أوستن: سنواصل دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

مساعدات أميركية بقيمة 89 مليون دولار لإزالة الألغام

أوستن: سنواصل دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»
TT

أوستن: سنواصل دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

أوستن: سنواصل دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

جدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، التأكيد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لمساعدتها على صد «الغزو الروسي مهما استغرق الأمر».
وقال أوستن خلال اجتماع مع رئيس وزراء لاتفيا كريسغانيس كارينز في العاصمة ريغا: «تستمر الجهود الدولية لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية في إحداث فرق حقيقي في ساحة المعركة، وكان هذا أمرا حاسما في مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها». وأضاف أن الولايات المتحدة ستعزّز وجودها في المنطقة و«تكثّف تدريباتها مع حلفائها في دول البلطيق».
التزام ثابت
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره اللاتفي أرتيس بابريكس، قال أوستن: «نحن ملتزمون بمساعدة أوكرانيا وتزويدها بالمعدات اللازمة للدفاع عن أراضيها السيادية»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقود تحالفاً من 50 دولة لدعم أوكرانيا عسكريا. وأضاف أوستن أن روسيا استخدمت «جزءا كبيرا» من أفضل معداتها العسكرية في حرب أوكرانيا، ولكنها ما تزال تحتفظ بالقدرات الجوية والبحرية على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها.

وكرر أوستن التزام حلف الناتو بالحفاظ على وجود «مستمر ودوري» في منطقة البلطيق لحماية الجناح الشرقي للحلف. ورجّح، في أول زيارة لوزير دفاع أميركي إلى لاتفيا منذ ثلاثة عقود، أن ترسل الولايات المتحدة المزيد من القوات لتزويد الدعم للمنطقة، عند الحاجة، أمام أي تهديد محتمل من روسيا. وفيما شدد على أن «الناتو هو تحالف دفاعي ونطمح لزيادة قدراتنا لضمان حماية أراضي أعضاء الحلف»، أعاد أوستن التأكيد على أن «الاعتداء على أي عضو في الناتو هو بمثابة اعتداء على كامل الأعضاء»، مشيرا إلى أن الحلف أصبح أكثر تضامنا. وأكد المسؤول الأميركي أن لاتفيا لعبت دورا رئيسيا عبر توفير المساعدات إلى أوكرانيا، في حين حذّر نظيره اللاتفي أنه «في حال لم تنتصر أوكرانيا، فستصل الحرب إلى حدودنا».
أكبر حزمة مساعدات
تأتي هذه التصريحات بعد يومين من إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن أكبر حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، تضمنت ذخيرة إضافية لأنظمة الصواريخ «هيمارس» ومدافع «هاوتزر» وذخائر ومدافع «هاون»، وغيرها من الأسلحة المضادة للدروع. كما كشف وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية كولين كاهل، يوم الاثنين للمرة الأولى، أن الولايات المتحدة أرسلت «عدداً» من الصواريخ المضادة للرادار، للطائرات الأوكرانية لاستهداف أنظمة الرادار الروسية، دون تحديد العدد الدقيق للأسلحة التي قدمتها واشنطن، أو متى تم إرسالها. كما لم يذكر نوع الصاروخ المضاد للإشعاع الذي تم إرساله. وأوضح مسؤول دفاعي لشبكة «سي. إن. إن» أن نوع الصاروخ الذي تم إرساله هو «إيه. جي. إم88»، عالي السرعة المضاد للإشعاع من طراز «هارم»، تنتجه شركة «رايثون»، ويبلغ مداه نحو 50 كيلومترا، وفقاً لسلاح الجو الأميركي، مما يجعله من الأسلحة طويلة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
إزالة الألغام
وفيما بلغ حجم المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا نحو 9.8 مليار دولار، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تقديم 89 مليون دولار لأوكرانيا لمساعدتها على التخلص من بقايا المتفجرات الناجمة عن «الحرب العدوانية الروسية الوحشية»، وفق بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس. وقال البيان إن «الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا أدى إلى انتشار الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة في مساحات شاسعة من البلاد»، وهو ما يؤثر على الزراعة وجهود إعادة الإعمار، ويمنع عودة النازحين.
وبموجب هذا التمويل، سيتم إرسال 100 فريق لإزالة الألغام «وتدريب وتجهيز واسع النطاق لتعزيز قدرة الحكومة الأوكرانية على إزالة الألغام والمتفجرات». وقالت الوزارة إنه، ومنذ عام 1993، استثمرت الولايات المتحدة أكثر من 4.2 مليار دولار للتطهير الآمن للألغام الأرضية وغيرها في 100 دولة وإقليم، وإن «الولايات المتحدة هي أكبر داعم مالي في العالم لتدمير الأسلحة التقليدية».
وكان البنك الدولي قد أعلن قبل يومين عن مساعدة مالية أميركية إضافية لأوكرانيا قدرها 4.5 مليار دولار، لافتا إلى أن هذا الدعم «سيساعد كييف على تأمين الخدمات والرواتب التقاعدية، وأساسي لتخفيف وطأة تداعيات الحرب». من جهتها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن «هذه المساعدة الاقتصادية ضرورية لدعم الشعب الأوكراني في دفاعه عن ديمقراطيته في مواجهة حرب روسية عدوانية غير مبررة». وسيتم صرف غالبية الأموال المرصودة في إطار هذه المساعدة هذا الشهر، وهي جزء من حزمة دعم أميركية بـ8.5 مليار دولار، «لمساعدة الحكومة الأوكرانية على إبقاء المستشفيات والمدارس وغيرها من الخدمات الحكومية الأساسية متاحة للشعب الأوكراني».


مقالات ذات صلة

هاريس: تنازل أوكرانيا عن أراض هو صيغة للاستسلام وليس السلام

العالم فولوديمير زيلينسكي يصافح كامالا هاريس (رويترز)

هاريس: تنازل أوكرانيا عن أراض هو صيغة للاستسلام وليس السلام

أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تتنافس مع دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن «دعمها للشعب الأوكراني راسخ».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، بعد إعلانه خططاً لتوسيع استخدامها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

وضعت روسيا برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى؛ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زيلينسكي متحدثا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم (أ.ف.ب)

زيلينسكي: أوكرانيا «لن تقبل أبداً» باتفاق سلام يُفرض عليها

أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، أن بلاده التي تخوض حرباً مع روسيا «لن تقبل أبداً» باتفاق سلام «تفرضه» عليها القوى الكبرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية إردوغان التقى زيلينسكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الرئاسة التركية)

تركيا تجدد استعدادها للوساطة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا

جددت تركيا دعمها وحدة وسيادة أوكرانيا، واستعدادها للوساطة لوقف الحرب الدائرة مع روسيا، مؤكدة ضرورة استئناف العمل بـ«اتفاقية الممر الآمن للحبوب» في البحر الأسود.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

أستراليا تنصح الآلاف من مواطنيها بمغادرة لبنان

مسافرون لدى مطار بيروت (رويترز)
مسافرون لدى مطار بيروت (رويترز)
TT

أستراليا تنصح الآلاف من مواطنيها بمغادرة لبنان

مسافرون لدى مطار بيروت (رويترز)
مسافرون لدى مطار بيروت (رويترز)

حثت أستراليا ما يقدر بنحو 15 ألفا من مواطنيها المقيمين في لبنان على المغادرة مشيرة إلى خطر إغلاق مطار بيروت وصعوبة إجلاء أعداد كبيرة إذا ساء الوضع.

ووسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان، أمس الأربعاء، ما أدى إلى مقتل 72 شخصا على الأقل. وقال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إن شن هجوم بري أمر محتمل. وترسل بريطانيا قوات إلى قبرص لتنضم إلى سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية هناك بالفعل لتكون جاهزة للمساعدة في إجلاء المواطنين العالقين في لبنان.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن حكومته أعدت خططا طارئة قد تشمل عمليات إجلاء عن طريق البحر، لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل. وقال في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز "نبحث كل الخيارات، ولكن من الواضح أن هناك مسائل تتعلق بالأمن القومي".

وأخبرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانغ الصحفيين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن هناك خطرا بإغلاق مطار بيروت لفترة طويلة، ونصحت الأستراليين بالمغادرة الآن. وقالت وانغ إنها اجتمعت مع نظيرها البريطاني وناقشت الحاجة إلى وقف إطلاق النار في لبنان.

وبحسب وزارة الخارجية الأسترالية، يعيش في لبنان نحو 15 ألف أسترالي. وذكر ألبانيزي في تصريحات لقناة إيه.بي.سي التلفزيونية "نظرا للأعداد الكبيرة التي نتحدث عنها، سيكون من الصعب حل هذا الوضع". وأضاف "نجري اجتماعات بشأن هذا الأمر من خلال الهيئات المختصة على مدى فترة من الزمن، بما في ذلك التواصل مع أصدقائنا وحلفائنا".

وفي عام 2006، أجلت أستراليا أكثر من خمسة آلاف من مواطنيها و1200 أجنبي آخرين من الموانئ اللبنانية، بالتعاون مع سوريا والأردن وقبرص وتركيا، إبان الحرب بين حزب الله وإسرائيل. وكانت إجراءات 2006 أكبر عملية إجلاء في تاريخ أستراليا وشاركت فيها 17 سفينة و22 طائرة أسترالية وأكثر من 470 حافلة.