مخاوف من تجدد القتال في طرابلس تزامناً مع ذكرى تأسيس الجيش

أهالي أوباري لإقفال حقول النفط بعد انتهاء المهلة المحددة للنظر في مطالبهم

جانب من اجتماع اللافي مع القائم برئاسة البعثة الأممية بطرابلس (الرئاسي الليبي)
جانب من اجتماع اللافي مع القائم برئاسة البعثة الأممية بطرابلس (الرئاسي الليبي)
TT

مخاوف من تجدد القتال في طرابلس تزامناً مع ذكرى تأسيس الجيش

جانب من اجتماع اللافي مع القائم برئاسة البعثة الأممية بطرابلس (الرئاسي الليبي)
جانب من اجتماع اللافي مع القائم برئاسة البعثة الأممية بطرابلس (الرئاسي الليبي)

استمر التوتر العسكري والأمني في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بعدما واصلت ميليشيات مسلحة حشد قواتها داخل المدينة، تزامناً مع الاستعداد لإقامة عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بمرور 82 عاماً على تأسيس الجيش الليبي.
وأمام هذه التطورات التي أثارت مخاوف سكان العاصمة الليبية من تجدد القتال، سعت وساطات محلية لوقف التدهور الأمني في العاصمة طرابلس، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان رصدهم لما وصفوه «بتحركات عسكرية ضخمة»، محملة بالعدة والعتاد، خرجت من مدينة الزنتان باتجاه العاصمة طرابلس لدعم رئيس جهاز الأمن العام، عماد الطرابلسي، تزامناً مع انتشار سيارات ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لمدير إدارة الاستخبارات العسكرية المُقال، أسامة الجويلي، بمحيط كوبري السواني.
وأكدت المصادر «وصول رتل مدجج بالأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى مقر غرفة العمليات الغربية المشتركة، كدعم لقوات اللواء أسامة الجويلي في مقرها بمعسكر السابع من أبريل جنوب طرابلس»، في حين توجد القوات العسكرية في طرابلس ضمن الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الـ82 لتأسيس الجيش الليبي، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى «اعتزام الميليشيات المسلحة في طرابلس إجراء عرض عسكري في الأكاديمية البحرية جنزور، الخاضعة لسيطرة المرتزقة السوريين، احتفالا بذكرى تأسيس الجيش».
لكن وسائل إعلام محلية قالت في المقابل إن «تحشيدات طرابلس كلها تأتي ضمن محاولات الدبيبة والمنفي لإظهار العاصمة بأنها تمتلك جيشاً منظماً منضبطاً»، وأوضحت أن «العرض سيكون في مقر ما يسمى بـ(اللواء 52 مشاة)، بقيادة محمود بن رجب، وسيشارك فيه عدد من المرتزقة السوريين، والفارين من مدينتي بنغازي ودرنة، المشاركين في التنظيمات المتشددة، وعدد من الميليشيات المسلحة.
في غضون ذلك، أكد عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، أمس، لدى اجتماعه في طرابلس مع القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة ريزدون زينينغا «استمرار المجلس الرئاسي في التواصل مع جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية، واستكمال ما تبقى من نقاط خلافية في المسار الدستوري بين مجلسي النواب والدولة، بهدف الوصول إلى وضع خريطة طريق متكاملة، وتحديد موعد لإجراء الاستحقاقات الانتخابية».
ومن جهته، أشاد المسؤول الأممي بجهود المجلس الرئاسي في التواصل مع كل الأطراف من أجل إنهاء الأزمة في البلاد، مؤكداً «دعم الأمم المتحدة لهذه الجهود، التي أعادت الزخم للعملية السياسية»، وكذلك «التقدم» الذي أحرزه المجلس في ملف المصالحة الوطنية، بالوصول إلى عرض الرؤية الاستراتيجية للمشروع على الخبراء، وأساتذة الجامعات والمراكز البحثية. كما قدم تعازيه للمجلس الرئاسي والشعب الليبي في ضحايا حادثة انفجار صهريج الوقود ببنت بيه بالجنوب الليبي، معرباً عن أمله في الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وفي المقابل أعلن عدد من أهالي مدينة أوباري، أمس، البدء في إجراءات إقفال الحقول النفطية، بعد انتهاء المهلة المحددة للنظر في مطالبهم، على خلفية حادثة بنت بيه.
من جهة ثانية، أعاد فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الموازية، وزير الموارد المائية إلى سابق عمله، بعد قرار إيقافه وتحويله للتحقيق في الفترة الماضية، بينما بحث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، مساء أول من أمس بطرابلس، مع عمداء بلديات الجبل تطورات الأوضاع الأمنية، مؤكدا «رفض كافة البلديات للحروب وإثارة الفتنة ورفض المراحل الانتقالية، ودعم حكومة الوحدة في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية». وفي هذا السياق نفت مصادر إغلاق بوابة الدافينة المدخل الغربي لمدينة مصراتة، وقالت إنها «مفتوحة والحركة طبيعية جدا، وما يتداول مجرد شائعات».
وفي إطار محاولاته لكسب تأييد المواطنين في سياق النزاع على السلطة مع غريمه فتحي باشاغا، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أمس، تعليماته إلى وزيري التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم التقني «بتنفيذ صرف المنحة السنوية لطلبة الجامعات والمعاهد العليا قبل بداية العام الجامعي بالتنسيق مع وزارة المالية» وهو ما نشرته الحكومة عبر صفحتها على «فيسبوك»، أمس.
وبحسب الاتفاقية التي حضر مراسم توقيعها الدبيبة، على هامش لقائه مع فعاليات شبابية وطلابية، فإن الشركة القابضة للاتصالات هي الجهة التي ستغطي المنحة الخاصة بطلبة الجامعات والمعاهد والكليات التقنية، بعد أن وقعت اتفاقية مع وزارتي التعليم العالي والتعليم التقني بحكومة الوحدة الوطنية لتنفيذ مشروع منحة الطالب بقيمة 500 دينار لكل طالب.
وكان الدبيبة قد أصدر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، تعليماته بتنفيذ منحة الطلاب وتفعيل القرار 126 الخاص بأعضاء هيئة التدريس، وأكد حينها ضرورة مطابقة الجامعات والمعاهد العليا لبياناتها مع وزارة المالية.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».