جرعة فنية مركزة يتلقاها زائر صالون «أجيال - 1» بقاعة الفن بالهناجر في دار الأوبرا المصرية، حين يتجول بالقاعة التي تضم أعمال 76 فنانًا من 11 دولة أجنبية وعربية، بينهم: سوريا، والعراق، وفلسطين، والكويت، وليبيا، ودولة الهند التي تحل ضيفة الشرف، فضلاً عن مصر. فما بين الواقعية السحرية المليئة بحرارة الألوان والرمزي والتعبيري والتجريدي والسريالي والتكعيبي والتركيب والإيجازي وغيرها من الاتجاهات والمدارس التشكيلية؛ تعكس اللوحات الظروف الاجتماعية والسياسية التي تمر بها الدول المشاركة، حتى الأعمال النحتية التي تتوسط القاعة تتنوع ما بين السكون والحركة، كأنها تعكس عالمنا المتغير، بما تحمله من خشونة ونعومة في الالتواءات.
وكان وزير الثقافة المصري الدكتور عبد الواحد النبوي، والدكتور حمدي أبو المعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، قد افتتحا المعرض يوم الخميس الماضي بحضور الفنانين المشاركين، من بينهم: جلال رحيم من العراق، وغصون العبدون من الكويت، ووفاء النشاشيبي من الأردن، وأحمد أبو الكاس من فلسطين، وقصي العوامي من السعودية، والفنان ضيف الشرف إبراهيم حنيطر من مصر، وقام بتمثيل مشاركة الهند في الصالون الفنان أ. ك. دوجلاس.
من اللافت في الأعمال المتناحرة فيما بينها بقوة تأثيرها على المتلقي، الرصانة والتدقيق في محاكاة المشاهد الطبيعية، كما يمكن تتبع أثر الفنون التراثية الشرقية: المصرية، والعراقية، والفارسية، في بعض الأعمال التي برزت بها موتيفات تراثية، أضفت مذاقًا خاصًا يتماهى مع التقنيات الحديثة في التصوير والجرافيك الذي استندت عليه بعض اللوحات.
وبوجه عام، تتميز الأعمال بجمال التكوين ودقة في اختيار الموضوعات وترجمتها في لوحات ومنحوتات تتوهج بالإبداع اتجاهات مميزة لم تكن معهودة من قبل تبشر بولادة فنانين جدد سوف يلعبون دورًا في الحركة التشكيلية العربية.
يقول الفنان عمرو العطار، قوميسير عام الصالون، الذي يشارك بلوحة تصوير بعنوان «طاقة الجسد والروح» بخامة الأكريليك، لـ«الشرق الأوسط»: «أهم ما يميز المعرض أنه يجمع بين مختلف مجالات الفنون التشكيلية من نحت وتصوير زيتي وفوتوغرافي ورسم وجرافيك وديجيتال آرت ومدارس الفن المختلفة. والهدف من الصالون أن يتم عرض أعمال فنانين من مختلف الأعمار ومن دول مختلفة للعمل على تفاعل وتواصل الأجيال بشكل مباشر في وقت ومكان واحد». ويضيف: «أتصور أن وجود أعمال الفنانين الكبار مع أعمال الشباب يعطي لمحة للنقاد ومتذوقي الفن والدارسين عن تطور الفن التشكيلي العربي. لذا، حرصنا على دعوة جهات ومؤسسات وبنوك ورجال أعمال للحضور والاقتناء من أجل تنشيط ومساعدة الفنانين على التسويق والترويج لأعمالهم».
بجوار لوحة تصوير ضخمة بالأبيض والأسود تمثل فتاة تحاول استنشاق عبير وردة لكنها سوداء، وقف الفنان هشام طه، منسق المعرض، بجوار لوحته، معربًا عن سعادته بالمشاركة في الصالون، قائلاً: «مشاركة عدد كبير من الفنانين تحت سقف واحد من دول مختلفة، أمر هام للغاية. فهم يسطرون بوجودهم في بوتقة واحدة ملحمة رائعة بتناغم وتباين بين جيل الرواد المعاصرين وجيل الوسط وجيل الشباب».
وحول اللوحة يقول: «تعبّر اللوحة عن السوداوية المحيطة بنا والمآسي التي جعلت من كل الأشياء الجميلة أشياء ليس لها لون أو مذاق، إنها تعبير عن اختفاء الجماليات من حياتنا».
وفي ختام الصالون سوف تعقد ندوة، اليوم، عن المردود الفني، يديرها الفنان رفقي الرزاز عن جيل الرواد المعاصرين، والفنان هشام طه عن جيل الوسط، والفنان عمرو العطار عن جيل الشباب. ويعقب الندوة حفل غنائي لإحدى فرق «الأندرجراوند» الشبابية، كما يتضمن الحفل ديفيليه أزياء تتناغم مع الفنون التشكيلية، ويتم التبرع بقيمة 25 في المائة من إجمالي المبيعات لصالح صندوق معاشات نقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة لدعمها ماديًا.
صالون «أجيال» في القاهرة.. يمهد لانتعاش الحركة التشكيلية
يضم أعمال 76 فنانًا من 12 دولة والهند ضيفة الشرف
صالون «أجيال» في القاهرة.. يمهد لانتعاش الحركة التشكيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة