الصدريون يواصلون حربهم ضد القضاء والخصوم

TT

الصدريون يواصلون حربهم ضد القضاء والخصوم

يحارب الصدريون منذ بضعة أسابيع بشدة على جبهتين في آنٍ واحد، الأولى يمثلها خصومهم السياسيون من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، والثانية جبهة القضاء الذي يتهمونه بالانحياز لخصومهم الإطاريين بعد أن منحهم فتوى «الثلث المعطل» التي عرقلت جهود الصدر في تشكيل الحكومة قبل أن يأمر كتلته البرلمانية (73 نائباً) بالانسحاب من مجلس النواب منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
حرب الصدريين مع خصمين، ليس من السهل التفوق عليهما بالنظر للنفوذ السياسي والعسكري بالنسبة لقوى الإطار، وللمكانة الدستورية بالنسبة للقضاء، يدفع كثير من المراقبين والمحللين من خارج تيار الصدر إلى التشكيك في إمكانية نجاح الصدريين في مساعيهم الرامية إلى إحداث تغيير جذري في شكل النظام الذي يقولون إنه يبدأ بحلّ البرلمان بعد أن دخلوا مبناه وأخضعوه لسيطرتهم التامة قبل نحو أسبوعين، وكذلك تدفع الخطوات الصدرية قطاعات شعبية واسعة إلى الشعور بالخوف والقلق من أن تؤدي إلى صدام عنيف يتمركز معظمه في المناطق والمحافظات الشيعية بين الصدر وخصومه.
حرب الصدريين في الجبهتين، غذّتها ورفعت من حدّتها، أمس، فتوى مجلس القضاء الأعلى بعدم امتلاكه صلاحية حلّ مجلس النواب التي يطالب بها الصدريون، خاصة بعد أن قاموا برفع الدعاوى أمام القضاء لتحقيق هدف الحل.
فعلى صعيد جبهة الصراع مع القضاء، هاجم القيادي في التيار الصدري صباح الساعدي، أمس، القضاء واتهمه بالتدخل في الشؤون السياسية والانحياز لخصومهم.
وقال الساعدي في «تغريدة»: «يجب ألا يؤثر بيان مجلس القضاء على استقلالية المحكمة الاتحادية في قضية حلّ البرلمان». في إشارة إلى أن مجلس القضاء الذي يرأسه القاضي فائق زيدان يمارس ضغوطاً على المحكمة الاتحادية المستقلة، التي هي أحد أركان السلطة القضائية وغير تابعة لمجلس القضاء.
واتهم الساعدي المجلس بـ«التناقض» في مسؤوليته من قضية حل البرلمان، لأنه «زج بنفسه في السياسة عندما حضر رئيسه اجتماع الرئاسات الثلاث، وحضر كذلك اجتماعات الكتل السياسية».
وتابع: «القضاء ليس دولة مستقلة، بل هو سلطة يستمد شرعيته من الشعب، وعليه أن يحدد هل هو مع الشعب أم لا؟».
كان الساعدي قد رفض في وقت سابق تغيير قانون الانتخابات الذي جرت بضوئه الانتخابات الأخيرة والذي مكنّ الصدريين من الفوز بأكبر عدد من المقاعد، كما رفض حل مفوضية الانتخابات الحالية. وهي مطالب رئيسية لقوى الإطار في حال موافقتها على إجراء انتخابات مبكرة جديدة.
أما على صعيد صراع التيار مع خصومه الإطاريين، وبعد الدعوة التي وجّهها الصدر لجميع العراقيين بالحضور إلى بغداد، ودعم ما يسميها «ثورته الإصلاحية»، هاجم صالح محمد العراقي، المعروف بوزير الصدر، خصومهم من قوى الإطار واتهمهم بالسعي لـ«فرض إرادتهم» على الجميع، وقال إن «بعض ساسة الإطار ينعتون الاحتجاجات السلمية الإصلاحية الحالية بـ(فرض الإرادات)، لنراجع بعض الحوادث لنقف على حقيقة من هو الذي يفرض إرادته على الآخرين».
وذكر العراقي مجموعة من النقاط التي صدرت من بعض زعماء وقوى الإطار للتأكيد على وجهة نظره واتهامه لخصومه الإطاريين، حيث تساءل: «مَنْ القائل بعد ما ننطيها (لن نعطيها)». في إشارة إلى مقولة سابقة لرئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي بشأن عدم سماحه بإعطاء السلطة للآخرين.
وذكر العراقي كذلك بـ«اعتصامات الإطاريين أمام بوابات الخضراء بعد إعلان نتائج الانتخابات التي كانت قوى الإطار الخاسر الأكبر فيها».
ورأى أن فتوى الثلث المعطل التي صبّت في صالح الإطاريين دليل آخر على الرغبة بفرض إرادتهم.
وخلص العراقي إلى القول: «لا أظنكم (صادقون) ولا تريدون (دولة القانون) ولا تريدون التعامل بـ(حكمة) وما زلتم تهتفون بالتبعية و(كلا كلا يا عراق)». في إشارة إلى القوى التي يتألف منها الإطار التنسيقي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
TT

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

وردّاً على قوله إن إيران قصفت مدينة حلبجة (شمال العراق) بالسلاح الكيماوي نهاية الثمانينات، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيان تكذيب، شدّدت فيه على أن «ما قاله صهر الديكتاتور العراقي السابق (صدام حسين) ملفق، وعارٍ عن الصحة».

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني (إعلام حكومي)

وجاء في بيان لمكتب رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني، أنه «في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) أطلق شخص يُدعى جمال مصطفى التكريتي، صهر الديكتاتور العراقي السابق، ادعاءً يُنكر فيه الهجوم الكيماوي الذي اقترفه النظام البعثي السابق على حلبجة، وتمادى في ادعائه، ناسباً تصريحاً باطلاً لرئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بأن (طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة)».

وقال مكتب بارزاني: «إن رئيس حكومة الإقليم لم يسبق أن أدلى بمثل هذا التصريح»، وشدد البيان على أن «مرتكبي الهجوم الكيماوي على حلبجة هو النظام العراقي السابق نفسه، وكل الأدلة تُثبت قطعاً أنه مَن اقترف هذه الجريمة».

وكان جمال مصطفى قد قال في المقابلة التي أجراها مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، غسان شربل، إن «إيران هي مَن قصفت حلبجة»، والشاهد على ذلك قبل فترة غير بعيدة، مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان الذي أعلن «أن طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة قبل دخول الإيرانيين إليها».

وتعرضت حلبجة في 16 مارس (آذار) 1988، إلى القصف بالأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من مواطنيها، وإصابة ضعف هذا العدد، كثير منهم يعاني حتى اليوم من تأثيرات الغازات السامة، وفقاً لمؤسسات حكومية ومدنية في كردستان.

وفي يناير (كانون الثاني) 2010 حُكم بالإعدام على علي حسن المجيد، الملقب بـ«علي الكيماوي»، ابن عم صدام حسين، ونفذ فيه الحكم لمسؤوليته عن «مجزرة» حلبجة.

جمال مصطفى مع رئيس التحرير غسان شربل خلال المقابلة

وتفاعل مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات صهر صدام عن زعيم حزب «السيادة»، خميس الخنجر.

وقال مصطفى، إن المحققين (خلال فترة احتجازه) حاولوا تلفيق تهمة، مفادها أنه «أعطى قبل الاحتلال، خميس الخنجر، مائتين وخمسين مليون دولار، وقالوا له: إذا لم تعترف بذلك ستبقى في السجن طيلة عمرك».

وأكد صهر صدام، أن هذا «الادعاء لا أساس له من الصحة، رغم أنه كان على علاقة بالخنجر» بحكم «اهتمامه بملف العشائر».

واستعاد مدونون الجدل حول محاكمة أركان النظام السابق، في حين شكك عدد منهم في تصريحات جمال مصطفى حول تلك الحقبة.

وجمال مصطفى التكريتي، ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي، وعُيّن في جهاز حماية صدام، ومسؤول عن ملف شؤون القبائل والعشائر، وهو زوج «حلا»، الابنة الصغرى لصدام حسين.