فرنسا تطلب المساعدة من 5 دول أوروبية لمكافحة حرائقها

500 مليون متر مربع من الغابات التهمتها النيران حتى الآن

طائرة إطفاء تشارك في مكافحة الحرائق في جنوب غربي فرنسا، أمس (أ.ف.ب)
طائرة إطفاء تشارك في مكافحة الحرائق في جنوب غربي فرنسا، أمس (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تطلب المساعدة من 5 دول أوروبية لمكافحة حرائقها

طائرة إطفاء تشارك في مكافحة الحرائق في جنوب غربي فرنسا، أمس (أ.ف.ب)
طائرة إطفاء تشارك في مكافحة الحرائق في جنوب غربي فرنسا، أمس (أ.ف.ب)

50 ألف هكتار (ما يعادل 500 مليون متر مربع) من الغابات التهمتها النيران حتى اليوم في فرنسا، الأمر الذي لم يعرف مثيل له في العقود الماضية. ورغم أن باريس كانت سابقاً هي الجهة التي تستعين بها الدول المجاورة والقريبة مثل إسبانيا والبرتغال واليونان، فإنها تجد نفسها اليوم عاجزة بقدراتها الذاتية عن وضع حد لتمدد النيران.
وأمس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن خمس دول سوف تمد لها المساعدة من خلال إمكانياتها المتوافرة، وهي ألمانيا واليونان وبولندا في مرحلة أولى، وستتبعها لاحقاً فرق من رومانيا والنمسا.
وبالنظر لفداحة الخسائر والتحدي والخوف من مزيد من الاشتعال بسبب الطقس الحار والهواء الجاف - وكلاهما عاملان مساعدان على اندلاع الحرائق وتمددها - فإن رئيسة الحكومة إليزابيت بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانان قطعا عطلتهما الصيفية وتوجها صباح أمس إلى منطقة جيروند الأكثر تضرراً والواقعة جنوب غربي فرنسا لدعم الإطفائيين وتعبئة قدرات الدولة والمناطق والبلديات.
وكتبت المفوضية الأوروبية في تغريدة على حسابها الرسمي أن فرنسا عمدت إلى تفعيل آلية «الحماية المدنية الأوروبية» لمكافحة الحرائق، وأنها لهذا الغرض عمدت إلى توجيه أربع طائرات متخصصة إليها منتقلة من اليونان والسويد، وأن فرقاً من الإطفائيين من الدنمارك وبولندا والنمسا ورومانيا ستلتحق بها لمساندة زملائهم الفرنسيين.

محلياً، طُلب من الشركات الخاصة التي يوجد بين صفوف موظفيها إطفائيون متطوعون أن تسمح لهم بترك مكاتبهم والالتحاق بوحداتهم، الأمر الذي يدل على خطورة الموقف والقلق من تمدد النيران والتهام المزيد من غابات الصنوبر والسنديان.
يضاف إلى ذلك، أن السلطات عمدت في الأيام الأخيرة إلى إجلاء الآلاف من المواطنين والسياح والمصطافين من المناطق المعرضة للحرائق وإلى قطع عدد من الطرق الثانوية والرئيسية المهددة بتمدد النيران إليها.
ولأن موجة الحر متواصلة للأيام القادمة، دعت السلطات إلى المزيد من الحذر، فيما عبأت قدراتها الأمنية لمتابعة وملاحقة المتسببين باندلاع عدد من الحرائق في أكثر من منطقة.
وفي السياق عينه، فإن هناك وحدات عسكرية عديدة ضالعة في محاربة النيران التي تندلع تقليدياً مع كل صيف حار.
وثمة تساؤلات عن الأسباب التي تمنع الحكومة من تعزيز أسطولها من طائرات «كندا أير» المتخصصة أو الطوافات. ومن الأفكار التي طرحت مؤخراً، تحويل طائرات نقل أو شحن من طراز «أيرباص» إلى طائرات لإطفاء الحرائق بفضل قدراتها على حمل كميات كبيرة جداً من المياه بعكس الطوافات أو طائرات «كندا أير». والجدير بالذكر أن الشركة الكندية المصنعة للطائرات التي تحمل اسمها كانت قد توقفت عن إنتاجها، وهي اليوم بصدد التحضير لإعادة تشغيل المصنع الذي ينتج هذه الطائرات التي تبدو اليوم أساسية.
ويقيم الخبراء رابطاً بين التغيرات المناخية من جهة، وارتفاع درجات الحرارة على مستوى الكوكب ككل وليس فقط في مناطقه الجنوبية من جهة أخرى. وذلك كله، وفق ما تبينه الدراسات العلمية، من شأنه توفير الأرضية لمزيد من الحرائق والجفاف الذي يصيب الأراضي التي كانت سابقاً مروية، وجفاف الينابيع وانخفاض منسوب مياه الأنهار.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الجمعة، خلال زيارة لكوريا الشمالية، إن التعاون العسكري بين البلدَين يتوسّع بسرعة. واتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بإرسال آلاف الجنود إلى منطقة كورسك الروسية، حيث تحاول القوات الروسية طرد الجنود الأوكرانيين. ولم تؤكد موسكو أو تنفِ هذا الادعاء.

وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (يسار) يتصافح ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف خلال اجتماعهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن بيلوسوف قوله، لنظيره الكوري الشمالي نو كوانغ تشول، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقَّعتها موسكو وبيونغ يانغ هذا العام تستهدف تقليص مخاطر الحرب في شمال شرقي آسيا و«الحفاظ على توازن القوى في المنطقة». وأضاف بيلوسوف أن محادثات، اليوم (الجمعة)، قد تعزز الشراكة الاستراتيجية في المجال العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ. وذكرت وكالات أنباء روسية أن بيلوسوف سيجري محادثات مع القيادة العسكرية والسياسية لكوريا الشمالية.

وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (الثاني من اليسار) مع وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (الثاني من اليمين) خلال لقائهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

حلَّ بيلوسوف، الخبير الاقتصادي السابق، محلَّ سيرغي شويغو وزيراً للدفاع في مايو (أيار) بعد أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة ولايته الخامسة في السلطة.

وجاءت الزيارة بعد أيام من لقاء الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وفداً أوكرانياً بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف، ودعا البلدَين إلى صياغة تدابير مضادة غير محددة رداً على إرسال كوريا الشمالية آلاف القوات إلى روسيا؛ لدعم حربها ضد أوكرانيا.

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة، وإن بعض هذه القوات بدأت بالفعل في الانخراط في القتال. كما اتُّهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى قد تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.

وتتخوَّف سيول من أن كوريا الشمالية قد تتلقى مقابل إرسال قواتها وإمداداتها إلى روسيا، نقلاً للتكنولوجيا الروسية من شأنه أن يعزز التهديد الذي يشكِّله برنامج الأسلحة النووية والصاروخية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.