدة ميليشيات الحوثي بتسوية الأوضاع في مناطق سيطرتها، وفرض الإتاوات بالترهيب والترغيب، وجمع الموارد استعداداً لجولة جديدة من الصراع؛ خصوصاً بعد حشد المقاتلين وتجنيد الأطفال من خلال المراكز الصيفية.
ويصف أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة عدن، قاسم المحبشي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تلك الأحداث بأنها نتائج جزئية للحالة العامة للميليشيات الحوثية التي تنطلق من قاعدة أن أرض اليمن وما عليها هي ملكية متوارثة خاصة بها، تعمل على إعادة هندستها وتسويتها لخدمة مصالحها على قدم وساق.
المحبشي يفسر هذه الهجمات والاعتداءات بأن الحوثيين يقدمون أنفسهم كسادة وأصحاب للأرض ووارثين لها، ومن دونهم العبيد الذين عليهم الخضوع لمراسيم الميليشيات وقوانينها الطائفية، وأن ما يحدث في القرى من اعتداءات على أملاك المواطنين هو استمرار لما حدث في صنعاء العاصمة والمدن الأخرى الواقعة تحت الهيمنة الحوثية.
ويستطرد: «لا شيء يدعو إلى الاستغراب هنا، تلك هي استراتيجية الجماعة في إعادة تسوية الجمهورية اليمنية بين الرعايا والرعية، إلى ملكية إمامية حوثية متوكلية»، نسبة إلى أسلاف الحوثيين من الأئمة الذين حكموا اليمن في القرون الوسطى؛ وهي تسوية بين الرعايا والرعية.
ويرى أنه من الطبيعي أن يقاوم الأهالي هذا الصلف الحوثي بكل ما يمتلكون من قوة كحق طبيعي لهم، معتقداً أن الميليشيات الحوثية غير قادرة على فرض ناموسها الطائفي بهذه الوسائل المتعجرفة، وأنها سوف تنصدم بكثير من العقبات والمواجهات في كل القرى والجهات؛ إذ إن القرى والعزل والمحليات هي حمى ساكنيها، ويجب أن يستميتوا في سبيل صون حياضها.
وفي محافظة المحويت كانت قد انفجرت مواجهات مسلحة بين قبائل عزلة الأهجر وأهالي قرية حيفتين بمنطقة ضلاع أعلى، على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة صنعاء، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، على خلفية فتنة أشعلتها قيادات حوثية بينها المحافظ المعين من طرف الميليشيات حنين قطينة.
كما دفع قطينة نفسه بعناصر من الميليشيات لاقتحام قرية حيفتين وإجبار الأهالي على القبول بحفر بئر مياه في منطقة متنازع عليها، واختطفوا أكثر من 10 مواطنين من أبناء المنطقة واقتادوهم إلى أماكن مجهولة.
ويفسر الباحث مصطفى الجبزي هذه الحروب الصغيرة -كما يسميها- بأن الحوثي يريد القضاء على جميع الكيانات والاعتبارات الاجتماعية، ليصنع بلداً مسطحاً ببعد واحد يمثله هو فقط، ويتعامل مع اليمنيين كخدم وتابعين ينفذون توجيهاته ورغباته، دون أن يكون لديه أي التزام أخلاقي أو قانوني أو سياسي ناحيتهم كسلطة فعلية.
ويذهب الجبزي في تحليله الذي أدلى به لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الحروب التي تخوضها الميليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها هي نتيجة طبيعية للسلوك التعسفي الاستحواذي الذي تمضي عليه منذ البداية، نظراً لأنها تفرض وجودها بمشروع سلب ونهب، وبمعنى أوسع يريد سلب الناس كرامتهم وحقوقهم أموالهم وثقافتهم.
ويؤكد أن هذه الحروب مهما كانت صغيرة؛ فهي صغيرة بحكم أن المجتمع غير مجهز لانتفاضة فاعلة؛ لكنها مؤشر على أن القبضة الأمنية الحاسمة للميليشيات هي عبارة عن أسطورة هشة، وفي كل مرة ينجح الحوثي في إخماد هذه الانتفاضات؛ لكن ظهور هذه الانتفاضات دليل على فشله وعدم القبول بمشروعه؛ وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».