خبيرة تكشف كيفية التخلص من «العقد العضلية»

خبيرة تكشف كيفية التخلص من «العقد العضلية»
TT
20

خبيرة تكشف كيفية التخلص من «العقد العضلية»

خبيرة تكشف كيفية التخلص من «العقد العضلية»

تقول زاكاري جيلن أستاذة مساعدة بفسيولوجيا التمرين بجامعة ولاية ميسيسيبي إن الهدف من الكثير من الأبحاث هو فهم كيف أن الحركات المختلفة وأشكال التمارين الرياضية تسبب الضغط على العضلات. لأن اكتشاف البرامج لتحقيق أقصى قدر من الأداء، بغض النظر عن هدف التدريب، يتجاوز ما يجب القيام به أثناء التمرين؛ إنه يتعلق أيضًا بأفضل السبل للاستعداد والتعافي لأماكن تمارين الضغط على الجسم. حيث تتضمن بعض الأسئلة الأكثر شيوعًا التي سمعتها خلال سنوات عملي كمدربة شخصية وباحثة في هذا المجال «عقدة عضلية». ما هي وكيف يمكنك التخلص منها عند حدوثها؟ وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن The Conversation.

ما هي عقدة العضلات؟

العقدة التي تكتشفها في عضلاتك، والتي قد تبدو صغيرة مثل الرخام أو حتى كبيرة مثل كرة الغولف، تسمى نقاط الزناد الليفي العضلي. اللفافة هي الطبقة الرقيقة من النسيج الضام الذي يحيط بالعضلة. وعندما تتضرر عضلاتك (حتى ولو قليلاً) يمكن أن يسبب التهابًا في العصابات العضلية والطبقة اللفافية أعلاه. وتلك الكتلة من الأنسجة الملتهبة هي نقطة تحفيز في اللفافة العضلية. عادةً ما تكون الكتل الصغيرة طرية عند اللمس ويمكن أن تحد من نطاق حركتك أو تؤدي إلى الألم أثناء الحركات المختلفة.
لا تظهر عقدة العضلات في فحوصات التصوير الطبي، ولا يزال الباحثون يحاولون معرفة الآليات الفسيولوجية الدقيقة داخل العضلات التي تسبب هذا التفاعل.
وتميل نقاط تحفيز اللفافة العضلية إلى التطور عندما تتهيج العضلة بسبب حركة متكررة جديدة أو أكثر شدة من المعتاد. على سبيل المثال، قد تصاب بعقدة في العضلات التي تجهدها كثيرًا خلال يوم شديد من التمارين.
تخيل إضافة يومين من الجري إلى روتينك الأسبوعي المعتاد المتمثل بمجرد رفع الأثقال. نظرًا لأن الجري حركة جديدة، فقد تلاحظ بعض العقد في ربلتك. لا تحتاج إلى أن تكون فأرًا رياضيًا حتى تكون على دراية بالعقدة العضلية. على سبيل المثال، إذا كنت تنحني باستمرار على جهاز كمبيوتر طوال اليوم، فقد تلاحظ ظهور عقدة في أعلى ظهرك وكتفيك. لن يفكر معظم الناس في الجلوس على المكتب بمشقة، لكن الاحتفاظ بوضع واحد لساعات في كل مرة يضع ضغطًا على عضلاتك.

كيف تتخلص من عقد العضلات؟

أحد أبسط الحلول لمشكلة عقد العضلات هو الانتظار. يستغرق الأمر وقتًا حتى تتكيف العضلات مع حركة جديدة أو تتعافى من الإجهاد. عادة، في غضون أسبوع أو أسبوعين، ستحل العقدة العضلية من تلقاء نفسها.
يمكنك أيضًا المساعدة في تسريع عملية الاسترداد. بعض الخيارات تشمل التدليك. الإبرة الجافة، والتي تنطوي على حقن إبرة رفيعة جدًا في نقطة الزناد لمحاولة تفتيت بعض الأنسجة وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة؛ وحتى التحفيز الكهربائي.
الهدف من كل تقنية هو تقليل توتر اللفافة والعضلات في المنطقة وزيادة تدفق الدم. هذه التقنيات توفر المزيد من الدم الذي تمر عبره العناصر الغذائية والأكسجين للأنسجة التالفة، ما يعزز الشفاء.
وفي حين أن هذه الأساليب تستحق الدراسة، إلا أن هناك أشياء أخرى أكثر فعالية يمكنك القيام بها بنفسك في المنزل؛ طريقة بسيطة إلى حد ما للمساعدة في تخفيف عقدة العضلات هي الإطالة. قد تكون الإطالة ذات قيمة خاصة إذا كنت تجلس عادةً في وضع حرج طوال اليوم.
تستفيد العضلات التي تظل على هذا النحو تحت ضغط مستمر لعدة ساعات من وضعها في نطاقات مختلفة من الحركة. على سبيل المثال، بعد الجلوس لفترة من الوقت، يمكن لبعض لفات الكتف البسيطة ودوران الرقبة أن تخفف بعض التوتر في تلك العضلات، ما يساعد على تجنب أو تقليل تراكم العقد العضلية.
وهناك طريقة أخرى يمكنك تجربتها في المنزل تسمى «تحرير اللفافة العضلية الذاتية». الفكرة من وراءها هي نفسها التدليك، باستثناء أن هذه الطريقة يمكن القيام بها في منزلك باستخدام بكرة إسفنجية، أو جهاز دحرجة، أو كرة صلبة، مثل كرة لاكروس أو الكرة اللينة، أو حتى قطعة صغيرة من الأنابيب البلاستيكية.
على سبيل المثال، إذا كانت لديك عقدة في مجموعة العضلات رباعية الرؤوس في مقدمة فخذك، فيمكنك الاستلقاء على أسطوانة وتدحرج ساقك برفق للخلف وللأمام عليها. بدلاً من ذلك يمكنك دحرجة الجهاز لأعلى ولأسفل في مجموعة العضلات مع الحفاظ على الضغط ضمن نطاق راحتك.
نظرًا لأنك تمارس الضغط بقدر ما تريد، فأنت قادر على العمل ضمن نطاق تحمل الألم الخاص بك، وهي ميزة إذ قد يكون من غير المريح التخفيف من نقاط تحفيز اللفافة العضلية. يمكنك استخدام هذه التقنية بجميع أنحاء الجسم في أي مكان لديك فيه عقدة عضلية.
وعلى الرغم من أنها قد تكون مزعجة، إلا أن عقد العضلات لا داعي للقلق منها. تذكر أن الالتزام بعادات التمرين والتحرك على مدار اليوم يمكن أن يساعد في منع تطور العقد بعضلاتك في المقام الأول.
إذا لاحظت ظهور عقدة عضلية، فإن التمدد ببساطة في نهاية اليوم أو المرور ببعض تقنيات تحرير اللفافة العضلية هي طرق بسيطة وفعالة للمساعدة في تخفيف هذه المشكلة وتجنب المشاكل المستقبلية.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر التوقيت الصيفي على نومك وصحتك ونظامك الغذائي؟

صحتك من الضروري الحفاظ على عاداتنا الصحية بعد بدء التوقيت الصيفي (جامعة نورث كارولاينا)

كيف يؤثر التوقيت الصيفي على نومك وصحتك ونظامك الغذائي؟

تطبق العديد من الدول التوقيتَ الصيفيَّ من أجل توفير الطاقة وزيادة العمل في فترة النهار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السكرالوز قد يُحفز إشارات جوع قوية مما قد يزيد الشهية (رويترز)

مُحلٍّ شائع يزيد الوزن عن طريق تعزيز الشعور بالجوع

مع كثرة الأطعمة والمشروبات التي تُسوّق لمن يحاولون إنقاص وزنهم، يتساءل العلماء عن مدى فعاليتها في إشباع الشهية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فيتامين «B 12»... سبع علامات تدل على نقصه وطرق العلاج

فيتامين «B 12»... سبع علامات تدل على نقصه وطرق العلاج

التعب وضعف العضلات. فقدان الذاكرة والارتباك. وخز وإبر. أعراض نقص فيتامين «B 12» غامضة وواسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما هي الفوائد الصحية للكولاجين لدى النساء؟

الكولاجين «منقذ حياة النساء»... كيف تحافظين على إنتاجه مع التقدم بالسن؟

«إنه يُضفي على بشرتنا مظهراً ممتلئاً، ويُقوي أظافرنا، ويُضفي لمعاناً إضافياً على شعرنا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك العديد من الحالات المرضية قد لا تكون وراثية بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً (رويترز)

17 عاملاً تؤثر في خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب

يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2050.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
TT
20

مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)

لا تستطيع المغنّية الأميركية دوللي بارتون الاستغناء عن آلة الفاكس الخاصة بها، فهي لا تزال حتى اليوم تستخدمها للتواصل مع الآخرين. ووفق صديقتها المغنية مايلي سايرس فإنّ بارتون لا تكاد تستعمل الهاتف.

مثلُها زميلُها ألتون جون الذي تخلّى عن الهاتف الجوال، واستعاض عنه بالجهاز اللوحي iPad عند الضرورة، وذلك للاتصال بولدَيه، أو لتسهيل أمور العمل. وفي حديثٍ ضمن برنامج Jimmy Kimmel Live، قال الفنان البريطاني إنّ حياته رائعة من دون هاتف: «أكره الهواتف الجوالة لأنها تلغي الخصوصيّة، ولم أتحمّل أن أقتني واحداً كي لا يتّصل بي الناس مرّتَين في الدقيقة».

صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)
صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)

ليست موضة الاستغناء عن الهاتف الجوال بكل ما يحمل من مغرياتٍ تكنولوجية محصورةً بالمشاهير الذين تخطّوا الـ70 من العمر، إنما تنسحب على مَن هم أصغر سناً.

عام 2015، وكجزءٍ من مقررات السنة الجديدة، تخلّص المغنّي البريطاني إد شيران من هاتفه الذكيّ. الهدف الأساسيّ من ذلك القرار كان الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى مقابلاته، تحدّث شيران عن الأمر كاشفاً أنّ تعلُّقَه بالهاتف أتعبه كثيراً، وقد انتهى الأمر بأن أُصيب بالإحباط. وأضاف: «عندما تخلّصت منه شعرتُ وكأنّ أثقالاً نزلت عن كتفيّ». ويكتفي شيران بالجلوس أمام جهاز الكمبيوتر بضع ساعات كل أسبوع من أجل متابعة بريده الإلكتروني.

منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)
منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)

من بين المشاهير والفنانين الذين وجدوا سعادتهم في حياةٍ خالية من الهواتف الذكية، المغنية سيلينا غوميز، والممثلة سارة جسيكا باركر، والمغني جاستن بيبر، والمخرج كريستوفر نولان.

أما الإعلامي البريطاني سايمون كاول فقد كان هو الآخر من بين السبّاقين في الاستغناء عن هواتفهم. عام 2017، اكتشف كاول أنّ كل الرسائل الواردة إلى هاتفه تتسبّب له بالإرهاق، وتأخذ وقتاً كثيراً من عمله وحياته عموماً. في حوار مع أحد البرامج التلفزيونية الأميركية، أخبر كيف أنه وفي أحد الصباحات، استيقظ ليكتشف 52 رسالة غير مقروءة على شاشة الهاتف، فقرر ألّا يجيب عليها، وأن يطفئ هاتفه. أضاف كاول: «أطفأته يوماً ثم شهراً، فـ3 أشهر، ثم سنة، سنتَين، ثلاثاً... لقد راق لي الأمر كثيراً».

الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)
الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)

في وقتٍ تدور معظم أخبار «السوشيال ميديا» حولهم، فإنّ عدداً كبيراً من المشاهير غير مدركين لذلك بما أنهم قرروا الانفصال عن الواقع الافتراضي.

هم الذين يوظّفون مديري أعمال ومساعدين شخصيين يتولّون الردّ على اتصالاتهم وبريدهم، وإدارة صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يبدو هذا القرار صعباً بالنسبة إليهم. لكن هل يستطيع البشر العاديّون أن يقوموا بالمثل، وأن يعيشوا حياةً خالية من الهواتف؟

التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)
التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)

خلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت مبيعات الهواتف الجوالة قديمة الطراز قفزةً نوعيّة، بعد أن كانت طيّ النسيان. يعود ذلك إلى ميلٍ لدى «الجيل زد» (Gen Z) إلى الابتعاد عن الهواتف الذكيّة. لا يفعلون ذلك تأثُّراً بالمشاهير، بل لأنّ هذا الجيل تيقّظ على ما يبدو إلى مضارّ الهواتف.

بعد أن كان نجمها أفل، عادت شركة «نوكيا» إلى تصنيع بعضٍ من هواتفها القديمة. حصل ذلك نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد، الذي أطلق حملة عبر منصة «تيك توك» تحت عنوان «أعيدوا الهواتف القديمة».

أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)
أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)

وفق شركة الأبحاث البريطانية «GWI»، فإنّ أكثر شريحة عمريّة تدنّى مستوى استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي للهواتف الذكية، هي تلك المتراوحة سنوات ولادتها ما بين 1995 و2012. يلي هؤلاء جيل الألفيّة (1980 – 1994).

إلى جانب موضة النوستالجيا إلى كل ما هو قديم، أدرك هذان الجيلان أو جزءٌ لا بأس به منهما، أنّ الخصوصية أهمّ من مشاركة تفاصيل حياتهم مع الآخرين عبر منصات التواصل. كما أنهم ارتأوا الابتعاد عن الهواتف الذكية لأسبابٍ مرتبطة بالصحة النفسية والجسديّة.

استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)
استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)

يدخل «الهاتف المملّ» (Boring Phone) ضمن قائمة الهواتف غير الذكيّة (أو الغبيّة كما يطلق عليها الجيل الجديد). طُرح هذا الهاتف في الأسواق قبل سنوات تلبيةً لرغبة الشباب بهاتفٍ غير معقّد، ويفتح على الطريقة القديمة، كما يساعدهم على التخلّص من الإدمان على الشاشة.

هذه العودة إلى الواجهة للهواتف القديمة لا تعني حتماً أنها آتية لتحلّ مكان الهواتف الذكيّة، ولا لتقنع الناس باقتناء القديم بدل الجديد، إلّا أنّ ثمّة حكمةً واضحة من هذه اليقظة. فمهما كانت مسلّية ومفيدة وعملية، تبقى العلاقة بالهواتف الذكية مشوبةً بالمخاطر. أوّلها صحّي، كآلام العنق والظهر، واضطرابات النوم، والآثار السلبية على العينَين والجهاز العصبي. وليس آخرُها نفسيّاً مثل القلق، والتوتّر، والعزلة الاجتماعية.

فهل يحذو الناس تدريجياً حذو المشاهير الذين قرروا العيش من دون هواتف، أم أنّ سطوتها ستزيد لتصبح الحياة من دونها أكثر استحالةً؟