السودان: استقالة وزيرة «رفضاً للانقلاب»

عزَتها لعدم امتلاكها سلطة اتخاذ القرار

بثينة دينار (سونا)
بثينة دينار (سونا)
TT

السودان: استقالة وزيرة «رفضاً للانقلاب»

بثينة دينار (سونا)
بثينة دينار (سونا)

حسمت المسؤولة السودانية البارزة بثينة دينار الجدل المثار بشأن استقالتها، بتأكيد تخليها عن منصبها وزيرة للحكم الاتحادي، مرجعة قرارها لعدة أسباب، أبرزها «رفض انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول)»، والتدخل في صلاحياتها، وعجزها عن أداء مهامها بسبب تدخل بعض المجلس السيادي.
وكانت الوزيرة المستقيلة قد أعلنت عزمها تقديم استقالتها، إثر خلافات بين رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان– الشمال» مالك عقار، ونائبه ياسر عرمان، وعدد من قيادات وأعضاء الحركة، بخصوص مشاركة الأول في حكومة ما بعد إجراءات 25 أكتوبر الماضي، عضواً بمجلس السيادة، إلى جانب العسكريين الحاكمين، وإعلان تخليه عن حلفائه في «الحرية والتغيير»، ومشاركة الثاني في التحالف المعارض المطالب بإسقاط الحكومة. وقالت دينار في نص الاستقالة التي تقدمت بها لمجلس الوزراء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها استقالت من منصبها لعدة أسباب، من بينها عدم امتلاكها سلطة اتخاذ القرار؛ مشيرة إلى أنها ترفض «انقلاب 25 أكتوبر»، وكذا عدم الجدية في تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الحركات المسلحة، ومن بينها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تمثلها.
وأضافت دينار موضحة: «أستقيل من منصبي وزيرةً لوزارة الحكم الاتحادي لكي أستطيع قول (لا) متى ما رأيت خطأ ما، ولأنني أرفض الإمـلاء؛ حيثما وُجد، ولأنني أريد أن أصون كرامتي، وأحمي وأدافع عن حقي، قبل أن أتحدث عن حق الآخرين؛ ففاقد الشيء لا يعطيه».
كما شددت المسؤولة البارزة على أهمية استكمال ثورة ديسمبر (كانون الأول)، وإسقاط الانقلاب، وعودة الحكم المدني الديمقراطي، والاعتراف بحقوق المواطنة دون تمييز. وقالت بهذا الخصوص: «عندما باشرت مهامي بعد الانقلاب، رهنت تلك المباشرة بقضايا واضحة، وعلى رأسها تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان الذي تقلدت بموجبه منصبي بوزارة الحكم الاتحادي، والذي أتى بحقوق واسعة خرجتُ للنضال من أجلها»؛ موضحة أنها وافقت على المشاركة لتحقيق أهداف اتفاقية السلام في «وقف نزيف الدم، ومن أجل ترتيبات أمنية شاملة وصحيحة، وعودة النازحين واللاجئين لقراهم، ومن أجل حرية التعبير السلمي والممارسة الديمقراطية».
كما حمّلت الانقلاب مسؤولية الفشل عن تحقيق شعارات الثورة. وقالت بهذا الخصوص: «انقلاب أكتوبر أسقط الإطار الذي تم فيه التفاوض، وجاء باتفاقية جوبا لسلام السودان، وعرض الاتفاقية للنقض، المتمثل في عدم الالتزام ببنودها، وحولها لأشبه بتفاوض جديد، يتم فيه الاتفاق على حقوق وآليات وأسس جديدة».
في سياق ذلك، رأت دينار في تنفيذ السلطة العسكرية للترتيبات الأمنية التي نصت عليها الاتفاقية «تشويها لما تم الاتفاق عليه»، ورأت أن رهن التنفيذ بالموارد المالية مراوغة. كما أشارت الوزيرة المستقيلة إلى عدم وجود إطار دستوري يحكم عمل وزارتها، ويحدد مهامها واختصاصاتها.
وتابعت دينار موضحة أن الارتباك في شكل الحكم يعود إلى فشل الوزارة في تنفيذ خططها، وهو ما عطل أعمالها لأكثر من 8 أشهر، وانتقدت ما أطلقت عليه الضغط على الوزارة لإلغاء «لجان الخدمات والتغيير»، بزعم أنها تابعة لـ«الحرية والتغيير»، وكذا التدخل في تعيينات أمناء الحكومات في الولايات، وإسقاطها تحت مزاعم «الكشف الأمني» من قبل بعض أعضاء مجلس السيادة، و«هو ما رفضته وقاومته كوزيرة»، معتبرة أن ما يحدث إعادة لـ«عناصر النظام المَبيد، ولن أُساهم في ذلك، ودونه استقالتي».
وشهد الأسبوع الماضي تلاسناً بين رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مالك عقار، ونائبه ياسر سعيد عرمان، إثر إعلان الأول تخليه عن «تحالف الحرية والتغيير».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».