تغير المناخ يوسع نطاق انتشار الحشرات في الولايات المتحدة

تغير المناخ يوسع نطاق انتشار الحشرات في الولايات المتحدة
TT

تغير المناخ يوسع نطاق انتشار الحشرات في الولايات المتحدة

تغير المناخ يوسع نطاق انتشار الحشرات في الولايات المتحدة

أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة شمال غربي المحيط الهادئ، ما أدى بدوره ببعض أنواع الحشرات إلى توسيع نطاقها إلى مناطق السافانا البلوطية الشمالية، وفقًا لبحث جديد من جامعة بينغهامتون في نيويورك.
من أجل ذلك، عرض ديلان جونز صورًا لاثنتين من أوراق البلوط. كانت إحداهما سليمة خضراء تنتشر بها المرارة العرضية وهي بنية مصنوعة من الأنواع العاشبة من دبابير البلوط. أما الورقة الأخرى فكانت صفراء وممزقة ضحية مجموعة من الحشرات دون ضوابط وتوازنات.
فقد أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة شمال غربي المحيط الهادئ، ما أدى إلى قيام أنواع مثل من حشرات «Neurotereus saltatorius» بتوسيع مداها إلى مناطق السافانا البلوطية الشمالية، وذلك وفق ما نشر موقع «phys.org» العلمي المتخصص.
ووفق الأستاذة المساعدة في العلوم البيولوجية كريستين بريور «في النطاق الموسع، تجد أحيانًا الآلاف من هذه الأوراق بشجرة واحدة وهذا منتشر بجميع أنحاء جزيرة فانكوفر».
وجونز، مرشح الدكتوراه بجامعة بينغهامتون في العلوم البيولوجية وزميل كليفورد دي كلارك للتنوع هو المؤلف الرئيسي لورقة بحثية نُشرت مؤخرًا بمجلة «علم البيئة الحيوانية».
جدير بالذكر، سافانا البلوط هي مناطق عشبية وشجيرات تتميز بأشجار البلوط باعتبارها أنواع الأشجار المهيمنة.
وتتطلب أنواع البلوط المعنية «Quercus garryana» بيئة جافة. ونتيجة لذلك، غالبًا ما توجد السافانا البلوطية بظل المطر في سلسلة جبال الساحل الغربي، كما توضح بريور، واصفة إياها بأنها «مجموعة متنوعة ومهمة بيئيًا من الأشجار في جميع أنحاء أميركا الشمالية؛ إذ تستضيف أشجار البلوط مجموعة متنوعة من أنواع الحشرات مثل دبابير البلوط. وتشكل هذه الأنواع من الدبابير نموًا يُعرف باسم «القوارض» يمكن أن يكون ملفتًا للنظر بأشكاله المتنوعة. منه ما يشبه التفاح الكبير إلى الأنواع الأخرى الملونة التي تشبه قنافذ البحر.
ومن المثير للاهتمام أن ألفريد كينزي درس دبابير البلوط قبل أن ينقل مجال دراسته إلى النشاط الجنسي البشري.
وأضافت بريور «لطالما افتتن علماء الأحياء والهواة بهذه المجموعة من الأنواع لأنها تتمتع بشخصية جذابة... يمكنك الذهاب إلى شجرة بلوط ورؤية كل هذه الهياكل عليها».
ودبابير البلوط شديدة التنوع في أميركا الشمالية. لكنها غير موثقة جيدًا؛ فعلاقاتها التطورية وحتى تحديد بعض الأنواع لا تزال غير معروفة. إذ يعمل اتحاد من العلماء في جميع أنحاء القارة على تغيير ذلك؛ ويعد جونز وبريور جزءا من هذا الجهد.
وتشرح بريور «من المهم أن نواصل توثيق التنوع البيولوجي. ما زلنا لم نصف جزءًا جيدًا من التنوع البيولوجي على الأرض، خاصة مع الحشرات».
وفي هذا الاطار، قام الباحثون بفحص مواقع دراستهم في ثلاث مناسبات مختلفة خلال فصل الصيف. كان بعضها بعيدًا تمامًا، حيث اشتمل على رحلات عبر طرق قطع الأشجار الترابية، أو كانت موجودة في مكتب إدارة الأراضي أو في محميات مرتبطة بمجتمعات السكان الأصليين. فيما كان البعض الآخر في الضواحي ويقع على مسافة قصيرة من المدن.
وبسبب التحضر، بقي القليل من سافانا البلوط بجزيرة فانكوفر وتتم رعايتها من قبل مالكي الأراضي.
وحسب بريور «لدينا علاقات طويلة مع الكثير من ملاك الأراضي هناك ما يسمح لنا بالعمل في ممتلكاتهم... البعض منهم مبتهج للغاية لوجود باحثين هناك».
بدوره، يضيف جونز «أن التنوع البيولوجي يميل إلى العمل على التدرج العرضي؛ فكلما اقتربت من خط الاستواء زاد عدد الأنواع التي لديك. وينطبق هذا على موقف مماثل عندما يتعلق الأمر بالارتفاعات العالية. فعندما يتمكن أحد الأنواع من توسيع نطاقه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، يمكن أن ينتقل إلى مناطق لا يوجد بها تنوع من الحيوانات المفترسة والمنافسة، مما يؤدي في النهاية إلى التغلب على النظام البيئي».
من جهتهم، يشير الباحثون إلى أن حالة دبابير البلوط تسلط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي والتداعيات المحتملة على المدى الطويل لتغير المناخ. فيما يؤكد جونز أنه «يمكن أن يكون التنوع البيولوجي مهمًا حقًا في حماية المناطق المحتملة من غزو الأنواع. فإذا كان لدينا منافسون ومفترسون أقوياء، فقد يجعل هذا المناطق أقل عرضة لغزو الأنواع». حسب قوله.


مقالات ذات صلة

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
TT

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، على أن تبدأ المرحلة الثانية لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة، في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سِمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها، مبيناً أن الجائزة متفردة لأنها «تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل».

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي الجائزة التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابليةً للتحويل إلى أعمال سينمائية بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار.