نقابات العمال التونسية تهدد بشن إضرابات جديدة

بهدف وقف تدهور القدرة الشرائية للمواطنين وتزايد ارتفاع الأسعار

جانب من مظاهرات سابقة نظمها تونسيون للمطالبة بالتنمية والتشغيل (رويترز)
جانب من مظاهرات سابقة نظمها تونسيون للمطالبة بالتنمية والتشغيل (رويترز)
TT

نقابات العمال التونسية تهدد بشن إضرابات جديدة

جانب من مظاهرات سابقة نظمها تونسيون للمطالبة بالتنمية والتشغيل (رويترز)
جانب من مظاهرات سابقة نظمها تونسيون للمطالبة بالتنمية والتشغيل (رويترز)

أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، مساء أول من أمس، خلال حضوره فعاليات إحياء ذكرى الخامس من أغسطس (آب) 1947 في ولاية صفاقس، أن «المنظمة الشغلية ستخوض تحركات نضالية من أجل الاستحقاقات الاجتماعية».
وقال الطبوبي: «المواطنون يعانون الجوع والفقر، والموظفون تعبوا من تسويف الحكومة... ونحن لدينا اتفاقيات لا بد من تطبيقها»، مذكراً بقرار المنظمة الشغلية خوض إضراب في الوظيفة العمومية، سيحدد موعده لاحقاً، وفق تأكيده.
وحول رأيه في نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد الشهر الماضي، قال أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل إنه صرح منذ البداية بأن «الاستفتاء لن يحل المشكل سواء كانت النتيجة بـ نعم أو لا». وذكر في هذا السياق بأن اتحاد الشغل قدم منذ سنة 2020 مبادرة إلى رئيس الجمهورية، تتعلق بالمسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية المستفحلة في البلاد، مشدداً على أن «إمكانية التدارك اليوم لا تزال ممكنة، شريطة إحكام العقل، مع ضرورة النظر بعُمق لكل المسائل»، حسب تعبيره.
في سياق ذلك، لفت الطبوبي إلى أن الإضراب في عرف الاتحاد «ليس غاية في حد ذاته، بل مجرد وسيلة لتحسين الأوضاع الاجتماعية للعمال بالفكر والساعد، والدفاع عن حقوق الشغالين». مشيراً إلى تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين بشكل فظيع، وغلاء الأسعار الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ، حسبه تقديره.
مع غياب المواد الأساسية كالزيت المدعم والسكر، وفقدان الأدوية. كما أوضح الطبوبي أن السلطة القائمة «تقوم بشيطنة الاتحاد»، مستشهداً بالتضييق على أعضاء الاتحاد، وإحالة بعضهم بجهة صفاقس على مجالس التأديب، وقيام أحد الولاة الجدد لقابس بطرد النقابة الأساسية، إلى جانب المرسوم 20 الذي يستهدف، حسبه، الحق النقابي، والذي وصفه بمنشور التعاسة.
وشدد الطبوبي على أهمية تعديل المقدرة الشرائية للمواطنين، وفتح المفاوضات الجادة، وعلى أهمية المحافظة على المؤسسات العمومية، مؤكداً أن اتحاد الشغل «لم يطلب الزيادة في الأجور، بل تعديل القدرة الشرائية وترميمها، خصوصاً أن تونس تشهد أضعف الأجور، في وقت تتحدث فيه السلطة عن كتلة الأجور. كما أن 13 وزيراً تحدثوا في ندوة صحافية عن ضرورة تقديم الدعم لمستحقيه، في حين أن كل العمال بالفكر والساعد يستحقون هذا الدعم».
وختم نور الدين الطبوبي بالقول إن الاتحاد «سيبقى دائماً قوة لا تساوم في دفاعها عن منظوريها»، ودعا السلطة إلى إيجاد حلول عاجلة للأزمة السياسية والاقتصادية المستفحلة من أجل «عدم الانفلات الأوضاع وخروجها عن السيطرة»، حسب قوله.
على صعيد متصل، دعت حركة «النهضة»، برئاسة راشد الغنوشي، الحكومة التونسية إلى «مصارحة الرأي العام بحقيقة الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي، والكف عن اعتماد سياسات مضللة». وطالبت في بيان لها حكومة البلاد «بالانكباب الجدي على توفير المواد الأساسية المفقودة منذ شهور، ومراقبة الزيادات العشوائية في الأسعار، والتراجع عن الزيادات في أسعار المواد المدرسية لهذه السنة، ومراعاة المقدرة الشرائية للمواطنين».
كما دعت إلى «نشر تقرير لجنة جرد القروض والهبات»، مطالبة السلطات بـ«الكف عن الخطاب الشعبوي المرتكز على إلقاء التهم جزافاً على الحكومات (السابقة) بالفساد، والإيهام باختلاس المال العام، دون تقديم أي دليل».
وكان الرئيس سعيد قد أكد يوم الأربعاء على «ضرورة ترتيب الآثار القانونية لكل تجاوز فيما يتعلق بالهبات، التي كان يفترض أن ينتفع بها الشعب»، وذلك عقب اطلاعه على التقرير الذي أعدته وزارة المالية حول نتائج مهمة جرد وضبط وضعية القروض، والهبات المسندة لفائدة الدولة والمؤسسات العمومية خلال السنوات العشر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.