مطارات أميركا تدفع رواتب شهرية لـ73 مشتبها فيه

تقرير حكومي يكشف التسيب الأمني وسهولة تهريب المتفجرات من قبل الركاب

مطارات أميركا تدفع رواتب شهرية لـ73 مشتبها فيه
TT

مطارات أميركا تدفع رواتب شهرية لـ73 مشتبها فيه

مطارات أميركا تدفع رواتب شهرية لـ73 مشتبها فيه

كشف تقرير حكومي صدر عن وزارة الأمن الداخلي لدى الولايات المتحدة، أمس (الثلاثاء)، أن المطارات الأميركية وظفت عشرات الأشخاص الذين يشتبه بارتباطهم بالإرهاب.
وجراء التقرير الصادم، تواجه الوكالة الاميركية لسلامة النقل انتقادات لاذعة لسهولة تهريب المتفجرات ومعدات اخرى بسهولة في مطارات أميركا. إذ يشير التقرير الذي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه استطاع محققو وزراة الأمن الداخلي تهريب قنابل مزيفة وأسلحة عبر الاجهزة الامنية في المطارات بنسبة نجاح 95 في المائة. كما أشار إلى أن 73 مشتبها للارتباط بتنظيمات ارهابية ومتطرفة يشغلون وظائف في المطارات.
وناقش المفتش العام في وزارة الأمن الداخلي جون روث في جلسة استماع امام مشرعين، نتائج التقرير، مشددا على أهمية تعديل القانون ليمنح الوكالة صلاحية الحصول على كافة المعلومات، ومن بينها قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) للاشخاص الممنوعين من السفر من والى الولايات المتحدة. فالقانون الحالي يمنح وكالة سلامة النقل صلاحية الحصول على معلومات تحت تصنيف "الاشراف المحدود" وتعتبر غير كافية للتحقيق بملفات التوظيف.
من جهتها، قالت بيكي رورينغ مساعدة مدير الامن في مطار مينابوليس- سانت بول الدولي، في جلسة الاستماع ذاتها، ان موظفين سابقين في المطار ذهبوا الى سوريا للانضمام الى تنظيم "داعش". فقد أكدت تقارير أمنية سابقة هوية الاميركي عبد الرحمن محمد الذي عمل في المطار وسافر للالتحاق بالتنظيم المتطرف بسوريا في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وقتل في النزاع.
وخلال الجلسة ذاتها، انتقد مسؤول في وكالة سلامة النقل، برنامجا لتفتيش الركاب مسبقا بطريقة سريعة وبسيطة اما بشكل عشوائي او للركاب الحاصلين على وضع "معروف" او "مسافر موثوق" وليس من شأنهم ان يشكلوا خطرا. وفي هذا الصدد تقدمت رورينغ بالتعقيب ان "وكالة سلامة النقل تمنح وضع التفتيش المسبق وكأنها توزع الحلوى، وذلك في إطار جهود لتمرير الركاب في أسرع وقت ممكن".
وسجل اكثر من مليون شخص أسماءهم في برنامج "التفتيش المسبق" فيما يتم اختيار حوالى سبعة ملايين آخرين عشوائيا في المطارات للتفتيش السريع، بهدف توفير الوقت على الركاب وموظفي الأمن في آن واحد. وفي احدى الحالات، تم اختيار عضو سابق في منظمة متطرفة عشوائيا للتفتيش السريع، إلا ان عاملا في الوكالة تعرف عليه وابلغ مسؤوليه. يذكر أن وزير الامن الداخلي الأميركي جيه جونسون أعلن الأسبوع الماضي عن اجراءات جديدة لتحسين عمليات التفتيش في المطارات الاميركية، بعدما حصل على معلومات سرية حول الضعف والخلل في عمليات التفتيش.
يذكر أن الوكالة الأميركية لسلامة النقل انشأت عام 2001 غداة تفجيرات 11 سبتمبر في نيويورك -التي لقى حوالى 3 آلاف شخص مصرعه جرائها- لضمان سلامة وحرية التنقل للناس وحماية الركاب والمطارات من أية اعتداءات إرهابية أو تهديدات أمنية؛ ففي التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، أصدر الكونغرس الأميركي قانونا لزيادة الاحترازات الأمنية وضمان سلامة النقل. وفي مارس (آذار) 2003 انتقلت الوكالة الأميركية لسلامة النقل من تحت إشراف وزارة النقل إلى وزارة الأمن الداخلي لتوحيد سياسات الولايات المتحدة تجاه الاعتداءات التي تهدد أمنها القومي.
وفي ظل تزايد ظاهرة التطرف وتجنيد الغربيين، يشير محللون إلى أهمية إعادة النظر في سياسات النقل الأمنية ونقاط التفتيش. ويدعو بعض المراقبين إلى أهمية إعداد قاعدة بيانات أمنية تشمل ملفات جميع المشبوهين، إذ أن التفتيش في أمتعة السفر وحده لا يكفي.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.