حراك العراق الاحتجاجي يطالب بحكومة إنقاذ ونظام شبه رئاسي

TT

حراك العراق الاحتجاجي يطالب بحكومة إنقاذ ونظام شبه رئاسي

عُقد في بغداد، أمس (الاثنين)، المؤتمر الشعبي الموحد لمحتجي العراق، الذي يضم معظم الحركات والاتجاهات التي شاركت في الحراك الاحتجاجي الذي انطلق عام 2019، وما تلاه في محافظات وسط البلاد وجنوبها، إضافة إلى مشاركة ممثلين عن حركات احتجاجية في إقليم كردستان وبعض محافظات شمال البلاد وشرقها، طبقاً لمشاركين في المؤتمر.
وبدا واضحاً من خلال الأهداف والمقررات التي أعلنها المؤتمر الذي يأتي في خضم الأزمة السياسية الخانقة والصراع الطاحن بين التيار الصدري وخصومه من قوى الإطار التنسيقي الشيعية، أن المؤتمرين حاولوا النأي بأنفسهم عن أي من طرفي الصراع.
وتتعامل معظم جماعات الحراك الاحتجاجي بحذر شديد مع التحركات الصدرية التي انتهت إلى احتلال البرلمان قبل أسبوعين وتعطيل عمله، في مسعى لعرقلة جهود قوى الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة بعد أن أصبحوا يمثلون الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان عقب انسحاب الكتلة الصدرية (73 مقعداً). وفي سياق هذا المسعى الحذر، لم تتحرك الاتجاهات المعروفة في «حراك تشرين» للمشاركة مع الصدريين في تحركاتهم الأخيرة، إنما اكتفى البعض منها بالخروج في مظاهرات محدودة وبعيدة عن الصدريين، ساحة النسور في جانب الكرخ وساحة الفردوس في جانب الرصافة.
ورأى المؤتمرون، في بيان، أن «العراق الجريح يمر بتحولات مفصلية في تاريخه الحديث، وصراعات سياسية اشتد وقعها وباتت تهدد أمن البلد ومصالح شعبه». يتطلب منهم التحرك والاحتجاج لرفض «سلطة القمع والقتل والفساد، بكل منظوماتها المتعاقبة منذ سنين».
ولتأكيد مطالب المؤتمرين وإيصالها لعموم أبناء الشعب، بحسب البيان، وكذلك لإيصالها إلى ممثلي الأمم المتحدة في العراق، أعلنوا أنهم لن يكونوا «طرفاً في صراعٍ يدور حول مصالح الكتل والأحزاب، لا مصلحة الشعب».
كانت بعض الشخصيات ومنصات خبرية صدرية دأبت، من أيام، على دعوة جماعات الحراك إلى الالتحاق بمظاهراتهم لإحداث التغيير المطلوب في شكل النظام السياسي، في مسعى من الصدريين لإضفاء الطابع الوطني والمدني على تحركاتهم، غير أنهم لم يقابلوا بالاستجابة المطلوبة من جماعات «حراك تشرين»، أو ما باتوا يعرفون بـ«التشارنة».
وعن أهم ما خرج به المؤتمرون من مطالب تتمثل في «تشكيل حكومة إنقاذ وطني وتغيير شكل النظام إلى رئاسي أو شبه رئاسي، إلى جانب كتابة الدستور بما يتفق مع تطلعات الشعب، فضلاً على إصلاح المنظومة القضائية لتأخذ دورها في محاسبة القتلة والفاسدين والسراق»، ولوّح بيان المؤتمر بـ«خطوات قادمة منظمة للإطاحة بمنظومة الفساد كاملة، وما شهر تشرين ببعيد».
ورغم الحساسية المفرطة بين جماعات الحراك والتيار الصدري بعد الصدامات التي جرت بين الطرفين عام 2020، فإن مصدراً مقرباً من كواليس المؤتمر قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «بعض جماعات الحراك يطرح شروطاً وضمانات لتدشين مرحلة جديدة من الشراكة مع التيار الصدري»، ويضيف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: «ثمة اتجاهان بارزان في حراك تشرين، الأول يدفع باتجاه التحالف مع الصدريين لكن بشروط واتفاقات ثابتة محددة، والآخر يفضل عدم الانخراط في صراع السلطة الحالي بين الأحزاب المتنافسة، ويطالب بأن تحل محل ذلك مطالب حراك تشرين».
ويتابع المصدر أن «بعض المطالبات التي وردت في مؤتمر اليوم تتماهى مع مطالب مماثلة أعلنها مؤتمر محافظة واسط الذي انعقد قبل أيام، وذلك دليل على أن ثمة وجهة نظر جدية تتبلور داخل فضاء الجماعات المحسوبة على حراك تشرين»، ويتوقع المصدر أن «تشهد الأيام المقبلة تحالفاً واسعاً بين جماعات الحراك ومعظم الاتجاهات المدنية والعلمانية لاتخاذ خطوات جديدة في ظل الأزمة السياسية الخانقة والحيلولة دون وصولها إلى نقطة الصدام الكارثي».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الجولاني: وضع سوريا «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»

قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
TT

الجولاني: وضع سوريا «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»

قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)
قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني (أ.ف.ب)

ندد قائد «هيئة تحرير الشام» التي تولت السلطة في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، السبت، بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

ودخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة بعيد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول). ونددت الأمم المتحدة بـ«انتهاك» اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل العائد إلى 1974.

وقال أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، في تصريحات نقلتها قنوات الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» على «تلغرام»: «إن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، ما يُهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة».

غير أن الجولاني أضاف أن «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد الجولاني أن «الأولوية في هذه المرحلة إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار».

وخلّفت الحرب في سوريا التي اندلعت عام 2011 أكثر من نصف مليون قتيل، ودفعت نحو 6 ملايين سوري إلى النزوح أو اللجوء.

ومنذ سقوط الأسد، كثفت إسرائيل ضربها في سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية في دمشق وأنحاء مختلفة من البلاد.