أنهت إيران صمتها «الرسمي»، أمس، في شأن محاولة قتل الكاتب سلمان رشدي بعد ثلاثة أيام من الواقعة، ونفت «بشكل حازم» أي علاقة لها بالأمر، وحملّت الكاتب نفسه مسؤولية ما أصابه بعد 33 عاماً من فتوى هدرت دمه بسبب كتابه «آيات شيطانية».
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران «ننفي بشكل حازم ورسمي» أي علاقة بمنفذ الهجوم، مؤكداً أنه «لا يحق لأحد أن يتّهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأكد، أن «إيران لا تعتبر أن أحداً يستحق اللوم أو الإدانة غيره ومؤيديه» على الهجوم الذي استهدفه الجمعة الماضي خلال مناسبة أدبية في نيويورك. وقال المتحدث، إن «سلمان رشدي عرّض نفسه لغضب الناس ليس فقط المسلمين، ولكن أيضاً أتباع الديانات السماوية الأخرى من خلال الإساءة إلى المقدسات الإسلامية وتجاوز الخط الأحمر لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم والخطوط الحمراء لجميع أتباع الديانات السماوية». ورأى المتحدث، أن «الغضب الذي أثاره هذا العمل (رواية رشدي) لم يقتصر على إيران، بل رد الملايين في مختلف البلدان على هذه القضية واستشاطوا غضباً من هذه الإهانة». واعتبر أن من «التناقض التام إدانة ما أقدم عليه المهاجم من جهة وتبرئة من يهين المقدسات الإسلامية».
وسبق لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن أكد، الأحد، أن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية عبّرت عن «شماتتها» بعد الهجوم ووصف ذلك في بيان بأنه أمر «وضيع”، وهو بذلك كان يشير الى إشادة صحيفة «كيهان» اليومية المحافظة «بذاك الرجل الشجاع المدرك لواجبه الذي هاجم المرتد الخبيث سلمان رشدي». في حين وصفت صحيفة «جوان» المحافظة أيضاً ما حدث بأنه مؤامرة دبّرتها الولايات المتحدة التي «ربما أرادت نشر الكراهية للإسلام (الإسلاموفوبيا) في العالم».
وكان الكاتب الذي قضى سنوات تحت حماية الشرطة البريطانية بعدما دعا قادة النظام الإيراني إلى قتله على خلفية روايته «آيات شيطانية»، يوشك على التحدّث في مقابلة عندما صعد رجل إلى المسرح وطعنه مرّات عدة في الرقبة والبطن. وأوقف موظفون وأشخاص ضمن الجمهور المهاجم هادي مطر، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، قبل أن تحتجزه الشرطة. ومثُل أمام المحكمة السبت، حيث دفع ببراءته من تهمة محاولة القتل، ومن المقرر أن يمثُل مرة أخرى في 19 أغسطس (آب) الحالي.
والى ذلك، أكد وكيل أعمال رشدي، أن الأخير «يتماثل للشفاء»، بعد أن خضع لجراحة عاجلة إثر إصابته بجروح شكّلت خطراً على حياته. وقال الوكيل أندرو وايلي، في بيان، إن رشدي لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس، مشيراً إلى أن تعافيه سيستغرق وقتاً «طويلاً لأن جروحه خطرة». وبدوره، أكد نجل الكاتب ظفر، أن العائلة تشعر «بارتياح بالغ» لتخلي رشدي عن جهاز التنفس وتمكنه من «قول بضع كلمات». وقال في بيان «رغم أن جروحه خطرة ويمكن أن تبدل حياته، لم تتأثر روح الدعابة المعتادة المشاكسة والعنيدة التي يتمتع بها».
وأفاد رئيس مجموعة «سيتي أوف أسايلوم»، هنري ريس، الذي كان بصدد محاورة رشدي قبل تعرّضه للاعتداء، بأنه اعتقد بادئ الأمر «أن شخصاً ما ينفّذ مقلباً سيئاً، لكنه أدرك حقيقة الأمر عندما شاهد الدماء»، علماً بأنه أصيب بجروح أيضاً. وقال ريس الذي أطل الأحد على شبكة «سي إن إن» مع ضمادة كبيرة تغطي عينه اليمنى المتورمة والمصابة بكدمات «كان صعباً جداً فهم الأمر. بدا كأنه مقلب سيئ. لكن بعدما تشكّلت خلفه (بقعة) دماء أصبح الأمر حقيقة».
ويشار إلى أن الشرطة والادعاء في نيويورك، لم يقدما معلومات كثيرة عن خلفية مطر أو دوافعه، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية من لبنان عن علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون الجنوبية، أنّ هادي مطر «من أصول لبنانيّة... ولد ونشا في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون». وقيل لمراسل الوكالة الذي زار القرية السبت، إن والدي مطر مطلّقان وما زال والده يعيش في القرية.
وطُلب من الصحافيين الذين قدموا إلى منزل والده المغادرة.
إيران تنفي علاقتها بمحاولة قتل رشدي وتحمّله مسؤولية ما أصابه
الروائي البريطاني يتماثل للشفاء... وقال بضع كلمات
إيران تنفي علاقتها بمحاولة قتل رشدي وتحمّله مسؤولية ما أصابه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة