إقرار خطة «خفض التضخم» تعيد للديمقراطيين أمل الاحتفاظ بالكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
TT

إقرار خطة «خفض التضخم» تعيد للديمقراطيين أمل الاحتفاظ بالكونغرس

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)

عاد بريق الأمل يشع في عيون الديمقراطيين بعد نصر تشريعي ضخم حققه الحزب في الكونغرس. فإقرار مجلس الشيوخ مساء الأحد، لمشروع قانون «لخفض التضخم» أعطاهم دفعاً كبيراً كانوا في أمس الحاجة إليه قبيل الانتخابات النصفية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعلى الرغم من أن قيمة المشروع الإجمالية التي وصلت إلى أكثر من 700 مليار دولار، كانت أقل بكثير مما طمح إليه الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه، فإنهم تنفسوا الصعداء، بعد أن تمكن الديمقراطيون في مجلس الشيوخ من تخطي خلافاتهم العميقة بعد أكثر من عام من طرحه، والتصويت بأغلبية 51 صوتاً لإقراره.
ويخصص المشروع الذي أقر بعنوان «قانون خفض التضخم» أكثر من 370 مليار دولار لمكافحة التغيير المناخي، مع السماح في الوقت نفسه بالتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الحكومية. كما يعزز من حقوق الأميركيين الصحية عبر التحكم بأسعار الدواء، ويزيد من نسبة الضرائب على الشركات.
وبطبيعة الحال، رحّب بايدن بإقرار المشروع الذي لا يزال في حاجة إلى تخطي تصويت مجلس النواب عليه قبل أن يصل إلى المكتب البيضاوي لتفعيله، وقال: «عندما خضت السباق الرئاسي وعدت بأن أجعل الحكومة تتماشى مع احتياجات العائلات العاملة، وهذا ما يفعله مشروع القانون هذا. لقد تطلب الأمر تسويات عدة، لكن هذه هي الحال مع أمور مهمة من هذا النوع». ولم يُخفِ الديمقراطيون حماستهم بعد إقرار المشروع رغم كل التنازلات التي تطلبها، فالانتخابات النصفية على الأبواب وسيحتل الملف مساحة واسعة في حملاتهم الانتخابية، وهذا ما تحدث عنه زعيمهم في الشيوخ تشاك شومر الذي قال: «أعتقد أن هذا سيساعد كثيراً في نوفمبر من زاويتين: أولاً نحن نفذنا أجندة تهم الأميركيين جداً، ثانياً لقد أظهر الديمقراطيون أنهم يستطيعون تنفيذ أمور ضخمة حتى في أوضاع صعبة، كالتعادل في الأصوات مع الجمهوريين».
لكن الحزب الجمهوري الذي عارض المشروع بشراسة يخالف الديمقراطيين الرأي، بل ويتهمهم بزيادة التضخم عبر إقرار مشاريع ضخمة من هذا النوع. ورغم عنوانه «خفض التضخم»، فإن الجمهوريين يشيرون إلى أن فعله سيكون معاكساً بسبب كلفته العالية وزيادة الضرائب الناجمة عنه. ويتهم هؤلاء، الديمقراطيين بالتسبب في التضخم بعد إقرار مشروع الإنعاش الاقتصادي في بداية عهد بايدن الذي تخطت قيمته تريليوني دولار. ويقول السيناتور الجمهوري بات تومي: «العام الماضي دفع الديمقراطيون بتريليونات من الدولارات في مصاريف متهورة أججت أسوأ تضخم منذ 40 عاماً.
والآن يصر الديمقراطيون على صبّ الزيت على النار في مشروع حزبي آخر يزيد الضرائب والمصاريف وسيفاقم من الركود الاقتصادي الذي نعاني منه». وفيما لا يزال من المبكر تحديد رد فعل الأميركيين على إقرار المشروع، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة أشارت إلى أن أكثر من ثلثي الأميركيين يعتقدون أن الاقتصاد يتدهور، كما يعتبر 37 في المائة فقط أن بايدن يقوم بعمل جيد لتحسين الاقتصاد، وذلك بحسب استطلاع لشبكة «إيه بي سي» بالتعاون مع «إيسبوس» نشر يوم أول من أمس (الأحد). وهي أرقام تدل على أنه سيكون من الصعب جداً على الديمقراطيين الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس النواب على وجه التحديد، نظراً لأن الجمهوريين بحاجة لانتزاع 5 مقاعد فقط منهم للحصول على الأغلبية هناك.
وإلى ذلك، من المتوقع أن يعود مجلس النواب يوم الجمعة، من إجازته الصيفية للتصويت على المشروع وإقراره رسمياً قبل إرساله إلى البيت الأبيض.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها

صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
TT

لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها

صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

لا تزال مُسيّرات مجهولة تظهر في السماء فوق شمال شرقي الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع، مما دفع السلطات الفيدرالية إلى التشديد مجدداً على عدم وجود أي نشاط إجرامي أو أجنبي في هذا الصدد، بينما اقترح الرئيس المنتخب دونالد ترمب إسقاطها.

وقالت كاثي هوكل، الحاكمة الديموقراطية لولاية نيويورك، رابع أكبر ولاية أميركية لناحية عدد السكان (20 مليون نسمة)، في بيان السبت، إن مدارج مطار صغير في المنطقة أغلقت لمدة ساعة مساء اليوم السابق بسبب ظهور «مسيّرات جديدة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكدت السلطات الملاحية في نيويورك هذا الإغلاق القصير الذي لم يكن له أي تأثير في الرحلات الجوية.

ومنذ أسابيع عدة، يُبلغ سكان في منطقة نيويورك ونيو جيرسي عن تحليق لطائرات بلا طيار في السماء، وهي ظاهرة أثارت قلقاً كبيراً، خصوصاً أن السلطات المحلية والوطنية لم تقدم أي إجابات في شأن مصدرها.

وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأجهزة مضيئة تحلق في السماء، فيما ينتقد مسؤولون منتخبون محليون إدارة الرئيس جو بايدن بسبب ما يعتبرون أنه تقاعس من جانبها.

وقد أثار بعض النواب المنتخبين، مثل عضو الكونغرس الجمهوري كريس سميث، إمكان أن يكون ذلك تهديداً من دولة أجنبية مثل روسيا أو الصين، من دون أي دليل يدعم ذلك.

والجمعة، انضم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى هذا الجدل.

مسيَّرة تظهر فوق أحد المنازل في نيو جيرسي في 5 ديسمبر الحالي (أ.ب)

وكتب على منصته «تروث سوشيال»: «مشاهدات غامضة لمسيّرات في كل أنحاء البلاد. هل يمكن أن يحدث هذا حقاً من دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك! على الجمهور أن يعرف وعلى الفور. وإلا فلتُسقِطوها!!!».

من جهته، انتقد عمدة مقاطعة مونماوث بولاية نيو جيرسي السلطات الوطنية لعدم استجابتها، داعياً في الوقت نفسه الجمهور إلى عدم إطلاق النار على المسيّرات.

وأكد ممثلون للشرطة الفيدرالية (إف بي آي) والأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه) أنه لا يوجد أي عنصر، في هذه المرحلة من تحقيقاتهم، يُظهر وجود نشاط إجرامي أو صادر عن قوة أجنبية.